فى مقال حمل هجوما لاذعا للرئيس الأمريكى باراك أوباما , تساءلت الكاتبة الأمريكية آن بيرس، مؤلفة" طريق خطر: السياسة الخارجية المضللة لباراك أوباما، هيلاري كلينتون وجون كيري"، على صفحة الرأي في صحيفة واشنطن تايمز، هل هذه هي فعلاً الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تواصل مراعاة روسيا وإيران، ومعهما الرئيس السوري بشار الأسد. وسألت بيرس"هل مكنت سلوكياتنا وكلماتنا ظهور أشد الأنظمة في العالم فتكاً وقسوة وتدميراً وزعزعة للاستقرار؟ وهل فقدنا إحساسنا الاستراتيجي وبوصلتنا الأخلاقية لنُكرر نفس السياسة التي جعلت الحرب والفظاعات في سوريا أكثر سوءاً؟ ". نعم، تقول بيرس، إن الإجابة على هذا السؤال مقلقة للغاية، فالأخبار الجديدة تبدو مثل التي وردتنا في ديسمبر عندما صوت مجلس الأمن الدولي لتطبيق"عملية سلام تبدأ في الشهر الحالي، بوقف إطلاق النار، وإجراء محادثات بين النظام والمعارضة، ما يُفضي إلى تشكيل حكومة انتقالية". وتلبية لرغبات الروس والإيرانيين، لم تُصرّ الولاياتالمتحدة على رحيل الرئيس الأسد عن السلطة. وكان قرار مجلس الأمن مسبوقاً بلقاءات مكثفة بين الروس والأمريكيين. وبعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أن"الولاياتالمتحدة وشركاءنا لا يسعون لتغيير النظام". ويومها قال:"إن التركيز سيكون على سلام يقود إلى انتخابات رئاسية، ربما يترشح لها الأسد". وتلفت بيرس إلى ما تمخضت عنه محادثات يناير بين أوباما وبوتين، واتفق الزعيمان على الحاجة إلى"حلّ سياسي"، ما دفع السكرتير الصحافي للبيت الأبيض، جوش إيرنيست، يُسارع إلى امتداح روسيا "لدورها البناء". وتقول الكاتبة إن اللقاء وُصف بأنه"أكثر جهود الأممالمتحدة جديةً ودعماً لإنهاء الحرب الأهلية"، وأن الولاياتالمتحدةوروسيا شاركتا في"أول محاولات جادة على طريق التوصل لسلام في سوريا". وتضيف أن تلك التأكيدات خاطئة، بالأممالمتحدة حاولت سابقاً وضع خطط لعملية سلام، وتعاونت الولاياتالمتحدةوروسيا لتسوية الصراع في سوريا مرات عدة. ولكن الثابت أنه رغم التدخل الروسي العسكري في سوريا، واستهداف الروس في قصفهم المدنيين والمعارضين غير الإسلاميين،واصلت الولاياتالمتحدة التعاون مع روسيا. ومنحت"العملية السلمية" من جديد النظام السوري وقتاً إضافياً، وخولت لروسيا وإيران التغطية على نشاطهما العسكري هناك. وتُشير بيرس إلى أنه في الوقت الذي انشغل في الروس والإيرانيون والأمريكيون ب"الاتفاق على حل سياسي، تمكن الجيش السوري، الذي مُني بخسائر كبيرة، من التقدم في معقل رئيسي للمعارضة بالقرب من مدينة اللاذقية بمساعدة الضربات الجوية الروسية، والقوات الإيرانية". وتبين أن روسيا وإيران حريصتان على إبقاء الأسد في السلطة، وعلى توسيع نفوذهما ولا تُبديان أي اهتمام بحلول سلمية. ورفض الجانبان محاولات السعودية لتجميع صفوف المعارضة السورية من أجل المحادثات. فيما طالبت الولاياتالمتحدةوروسيا المعارضة بحضور المحادثات دون شروط، أصر المعارضون على أن تترافق المحادثات بشروط إنسانية، ووجوب وقف النظام وروسيا القصف. وتُشير الكاتبة إلى أن ذلك يعني أنه أنه لا جديد في الملف السوري، فالإدارة الأمريكية رفضت في 2012 خطة سلام وضعتها جامعة الدول العربية، ودعمت خطةً روسية أممية لا تقضي بتنحي الأسد. وفي 2013، أعلن كيري ولافروف، وزير الخارجية الروسي مؤتمراً لإقامة حكومة انتقالية، لا تؤدي إلى رحيل الأسد. وتختم بيرس مقالها بالقول إن:"دعوات عدة لعقد مؤتمرات سلام حول سوريا فشلت حتى قبل أن تبدأ، ويُدرك مقاتلو المعارضة أنه فور إلقاء السلاح، سيعمد الأسد إلى سحقهم، وأنه لن يقبل بأي تسوية إذا لم يتكبد هزيمةً على الميدان العسكري".