ألقى الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو-، كلمة في الجلسة الافتتاحية للندوة الأوروبية حول دور التنوع في ضمان الاستدامة التي انطلقت أعمالها اليوم في بوخاريست، وتعقد بالتعاون بين الإيسيسكو، والشبكة العالمية للطاقة المتجددة، وأكاديمية العلوم التقنية في رومانيا. وأعلن المدير العام للإيسيسكو في كلمته أن العالم يواجه تحديين رئيسَيْن ومترابطين، هما تحقيق مطالب العيش الكريم لسكان العالم المتوقع أن يتزايد عددهم بأكثر من الثلث بحلول عام 2050، ومعالجة الضغوط البيئية التي ستُضعف، إن لم يُحسَن التعامل معها بما يلزم من الجدية والفعالية، قدرةَ دول العالم على تلبية تلك المطالب، بحكم أن تحديات النمو السكاني السريع، والأمن الغذائي والمائي والطاقي، لا تزال تتصاعد باطراد. وأشار إلى أن تهديدات تغير المناخ، والظواهر المناخية الحادة، أصبحت تتفاقم بشكل مستمر، وباتت الحاجة ماسة إلى وضع استراتيجيات للتخفيف أو التكيف للحد من المخاطر التي تنطوي عليها، حيث تُجمِع خطط النمو في جميع البلدان، على ضرورة تحقيق رفاهية الإنسان، وتوفير فرص عمل لائقة والحد من الفوارق والقضاء على الفقر والحفاظ على الرأسمال الطبيعي. ودعا إلى أن تنسجم جميع سياسات التنمية واستراتيجياتها مع جهود المجتمع الدولي، بما في ذلك أهداف التنمية المستدامة، موضحاً أن مفهوم المباني الخضراء يتماشى مع هذه الأهداف، ويشجع على تعزيز شروط التكلفة المعقولة والكفاءة في استخدام الطاقة داخل المدن والمستوطنات البشرية، بحيث تراعي المعايير البيئية وشروط الاستدامة. وذكر أن مفهوم الاستدامة في المباني يركز بشكل كبير، على تعزيز الاقتصاد منخفض الكربون، وعلى كفاءة الموارد، بحيث يوائم بين الاقتصاد والبيئة، وبين معالجة الفقر والفوارق الاجتماعية والتدهور البيئي، مشيراً إلى أن من الممكن تطبيق مبادئ البناء الأخضر بشكل ميسّر من أجل تحديث العمل وتحسين البناء الجديد، وأن على المجتمع الدولي أن ينخرط في هذا التوجه من خلال الحفاظ على البيئة بغرض الاستجابة لتحديات التحول. وشرح أن فلسفة تصميم المباني تقوم على ضمان انسجام مع الخاصيات الطبيعية والموارد المحيطة في موقع البناء، وأن هذه الفلسفة تنطوي على ضمان الكفاءة في تصميم الهياكل، وكفاءة الطاقة، وكفاءة استخدام المياه والمواد، وتحسين جودة البيئة الداخلية، وترشيد العمليات والصيانة، والحد من المواد السامة والنفايات، موضحاً أن مفهوم البناء الأخضر يتضمن مجموعة واسعة من الممارسات والتقنيات والمهارات الهادفة إلى الحد من تأثيرات المباني على البيئة وصحة الإنسان والقضاء عليها في نهاية المطاف. وأشار إلى أن الإيسيسكو عملت على تعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة انطلاقاً من اقتناعها بضرورة تعزيز القدرات لدى الدول الأعضاء لتطوير مصادر الطاقة النظيفة وغير المكلفة، وسعت إلى التعاون والتنسيق مع وكالات الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية الأخرى بهدف تحقيق هذه الأهداف المشتركة، وشجّعت الدول الأعضاء على تنفيذ [استراتيجية تعزيز النجاعة الطاقية وتشجيع استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة] التي وضعتها، وحثتها على إقامة أشكال متطورة من التعاون المؤسسي والدولي بينها، ودعت إلى عقد المؤتمرات الإقليمية والدولية لمناقشة ودراسة التطورات الجديدة في مجال تكنولوجيات الطاقة المتجددة في جميع المجالات والعمل على تطبيقها. وبيَّن أن التعامل مع قضايا البيئة من خلال اعتماد منهج علمي شمولي يستند أساساً الى الخبرة الدولية الواسعة، تظل هي الطريقة الأكثر فعالية، مشيراً إلى أن توجّهات الإيسيسكو في هذا المجال تعكس عزمَها الأكيد على مواكبة أحدث التطورات الدولية التي تعرفها قضايا البيئة، وتعبر عن وعيها بالارتباط الوثيق بين البيئة والتنمية المستدامة والطاقات المتجددة، لأنها تكمل بعضها بعضاً في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتؤثر تأثيراً مباشراً على حياة البشر. وأعرب عن أمله في أن تتيح هذه الندوة الفرصة للمشاركين لتبادل المعارف والخبرات، وللتعرف على أفضل التجارب، من أجل التوصل إلى نتائج مثمرة، تساهم في تطوير قطاع الطاقة المتجددة الخضراء، وتعزيز التعاون بين الدول من أجل تلبية الطلب المتزايد عليها.