أسعار الذهب اليوم الجمعة 23-5-2025 بعد الارتفاع القياسي.. «الجرام وصل كام؟»    بعد خفض الفائدة.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الجمعة 23 مايو 2025    الخارجية الأمريكية تفرض عقوبات على السودان لاستخدامه أسلحة كيماوية    عاجل| احتجاجات واسعة في إسرائيل وتصاعد الغضب ضد حكومة نتنياهو (تفاصيل)    صاروخ يمني يستهدف إسرائيل.. صفارات الإنذار تدوي والاحتلال يعلن التصدي للتهديد    في أول رد فعل بعد شائعة انفصاله.. مسلم يثير الجدل مجددًا بصورة ورسالة غير مباشرة    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة| الأهلي ضد الزمالك في نهائي كأس أفريقيا لليد    ذهبت للمذاكرة.. السجن 4 سنوات لمتهم اعتدى على ابنة جاره في الإسكندرية    «زي النهارده» في 23 مايو 1967.. الرئيس جمال عبدالناصر يغلق خليج العقبة    بسمة وهبة لمها الصغير: مينفعش الأمور الأسرية توصل لأقسام الشرطة    انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوي الشرقي في المنيا يُخلف 4 قتلى و9 مصابين    قائمة أسعار تذاكر القطارات في عيد الأضحى 2025.. من القاهرة إلى الصعيد    صبحي يشارك في مناقشة دكتوراه بجامعة المنصورة ويؤكد: الشباب محور رؤيتنا للتنمية    بصورة قديمة وتعليق مثير، كيف احتفت هالة صدقي بخروج عمر زهران من السجن    سقوط مروجي المواد المخدرة في قبضة مباحث الخانكة    تكريم سكرتير عام محافظة قنا تقديراً لمسيرته المهنية بعد بلوغه سن التقاعد    شيخ الأزهر يعزي المستشار عدلي منصور في وفاة شقيقه    لاعب الأهلي السابق: «الأحمر هيعاني من غير إمام عاشور»    كنيسة بالسويس تساهم في مشروع صكوك الأضاحي (صور)    روسيا.. توقف الرحلات الجوية في مطاري فنوكوفو وجوكوفسكي بسبب تفعيل الدفاعات الجوية    جامعة دمنهور تشارك فى فعاليات إطلاق برنامج عمل "أفق أوروبا Horizon Europe" لعام 2025    خروجه مجانية.. استمتاع أهالى الدقهلية بالويك إند على الممشى السياحى.. صور وفيديو    وكيله: لامين يامال سيجدد عقده مع برشلونة    الضرائب تنفي الشائعات: لا نية لرفع أو فرض ضرائب جديدة.. وسياستنا ثابتة ل5 سنوات    نموذج امتحان مادة الmath للصف الثالث الإعدادي الترم الثاني بالقاهرة    مدفوعة الأجر.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    "مياه الفيوم" تنفي شائعة تسرّب الصرف الصحي.. وتؤكد: مياه الشرب آمنة 100%"    أخبار × 24 ساعة.. حوافز استثمارية غير مسبوقة لتعزيز مناخ الأعمال فى مصر    مصرع 4 أشخاص وإصابة آخر في تصادم سيارتي نقل على طريق إدفو مرسى علم    «الطقس× أسبوع».. درجات الحرارة «رايحة جاية» والأرصاد تحذر من الظواهر الجوية المتوقعة بالمحافظات    هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة «كريت» اليونانية (بؤرة الزلازل)    أرقام رافينيا مع برشلونة بعد تمديد عقده حتى 2028    دينا فؤاد: مفيش خصوصيات بيني وبين بنتي.. بتدعمني وتفهم في الناس أكتر مني    دينا فؤاد: صحابي كانوا كتار ووقعوا مني في الأزمات.. بالمواقف مش عدد السنين    تعليم القاهرة يحصد المراكز الأولى في العروض الرياضية على مستوى الجمهورية    تعليم القاهرة يحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية بمسابقة الخطابة والإلقاء الشعري    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الجولة قبل الأخيرة لدوري المحترفين    الكشف عن موقف تشابي ألونسو من رحيل مودريتش عن ريال مدريد    بمشاركة منتخب مصر.. اللجنة المنظمة: جوائز كأس العرب ستتجاوز 36.5 مليون دولار    مصرع وإصابة 5 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين بطريق إدفو مرسى علم    صراع ناري بين أبوقير للأسمدة وكهرباء الإسماعيلية على آخر بطاقات الصعود للممتاز    وزير الشباب ومحافظ الدقهلية يفتتحان المرحلة الأولى من نادي المنصورة الجديد بجمصة    فلسطين.. 