نور التاجوري: ظهوري على غلاف المجلة هدفه تغيير الصورة النمطية عن الفتاة المحجبة من أشهر النجمات اللاتي ظهرن على غلاف "بلاي بوى" كيم كاردشيان ومادونا وناعومي واتس -------------------------------------------------------------------------------------- شكل ظهور الصحفية الأمريكية الليبية الأصل نور التاجوري على غلاف مجلة البلاي بوي مفاجأة كبرى نظرا لأنها ترتدي الحجاب وقد اعتاد متابعى المجلة على أن تتصدرها صور لنساء عاريات بهدف استقطاب الجمهور ،وغالبا ما كان يتم اختيار نجمات هوليود وكانت المجلة قد أعلنت في نهاية الشهر الماضي عن عزمها التخلى عن نمطها السائد منذ ما يقرب من ستين عاما ،الأمر الذي أسماه البعض بالتوبة ،لكن الحقيقة هي أن المجلة أرادت أن توسع قاعدة جمهورها لتستقطب الفئات المحافظة أيضا ولاسيما وأنها تصدر في عدد من الدول العربية وهذه التوبة التي أعلنتها المجلة لم تعف التاجوري من النقد ،حيث استنكر الكثيرون رؤية فتاة محجبة على غلاف هذا الإصدار الإباحي ،لكنها ردت على منتقديها موضحة أنها كانت تهدف إلى تغيير الصورة النمطية للفتاة الأمريكية المحجبة ،لاسيما وان لها طموحات كبيرة جدا حيث ترغب في أن تكون أول مذيعة محجبة بالتليفزيون الأمريكي ويبدو أن التاجوري وجدت في اختيار "بلاي بوي " لها فرصة ليتعرف عليها الكثيرون، حيث سعت لذلك منذ فترة ففي عام 2012 نشرت صورة لها من داخل ستوديو قناة إيه بي سي على حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي وعلقت عليها قائلة "أول مذيعة محجبة بالتليفزيون الأمريكي" وقد حظت حينها بإعجاب الكثيرين وشجعوها على المضي قدما من أجل تحقيق حلمها ومجلة البلاي بوي وترجمتها باللغة العربية "الفتى اللعوب" تعد من أكبر المجلات الأمريكية الإباحية ،التي أسسها هيو هيفنز وأصدر العدد الأول منها عام 1953 ،وذاعت شهرتها منذ ذلك الحين حيث أصبحت الأكبر في تخصصها حول العالم ويتم إصدارها حاليا في حوالي 30 دولة ،لكن شعوب بعض الدول ولاسيما الإسلامية اعترضت على إصدارها فوق أراضيها فعلى سبيل المثال لاقى إصدار النسخة الأولى في أندونسيا في أبريل عام 2006 احتجاجات كبيرة ،وتعهدت حينها "جبهة المدافعين عن الإسلام" بسحب أعداد المجلة من السوق بالقوة ،وفي 12 أبريل عام 2006 ألقى مئات المحتجين المسلمين الحجارة على مكاتب الناشر في جاكارتا مما أجبر المسئولين نقل مقر المجلة إلى مدينة بالي. وإلى جانب الإصدار الورقي يوجد للمجلة موقع إلكتروني يمثل حوالي 60% من إيرادات الشركة ومن أشهر النجمات اللاتي ظهرن على غلاف "بلاي بوي " "كيم كارداشيان، ومادونا، ودرو باريمور، وناعومي واتس، وباميلا اندرسون، وبريجيت بردو، وشارون ستون، وليندسي لوهان، وباميلا ماكارثي". كما اهتمت بلاي بوي من خلال نسختها العربية بنشر صور أبرز من اشتهرن في الوطن العربي بالإغراء وكان من بينهن المصرية سما المصري التي علقت على الأمر عبر حسابها الشخصي على موقع انستجرام قائلة " طلعنا على بلاي بوي دي زاطت قوي" ،لكنها في وقت لاحق أكدت أنها لم تكن تعلم ان المجلة إباحية وكانت سعادتها نابعة من كونها مجلة عالمية موضحة أن الصورة كانت من كليب "أحمد الشبشب ضاع" ولم تكن صورة خاصة بالمجلة والغريب أن مؤسس المجلة لم يهتم فقط بالعري والصور الإباحية بل كان مهتما أيضا بالجانب الثقافي ، حيث كان يصر على استضافة شخصيات سياسية واجتماعية وثقافية في مجلته ضمن زوايا خاصة، ويفرد لها صفحات ،ومن الشخصيات التي أفرد لهم صفحاته الناشط والزعيم الأمريكي الشهير مالكوم أكس، ومغني ال "بيتلز" جون لينون وزوجته يوكو أونو اللذين كانا يتزعمان وقتها حركة سلام خلال حرب