حكم من أول درجة بحبس الراعي واثنين آخرين بالحبس شهر وغارمة 50 جنيهاً.. 6 خدام ب"أبى سيفين" يستغيثون بالبابا بعد اعتداء الراعى عليهم وحرمانهم من ممارسة الطقوس الكنسية "فيلوباتير": لم أصدر قرارً بحرمان أحد والحكم من الدرجة الأولي جدل من نوع جديد أثاره الحكم الصادر بالحبس لمدة شهر وكفاله مالية قدرها 50 جنيهاً علي كل من القس "فيلوباتير" راعي كنيسة أبي سفين ببورسعيد، واثنين آخرين بعد اتهامهم بترويع ومحاولة الاعتداء علي ستة من خُدام الكنيسة بالأسلحة البيضاء وذلك إثر اختلافهم مع الراعى على بعض أمور الخدمة الكنسية. وكانت محكمة الزهور الابتدائية قد أصدرت حكمها بمعاقبة كل من القس فيلوباتير عبد الملاك ومراد ذكي عامل بالكنيسة، وسامح ذكي شقيق المتهم الثاني بالحبس لمدة شهر وغرامة 50 جنيهاً على خلفية اتهامهم باستعراض القوة وترويع المجنى عليهم والتهديد باستخدام سلاح ابيض وشوم. بدأت الأحداث في الثانى من يونيو الماضي عقب تولي القس فيلوباتير عبد الملك راعي كنيسة أبى سفين ببورسعيد مسئولية الكنيسة حيث طلب الاجتماع بستة من خدام بالكنيسة وهم مي صبري عامله بالكنيسة، جرجس شوقي عياد عامل بالكنيسة ومسئول ملف الأحوال الشخصية، وانجي واصف، ومجدي عبد الملاك، وروماني أيوب، ومها صبري. وكما تقول مي صبري، إحدى العاملات بالكنيسة التى حضرت الاجتماع "طلب منا القس الحضور إلي مكتبه الخاص للتشاور معنا فى أمور الخدمة وأثناء الحديث انفعل علينا وطردنا من مكتبه بسبب الخلاف فى وجهات النظر بشأن إدارة الخدمة التي نقوم بها وهي عبارة عن ترتيب الاجتماعات التي تتم بالكنيسة وإعداد الطعام لمن حضر هذه الاجتماعات". وتضيف "أثناء تحركنا من المكتب تحدث القس في الهاتف وطلب من أحد الأشخاص أن يأتي له في الحال، وأثناء خروجنا، وجدنا مراد زكى ميخائيل وهو المسئول عن عمل القربان بالكنيسة، ينتظر ومعه شوم وسلاح أبيض وبمجرد أن شاهدنا حاول الاعتداء علينا ولكننا تحركنا بسرعة وخرجنا إلي ساحة الكنيسة، وأثناء محاولة الهروب إلي خارج الكنيسة وجدنا سامح زكي ميخائيل وهو يعمل سائق تاكسي وشقيق مراد ينتظر في الخارج ويحمل شوم وسلاح أبيض، وما كان منا إلا أن حاولنا الاستنجاد بقوات الشرطة الموجودة بجوار الكنيسة". وتابعت "حاول مراد وشقيقه الاعتداء علينا بالشوم والسلاح الأبيض بعدما اعتدوا علينا بالسب والشتائم، وفي ذلك الوقت كان الأنبا فيلوباتير يقف في ساحة الكنيسة ويشاهد ما يحدث دون أن يتدخل ويمنع ما يحدث، وحينما تدخلت قوات الأمن وحاولت القبض علي مراد وشقيقه تدخل راعي الكنيسة وقال إنه سيحل المشكلة". وتروي مها صبرى إحدى العاملات المعتدى عليها ما حدث بعد ذلك قائلة "أخذ الأنبا فيلوباتير مراد إلي الدور الرابع من الكنيسة وبعد ذلك اجتمع بنا مرة أخري في مكتبه، وطلب منا أن ننهي الموقف ونترك الكنيسة وبالفعل قال له الرجال إنهم متنازلون عن حقهم فيما حدث ولكن لابد وأن يعتذر مراد لنا، ولكن القس رفض وقال هذا الحديث لن يحدث ولن يعتذر أحد لكم". وأضافت "لم يكن لدينا خيار آخر لكي نحصل علي حقوقنا غير تحرير 6 محاضر ورقية فى قسم شرطة الزهور ببورسعيد، أولها حمل رقم 2115/2746 بتاريخ 2 يونيو 2015، وآخر بتاريخ 11 يونيو 2015 حمل رقم 2746 لعام 2015، وثالث بتاريخ 12 يوليو 2015". وأوضحت "مي" أن راعي الكنيسة بمجرد علمه بأننا قمنا بتحرير محضر ضده