4 شهداء وعشرات المفقودين إثر قصف إسرائيلي على منزل في جباليا شمال غزة    خدمات عالمية.. أغلى مدارس انترناشيونال في مصر 2025    Spotify تحتفل بإطلاق أحدث ألبومات مروان موسى في مباراة "برشلونة"    تنفيذًا لحكم القضاء.. محمد رمضان يسدد 36 مليون جنيه (تفاصيل)    الشعبة: أقل سيارة كهربائية حاليًا بمليون جنيه (فيديو)    ما حكم ترك طواف الوداع للحائض؟ شوقي علام يجيب    أدعية مستحبة في صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    ما حكم تغيير النسك لمن نوى التمتع ثم تعذر؟ المفتي السابق يجيب    قباء.. أول مسجد بني في الإسلام    «المفرومة أم القطع».. وهل الفرم يقلل من قيمة الغذائية للحمة ؟    «بربع كيلو فقط».. حضري «سينابون اللحمة» بطريقة الفنادق (المكونات والخطوات)    «لقرمشة مثالية وزيوت أقل».. أيهما الأفضل لقلي الطعام الدقيق أم البقسماط؟    مسلسل حرب الجبالي الحلقة 7، نجاح عملية نقل الكلى من أحمد رزق ل ياسين    تشميع مركز للأشعة غير مرخص بطهطا بسوهاج    هل التدخين حرام شرعًا ؟| أمين الفتوى يجيب    وزير الصحة ونظيره السوداني تبحثان في جنيف تعزيز التعاون الصحي ومكافحة الملاريا وتدريب الكوادر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل الليلة التى بكت فيها سعاد حسنى فى منزل الشيخ الشعراوى
نشر في الموجز يوم 19 - 01 - 2016


دموع السندريللا فى غرف نوم الكبار
«موافى» دعا عبدالحليم ليشاهد أفلام السيطرة فانهار العندليب وفى طريق عودته لمنزله نزف بشدة
القذافى عرض 100 مليون جنيه لإنقاذ حياتها.. وشخصية خليجية سهلت لها الحج سراً على نفقتها الخاصة
كانت السندريللا تفتخر دوما بأنها قارئة الفنجان الحقيقية بل هى أخت القمر أيضاً كما كان يحلو لشاعر الحب نزار قبانى ان يلقبها لكن مشاهد النهاية لم تكن أبدا رومانسية مثل سعاد.
فى شوارع لندن العتيقة كانت السندريللا سعاد حسنى تعيش أيام الألم والحاجة ولكن ذكرياتها الجميلة لم تكن تغادر رأسها أبدا وكانت تهمس بها فى آذان كل من تحبهم هناك حتى نهايتها المأساوية التى مازال الغموض يسيطر عليها رغم كل ما نشرناه فى حلقات سابقة من معلومات عن عملية تصفيتها.
خزائن أسرار السندريللا كثيرة وما ظهر منها لا يمثل سوى القليل من الحقيقة البعض من هذه الأسرار أباحت به «قارئة الفنجان» ولم يجرؤ أحد على كشفه بينما البعض الآخر حبيس أدراج شخصيات كثيرة كانت قريبة منها وارتبطت بهم عائليا أو من أصدقائها لكنها فى كل الأحوال كانت امرأة تشبه تماثيل الشمع المشتعلة ربما تحرق كل من يقترب منها حتى من كانت تحبهم ويحبونها.
الملف الذى بين أيدينا هو حكايات قصيرة فى حياة السندريللا مازال بعضها يتردد فى لندن والبعض الآخر من خزائن أسرار المحيطين بها.
المشهد الأول هو الأكثر درامية لشخص غالٍ على قلب السندريللا وهو شقيقها المهندس عز الدين حسنى.
فقد فوجئ المقربون من السندريللا فى لندن بعد الحادث مباشرة برجل جاء من أقصى المدينة يسعى تملأ عيناه الدهشة والدموع المحبوسة.. وقف بجوار الجثمان فى المشرحة وألقى نظرة على جثمان شقيقته وولى مدبرا ولم يعقب.
