أعلن رفضه للضربة العسكرية ضد معاقل التنظيم فى ليبيا يراوغ الإخوان يهاجمهم مرة ويدافع عنهم مرة .. أيد ثورة 30 يونيو وعاد ليوصفها ب "الانقلاب" يغير موقفه بتغير المصلحة .. ويصرح فى العلن على خلاف مايصرح به فى الخفاء ضرب الرقم القياسى فى التصريحات المتناقضة ويبحث عن دور مع كل نظام جديد ابتعاد الأضواء وخفوت المشهد السياسى عنه أحد الأسباب الرئيسية فى "انفلات تصريحاته" لم يكن مستغربا أن يعلن حزب مصر القوية برئاسة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح – الرجل المتناقض فى كل شئ - القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين ، مقاطعته الانتخابات البرلمانية المقبلة.. لكن الأمر العجيب والمثير للدهشة أن ينتهج "أبو الفتوح " نفس طريق أحزاب" دعم الشرعية" المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى في مهاجمته للدولة المصرية وقواتها المسلحة واصفًا ثورة 30 يونيو ب "الانقلاب العسكرى" رغم أنه كان أحد المؤيدين لها وأول من التقوا الرئيس السابق عدلى منصور ، والأكثر من ذلك إدانته لقيام القوات الجوية المصرية بضرب معاقل "داعش " فى ليبيا ردًا على تجاوزاتها وذبح 21 مصريًا ، وعدم تأييده للجيش فى حربه على الإرهاب. "أبو الفتوح" الذي أعلن بالأمس القريب عن رغبته في تبنى مبادرة صلح بين الدولة وجماعة الإخوان التي ينتمي لها فكريًا ،من أجل إعادتهم للمشهد السياسي من جديد ، وقف بين أعضاء حزبه، ليردد هتافات الجماعة الإرهابية ويطالب بإسقاط النظام ،وذلك أثناء انعقاد المؤتمر الأول لحزب مصر القوية ، والذي أسفر عن فوز أبو الفتوح برئاسة الحزب وأحمد فوزى بمنصب الأمين العام كما تم انتخاب عدد من الأسماء لعضوية الهيئة العليا للحزب، فضلاً عن تصعيد أحمد عبد الجواد حفيد مصطفى مشهور المرشد العام الخامس للإخوان المسلمين لمجلس الحكماء بالحزب . أثناء المؤتمر وصف "أبو الفتوح"،الفائز بالتزكية النظام الحالي ب"الأكثر قمعًا من نظام مبارك"، وقال إن الحزب يبحث منذ ثلاثة أشهر عن مكان لعقد المؤتمر العام، وحجزوا 27 مقرًا تم إلغاء الحجز بها بعد ذلك، موضحًا أن من شاركوه المؤتمر هم رفقاء ثورة 25 يناير, مشددا على أن النظام يقوم واقعياً بحماية الفساد، في الوقت الذي نسمع منه كلاماً عكس ذلك. ، وأوضح أن الفساد ازداد في الوقت الحالي، أكثر بكثير مما كان عليه أيام (الرئيس المخلوع حسني مبارك) , قائلا: نحن نريد أن تعود مئات المليارات التي نهبها رجال مبارك إلى أصحابها، ليس بالتأميم، لأن لا أحد يرضى بذلك، بل بالعدل وبالحق، بدلاً من أن تتسوّل الدولة من رجال الأعمال الذين نهبوا أموالنا. وتابع أبو الفتوح : " كل هذه العوامل التى سبق ذكرها تؤدي إلى خلل في المنظومة، إضافة إلى وجود مناخ استثماري فاشل، بدءاً من السياسة المالية للنظام، ولكي يستثمر رجل الأعمال أكثر من 30 ألف دولار من أمواله، عليه الاستئذان من البنك المركزي.. كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يدعو إلى الاستثمار في سيناء، نسي أن هناك قانوناً أصدره بنفسه ، عنوانه الرئيسي: منع الاستثمار هناك.. وأن من يريد الاستثمار فى سيناء ، لا بد أن يمر على 30 جهة في الدولة، إحداها دائماً ترفض إقامة أى مشروعات، فهو قانون لوقف الاستثمار في سيناء". وردد "أبو الفتوح" مع أعضاء حزبه في نهاية المؤتمر هتاف: "يسقط حكم العسكر" وردد الحضور خلفه، إلا أن أحد المشاركين في المؤتمر هاجم رئيس حزب مصر القوية بسبب الهتاف المسيء، للجيش ، ما أدى إلى حدوث مشادات بين المؤيدين