لجأ إلي الأنبا تادرس، أسقف كنائس بورسعيد للأقباط الأرثوذكس، الذى أصدر بدوره قراراً بحرمانهم من الخدمة فى الكنيسة، وقد اعتبر الخُدام هذا القرار أشد عقاب خاصة أن هذا القرار يمنعهم من ممارسة الطقوس الدينية التي يقوم بها أي مسيحي، كما يمنعهم من الدخول إلى أى كنيسة منذ تاريخ الواقعة أو الصلاة عليهم حال موتهم. وأضاف رومانى أيوب كامل – أحد الخدام الستة - أن أسقف كنائس بورسعيد لم يقم بالتحقيق معهم أو تقصى الأمور من جهتهم أو استجوابهم قبل صدور قرار الحرمان، مشيراً إلي أن هذا القرار صدر لعقابهم على لجوئهم إلى الشرطة وشكوى رعاة الكنيسة. وأوضح أن قوانين الكنيسة الأرثوذكسية تنص على ضرورة عقد مجمع كنسى لتطبيق الحرمان على فرد ما أو مجموعة من الأفراد، ولابد وأن يكون السبب في الحرمان هو الهرطقة ورفض قواعد الإيمان المسيحي وليس لأى سبب مثل الخلاف الإداري مع رعاة الكنيسة. وأشار إلي انه عقب الحادث بأيام تم فصله من عمله بالكنيسة حيث كان مسئولاً عن ملف الأحوال الشخصية. وأوضح أن هناك خادمة معهم تدعي انجي واصف وتعمل موظفة بمستشفي الصدر وكانت حامل أثناء المشاجرة.. مشيراً إلى أنها أنجبت طفلاً منذ عدة أسابيع وحتى الآن لم يتم إجراء طقوس المعمودية والرشم بزيت الميرون المقدس للطفل وهما شرطان أساسيان لكي تعترف الكنيسة بأن هذا المولود مسيحي. ويقول مجدى عبد الملاك – أحد الخدام الستة -: أثناء تحقيقات النيابة تخوف جميع العاملين في الكنيسة من الشهادة معنا حتي لا يتعرضوا للعقاب الذي تعرضوا له، باستثناء عامل واحد شهد معهم وهو مكرم خير عبد الملاك ويعمل حارس بالكنيسة، ولكن عقب شهادته تم طرده من الكنيسة حيث اتهمه القس فيلوباتير بالخيانة والعمالة. ولفت إلي أن ما حدث معهم دفعهم إلي تصعيد الأمر إلى البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازه المرقسية، حيث قاموا بإرسال ثلاث مذكرات للبابا إضافة إلي التواصل مع السكرتير الشخصي للبابا إلا أن كل ذلك لم يحرك ساكناً. ومن جانبه رد جرجس شوقي عياد – أحد الخدام الستة - ومسئول ملف الأحوال الشخصية، علي الاتهامات التي وجهت إليه بأنه كان يعطل الكثير من أوراق الزوج للأشخاص الذين يتقدمون للكنيسة بهدف ابتزازهم للحصول علي أموال منهم حيث قال "هذا الأمر غير صحيح ولم يحدث، فأنا كنت أقوم بعملي ولم أحصل علي أي أموال من أحد وإذا حدث مني ذلك فلماذا لم يكن هناك تحقيق معي وأين الأوراق التى تثبت هذه الاتهامات". وحول ما يتردد بشأن حصول الخدام الستة علي أموال مقابل الخدمة التي يقومون بها في الكنيسة أكد "جرجس" أن هذه الاتهامات ليس لها أساس من الصحة، مشيراً إلي أنهم لم يتقاضوا أية أموال مقابل هذه الخدمة التى يقومون بها لمساعدة الكنيسة ليس أكثر. من جانبه أكد القس فيلوباتير عبد الملك، راعي كنيسة أبى سفين ببورسعيد، أن كل الاتهامات الموجهة إليه من الخُدام الستة غير صحيحة، مشيراً إلي أن هؤلاء الخدام أبناء الكنيسة ولهم كل الاحترام والتقدير في الدور الخدمى الذى كانوا يقومون به. وأوضح أن الحكم القضاء الذي صدر ضده واثنين آخرين من الدرجة الأولي وأنه تقدم بمعارضه عليه، رافضاً الحديث عن أي تفاصيل تتعلق بقرار حرمان الخدام ، قائلا "ليس لي علاقة بقرار الحرمان الذي صدر ضدهم ويُسأل عن هذا القرار مطرانية بورسعيد فهي التي تصدر القرارت بالحرمان دون أي تدخل منا.