أمين تعليم "المصريين": المنظومة التعليمية شهدت طفرة غير مسبوقة في عهد الرئيس السيسي    «إيجي بروب» و«برانديت» توقعان اتفاقية شراكة لتنظيم الحدث العقاري الدولي «ذا ريل شو»    وزيرة التنمية المحلية: إزالة 2271 حالة تعدٍ على أراضي أملاك الدولة وأراضي زراعية بالمحافظات خلال 5 أيام    دعم إيجاري وإنهاء العلاقة بعد سنوات.. "الاتحاد" يعلن عن مشروع قانون للإيجار القديم    مسؤول سابق بالناتو: الحلف لا يثق بترامب ويستعد لأسوأ السيناريوهات    رئيس وزراء الهند: عملية السندور تمثل مرحلة جديدة في مواجهة التهديدات الأمنية    بعد تجدد التوترات بين الفصائل المسلحة.. الأمم المتحدة تطالب بوقف القتال فى العاصمة الليبية طرابلس    كارثة إنسانية في غزة.. انتقادات أوروبية ودولية متزايدة لإسرائيل وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة    الصين تتراجع عن قيود فرضتها مسبقًا على الولايات المتحدة الأمريكية    سيدات الزمالك يتأهلن إلى الدوري الممتاز ب لكرة السلة    وزارة الشباب والرياضة تكشف أخر تطورات أزمة الرياضيين المصريين الموجودين في ليبيا    تشكيل الريان ضد الدحيل في كأس أمير قطر.. موقف تريزيجيه    انتشال جثمان طفل غرق داخل ترعة بقنا    انفجار خط غاز أكتوبر.. الحفيدة تلحق بجدتها بعد 14 ليلة داخل العناية المركزة    جلسة تصوير ل توم كروز وأبطال فيلم "Mission: Impossible 8" في مهرجان كان السينمائي    «مش هعرف أمد ايدي عليها».. فتحي عبدالوهاب يكشف كواليس ضربه ل ريهام عبدالغفور    5 أبراج يتألق أصحابها في الإبداع والفن.. هل برجك من بينها؟    الثقافة تحتفي بمسيرة الشاعر أحمد عنتر في "العودة إلى الجذور".. الأحد    متحدث وزارة الصحة: الرئيس السيسي مهتم بالتنمية البشرية والصحة    لعدم تواجد طبيب.. وكيل صحة الشرقية يجري جراحة لطفل أثناء زيارة مفاجئة ل"أبو حماد المركزي"    عبلة الألفى ل الستات: الدولة نفذت 15 مبادرة صحية منهم 60% للأطفال    تأجيل محاكمة قهوجي متهم بقتل شخص إلى جلسة 13 يوليو    أحكام رادعة من الجنايات ضد 12 متهم بقتل شخصًا وترويع أسرته في أوسيم    قرار وزاري بتعديل ضوابط وتنظيم العمل في المدارس الدولية    جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي 2025 الترم الثاني محافظة شمال سيناء    استمرار فعاليات البرنامج التدريبي "إدراك" للعاملين بالديوان العام في كفر الشيخ    ميلان ضد بولونيا.. موعد نهائي كأس إيطاليا 2025 والقنوات الناقلة    استقبالا لضيوف الرحمن فى البيت العتيق.. رفع كسوة الكعبة 3 أمتار عن الأرض    مصطفى كامل.. طرح أغنية «قولولي مبروك» اليوم    "الجبهة الوطنية" تعلن تشكيل أمانة ريادة الأعمال    الحكومة توافق على إقامة معرض بعنوان «مصر القديمة تكشف عن نفسها» بمتحف قصر هونج كونج    حجز محاكمة الطبيب المتهم بالتسبب في وفاة زوجة عبدالله رشدي للحكم    التحفظ على 256 بطاقة تموينية وضبط مصنع تعبئة كلور داخل مزرعة دواجن بالغربية    تأجيل محاكمة 17 متهما بقضية "خلية العجوزة الثانية" لجلسة 28 مايو    البنك المركزي: القطاع المصرفي يهتم كثيراً بالتعاون الخارجي وتبادل الاستثمارات البيني في أفريقيا    «أنا عندي نادي في رواندا».. شوبير يعلق على مشاركة المريخ السوداني في الدوري المصري    المجموعة الوزارية للتنمية البشرية تؤكد أهمية الاستثمار في الكوادر الوطنية    الوزير "محمد صلاح": شركة الإنتاج الحربي للمشروعات تساهم في تنفيذ العديد من المشروعات القومية التي تخدم المواطن    حالة الطقس في السعودية اليوم.. طقس متقلب على كل الأنحاء وفرص لرياح محملة بالأتربة    تراجع إيرادات فيلم استنساخ في شباك التذاكر.. كم حقق الأسبوع الماضي؟    