وعندما عاد إلى الفندق أنهمر فى البكاء يتذكر اللحظات المؤلمة من البداية منذ أن اتصلت به أخته نجاة الصغيرة ذات صباح منذ سنوات.
وقالت له بصوت مبلل بالدموع: الحقنى.. تعالى بسرعة حالا!
عندما وصل عزالدين إلى بيت أخته نجاة الصغيرة. وجدها فى حالة انهيار. ألقت بنفسها على صدره وهى تبكى بحرقة.
قائلة: أختنا ماتت يا «عز»!
هكذا عرف عزالدين خبر مصرع شقيقته الجميلة «أخت القمر» وبعد ساعات سافر عزالدين إلى لندن مع ابنه أحمد وحتى وصل عاصمة الضباب لم يكن قد استوعب الصدمة.
ولم يصدق أن «سوسو» ماتت إلا بعد أن ذهب فى صباح اليوم التالى مع الشرطة إلى مشرحة لندن ليتعرف على جثمانها.
كانت عقارب الساعة شديدة القسوة لأنها تمضى ببطء شديد وفى المشرحة وجد جثة راقدة داخل كيس أحمر اللون إنها سعاد جسد بلا روح.
وقف ينظر إلى جثمانها وهو يرتعش. كان وجه السندريلا جميلا كما كان فى حياتها. فقط عيناها مغمضتان وكأنها نائمة ولكنه النوم إلى الأبد.
أخذ الرجل يحكى عن مآثر سعاد الطيبة مع من حوله فى الفندق وأنها كانت تستشير كبار علماء الدين فى أمور حياتها الزوجية وخصوصياتها مثل فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى وأنها ذهبت أيضاً إلى فضيلة الدكتور محمد حسن الباقورى لتستشيره فى بعض أمور حياتها الزوجية، وانتهت المقابلة وخرجت سعاد فى حالة رضاء وهدوء!
الملف الذى لم يلتفت إليه الكثيرون هو علاقة السندريللا بنزار قبانى خاصة أن الأخير كان كاتم أسرار السندريللا والبداية عندما كان نزار قبانى يزور لندن بعد أن قدم استقالته عام 1966 من العمل الدبلوماسى فى سوريا وتفرغ للأدب والشعر، ووقتها أنشأ دار النشر باسم «منشورات نزار قبانى» والتقته سعاد وحكت له مخاوفها.. بل مجمل علاقتها بحليم وتهديدات موافى.. وكان نزار بالنسبة لها بمثابة الأب.. وزوجته بلقيس كانت بمثابة أم لسعاد.
حينما كان نزار يزور بريطانيا كانت سعاد تنزل ضيفة فى منزلهما الخاص وكان نزار يستيقظ ليعد طعام الإفطار لسعاد، فقد كان يرى فيها صورة أخته الصغرى المنتحرة، يقول إنها كانت تشبهها تماماً.
وقف شاعر الحب نزار أمام السندريللا وهو يقص عليها القصص قائلا إنه كان يتابعها منذ الطفولة وإنه من أطلق عليها لقب «أخت القمر» تلك الأغنية التى اشتهرت بها سعاد وهى طفلة تغنى فى برنامج بابا شارو بالإذاعة المصرية.. و«أخت القمر» مصطلح أخذه نزار من عنوان قصيدة شهيرة له اسمها «خبز وحشيش وقمر»، وهو نفس التشبيه الذى أطلقه نزار على أخته المنتحرة قديماً.
ومنذ ذلك الحين قرر نزار أن يكتب قصيدة تضم حكاية قصة حب حليم بسعاد الخالدة فكانت «قارئة الفنجان».
لكن نزار طلب من سعاد أن تبتعد عن حليم وتنهى حكايتها به ضماناً لأمنه وسلامته وهو ما نفذته سعاد بالحرف.
حينما سافر حليم التقى سعاد ثم التقى نزار الذى حكى له ما أخبرته به سعاد فكان أن نصحها بالابتعاد عنه وقتها قام نزار بقراءة قصيدة «قارئة الفنجان» على حليم الذى انهار وبكى بشدة خاصة من مطلع «يا ولدى قد مات شهيداً من مات فداء للمحبوب»، لكن حليم طلب تغيير سطر شعرى كامل من القصيدة كان يقول: «فحبيبة قلبك يا ولدى نائمة فى قصر مرصود والقصر كبير يا ولدى وكلاب تحرسه وجنود» خاف حليم من إثارة موافى ورجاله بعبارة «وكلاب تحرسه وجنود».
