جاء إعلان الفنانة غادة عبد الرازق عن قيامها بتجسيد دور راهبة فى مسلسل "فعل فاضح" ليخلق حالة من الجدل داخل الكنيسة وشعبها , حيث شن عدد من الاقباط هجوماً حادا عليها ، مؤكدين أن قدومها على هذه الخطوة سوف يتسبب فى إثارة فتنة كبري تهدد السلم الاجتماعى. من جانبه قال جرجس بشرى الناشط الحقوقي إن تجسيد الفنانة "غادة عبد الرازق" لدور راهبة تهجر الدير لأجل الحب والغرام والعلاقات العاطفية في احد الاعمال الدرامية في رمضان المقبل يعد "كارثة كبرى" وتمثل إساءة بالغة لراهبات مصر وراهبات الاديرة الارثوذكسية في كل العالم ، كما تمثل إساءة بالغة لاقدم نظام رهباني في التاريخ وهو "نظام الرهبنة في مصر" الذى يهدف إلى النسك والعبادة والترفع عن الشهوات والرذائل والانحلال والارتباط بالواحد وهو الله سبحانه وتعالى. وتابع :يعتبر هذا العمل لو خرج بهذا الشكل والهدف اساءة بالغة لاقباط مصر وكل مسيحيو العالم بل والكنيسة ، وتحدى صارخ لمشاعرهم ، خصوصا أن الراهبات في مصر يلتحقن بالاديرة وفقا لشروط دقيقة وهدفهن النسك والتعبد الى الله ، وتاريخ الكنيسة المصرية لمن لا يعلم قدم نماذج حية لساقطات كن يعيشن حياة الخلاعة والرذيلة ولكن بعد أن اشتعل في قلبهم نار الحب الالهي وتابوا توبة صادقة التحقوا بالرهبنة وكرسوا حياتهن لخدمة الله في الجبال داخل الاديرة. وأشار بشرى الي أن راهبات مصر نموذج حى للعفة والطهارة ومخافة الله وهناك من استشهدن وفضلن الموت على ان تمس طهارتهن – علي حد تعبيره. وقال إن تطرق الكاتب مدحت العدل لموضوع يسيء الي الرهبنه أمر يثير الدهشه ويعرضه لانتقاد كبير ، وكان من الاولي به أن يرجع الي الكنيسة وتاريخها لتقديم الصورة الحقيقية للراهبة المصرية . وأضاف كان ينبغي علي "العدل" ان يتطرق لموضوعات أكثر أهمية وخطورة داخل المجتمع من إثارة موضوعات شائكة تحدث ضجيجاً ولا تدر نفعاً. وطالب بشرى الكنيسة المصرية بالتصدي لهذا العمل وأن يتم مراجعته قبل الشروع في تصويره ، مؤكداً أن إساءته للرهبنة تمثل إزدراء غير مقبول لنظام الرهبنة . وقال أطالب كل المصريين الشرفاء بالتصدي لهذا العمل المثير للفتنة خاصة ونحن في عصر يمكن أن يستخدم فيه الفن والدراما لاسقاط الدول وتهديد نسيجها ونظامها الاجتماعي بإثارة القضايا المثيرة للفتنة. وقال هاني الجزيري مدير مركز المليون لحقوق الانسان: غادة عبد الرازق فنانة متألقة وممثلة تصلح لكل الأدوار وكونها تقوم بدور راهبة فهذا لايعيبها ولاينتقص من هيبة الراهبات, فهند رستم جسدت دور راهبة من قبل وكانت قد لقبت بملكة إغراء مصر فى وقت كانت مارلين مونرو هى نجمة الإغراء فى العالم وكانت هند تتمثل بها . وتابع : في سنوات ماضية تعرضت الدراما لحياة الرهبنة مثلا فى فيلم خالتى صفية والدير , كما جسد محمود حميدة وسامى العدل ويسرا شخصيات لرهبان وراهبات بشكل كوميدى فى فيلم حرب الفراولة. وتابع حديثه: أثق في فكر مدحت العدل وأشقاءه فمدحت كان زميلى فى الجامعه وجارى فى المسكن واعرف نشأته الأولى وقد تهذب بكل أخلاق اهل شبرا التى