الكشف عن أكبر شبكة لتهريب الآثار.. قريبا حصلت «الفجر» على صورة تقرير اللجنة التى تم تشكيلها من قبل وزارة الآثار لفحص عدد من القطع الأثرية بمخزن الفسطاط بمشروع المتحف القومى للحضارة والتحقيق فى مدى أثريتها من عدمه. يأتى ذلك بعد الكشف عن واقعة تبديل أربع قطع أثرية أواخر العام الماضى عبارة عن مشكاوات تحمل أرقام 641 «والمنقولة من مخازن البندارية» والقطعتين 287، و330 المنقولتين من متحف الفن الإسلامى بالقاهرة، والقطعة رقم 283. فجر التقرير مفاجأة حين أكد أن إحدى القطع المسروقة تعرض حالياً بإحدى صالات لندن، حيث ذكر أنه بعد معاينة القطع الأربع وتصويرها، ومراجعة صورها بسجلات المتاحف ومطابقتها بالقطع الموجودة حالياً تبين أن القطعة الأولى التى تحمل رقم 641 الأصلية معروضة الآن فى احدى الصالات بلندن حيث يبدو الفرق واضحاً بينها وبين القطعة المزورة الموجودة فى مخزن الفسطاط حالياً ويظهر هذا الفرق جلياً فى الجزء السفلى للقطعة «البدن» حيث إن المعروضة بلندن تحمل فى بدنها نصاً كتابياً بينما المزورة يقتصر بدنها على مجموعة من الزخارف النباتية. وأضاف التقرير، أنه بفحص القطعة الثانية التى تحمل رقم 287 تبين أنها مختلفة تماماً عن القطعة الأصلية الموجودة صورتها فى سجلات متحف الفن الإسلامى تتمثل فى اختلاف أشكال الأزهار المرسومة على الجزء السفلى لكل قطعة، فضلاً على كون القطعة الأصلية تحتوى على مجموعة من الجامات المفصصة تحيط بالجزء السفلى من الرقبة تضم أزهاراً وبعض الأوراق النباتية فى حين أن القطعة المزورة تضم دوائر بكل منها صورة نسر. وتابع: بعد فحص القطعة الثالثة رقم 330 ومطابقتها بالصورة الأصلية الموجودة فى سجلات متحف الفن الإسلامى تبين وجود اختلاف تمثل فى وجود نص كتابى على الرقبة يضم أجزاء من الآيات القرآنية بينما اقتصرت الزخارف فى القطعة المزورة على زخارف نباتية. وفيما يخص القطعة الأخيرة رقم 283، أكدت اللجنة فى تقريرها أنها غير أثرية وأوصت بالبحث عن جميع القطع الأصلية وفتح تحقيق فى وقائع التبديل التى تم الكشف عنها وسرعة التدخل لإستعادة القطعة الأولى التى تعرض حالياً بإحدى صالات لندن. ولم تكن هذه هى الواقعة الأولى التى يحدث فيها تبديل قطع أثرية بمخازن الفسطاط حيث سبق أن أصدر الدكتور خالد العنانى المشرف على المتحف القومى للحضارة، قرارًا بإغلاق مخزن الفسطاط التابع للمتحف يونيو الماضى، إثر ضبط متهمين من عمال المخزن بتقليد تمثال أثرى وقطعة آثار إسلامية. ويتوقع العنانى أن تقود أعمال لجان جرد مخزن الفسطاط والتحقيقات التى تجريها النيابة فى هذا الصدد للكشف عن شبكة إجرامية تتولى مهمة تهريب قطع أثرية خارج البلاد ووضع قطع مقلدة مكانها.