للهتاف والمعارضين له وانتهى الأمر عند تحطم أعضاء الحزب الكاميرا الخاصة بأحد المصورين، وذلك بعد اعتراضه على تلك الهتافات المعادية للقوات المسلحة، وقاموا بطرده خارج المؤتمر. وحذر أبو الفتوح، الشباب، خلال كلمته بالمؤتمر العام ، من اليأس والإحباط الذي يعد العدو الأول لهم ، قائلا: لو كنت رئيساً للجمهورية، لفتحت لكم قصر الاتحادية لتعقدوا مؤتمراتكم بهه، مضيفا: لكن أحمد الله أن رحمني منها أي الرئاسة على حد تعبيره. ولم يكن بالبعيد عن "أبو الفتوح " أن يصف الموقف السياسى اتجاه قطر امتداد ل "العبط السياسي" الذي يتسم به النظام الحالي، متابعا: "عيب أن تدخل مصر معركة مع دولة مثل قطر، مع احترامنا الكامل للجميع، وعيب أن يكون أحد إنجازات النظام المصري الحالي إغلاق قناة فضائية.. وبالنسبة لتركيا فمن الغباء السياسي ألا يكون هناك علاقة قوية بين مصر وتركيا، وبين مصر والسعودية، وبين مصر وإيران، هذه دول محورية لا يتصور أي نظام حاكم في مصر ألا يكون هناك علاقة قوية معها، ومن مصلحة القاهرة أن تكون العلاقات قوية نتجاوز فيها المماحكات السياسية التي للأسف الشديد يقودها بعض الإعلاميين ويستجيب لهم النظام الحاكم، فعندما تكون مصلحة مصر مع دولة فأنا معها وهذا لمصلحة مصر، وليس على حسابها ".. تصريحات أبوالفتوح والصمت المريب ورفضه الضربة الجوية التى قامت بها مصر على معاقل "داعش " والثأر لدماء الشهداء دفعت العديد من الأحزاب والتيارات السياسة والسياسيين لمهاجمته ومطالبة السلطة بمحاكمته أسوة بقيادات الإخوان ، وفى مقدمتهم تيار الاستقلال الذي أصدر بيانا أكد خلاله أن رئيس حزب مصر القوية لايزال يعيش فى جلباب جماعة الاخوان الإرهابية وأن هجومه على ثورة 30 يونيو ووصفه لبيان 3 يوليو بالانقلاب على شرعية محمد مرسى ليس بالأمر الغريب عن هذا الرجل الذى كان يشغل موقع نائب المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية . وأضاف تيار الإستقلال فى بيانه الذى أصدره على لسان المستشار أحمد الفضالى رئيس التيار , أن أبو الفتوح يمثل جماعة الاخوان الإرهابية فهو واحد منهم ولايمكن أن يتخلى عنهم حتى بعد أن تركهم وأنشأ حزبه الحالى وأكبر دليل على ذلك حديثه عن ثورة 30 يونيو .. وتابع البيان: أن أبو الفتوح يبدو انه لايعرف ماذا حدث من جماعة الاخوان الارهابية عندما سطوا على الحكم فى مصر أو بعد الرفض الشعبى الكاسح ضد حكمهم الظالم فى ثورة 30 يونيو وهى ثورة شعبية لم يشهد العالم لها مثيل . وأوضح التيار أن كل من يهتف بكلمات يسقط حكم العسكر كما فعل أبو الفتوح فهو لايختلف عن موقف الصهاينة وهو خائن لمصر ولايستحق أن يعيش داخلها مطالبا بمحاكمة رئيس حزب مصر القوية أمام القضاء على كل ماقاله ضد إرادة الشعب المصرى. وقال أحمد بهاء الدين شعبان ، منسق الجمعية الوطنية للتغيير ورئيس حزب الاشتراكي المصري ، إن مواقف "أبو الفتوح" الرافضة لإدانة العمليات الإرهابية وعدم مساندة الجيش المصري للحرب على الإرهاب وضرب معاقل داعش فى ليبيا يرجع لعقيدته الإخوانية حيث أنه " إخوانى قلباً وقالباً ولم يتخلى يومًا عن شخصية الاخوانية" . وأوضح بهاء الدين أن انشقاق أبو الفتوح عن جماعة الإخوان لم يكن بسبب أفكار أو اعتقاد ما، ولكن كان بسبب خلافات شخصية نشبت مع خيرت الشاطر النائب السابق للمرشد العام للجماعة ، مشيرًا إلى أن رئيس حزب مصر القوية يرى في نفسه صاحب الحق في إعادة الإخوان المسلمين إلى الحياة السياسية وهو يبحث من وراء ذلك تولى منصب المرشد العام الجديد . للجماعة وأوضح أن أبو الفتوح