لاتعرف أبداً أى تعصب أو طائفية بل أن أولاد العدل دائما ماحاربوا هذا الفكر المتطرف، ومع ذلك فإن النموذج الذي يعرضه في هذا العمل بعيد جداً عن الواقع وذلك لأن إختبارات الرهبنة خصوصا للسيدات تخضع لتقييم صعب جداً ولم نسمع عن راهبة تركت ديرها ، يمكن للمكرسات- عذراء متفرغة للخدمة بالكنيسة- فقط أن تخفق فى إحدى مراحل إختبارها التى تستلزم سنوات ولا يحدث ذلك بالنسبة للراهبة. واقترح الجزيري أن يبتعد الكاتب عن تصوير الراهبه بهذا الشكل وأن يستبدلها بأي فتاه عادية ,وقال "لا داع من أصله أن يوضح الديانه خصوصا أن هناك زواج وطلاق فى السيناريو وهذا غير موجود فى الديانة المسيحية إلا بشكل إستثنائى". من جانبه رفض مينا أسعد أستاذ اللاهوت الدفاعي بالكنيسة الهجوم علي العمل الدرامي وبطلته قبل عرضه،مؤكداً أن توجيه أي انتقاد أو هجوم علي العمل قبل انتهائه يمثل دعاية مجانية تزيد من نسب مشاهدته بمجرد عرضه. وقال إن اختيار الكاتب لتجسيد الراهبة داخل عمل درامي يتطلب دراسة جيدة لطبيعة هذه الشخصية ومقوماتها داخل الكنيسة وذلك لتجنب الوقوع في أخطاء كنسية تثير أزمة لدي الأقباط والكنيسة. وطالب أسعد القائمين علي العمل بعرض الشخصية بالشكل الذي يليق بها ،منوهاً الي أن أي إساءة سيفرزها العمل سوف تسيء للكاتب وبطلة العمل وليس للراهبة. وأشار أستاذ اللاهوت إلي أنه سوف ينتظر عرض المسلسل للحكم عليه وتحديد موقفه منه ،مشدداً علي أنه لن يسمح بأي إساءة توجه الي الراهبات من خلال تجسيد غادة عبد الرازق لهن. كانت الفنانة غادة عبد الرازق قد أعلنت عن تجسيدها لدور "راهبة" في مسلسل "فعل فاضح" لموسم دراما رمضان 2017، وذلك بعدما تعاقدت رسمياً مع المنتج تامر مرسي على بطولة المسلسل الذي يفجر قضية شائكة جداً وتكاد لا تطرح في الدراما المصرية نظراً للحساسية الدينية، حيث تقدّم شخصية راهبة مسيحية تهجر الدير بحثاً عن قصة غرام, وتظهر غادة في الجزء الأول من أحداث العمل بزي الراهبة ثم ستهجر الدير بحثاً عن الحب، بعدما تشعر بأنها أفنت عمرها في الرهبنة، وهذه التفاصيل تشكل حساسية خاصة لدى الكنيسة المصرية . وغادة ستقدم قصة حب مع رجل متدين كان تعرف عليها سابقاً اثناء أجازات قصيرة خارج الدير، ولكن شخصيته تتحول بعد الزواج فتكتشف أنه فاسد ومستهتر ، لا يهتم سوى بالسهر وشهواته، وأنه انحرف عن المسار وهو ما يجعلها تعيش في صدمة قاسية وتتبدد أحلامها. القصة المثيرة لا تنتهي عند هذا الحد، فبعد "طلاقها" من زوجها، وهذه قضية حساسة جدا داخل الكنيسة المصرية، تفكر بالعودة إلى الدير، لكنها تقع في الحب مرة أخرى وتتزوج الحبيب الثاني فى أسرع وقت، وتمنحه توكيلا لادارة كل أملاكها، ثم تصدم مجدداً بعدما تكتشف أنه تزوجها طمعاً فى ثروتها ويهرب بجميع ممتلكاتها ، وتتخذ قراراً نهائياً بالعودة إلى ثوب الراهبة مرة ولكن إدارة الدير تمنعها لأن خروجها من سلك الرهبنة يعد "فعلاً فاضحاً". المسلسل من تأليف الكاتب والشاعر مدحت العدل، وانتاج تامر مرسي، ولم يتم الاستقرار حتى اللحظة على أسماء نجوم العمل.