على الرغم من مرور أكثر من عشرين عاماً على تلك الكارثة، إلا أن جميع المسئولين بوزارة الآثار ما زلوا يخشون الحديث عنها أو حتى مجرد ذكرها أو الإشارة إليها من قريب أو بعيد، خاصة أنهم لم يتحركوا وقت حدوثها.. إنها كارثة ضياع عدد من القطع الأثرية من مخزن منطقة القرنة بالأقصر والتى كانت شاهدة على تواطؤ المسئولين بالوزارة فى أحداثها ويكفى أنهم لم يتحركوا فى أى اتجاه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه سواء بإخطار إدارة الآثار المستردة أو الانتربول الدولى بالقطع المفقودة، إضافة إلى تجاهلهم لتقارير جرد المخزن طوال السنوات الماضية. تعود أحداث الكارثة إلى عام 1995 ، عندما أصدر فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق قرار يحمل رقم 1172 لسنة 1995 بخصوص تشكيل لجنة لجرد مخازن المتربوليتان الأثرية بمنطقة القرنة بالأقصر، وانتهت اللجنة من أعمال الجرد عام 2002، والتى كشفت عن العديد من الكوارث التي تجاهلها المسئولون خلال السنوات الماضية. "الموجز" حصلت على نسخة من التقرير النهائي للجنة جرد مخازن آثار القرنة بالأقصر، والذي تضمن أرقام وأوصاف قطع غير موجودة بالمخازن حسب السجلات، كما قامت اللجنة بتسجيل العديد من القطع الموجودة بالمخازن لم تكن مسجلة من قبل، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول مصير القطع غير المسجلة والتى لا يوجد لها بيانات إذا كانت القطع المسجلة قد ضاعت بالفعل. ويوضح التقرير أن اللجنة اكتشفت عدم وجود العديد من القطع المسجلة بسجلات المخزن رقم 5 بجوار متحف المتروبوليتان، والتي من بينها تمثال نصفى للآلهة "سخمت" متوجه بقرص الشمس والصدرية مشوهة يحمل رقم سجل 1، وهو مصنوع من الجرانيت، ويبلغ ارتفاعه 77سم ويحمل رقم قديم (1514) كما يوجد له صورة بالسجل. وأشار التقرير إلى ضياع قطعة غير منتظمة تمثل جزءً سفلياً أيسراً من لوحة عليها نقش بالغائر يمثل سيدة واقفة أمامها بقايا ثلاث أسطر رأسية بالكتابة المصرية القديمة وبقايا من خرطوش لأمنحتب الأول من الحجر الرملى، وتحمل القطعة رقم سجل 3 وتبلغ مقاييس الأثر 30 × 30سم، و جزء علوى من تمثال للآلهة "سخمت" فاقد الكتفين والذراعين وأجزاء من الأذن اليمنى من الجرانيت، ويحمل السجل رقم 5، بينما يبلغ ارتفاع التمثال 58سم ، ويحمل رقم سجل قديم 1513 . وأوضح التقرير ضياع الجزء العلوى من تمثال سيدة ملكية فاقدة ملامح الوجه من الجرانيت الوردى ، ويحمل السجل رقم 6، ويبلغ ارتفاع التمثال 58سم ويحمل رقم سجل قديم 12. وأكدت اللجنة فى تقريرها اختفاء الجزء العلوى لتمثال الآلهة "سخمت" بأعلى الرأس قرص الشمس، وهذا الجزء مدون فى السجل رقم 10 ، والتمثال فاقد نصفه تقريبا وهو من الجرانيت الأسود ويبلغ ارتفاعه 70سم. وأوضحت اللجنة ضياع عدد ثلاثة تماثيل "أوشابتى" خالية من النقوش، والتماثيل مدونة فى السجل رقم (15/3) ويتراوح أرتفاعها من 10 سم : 11 سم. وقد قامت اللجنة بتسجيل الآثار غير المسجلة والتى وجدت بالمخزن بنفس السجل الخاص بالمخزن تحت أرقام تبدأ من رقم 89 حتى 100 بعد مطابقتها بما هو مفقود وثبت أنها غير مسجله كما تم عمل كشوف حصر ل 36 قطعة من العناصر المعمارية لم تكن مسجلة من قبل. واشتمل التقرير أيضًا على كشف بأرقام القطع الأثرية المفقودة من كل سجل، والتي تبدأ بسجل "الطارف" بمخزن المتروبوليتان،حيث تبين عدم وجود القطع التي تحمل أرقام 314، 334، أما سجل "هايدلبرج"، بنفس المخزن، فتبين فقدان القطع رقم 183،204،213،214، وفي سجل المخزن رقم 25، فقد أوضح التقرير عدم وجود القطعة رقم 6|39، اما سجل البعثة الفرنسية، والموجود بالمخزن رقم 13 بدير المدينة، فقد تبين عدم وجود القطع 4 - 5 - 151 - 165/311 .. وبمراجعة السجل رقم 58، تبين عدم وجود القطع التي تحمل أرقام 212 / 23، أما سجل بعثة ميلانو بيزا، الموجود بمخزن رقم 33، فقد ثبت وجود عجز فى القطع التي تحمل أرقام 347 / 3 و 1، 348 ، 374 ، 381 ، 382، وتبين وجود عجز في القطع التي تحمل أرقام 122، 166 من سجل بعثة جامعة بنسلفانيا، أما