فيتنام، إضافة إلى بطل الملاكمة مايك تايسون، والرئيس الأمريكي السابق الذي كان وقتها مرشحا للانتخابات جيمي كارتر ويري المتابعون أن السبب في نجاح المجلة لم يكن "العري " بل كان ذكاء مؤسسها واختياره المناسب لضيوفه ووضعهم في الإطار والوقت المناسب ففي عام 1969، كانت نجمة إحدى أغلفة المجلة العارضة لوما هوبر مرتدية رابطة عنق رجالية كانت ترمز من خلالها لفكرة الصراع الجندري الذي لم يكن شائعا إعلاميا كما هو الآن، واعتبر الغلاف واحدا من العلامات على التغييرات الاجتماعية الثقافية المرتبطة بهذه المسألة وفي عام1971، احتلت العارضة الأمريكية من أصل أفريقي جيان بيل للمرة الأولى غلاف المجلة، في وقت كانت العنصرية من علامات المرحلة وعام 1977، كانت بربرا سترايسند من النساء القلائل اللواتي أجبرن هيفنر على إعطائها الغلاف من دون تعريتها و في سنة 1980، اقتربت المجلة من السياسة، حيث قدمت سياسيات أمريكيات نصف عاريات ،وكذلك نساء بورصة (وول ستريت) في 1989، و شرطيات نيويورك في 1994 وهذه السياسة من قبل المجلة عرضتها لاعتراضات كثيرة من قبل الحركات النسائية بدعوى استغلالها للنساء كأدوات للجنس وترويجها سياسة المنافسة غير الصحية بينهن، فضلا عن أن عددا من جميلاتها عانين من مشاكل نفسية إثر الاستغناء عن خدماتهن في العمل كذلك وعلى الرغم من أن بلاي بوي نالت شهرتها من صور الفتيات العاريات إلى أنه كان يكتب بها عدد من الكتاب وادباء حول العالم وكان من بينهم الروسي فلاديمير ناباكوف صاحب رواية لوليتا التي ذاع صيته حول العالم ، وأيضا البريطاني إيان فليمنج صاحب شخصية جيمس بوند ،وكذلك الكاتب الياباني هارواكو موراكومي مؤلف رواية " كافكا على الشاطئ" كما كانت الكاتبة الكندية مارجريت أتوود الفائزة بجائزة "بوكر " الأدبية خمس مرات أحد كتاب المجلة كذلك كتب بها السير بي .جي. وودهاوس وغيرهم يذكر أن هيو مارستن هيفنز مؤسس مجلة بلاي بوي ولد في 9 أبريل 1926، ويعرف أحيانا باسم هَف (Hef),،درس الفلسفة في جامعة ألينوي وعمل صحفيا في مجلة أيزكوير، وفي عام 2003 صنفته مجلة ارينا (Arena)بالمرتبة الثانية في قائمة اقوى 50 شخص في الإباحية وقبل ما يقرب من ستين عاما، بدأ المشروع بقرض من والدته، مؤكدا أنه سيرد لها الدين أضعافا مضاعفة في حال نجاحه وعلى الرغم من أنه لم يكن متأكدا من الوفاء بوعده لكنه كان يعرف أن الإغراء والعري ليس مجرد عرض وطلب بل فلسفة وهو الأمر الذي كثيرا ما يردده لأصدقائه في جلساته الخاصة وكذلك للصحفيين في لقاءاته الإعلامية وربما هذه الفلسفة هي التي كانت سببا في نجاحه وانتقاله بعد ذلك إلى انتاج الأفلام والمسلسلات والعطور والملابس وكل ما من شأنه أن يجني المزيد من الأموال حيث أصبحت شركة بلاي بوي تتاجر بكل شيء له صلة بالجمال وتاريخ المجلة يشير إلى أن نجاحها كان سريعا ومدويا، حتى إن دراسة إحصائية أشارت إلى أن ربع الأمريكيين الشبان الذكور كان يشترون المجلة شهريا وبانتظام في وقت ما ،حيث كان ذكذكاهيفنز في انتقاء الأغلفة تلقائيا فضلا عن كونه كان يبحث دائما عن الجميلات المختفيات في القرى البعيدة والأحياء الفقيرة ، مما كان يمثل فرصة ذهبية لكل من أرادت دخول عالم الأضواء، و الباحثات عن الشهرة اعتبرن المجلة بوابتهن. وفعلا تحولت كثيرات إلى نجمات بعد ظهورهن على غلاف المجلة مثل عارضة الأزياء الشهيرة سيندي كروفورد، والممثلات باميلا أندرسون، وشارون ستون، وآنا نيكول سميث أما اليوم، فيعتبر مجرد الترشح لغلاف مجلة بلاي بوي نوعا من الاعتراف العلني بجمال الشخصية المطلوبة وتأثيرها ،لذلك تلجأ كثيرات من النجمات إلى الظهور على الغلاف ولو أنهن رفضن في السابق ذلك العرض