ظلت كلمات الأغنية مع محمد الموجى لمدة عامين حتى أتمها فى لحنه الرائع والجميل وغناها حليم فى عيد ربيع 1976 وهى ذات الأغنية والقصيدة التى بسببها تم منع دخول نزار قبانى لمصر فترة طويلة.
حكت سعاد أن نزار اتصل بمنزل عبدالحليم عقب الحفل حيث كان متأثراً للغاية مما حدث من جمهور البلطجية فى المسرح وقال له جملة واحدة عزاه فيها على حبه لها بقوله «البقية فى حبك يا حليم لقد كنت رجلاً نبيلاً.. وخلدت حبك لها وسوف يعرف العالم فى يوم ما الحقيقة»، سعاد تذكر هنا أنها علمت بما حدث بمنزل حليم أثناء المكالمة من «سهير محمد على» سكرتيرة حليم الخاصة التى عملت معه منذ عام 1972 حيث أكدت لسعاد أن حليم أغلق السماعة وهو يبكى حبه فعلاً.
وقد علمت سعاد من سهير محمد على أن حليم بكى على كتف نزار فى أول لقاء بينهما فى لندن عقب قارئة الفنجان وأنه أعلن لنزار أنه لم يحب أحداً مثل سعاد وكان نزار قد طلب منه كلما غنى قارئة الفنجان أن يغنيها من قلبه من أجل حبه لسعاد.
ظلت سعاد تحتفظ بحبها لنزار ولكنها كانت تعتب عليه دوما فى قضية واحدة وكان العندليب طرفها أيضاً وهو «الوصية» لأن حب حليم لسعاد لخصه يوم وفاته فى ورقة صغيرة وجدت فى أغراضه بعد أن توفى فى مستشفى «كنجز كولدج» بلندن مساء الأربعاء فقد حكت سعاد أن حليم قبل وفاته وربما قبل دخوله غرفة العمليات لآخر مرة كتب بخط يده مقطعا صغيرا من قارئة الفنجان هو: «وبرغم الجو الماطر والإعصار.. الحب سيبقى يا ولدى.. أحلى الأقدار» وكان يعلن لها وهو يموت أنه مات وهو يعشقها وأنها كانت المرأة الوحيدة فى حياته.
وقالت سعاد إن نزار اتصل بحليم قبل دخوله غرفة العمليات ليشجعه فأوصاه حليم بأنه لو مات لابد أن يكتب قصتهما معاً عندما يسجل مذكراته فيما بعد فطمأنه نزار ووعده بأنه سيعيش ليكتب بنفسه القصة.
لكنها قالت: «لقد أخلف نزار وعده لحليم مرتين الأولى عندما وعده بأنه سيعيش والثانية عندما مات ولم يسجل مذكراته وكان قدرى أن أحكى قصتنا.. فأنا قارئة الفنجان».
قصة سعاد يمكن أن نقول عنها إنها قصة كل العصور والقصور حيث كررت المحاولة التى فعلتها مع ناصر والسادات وأبلغت الرئيس المخلوع مبارك بذلك فلم يعرها اهتماما بل أبلغ موافى بما ذكرته سعاد.. فسافر إليها فى لندن ونشبت بينهما معركة استخدمت فيها سعاد سكينا صغيرا فى جرح موافى وأكدت شرطة سكوتلانديارد أن سعاد حسنى سجلت ملخصا لمذكراتها على 12 شريطاً بصوتها وحررتها بعدها فى 350 صفحة كانت مبوبة .. وأهم ما كان فيها وجاء فى تلخيص تلك المذكرات والذى كتب هذا التلخيص حامل المذكرات ليعرض التلخيص على الممول الرئيسى لنشر وطباعة المذكرات أنه فى نهاية عام 1964 طلبها الضابط «موافى» فى مكتبه وكانت أول مرة تقابله وفى الجلسة فوجئت به يطلب منها العمل معه للصالح العام وعندما فسر لها كان ردها أن صفعته بالقلم فعرض عليها أول فيلم صوره لها مع صديق فانهارت بعد أن هددها بهدم حياتها الفنية وقررت العمل معه كما ذكرت فى تلخيص مذكراتها الأفلام التى صورها موافى لسعاد كانت 18 فيلما أبيض وأسود مدة الفيلم منها 15 دقيقة، صور أولها فى عيادة الدكتور «عبدالحميد الطويل» الذى كان زوجا للفنانة «مريم فخر الدين» حيث أعدت العيادة لهذا الغرض وبعد ساعات العمل الرسمية كانت العلاقة عادية مع صديق لها اكتشفت فى مكتب موافى أنه كان عميلا جند لاستدراجها بعد أن وضع لها مخدراً فى الشراب.. المذكرات فى ملخصها تثبت أن سعاد حسنى كانت قد تزوجت بالكلمة (زوجتك نفسى) من الفنان «عبدالحليم حافظ» سرا بعد علاقة غرامية عاصفة انتهت بدراما سقوطها فى قبضة موافى.