سجل مخزن "الكراكول" الموجود بمخزن 33، قد وجد عجز فى القطع التي تحمل الأرقام 189 - 256 - 280، وفى سجل بعثة "هايدلبرج"، بمخزن 33، لم يتم العثور على القطع التي تحمل أرقام السجل 57 - 58 ، أما سجل بعثة بنسلفانيا، بالمخزن رقم 33، فقد تبين عدم وجود القطع التي تحمل أرقام 422 ، 55 ، 73 ، 107 ،113 اما الكارثة الكبرى التى كشفت عنها اللجنة فى تقريرها فهى العجز الموجود بسجلات البعثة الألمانية الموجودة بالمخازن رقم 386 ، 388، حيث تضمن التقرير عدم وجود القطع التى تحمل أرقام 8 - 9 -10- 11 - 12 - 21-24-23 -25- 26 - 28-31-54 - 40 - 45 - 52 - 77- 79 - 87 - 90 - 92 - 104 - 105 - 106 - 107 - 109 - 115 - 140- 141- 142- 144- 146 - 153 - 167- 173- 178- 179- 180 -190- 197 - 203 - 204- 211- 212- 213 - 218 - 228- 229- 230- 231- 232- 233- 240 - 241- 246- 247- 250- 252- 253- 254 - 256- 258- 259- 261- 262- 264 - 265- 266 - 267 - 268 - 269 - 270 - 271- 273- 275 - 277- 281- 285- 286 - 287- 290 - 295- 298- 300- 303 - 310 - 319 - 323 - 325 - 327 - 329 - 331 - 332 - 333 -336 -346- 347- 359 - 364- 366- 370 - 371 - 375 - 377- 387 - 405 - 412 - 421 - 423 - 425 - 427 - 428 - 429 - 432 - 437 - 439- 440- 441- 442 : 446 - 447- 449- 448 – 450 - 451 - 452 - 454 - 455 - 457- 459 -460 - 464- 465 - 467- 468- 469- 475 -476 - 484 - 485 - 486 - 489 - 492 - 493- 495- 496 - 498- 500 - 501 - 518- 519- 520- 521- 522- 523 - 524- 529 - 542 - 544 - 630 -634 - 657- 686- 754 - 760 - 764 - 814 - 815 - 817 - 818 - 819 - 820 - 824 - 838 – 845. وأورد تقرير لجنة الجرد أرقام السجلات التي لم تستطيع اللجنة جردها بسبب عدم معرفة أماكن التخزين، ومنها سجل البعثة الفرنسية بدير المدينة من رقم 17 : 20 ، ومن رقم 21 : 25 وخمس قطع أثرية لم يتم ترقيمها على الرغم من أنها مسجلة من 26 : 129 وذلك لعدم معرفة أماكن تخزينها، وسجل "هايدلبرج" من رقم 236 : 241 حيث ذكر بالسجل أنهم بالمقبرة 106 ولم تعثر عليه اللجنة، وكذلك سجل القرنة الجديد رقم 137 والذى سلمت الأغطية الخاصة به لمتحف الأقصر أما الأوانى فقد تركت لتفتيش القرنة ولم يستدل عليها ، أما السجل رقم 145 فلم يستدل عليه وذلك لعدم معرفة أماكن تخزينه . من جانبها قالت منى عبدالحى، مدير عام المخازن المتحفية ل"الموجز" ، أنها لا تستطيع تحديد مصير القطع الوارد أرقامها فى تقرير الجرد، إلا بعد مخاطبة منطقة القرنة بالأقصر وكذلك تتبع حركة الأثر من المخزن، لتحديد ما إذا كانت هذه القطع مفقودة أم انها خرجت للعرض بالمتاحف أو للترميم ولم تعود للمخزن مرة أخري. وأوضحت أنه كان يتم نقل القطع الأثرية الموجودة بالمخازن الفرعية من مكان إلي آخر أو للعرض بالمتاحف دون التسجيل بالسجلات ولكن كان يتم خروجها بموجب استمارات مدون بها كافة التفاصيل الخاصة بالأثر. وأضافت أنه يتم جرد المخازن كل 3 سنوات طبقًا للقانون، ومن المفترض أن يتم تجديد قرار الجرد تلقائياً دون الرجوع للمسئولين، وأوضحت أن عمليات التسليم والتسلم التي تتم بين الحين والآخر تعتبر بمثابة جرد للمخزن. . وتابعت قائلة، أنها قامت بتشكيل لجنة لجرد مخزن القرنة بالأقصر، وستبدأ أعمال الجرد خلال الأسبوع القادم، لمعرفة مصير تلك القطع التي وردت بتقرير لجنة الجرد عام 1995. أما أسامة كرار، المنسق العام للجبهة الشعبية للدفاع عن الآثار فقد قال إن جميع المسئولين بالوزارة تجاهلوا تقرير لجنة الجرد منذ عشرين عاماً، ولم يتم جرد مخازن القرنة منذ ذلك التاريخ في محاوله منهم لإخفاء الحقيقة، مشيراً إلى أنه لا يتم الإعلان عن اختفاء القطع الأثرية من المخزن إلا بعد أن تثار القضية عبر الإعلام أو حتى ظهور تلك القطع في معارض بصالات المزادات الخارجية. وطالب "كرار"بالتحقيق مع جميع المسئولين السابقين والحاليين، الذين تجاهلوا اختفاء هذه القطع من المخزن ولم يقوموا بتتبع هذه الآثار بالخارج حتى نتمكن من استردادها مرة أخرى.