خمس مشكاوات بالتمام تمت سرقتها وليس فقط ثلاثا.. وحده الدكتور محمد عبد اللطيف رئيس قطاع الآثار الإسلامية الذي كشف في تصريحات في مايو الماضي عن كارثة سرقة 4 مشكاوات من 5 مشكاوات بمخازن متحف الحضارة بالفسطاط ، وهو التصريح الذي مثل جزءا من الحقيقة لكنه ذهب إلي طي النسيان وسط تعتيم كامل من الوزارة علي الحقيقة التي نكشف عنها الآن.. وكانت وزارة الآثار قد أعلنت عدد من الحملات الفيسبوكية ضد صمتها وتخاذلها عن فقد 3 مشكاوات واستبدالها بأخري مزيفة ، وأكدت أن التفاوض جار لاستعادة المشكاوات التي تم تهريبها وبيعها ..وعلي الرغم من محاولة الآثار استرداد المشكاوات المفقودة ..إلا أن ماتوصلنا له من حقائق يؤكد أننا بصدد كارثة غير مقبولة وإهمال غير مسبوق أدي الي فقد خمس مشكاوات، وماخفي كان أعظم ،حيث تبقي مشكاة من الخمس لا نعرف من أي المتاحف سرقت ، وان كان الترجيح انها سرقت من متحف الفن الإسلامي، وهو ما يجعلنا بصدد مناقشة أن يكون هناك مشكاوات أخري مقلدة بالمتحف الإسلامي لا يعرف أحد عنها شيئا..بما يتطلب سرعة جرد مقتنياته وهو مطلب لا نضمن تنفيذه في ظل حالة من الإهمال والتراخي في جرد مقتنيات المخازن المتحفية وجرد العهد بشكل عام في متاحف مصر حيث لا تتحرك الوزارة إلا مع وقوع الكوارث وهو بالضبط ماحدث في متحف الحضارة عندما ضبطت شرطة السياحة والأثار قنينة اصلية يحاول احد العاملين بالمتحف إعادتها واسترداد المقلدة التي وضعها مكانها، وذلك خشية افتضاح أمره بعد اكتشاف قصة المشكاوات المهربة حيث تم تشكيل لجنة لفحص المشكاوات الموجودة في المخزن . ووفقا لتقريرين أعدتهما لجنتان مختلفتان شكلتهما الوزارة الواحدة تلو الأخري ، صدر التقرير الأول منهما في نوفمبر 2014 ، وكان يبحث فقط بشأن 3 مشكاوات بيعت خارج مصر لثري عربي ، وأثبت التقرير أن اثنتين منها كانتا مسجلتين في دفاتر المتحف الاسلامي ونقلتا لمتحف الحضارة بينما تلم يقطع بشيء بشأن المشكاة الثالثة موصيا بضرورة الحصول علي مزيد من الصور لتحديد الموقف منها، ولم تتعرض تلك اللجنة نهائيا لأثرية المشكاوات وهو امر يثير الدهشة لأنها تتغاضي عن الموضوع برمته وكان بين أعضاء اللجنة الدكتور أحمد الشوكي المشرف الحالي علي متحف الفن الإسلامي ويرأسها د. نادر محمود عبد الدايم، وتأتي خطورة عدم تعرف اللجنة علي تزييف مشكاوات الحضارة لأنها كانت تؤدي عملها بمقارنة الصور القادمة من لندن للمشكاوات المباعة بالمشكاوات التي يفترض أنها الحقيقية الموجودة بمتحف الحضارة ثم قارنت نفس الصور بصور المشكاوات الخاصة بالمتحف الإسلامي الموجودة ، مستعينة بكتاب أعده الفرنسي"جاستون فييت" وهو أحد مصادر التوثيق وهو مأخذ آخر يشير إلي سوء إدارة وزارة الآثار التي لا تولي اهتماما لتوثيق المقتنيات بالصور، ومن ذلك بالطبع المقتنيات الموجودة في المتحف الإسلامي التي لا نملك لها سجلا مصورا وانما فقط بطاقات وصف إضافة إلي بعض الجهود الفردية للتوثيق من خلال بحوث المهتمين او رسائل الماجستير، وهو أمر يسهل عمليات السرقة والاستبدال ويجعل مقارنة المقتنيات الأصلية والمقلدة في منتهي الصعوبة ويجعل البدء الآن في التوثيق يحتمل مخاطر جسيمة حيث يمكن توثيق مشكاوات مقلدة علي انها اصلية مادامت اللجنة الأولي التي لم تستطع ان تميز المقلدة من الأصلية في فضيحة غير مسبوقة . وقد تشكلت اللجنة الثانية برئاسة الدكتور مجدي عبد الجواد علوان رئيس قسم الآثار بكلية الأداب جامعة اسيوط وهو خبير بأمر تلك المشكاوات لأنه مكتشف إحدي القطع التي تم تهريبها إلي الخارج ، وقد اكدت اللجنة الثانية في تقريرها الصادر في مايو 2015 تقليد4 مشكاوات من 5 مشكاوات في متحف الحضارة بأرقام 641، 330، 287،283 . وكانت الدكتورة دوريس أبو سيف أستاذ الآثار الإسلامية بانجلترا التي فجرت القضية ، وأبلغت مسئولين بوزاره الاثار قد طالبتهم مرارا بسرعه اتخاذ الاجراءات اللازمه لاعادة القطع المسروقة الي جانب جرد المقتنيات الزجاجيه التي لديهم من مشكاوات وارسال نشرة للانتربول ومخاطبة صالات المزادات رسميا لإثبات انها قطع اثرية مسروقة لحظر بيعها. ،وكعادته لم يخرج علينا وزير الاثار بتصريح طوال كل تلك المدة ، وجاء اول تصريح يعترف بأن هناك 3 مشكاوات مقلدة بمتحف الحضارة وانه جار العمل لاستعادتها علي لسان مدير إدارة الآثار المستردة بوزارة الآثار، في مايو 2015 أكد فيه أن اللجنة العلمية التي شكلتها وزارة الآثار أثبتت في 25 نوفمبر 2014 أن هناك 3 مشكاوات مقلدة بمخزن المتحف القومي للحضارة !! وفي اعقاب انتهاء اللجنة الأولي تم تشكيل لجنة اخري للبت صراحة في اثرية المشكاوات المودعة في مخازن متحف الحضارة وعددها 5 مشكاوات، وأضاف "علي" هناك لجنة بدأت عملها منذ فترة قريبة لجرد جميع القطع الأثرية المودعة بمخازن متحف الحضارة بعد ضبط المتورط في استبدال القنينة الأثرية متلبسا. الكارثة الحقيقية اننا اصبحنا نتكلم عن قطعة رابعة مزيفة رقمها 283 ويفترض أنها موجودة بمخزن متحف الحضارة لكنها هربت ولا يعلم احد اين ذهبت قطعتها الأصلية ، كما ان القطعة الثالثة التي بيعت هي بالفعل قطعة اثرية لكن اللجنة لم تعرف ترقمها أو المكان الذي تم تهريبها منه لأنها طبقا للصور المتاحة ليست القطعة 287، بينما القطعة 287 استبدلت بقطعة مقلدة وهو ما يجعلنا في مواجهة 3 قطع ضائعة هي : "287 ، القطعة الثالثة الموجودة في لندن ، القطعة 283 " وهو مايجعل العدد خمس مشكاوات بما يفتح باب الشكوك واسعا في ان تكون قطعا بالمتحف الإسلامي قد تم تقليدها أيضا بل يفتح الباب واسعا للتشكيك في مقتنيات أخري في كل مكان علي ارض مصر.