من بين الأسماء البارزة تلمع فى الانتخابات الأمريكية قصة الشقيقان بوديستا حيث يترأس حملة «كلينتون»، المخضرم «جون بوديستا»، المستشار السابق للرئيسين باراك أوباما، وبيل كلينتون، ومؤسس مركز «التقدم الأمريكى للأبحاث السياسية»، وهو شقيق «تونى بوديستا»، مؤسس شركة «بوديستا جروب للعلاقات العامة»، والتى تتعاون مع مصر حاليا. ويرتبط «تونى» بعلاقات ممتازة بالجيش المصرى، وكبار قادته، ويظهر ذلك فى زيارته المتكررة لمصر خلال الأعوام الأخيرة، حتى بعدما انتهت العلاقة الرسمية بين شركته وبين الحكومة المصرية، ويلعب أيضًا دورًا مهمًا فى حملة «هيلارى كلينتون» بجانب شقيقه «جون»، ويعد أحد الممولين الماليين الرئيسيين للحملة وهو مكلف ايضا بجمع تبرعات لها من عدة جهات مختلفة فى الداخل والخارج. «جون بوديستا» معروف بمواقفه الايجابية الثابتة تجاه مصر حيث كشف اكثر من مرة من قبل عن رضاه إزاء ما حققته مصر من تقدم على المسار الديمقراطى، خاصة بعد بدء عمل البرلمان، وتشكيل لجانه، وقال نصا "إن الديمقراطية فى مصر ليست مثالية بعد، وليست كذلك أيضًا فى الولاياتالمتحدة". وتشير المعلومات المتاحة عن شركة «بوديستا جروب» بانها واحدة من أهم شركات العلاقات العامة فى الولاياتالمتحدة، وتعمل من مقرها فى «واشنطن» على توطيد علاقة مصر بمراكز صناعة القرار فى الولاياتالمتحدة، وشرح حقيقة الأوضاع وما يجرى فى البلاد، وجهود مصر فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وملف حقوق الإنسان، وتتولى الدفاع عنها أمام أى هجوم أو نقد، وظلت تلعب هذا الدور لسنوات. والمثير أن تنظيم الإخوان كان قد تعاقد مع الشركة أيضا عقب ثورة 25 يناير، لتحسين صورته فى أمريكا، وتنظيم حملات لإقناع المسئولين الأمريكيين بالوثوق فيهم، ومساعدتهم فى اعتلاء عرش مصر، والوصول إلى الحكم، مقابل مبلغ شهرى 140 ألف دولار ولعبت الشركة دورًا فى الترويج للإخوان وإقناع صانعى القرار بأن صعودهم سيحافظ على المصالح الأمريكية ومصالح إسرائيل، وأن الإخوان سيعترفون بمعاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب، وهو ما حدث بالفعل. وتعاقدت مصر مع الشركة ذاتها، بعد يوليو 2013، وفق بيانات وزارة العدل الأمريكية، وذلك بعقد قيمته 250 ألف دولار شهريًا، مقابل خدمات الشركة، وهو ما يزيد على ثمانية آلاف دولار يوميًا، وتدفعها الحكومة الإماراتية. وبالنسبة لمركز «التقدم الأمريكى» الذى يرأسه «جون»، فهو ينشط فى مصر، وأقام مؤتمرًا عام 2011 عقب ثورة يناير لبحث الوضع الاقتصادى فى مصر، وكيفية تعزيز قدراتها، وتوفير المزيد من فرص العمل وجذب الاستثمارات. ومن المتوقع أن تعزز تلك العلاقات بين مصر، ورموز حملة «كلينتون» من فرص تحسين العلاقات بين البلدين مستقبلًا، إذا ما وصلت وزيرة الخارجية السابقة، وسيدة أمريكا الأولى سابقًا إلى البيت الأبيض .