سفره إلى أمريكا أثار أزمة بين قيادات الحزب والدعوة.. نائب رئيس الدعوة السلفية يعتبره أحد أبناءه وينحاز إليه ويرفض المساس به من قريب أو بعيد دافع عن ترشحه وزوجته وحماه للانتخابات البرلمانية باعتبار أنهم كوادر سياسية تصريحاته عن الأقباط والموسيقى والغناء أفقدته منصبه كمتحدث رسمى ل"النور" وتواصله مع الليبراليين أغضبت قياداته بكى فرحا بعد فوز "مرسى" بالرئاسة" وبعد ثورة 30 يونيو اتهمه ب"الفاشل" دافع عن الإخوان وبعد تهديده بالقتل قال إنهم أخطر على مصر من الشيعة لا تعد الأزمة التى تسبب فيها نادر بكار مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام بين قيادات الدعوة السلفية والحزب بعد سفره إلى أمريكا للحصول على منحة دراسية من جامعة هارفارد الأولى من نوعها حيث سبق له وأن أثار جملة من الأزمات التى سببت حالة من الاحتقان بين قيادات الدعوة والحزب. وكان نادر بكار قد سافر إلى أمريكا للحصول على منحة دراسية فى جامعة هارفارد، تستغرق ستة أشهر مما تسبب فى أزمة كبيرة بين الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور وبين الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية.. فالأول يرى أن سفر "بكار" سيتسبب فى خلل بقوائم حزب النور لقطاع القاهرة فى إطار استعدادات الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، الأمر الذى سيضطر قيادات "النور" إلى تغيير قوائمه الانتخابية ومن ثم تغيير نادر بكار وهو ما يرفضه الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية الذى يرى ضرورة انتظار "بكار" حتى عودته إلى البلاد وهذا ما أثار غضب يونس مخيون رئيس الحزب الذى يرى أن الحزب لن يقف على أشخاص بعينهم حتى لو كان "بكار" أحدهم . انحياز "برهامى" لنادر بكار ووقوفه ضد رغبة "مخيون" فى إقصاءه من الانتخابات البرلمانية القادمة على قوائم الحزب أثار كثيرا من علامات الاستفهام حول حقيقة وأسباب العلاقة القوية بين "بكار" ب"برهامى" حتى أن البعض أطلق علي الأول "فتى برهامى المدلل". لا يخفى على أحد داخل الدعوة السلفية أن الشيخ ياسر برهامى كان يعتبر "بكار" أحد أبناءه بعد أن حدثت خلافات عديدة بين بكار وعائلته فى بداية انتمائه للدعوة السلفية وتسبب هذا الانتماء فى منع أخيه من دخول كلية الشرطة إلا أن بكار دافع عن انتمائه للدعوة ودافع عنها بل وأصبح أحد الدعاة البارزين فى الإسكندرية وكان ضمن الأربع شخصيات الأولى المؤسسة لحزب النور وتدرج بعد ذلك حتى أصبح الشخصية الأكثر بروزا فى الحزب على الساحة السياسية وباتت آراؤه محل اهتمام في مختلف القضايا السياسية الاجتماعية والأحداث التى تمر بها مصر من خلال العديد من الكتابات الصحفية فى أكثر من جريدة مصرية وكذلك على مدونته الشخصية "نخبة الإصلاح"، وصفحته الاجتماعية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر". وتأتى الأزمة التى أحدثها "بكار" بين الدعوة السلفية والحزب بسفره إلى أمريكا بعد تحمل الحزب انتقادات كثيرة بسبب ترشح بكار وزوجته وحماه الدكتور بسام الزرقا للبرلمان وهو ما دافع عنه بكل ما أوتى من قوة قائلا "أرحب بالانتقاد طالما كان موضوعيا، وغير ذلك لا ألتفت إليه، والمفروض أنني كادر سياسي طلب منى داخل الحزب أن أترشح، وزوجتي قيادة نسائية وهي دكتور صيدلانية، وحماي الدكتور بسام الزرقا، نائب رئيس الحزب، وعلاقتي بأسرة زوجتي من قبل الثورة، المهم أني مستغرب جدا أن بعض الطبقات في مصر غير قادرة على استيعاب إن ده انتخاب". ولا يعلم أحد إلى أى طريق ستصل حالة الغليان الداخلية بين رئيس حزب النور يونس مخيون ونائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامى بسبب سفر نادر بكار وهل سيستطيع بكار بحنكته أن يهدئ رئيس الحزب لينتظره بعد عودته.. أم سيختار الحزب بديلا له ؟ . ورغم أن مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام يسير على خطى أبيه الروحى ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية إلا أن آراءه ومواقفه تسببت مرارا فى إحراج قيادات حزب النور دفعت عددا منهم للشكوى من تصريحاته ل"برهامى" الدائم الدفاع عنه. وتسببت تصريحات "بكار" فى فقدانه منصبه كمتحدث رسمي باسم الحزب واكتفى قياداته بوضعه مساعد رئيس الحزب لشئون الإعلام وقاموا بتحويله أكثر من مرة للتحقيق . بدأت مشاكل "بكار" مع حزب النور وبعض أعضاء الدعوة السلفية بتصريحاته عن الغناء والموسيقى ومشاهدة الأفلام وتحول على إثرها للتحقيق من قيادات الحزب وممثلين عن الدعوة وقامت الدنيا عليه بعد تصريحه بجواز تهنئة الأقباط بأعيادهم وهو ما يخالف منهج الدعوة السلفية التى لا تجيز ذلك وتسببت هذه التصريحات فى هجوم باقى روافد التيار السلفى وجماعة الإخوان على الدعوة مما دعا بكار للتقدم باستقالته فى ذلك الوقت الذى لم يكن يستطيع قيادات حزب النور أن يتخلوا عن لسانهم اللبق ورفضوا استقالته على مضض. لم يقف الأمر عند هذا الحد حيث تسبب ذهاب نادر بكار لتهنئة عمرو حمزاوى بزفافه فى حدوث أزمة كبيرة داخل أروقة حزب النور ورفض "بكار" هذا الهجومَ مؤكدا أن حضوره حفل زواج الفنانة بسمة والخبير السياسى عمرو حمزاوى كان تلبية لدعوة صديقه له وإنه ذهب إلى الحفل بسبب العلاقة الإنسانية التي تربطه به، وأنه لم يهتم بما سيكون في الحفل من تبرج، أو اختلاط، أو ما شابه ذلك. واعترض على هجوم البعض عليه قائلا "للأسف الشديد قام البعض باستغلال ذهابي إلى الفرح أسوأ استغلال، والموضوع أخذ أكبر من حجمه؛ حيث تم توجيه اتهامات باطلة لي، مع أن نيتي كانت سليمة عندما فكرت في تلبية الدعوة" وهو ما اعتبره البعض فى حزب النور تشويها غير مقصود من بكار لمبادىء حزب النور رغم أن الحزب تحفظ على الموقف بعد تبريرات بكار بأنه ذهب كصديق ل"حمزاوى" وموقفه لا يعبر عن الحزب. على صعيد آخر استطاع بكار بحنكته السياسية أن يطوع كافة التيارات السياسية فى يده خاصة أنه من أكثر الشخصيات السلفية التى لديها تواصل كبير مع عدد كبير من رموز التيارات الليبرالية وهو ما أغضب بعض قياداته أحيانا فى حزب النور. وتظهر مناورات "بكار" السياسية فى مواقف عديدة فهو يستطيع أن يقنع من أمامه بالشىء ونقيضه فى الوقت ذاته وقد يمدح شخصية مسئولة الآن ويذمها غدا ويرى هو هذه المواقف بأنها غير متناقضة لأنه يقيم المواقف وليس الشخصيات على حد قوله فنجد مثلا أن مواقفه من جماعة الإخوان أخذت منحنيات كثيرة حيث كان فى البداية ضمن السلفيين الذين يؤيدون وجود مرشح إسلامى ينفذ "المشروع الإسلامى" وعبرت دموعه عن فرحته على الشاشات بعد فوز الدكتور محمد مرسى بالرئاسة وقال حينها ''بكيت لفوز محمد مرسي بفوزه بالرئاسة، واستقالته من جماعة الإخوان المسلمين وأشعر أننا نعيش تجربة سياسية ديمقراطية حقيقية وأنه رئيس يحمل خلفية سياسية نظيفة، وقادم بعد ثورة 25يناير" . بعد فوز "مرسى" بالرئاسة كتب "نادر" تغريدة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" هنأ فيها وبارك لمصر بفوز "مرسي" ونصح حملة الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق ، بأن يضعوا أيديهم بيد إخوانهم "الإخوان "وأن مصر بحاجة إليهم وأن يمدوا أياديهم للوطن''.. وما لبث أن هاجم مؤسسة الرئاسة و"مرسى" بعد موقفه من إقالة الدكتور خالد