أكدت صحيفة إندبندنت البريطانية فى افتتاحيتها اليوم الأربعاء , أن نتائج الانتخابات الإيرانية لن تكون حاسمة للشعب الإيراني وحده، بل للمجتمع الدولي بأسره., ولأن التجمعات الشعبية ومكبرات الصوت محظورة في الشوارع، تراجع الاهتمام بأول حملة انتخابات برلمانية في إيران، بعد التوقيع على الصفقة النووية. وتشير الصحيفة إلى أنه في الأيام الأخيرة السابقة للاقتراع في 26 فبراير اكتسبت الحملة الانتخابية فجأةً دفعاً جديداً، بعد انتشار الملصقات، بين ليلة وضحاها، على الجدران في جميع أنحاء طهران، وكثرت اللقاءات الانتخابية. ويُدرك الناخبون الإيرانيون الأهمية الكبرى لما سيجري بعد يومين. وترى إندبندنت أن النتائج لن تؤثر على 77 مليون إيراني وحدهم، بل على المجتمع الدولي أيضاً. وإذا حصل الليبراليون على أصوات الناخبين، فإن ذلك سيُعد مكسباً ودعماً لحكومة الرئيس حسن روحاني، التي وقعت في العام الماضي اتفاقاً نووياً تاريخياً مع قوى العالم، وسوف يساعد جهودها لتخليص البلاد من عزلتها. من جانب آخر، تقول الصحيفة، سيعني فوز المتشددين انزلاقاً نحو مواجهةٍ جديدةٍ مع قوى عالمية، واحتمال فشل الاتفاق النووي، وعودة العقوبات التي شلت الاقتصاد الإيراني. في هذا السياق، تقول طالبة فنون تدرس في جامعة طهران، ياسمين" الاستثمارات الأجنبية قادمة، وهذه فرصة مثالية ليكون لنا برلماني عصري يستطيع أن يتخذ القرارات المناسبة لصالحنا، مررنا بأوقات شاقة سابقاً ونحن الشباب، نريد مستقبلاً أفضل، ونعتقد أن هذه الانتخابات ربما تكون بدايةً، نُريد أن نكون قادرين على التمتع بحقوقنا كاملةً، وبلا خوف". وتذكر الصحيفة أن انتخابات الجمعة، ليست لاختيار أعضاء البرلمان فقط، بل ولانتخاب أعضاء مجلس الخبراء، هيئة من رجال الدين التي تُعين المرشد الأعلى في إيران، علماً أن آية الله على خامنئي يبلغ من العمر 76 عاماً ومريض على ما يبدو، ما يعني أن الخبراء والذين ينتخبون ل8 سنوات، سيختارون المرشد القادم. وتتساءل الصحيفة عن حقيقة الحياة في إيران، التي لا تكشفها الأفلام المصورة هناك، في ظل المخاوف من إعداد نتائج الانتخابات بشكل مسبق، بعد أن منع مجلس صيانة الدستور الذي يُدقق في جميع المرشحين، آلاف الإصلاحيين من الترشح. ومن بين المرفوضين حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية حسن خميني الذي ظن معظم الإيرانيين أنه لا يُمس. وفقد حسن خميني أهليته للترشح بسبب بث أفكاره الدينية، والسياسية، والاجتماعية عبر آنستجرام. ومع ذلك، تقول إندبندنت، لم ييأس الإصلاحيون الإيرانيون، ولن يقاطعوا الانتخابات، كما ظن البعض، فالامتناع عن التصويت مثل الذي حصل 2013، مكن محمود أحمدي نجاد، الرئيس الإيراني السابق المتشدد، وعدو الليبرالية، من تعزيز سلطته. وعوض ذلك حشد الإصلاحيون قواهم، وتجمع المئات منهم داخل قاعة في وسط طهران لإظهار دعمهم لتحالف إصلاحي. وكان الجو العام في الاجتماع عبارة عن تحدٍ، وترددت كلمة" إصلاح" في كل نشيد ونداء، ما يعني تصميماً وتعطشاً للتغيير. وردّد المجتمعون عبارات" يعيش الإصلاح" و"لن تستطيعوا قتل الإصلاح"، و"سينتصر الإصلاح". وتقول إندبندنت، إن حلفاء الإصلاحيين في بعض الجهات المؤثرة، يمثلون خشبة خلاص ممكن، ومن المحتمل أن ينضم إليهم على لاريجاني، رئيس المجلس الذي يقود مجموعة تضم قرابة 50 نائباً محافظاً. والتحق بالإصلاحيين أحد أشهر النواب الإيرانيين المحافظين علي مطهري. وكان لاريجاني أعرب عن قلقه من المتشددين، ودعم الرئيس روحاني في سعيه للتوصل للاتفاق النووي، ومحاولته إدخال إصلاحات اقتصادية، وتعرض لهجوم شديد من قبل محافظين. وتقول إندبندنت إن منع حسن خميني من الترشح لمجلس الخبراء سبّب حرجاً وأسفاً بين أوساط دينية في مدينة قم مسقط رأس جده الخميني. وقال رجل الدين فاضل ميبودي "حسن خميني معروف بالاعتدال والوسامة، وصاحب كاريزما، منفتح ومثقف، سيعود بقوة في الانتخابات المقبلة، فأمامه ثماني سنوات، ليكتسب شهرةً أوسع". ولم يذكر مجلس صيانة الدستور في بيانه حول رفض ترشح حسن خميني، أسباباً سياسية، بل قال إنه يفتقر إلى الخبرة الدينية الكافية ليكون عضواً في مجلس الخبراء.