بينما يكثف حلف شمال الأطلسي نشاطه في أوروبا قرب الحدود الروسية، تنظر موسكو إلى مناورات الناتو بعين الدبلوماسية العسكرية حيث بدأت قواتها البحرية تدريبات مشتركة مع قوات من الصين في بحر اليابان قبالة الساحل الروسي. ويتزامن إطلاق هذه المناورات مع عمليات عسكرية مشتركة للناتو اعتبرها المراقبون بأنها الأكبر لسلاح الجو وقوات المظليين في أوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة. وتدريبات حلف الناتو التي أطلق عليها اسم "سويفت ريسبونس 15" يشارك فيها أكثر من 4800 عسكري انطلقت السبت الماضي وستستمر حتى ال13 من الشهر المقبل. ودفعت 11 دولة من أعضاء الناتو وهي بلغاريا وبريطانيا وألمانيا واليونان وإسبانيا وإيطاليا وهولندا والبرتغال والولايات المتحدة وفرنسا بجنود في هذه المناورات. ويقول خبراء عسكريون إن تنظيم هذه المناورات يهدف إلى مواجهة البلدان المشاركة لمختلف التهديدات الأمنية، سواء في البحر أو البر أو الجو، والتي تحدق بأمن وسلامة بلدان الحلف في خضم ارتفاع منسوب العمليات الإرهابية ولا سيما القادم من الشرق الأوسط. والتدريبات جزء من التزام حلف الأطلسي بقوات تحرك سريع جديدة تكون رأس الحربة وتشمل آلاف الجنود الذين يمكن إرسالهم إلى منطقة مضطربة خلال يومين فقط. هذا الأمر يصفه المراقبون بأنه يندرج ضمن الحرب الباردة الجديدة بين المعسكرين الشرقي والغربي التي ولدت من رحم الأزمة الأوكرانية. ويتوقع أن تبلغ مناورات الناتو ذروتها الأربعاء المقبل عند تنفيذ عمليتين لإنزال قوات مظليين في ميداني "هوهنفلس" في ألمانيا و"نوفو سيلو" في بلغاريا إذ ستشمل كل عملية إنزال أكثر من ألف عسكري وآليات قتالية. ولم يجر حلف الأطلسي مناورات بهذا الحجم منذ عام 2002 حيث سيشارك أكثر من 36 ألف جندي من ثلاثين بلدا بعضها ليس عضوا في الناتو مثل البرازيل والدنمارك. تجدر الإشارة إلى أن المغرب وتونس سيشاركان للمرة الأولى بصفتهما مراقبين في المناورات العسكرية التي تعد الأضخم للحلف في مياه البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق وذلك في الفترة بين 3 أكتوبر و6 نوفمبر القادمين.