علم الدين من منصبه كمستشار لرئيس الجمهورية لشئون البيئة وقال نصاً حينها "أسلوب إقالة علم الدين من مؤسسة الرئاسة غير لائق من الرئيس" وخرج بعدها ليتهم الرئيس الأسبق محمد مرسى بعدم احترام الشعب لتأخره فى الظهور على أحد البرامج التلفزيونية لمدة 4 ساعات وفى موقف آخر أشاد بالرئيس الأسبق محمد مرسى بعد عودته من قمة دول عدم الانحياز وكتبه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" "كل التأييد للرئيس على موقفه الرائع ... هذا ما كنا نبتغيه... سوريا أولا... إسقاط النظام السوري فاقد الشرعية أصبح مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام الشعب السوري الذي ينزف كل يوم.... سنستقبل الرئيس في المطار ثم نحتفي به ليلا الساعة الثامنة إن شاء الله عند بيته بالتجمع الخامس كما يحتفى بالأبطال". وصف "بكار" الرئيس الأسبق محمد مرسى بالبطل ودافع عن شرعيته قبل إسقاطه فى ثورة 30 يونيه ورفض بعدها مجرد الكلام عن انتخابات رئاسية مبكرة قائلا "شرعية الرئيس مرسى خط أحمر"،وأنه رئيس منتخب قدم بالصندوق ولن يرحل إلا بالصندوق وأطلق تصريحا قويا حينها قائلا " لو ثبت أن أحدا تكلم بصدد إسقاط شرعية الرئيس، فلن يقف حزب النور مكتوف الأيدى أمام هذه الدعوات التخريبية" موضحا أنهم يسعون إلى إصلاح النهج وليس حرق الوطن . ثم عاد ليقول بعد ثورة 30 يونيه إن حزب النور لم يدافع عن شرعية الرئيس الأسبق محمد مرسي، بسبب ما قاله الدكتور محمد مرسى "لو خرج على العشرات للمطالبة برحيلى، لرحلت على الفور" وأوضح أن الأهم لم يعد الشرعية بقدر أهمية حقن دماء اقتتال المصريين من أجل هذه الشرعية، ووصف مرسى ب"الفاشل " وأنه لم يكن هناك دولة فى عهده . بعد هذه التصريحات احتدم الخلاف بين بكار وقيادات الإخوان وهدده بعضهم بالقتل وهاجموا منزله واتهموه بالنفاق وهو بدوره يقول الآن إن جماعة الإخوان أخطر من الشيعة وقال عبر أحد القنوات الفضائية " قادة الحرية والعدالة أخطر على البلد من الشيعة على المدى القريب، بينما قادة التمدد الإيراني أخطر على المدى البعيد" رغم أنه كان يتحالف معهم من قبل. يجيد "بكار" دائما تأييد الطرف الأقوى فهو بارع فى قراءة المؤشرات السياسية كبراعته فى المناورة فقد اتخذ موقفا مؤيدا لثورة 30 يونية ولكنه عاد ليرفض الاحتفال بها وقال فى تصريح له إن حزبه لا يقيم مثل تلك الاحتفالات، متسائلاً "هل احتفلنا بثورة 25 يناير التي تعد الأساس؟ ووظيفتنا هي الوصول إلى المواطن في الشارع وليس إقامة الاحتفالات".. وبرر موقفه من عدم الاحتفال بالثورة قائلا "لا نريد استعراض قوة الحزب نظرا للأعداد الكبيرة لمؤيدى الحزب وحتى لا تشعر بعض الأحزاب الأخرى بأننا نسعى لاستغلال الاحتفالات" ، وهو بهذه التصريحات استطاع كعادته الخروج من مأزق اتهام البعض له بعدم الوضوح فى تأييد ثورة 30 يونيه. بعد ثورة 30 يونيو كان "بكار" من ضمن المرحبين بترشح الفريق عبدالفتاح السيسى بعد استقالته من منصبه كوزير دفاع للرئاسة وأشاد بخطابه قائلا "خطابه للأمة جاء متوازنا فيه مصارحة مع الشعب المصري في حجم تحديات المرحلة المقبلة التي تواجه البلاد قيادة وشعبا وأنه قطع الطريق على كل من يريد الاستفادة من ترشحه برفضه المبالغة في الحملة الانتخابية والتبذير فيه" ثم خرج ليعلن عن فرحته بفوز الرئيس عبدالفتاح السيسى وأن الشعب يعلق آماله عليه.. وخرج بعدها ليقارن بين حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى والرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى قائلا "مع الرئيس السيسي فيه دولة، ومع مرسي كنا نفتقد وجود دولة أصلا" .