كتبت سعاد تقول: «لم يكن هناك أحد من المحيط للخليج لا يريد جسد سعاد الذى باعوه بالرخيص» وتحكى أنها طلبت من موافى التوقف لأنها ستتزوج من عبدالحليم حافظ فثار عليها وهددها وأقنعها بأن مستقبلها مع السلطة.
بعدها حكت سعاد أن موافى دعا عبدالحليم وجعله يشاهد فيلمها الأول فانهار عبدالحليم وفى طريق عودته لمنزله نزف بشدة وأغلق على نفسه بابه عدة أيام اعتقد من حوله أنه يعانى من أزمة فنية لكنه كان حزينا حيث طلب منه موافى الابتعاد عن سعاد لمصلحة مصر.
ذكرت أيضا أن حليم لم يحك ما حدث إلى «صلاح جاهين» الذى حزن وصاحبت تلك الفترة النكسة مما زاد من أزمة جاهين النفسية، مؤكدة أنه كتب قصيدة خطيرة ضد موافى أراد بها أن يخبر عبدالناصر لكن النكسة وقعت ولم تخرج القصيدة للنور.
وقد حكت سعاد أنها طلبت من «عبدالحكيم عامر» أن ينقذها لكنه أخبر «برلنتى عبدالحميد» التى كانت تكره سعاد فمنعته من التدخل لدى الرئيس عبدالناصر ومات عامر فى 14 سبتمبر 1967 دون أن يطلع ناصر على ما يفعله «صلاح نصر».
وكشفت السندريللا لأقاربها وعائلتها أن عبدالحليم حافظ عاد إليها ووعدها بأنه سيساعدها وأنه نجح بالفعل فى كشف القصة للرئيس جمال عبدالناصر فوعد جمال عبدالناصر عبدالحليم بأنه سينهى القضية بعدها أصدر جمال عبدالناصر قرارات تاريخية لها دوافع وأسباب سياسية عدة أدت لتحويل «صلاح نصر» وعدد من رجاله فى فبراير 1968 إلى محكمة الثورة التى حاكمت صلاح نصر وموافى فى القضية الشهيرة باسم «انحراف صلاح نصر»
وكانت سعاد تردد دوما اتهاما صريحا لموافى بالقتل والمؤامرات وأنه هو من دبر أحداث حفل عيد شم النسيم فى أبريل 1976 عندما غنى عبدالحليم أول مرة أغنية «قارئة الفنجان» أمام جمهور مدسوس دفع موافى أجره مسبقا وذكرت سعاد أن عبدالحليم شكا للرئيس السادات بعد أن تأكد أن موافى وقف وراء ما حدث لكن السادات لم يتمكن من إثباتها على موافى ففكر عبدالحليم فى اللجوء سياسيا للمغرب حيث وافق الملك الحسن على ذلك.
والمفاجأة التى لم تكن متوقعة أنها ذكرت أن القذافى عرض على موافى فى عام 2000 شراء مجموعة أفلامها التى احتفظ موافى بنسخة منها مقابل مائة مليون جنيه مصرى فوعده موافى بالتنفيذ عندما يكون الوقت مناسبا، وأن سيف الإسلام القذافى عاين الأفلام لدى موافى فكان ذلك سببا رئيسيا لموافقتها على كتابة المذكرات لتكون دفاعا عن شرفها واسمها أمام عشاقها.