لم يعترف بأن تنظيم داعش إرهابى ، لانه يعلم جيدًا أن داعش لا تختلف عن جماعة الإخوان ، بل يعتبر جزء منها وينتهج نفس المنهج العنيف . وطالب بهاء الدين السلطة بوضع إطار سياسي لمكافحة الإرهاب بجانب الحل الأمنى والعسكري ، ليتم تطهير عقول الشباب من أفكار أبو الفتوح وأمثاله والقضاء على الإرهاب. وقال طارق التهامي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد: مخطئ من يعتقد أن أبوالفتوح بعيد عن فكر ومعتقدات جماعة الإخوان فهو أحد كوادرها الذين تربوا على السمع والطاعة حتى وصل لمنصب نائب المرشد ، ومن يصل لهذا المنصب يصعب عليه التخلى عن منهج الجماعة . وأوضح التهامي أن ما يصدره "أبو الفتوح" من بيانات وتصريحات لإدانة جرائم الإرهاب التي ترتكب ضد قوات الجيش والشرطة والمدنيين شكلاً فقط ، ولكن ما يدور بداخله هو نفس ما يراه ويتمناه قيادات الجماعة ، مؤكدًا أن رئيس حزب مصر القوية يرى أنه صاحب الحق فى قيادة الجماعة وإحيائها من جديد . ووصف الدكتور أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ، موقف "أبو الفتوح" من الحرب على الإرهاب ب "المخزي" ، لافتا إلى أن أي سياسي وطني في مصر يجب أن ينضم للاصطفاف الوطني والشعبي حول القوات المسلحة خصوصا أن البلاد تمر بظروف استثنائية في وقت عصيب. وأوضح أن هتاف أبو الفتوح : "يسقط حكم العسكر", موقف صبياني، لا يليق برئيس حزب ، مشيرًا إلى أن هذه الظروف التي تعيشها مصر تتطلب تنحية الخلافات جانباً، والعمل من أجل الوطن، والوقوف صفاً واحداً ضد ما يحدث من إرهاب. واستنكر "بان" موقف رئيس حزب مصر القوية من عدم إدانة تنظيم داعش واعتبارة تنظيم ارهابى خصوصا بعدما قام بقتل المصريين العزل بطريقة بشعة ، لافتًا إلى أن الضربات العسكرية الجوية للقوت المسلحة جاءت رداً على العمل الإرهابي ل"داعش"، وثأراً للشهداء ولذلك ندعو جميع المصريين للوقوف بجانب الجيش، لأننا فى حالة حرب، مؤكدًا أن الصمت واتخاذ مواقف "محايدة ورمادية" عمل غير وطني، ويصب فى صالح التنظيمات الإرهابية وعلى "أبو الفتوح" أن يخلع عباءة الإخوان ويقدم مصلحة الوطن . وكان حزب مصر القوية برئاسة أبوالفتوح أصدر بيانا غير واضح الملامح أدان فيه التدخل المصرى عقب ذبح 21 مصريا بليبيا على يد تنظيم داعش الإرهابى, طالب فيه القاهرة بأن تقوم بدورها التاريخي والطبيعي لرأب الصدع بين القوى السياسية المختلفة، وبين قبائل ومكونات الشعب الليبي على أرضية سياسية تحترم اختيارات الشعب الليبي وتحافظ على حقوق أقلياته وتحافظ على ثورته دون انحياز لطرف على طرف، وحتى لا يتعرض الأمن القومي المصري للخطر. وطالب الحزب أيضاً جامعة الدول العربية بالحرص على وحدة الشعب الليبي، وأن تساعد هذا الشعب على لفظ هذه العصابات التكفيرية الإرهابية التي تستهين بدماء الأبرياء، وأن تجمع بين غيرهم من فرقاء الشعب الليبي وحملة لواء ثورته، وألا تسمح بأي تدخل أجنبي أيا كان نوعه وأيا كان مبرره. وقال البيان إن أي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي الليبي سيعزز من حالات الإرهاب وسيخلق لها أرضاً أوسع وتعاطفاً أكبر ، وسيكرر هذا التدخل السيناريو العراقي الذي جعل من العراق مرتعا للتطرف والطائفية وسفك الدماء نتيجة للتدخل الأمريكي بها، ولا تعاني من نتائجه سوى بلادنا وشعوبها. ودعى الحزب السلطات المصرية أن تتجنب التورط في إراقة أي دماء بريئة، وأن تسخر أجهزة الدولة كل إمكانياتها المعلوماتية والدبلوماسية والعسكرية للحفاظ على أرواح ودماء المصريين الموجودين في ليبيا.