المعلومات التى تم تداولها فى لندن أكدت أن سعاد وقعت عقدا لنشر مذكراتها فى أول يناير عام 2000 مع دار النشر البريطانية الشهيرة «راندوم هاوس» وذكر العقد أنها وقعته فى حضور ممثل دبلوماسى عن شخصية عربية خليجية نافذة قررت تمويل المذكرات.
العقد وقع بمقر الدار البريطانية فى 20 فاوكسهال بريدج روود فى لندن وكان هناك شيك مالى بمبلغ مليون جنيه إسترلينى مقابل المذكرات مؤرخ بتاريخ مؤجل ل1 يوليو 2001 أوقفت الدار صرفه عقب نبأ مقتل السندريللا وعدم العثور عليه فى متعلقاتها.
وما أشيع بعد ذلك أن فريق التحقيق لم يعثر على أى صفحة من تلك المذكرات المفقودة التى كانت السبب الرئيسى وراء الجريمة فتغير أسلوب التحقيق وسعت سكوتلانديارد بكل أجهزتها للبحث عن تلك المذكرات خاصة بعد أن علموا أن هناك 12 شريطاً بصوتها سجلت عليها ملخص المذكرات فقدت هى الأخرى.
وكانت السندريلا تردد دائما أن موافى هو من دبر أحداث حفل عيد شم النسيم فى أبريل 1976 عندما غنى عبدالحليم أول مرة أغنية «قارئة الفنجان» أمام جمهور مدسوس دفع موافى أجره مسبقا وذكرت سعاد أن عبدالحليم شكا للرئيس السادات بعد أن تأكد أن موافى وقف وراء ما حدث لكن السادات لم يتمكن من إثباتها على موافى ففكر عبدالحليم اللجوء سياسيا للمغرب حيث وافق الملك الحسن على ذلك.
المفاجأة التى أخفتها سعاد عن أبناء الوسط كله فى وقت شدتها أنها حجت بيت الله سرا بدعوة من صديق ملكى خليجى قديم ساعدها لأداء مناسك الحج على نفقته الخاصة.
فقد قالت سعاد فى مذكراتها إن العقيد الليبى معمر القذافى عرض مبلغ 100 مليون جنيه لشراء ما أسمته ب 18 فيلما إباحيا صوّرها موافى للفنانة الراحلة سعاد حسنى خلال فترة تعاونها مع موافى.
أما قصة سعاد مع عمر خورشيد فمليئة بالأسرار فما بين المغرب وتونس وباريس ولندن أمضت سعاد مع عمر خورشيد أسعد أيام عمرها هى تقول ذلك وتعترف أيضاً بأن علاقتهما جاءت نتيجة الحزن واليأس اللذين أصابها بعد موت حليم صديق عمر خورشيد وزوج سعاد حسنى العرفى والتى تؤكد فى مذكراتها أنها لم تحب رجلاً بعد حليم لكنها بكت فى أحضان عمر خورشيد، كما لم تبك من قبل حتى على حليم، والذى أنقذها من مؤامرة صلاح نصر وموافى.
وأنها توقفت عن الشعور بالأمان بالضبط فى 3 سبتمبر من عام 1970.. تماماً ليلة رحيل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر. وقالت سعاد عن حقيقة علاقتها العاطفية بعمر خورشيد إنه يصغرها بعامين وإنها كانت تحبه كأخ وصديق.. لكنه كان رجلاً غير الرجال يشع وهجاً حانياً وكان من بين أشخاص معدودين على أصابع اليد الواحدة عرفوا سرها مع حليم.
موافى كان قد عاد بقوة للسياسة فى مصر وأصبح عام 1981 اليد اليمنى لنائب الرئيس وقتها «محمد حسنى مبارك».
ومثلما فعل حليم من قبل فى محاولته لكف موافى عن أذى سعاد حسنى قام عمر خورشيد هو الآخر بمحاولة كف موافى عنها.. فسعاد تذكر أن موافى لم ينقطع عن مضايقتها أبداً.. بل إنه استمر فى ذلك بعد رحيل حليم.. ولما علم عمر خورشيد ذهب إلى موافى فى مكتبه بالتليفزيون وهدده بكلمات واضحة «سعاد تانى لأ.. فاهم يا موافى».. وموافى ذو الوجه الجامد ابتسم لعمر خورشيد دون أن ينطق حرفاً.
الطريف أن هذه لم تكن المرة الأولى التى ينفعل فيها عمر خورشيد على موافى.. لكن مرة سابقة حدثت عام 1976 فى الليلة الثانية لحفل شم النسيم الذى غنى فيه حليم «قارئة الفنجان» التى حاول فيها موافى أن يفسد الليلة فكان أن أرسل بلطجية وغوغاء للحفل ومن يومها وموافى قد وضع عمر خورشيد فى رأسه ووضعه فى قائمة الأعداء وانتظر اللحظة المناسبة لتدميره.. أو لتدميرهما معاً سعاد وعمر.
مات حليم فى 30 مارس 1977.. وكان عمر خورشيد فى قمة مجده وشهرته.. وكانت تدور حوله الشائعات ولا تنتهى.. وبعد أن صار موافى من مؤسسى الحزب الوطنى الديمقراطى طبعاً جاءته فكرة والغريب أنه لم يخفها عن سعاد حسنى حينما وجد ثغرة سوف يتمكن بها من النيل من عمر خورشيد.. وهو ما حدث فعلاً.. عندما قام عن طريق بعض فنانين وفنانات يعملون لحسابه رغم أن عمر خورشيد على علاقة حب مع ابنة السادات.. نانا أو جيهان محمد أنور السادات.. ونانا هى قرة عين والدها وحبيبة قلبه آخر العنقود.. دلوعة الأبوين فتاة جميلة وظريفة ورقيقة ومتدينة ومشهود لها بالخلق والسلوك الحميد.. كان موافى يعلم مدى خوف الوالدين عليها.
أطلق موافى شائعة خبيثة تقول إن علاقة ما قد حدثت بين نانا وعمر.
وما صدق على تلك الشائعة اصطحاب السادات لعمر معه إلى أمريكا لحظة توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والعدو الإسرائيلى.. وقام «عمر» بالعزف فى البيت الأبيض أثناء العشاء الشهير الذى تلا توقيع اتفاقية السلام.
فى ذات الوقت وبعد عقد اتفاقية السلام كان السادات وجيهان يواجهان انتقادات وشائعات ما سهل لموافى أن يطلق شائعته الأخطر.. وانتشرت الحكاية ولسوء الحظ فقد ظلم فيها عمر خورشيد نظراً لتشابه الأسماء بين جيهان الأم وجيهان الابنة.. نانا!
تحكى سعاد وتسترسل أن موافى كان فى «أوائل أيام استلامه عمله كرئيس لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وبهدوء قاتل كالشائعة القاتلة عرض موافى على السادت الحكاية ومن ثم فقد طلب من السادات أن يترك الأمر له أى لموافى.. أى يمنحه حرية التصرف والفعل مع هذا الشاب الفاسد.. كان موافى يسعى كما تقول سعاد للحصول على رخصة «رئاسية» للتخلص من عمر خورشيد.. وقد فعل دون علم السادات أو بأمر منه.
السادات طلب من موافى التصرف فى حدود القانون ورفض لقاء عمر خورشيد الذى حاول أن يلقاه ليشرح الأمر له بعدما شعر بحجم المؤامرة وخطورة الانتقام، لكن موافى لم يكتف بذلك بل أحكم الحبل جيداً حول رقبة عمر خورشيد وراح يصنع شائعة أخرى تتعلق بزيارة عمر إلى تل أبيب فى الوقت الذى كانت الدول العربية مشتعلة بعد توقيع الاتفاقية.
وفى مقابل هذا كله قرر عمر خورشيد زيارة جهاز أمن الدولة فى 9 أبريل عام 1979 خاصة بعد تلقيه بالفعل من دولة الكيان الصهيونى دعوة مفتوحة لزيارة إسرائيل.. هذه الدعوة صدرت من مؤسسة تدعى الثقافة الأمريكية الإسرائيلية.
المثير والغريب والمفاجئ أن مباحث أمن الدولة التى فحصت الموضوع بتوصيات من وزير الداخلية وقتها النبوى إسماعيل وجدت أن هذه الدعوة قد طبعت فى «شارع محمد على» لدى محل زنكوغراف محدد كان موافى قد طبعها فيه.
وفى المذكرات وفى نفس السياق معلومة مهمة كشفتها سعاد حسنى عن الموسيقار محمد عبدالوهاب أنه علم بالمؤامرة فأخبر عمر كى يحتاط وأقنعه بضرورة طلب لقاء عاجل مع السادات.
بعد مقتل عمر خورشيد قام الموسيقار محمد عبدالوهاب المعروف بدبلوماسيته الشديدة بالخروج عن هذه الدبلوماسية.. فكان أن صرح لصحيفة «لوموند» الفرنسية: إن عمر خورشيد قد قتل بسبب مؤامرة سياسية.. وذكرت سعاد أن ذلك التصريح أغضب السادات الذى اعتقد أن عبدالوهاب يقصده.
كان موافى قبل مقتل خورشيد قام بمراقبته ورصد تصرفاته على مدار الأربعة وعشرين ساعة عن طريق فريق رصد خصصه لتلك المهمة وكان النبوى إسماعيل وزير الداخلية على علم بكل ذلك.. بل كان يساعد موافى للقيام بمهمته بشكل تقنى.. وعلى أكمل صورة.
كان عمر خورشيد قبل مقتله بأسابيع قد سافر إلى أستراليا لإحياء حفلات مصطحباً زوجته اللبنانية «دينا» ومعه محرم فؤاد.. فى استراليا تعرض عمر لمرض حمى البحر الأبيض المتوسط المعروفة.. وهو مرض يصاب به سكان البحر الأبيض بنسب نادرة.
تحكى سعاد أن موافى شعر بغياب خورشيد فأرسل وراءه شخصا يدعى «مكرم» وهو محسوب على الحزب الوطنى الديمقراطى.. وعرض مكرم على عمر خورشيد أن يقود له سيارته دون مقابل.. وكان ينقل لموافى أخبار عمر يوميا.. وترك عمر سيدنى فى أستراليا ووصل إلى ترانزيت فى بانكوك.. وهناك اشترى هدية لسعاد ظلت محتفظة بها حتى النهاية.
فى القاهرة كان خورشيد يخطط لإحياء الحفل السنوى لذكرى افتتاح قناة السويس فى 5 يونيو 1980 وكان مصراً على لقاء الرئيس السادات فطلبته الفنانة «مديحة كامل» وألحت عليه قبول دعوة رجل الأعمال «عادل الصيرفى» وزوجته السيدة «نوال الصيرفى» بالزمالك لحفل خاص على شرفه حضره نجوم كبار مثل «ليلى فوزى» و«جلال معوض» و«أحمد فؤاد حسن» وزوجته السيدة «سهام» ومديحة وعدد آخر من الفنانين.
عقب خروج خورشيد من الرولاند هو وزوجته «دينا» فوجئ بثلاثة أشخاص يركبون عربة «بويك فان» كبيرة خضراء اللون نزعت منها اللوحات المعدنية يسبونه وزوجته بأفظع الألفاظ ثم ضبطوا عربة عمر الجديدة وتقدموا أمامه وكأنهم يستفزونه فطاردهم بطول شارع الهرم على سرعة قيل إنها بلغت 130 كيلو مترا فى الساعة حتى وصلت سيارته لنهاية شارع الهرم أمام مطعم «خريستو» فكسرت عليه السيارة الخضراء فاختلت عجلة القيادة فى يديه فاصطدم بالجزيرة المتوسطة بعنف وطار جسده خارجاً من الزجاج الأمامى الذى تسبب فى جروح ذبحية ثلاثية بالرقبة والصدر واصطدم جسده بعدها بعامود الإنارة فحدث به عدد من الكسور كما جاء بتقرير الطبيب الشرعى ومات عمر فى مستشفى المواساة بينما نقلت زوجته «دينا» لمستشفى الأنجلو.
سعاد حكت لمن حولها ذكريات تلك اللحظات الصعبة وانهيار كل أحباء خورشيد حيث هرعت شريهان أحمد عبدالفتاح الشلقانى أخته الشقيقة التى كانت تمثل يومها فى مسرحية «سك على بناتك» مع الراحل «فؤاد المهندس» لتأخذ معها والدتهما «عواطف هاشم» التى كانت مقيمة فى فندق فلسطين وكانت الجنازة يوم السبت 30 مايو 1980 حيث شيع الآلاف عمر خورشيد من مسجد عمر مكرم.
ملف سعاد يبدو انه سيظل مفتوح لسنوات اخري خاصة بعد اعلان شقيقتها «جانجاه» اعتزامها اصدار كتاب عن مذكرات السندريللا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.