دار الإفتاء توضح الأدعية المشروعة عند وقوع الزلازل.. تعرف عليها    إيتيدا تشارك في المؤتمر العربي الأول للقضاء في عصر الذكاء الاصطناعي    وكيل عمر فايد يكشف ل في الجول حقيقة إبلاغه بالرحيل من فنربخشة    التعليم العالى تعلن نتائج بطولة السباحة للجامعات والمعاهد العليا    توقيع بروتوكول بين المجلس «الصحي المصري» و«أخلاقيات البحوث الإكلينيكية»    الرئيس الأمريكى يغادر السعودية متوجها إلى قطر ثانى محطات جولته الخليجية    براتب 7 آلاف ريال .. وظيفة مندوب مبيعات بالسعودية    محافظ الشرقية: لم نرصد أية خسائر في الممتلكات أو الأرواح جراء الزلزال    للمرة الثالثة.. محافظ الدقهلية يتفقد عيادة التأمين الصحي بجديلة    ورش توعوية بجامعة بني سويف لتعزيز وعي الطلاب بطرق التعامل مع ذوي الهمم    "معرفوش ومليش علاقة بيه".. رد رسمي على اتهام رمضان صبحي بانتحال شخصيته    بالصور.. جبران يناقش البرنامج القطري للعمل اللائق مع فريق "العمل الدولية"    هآرتس: إسرائيل ليست متأكدة حتى الآن من نجاح اغتيال محمد السنوار    فرار سجناء وفوضى أمنية.. ماذا حدث في اشتباكات طرابلس؟    دون وقوع أي خسائر.. زلزال خفيف يضرب مدينة أوسيم بمحافظة الجيزة اليوم    دعاء الزلازل لطمأنة القلوب.. ماذا نقول إذا اهتزت الأرض؟    فى بيان حاسم.. الأوقاف: امتهان حرمة المساجد جريمة ومخالفة شرعية    هل أضحيتك شرعية؟.. الأزهر يجيب ويوجه 12 نصيحة مهمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير البيئة فى حواره ل"الموجز" يعترف بفشله فى مواجهة السحابة السوداء وكشف الفارق بين "السيسي" و"مرسى"
نشر في الموجز يوم 13 - 12 - 2014

وزير البيئة اعترف بفشله فى مواجهة السحابة السوداء وكشف الفارق بين "السيسي" و"مرسى"
خالد فهمي:
حكومة "قنديل" كانت مقسمة ل"شِلل" ورأيها كان صوريا.. ووزراء "محلب" يخوضون حربا لإنقاذ مصر
"قنديل" ضحك عندما أبلغته رفضى تعيين مساعدين لى من الأحزاب الدينية.. وهذه هى كواليس علاقتى ب"خالد علم الدين"
سد احتياجات مصر من الفحم مستحيل بدون استخدام الفحم.. وحل أزمة تلوث مياه النيل يترتب عليه زيادة أسعار السكر
محطات الصرف الصناعى فى الوجه البحرى غير مطابقة للمواصفات وتساهم فى تلوث النيل
مصانع الأسمنت وافقت علي ضوابط استخدام الفحم المشددة قبل موافقة مجلس الوزراء.. ومشروع قناة السويس الجديدة لن يؤثر سلبا علي البيئة
أكد الدكتور خالد فهمي وزير الدولة لشئون البيئة أنه أخُتير كوزير في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى لتجميل الحكومة وحتي لا يكون لها صبغة دينية أمام الرأى العام.. مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الأسبق هشام قنديل لم يكن سيد قراره.
وأكد فهمى فى حواره مع "الموجز" أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يضع المشاكل البيئية ضمن أولي إهتماماته ويتابعها بصفة دورية.
وأوضح أنه لا يمكن سد احتياجات مصر من الطاقة بدون استخدام الفحم وأن مصر تستورد الفحم منذ سنيين طويلة، مؤكدا أن الوزارة وضعت ضوابط مشدده علي إستخدام الفحم ووافق عليها أصحاب مصانع الأسمنت، معربا عن عدم رضاه عن أسلوب إستقبال والتعامل مع الفحم في الموانئ.
واعترف الوزير بالفشل فى السيطرة علي السحابة السوداء هذا العام موضحا أنه يسعي للقضاء عليها نهائياً من خلال برنامج قومي أعدته الوزارة وسيتم عرضه علي مجلس الوزراء لبحث آلية تنفيذه.. وإلي نص الحوار..
ما هى أهم العقبات التى تواجه وزارة البيئة فى أداء دورها خلال الفترة الراهنة ؟
دور الوزارة هو رصد نوعية البيئة وتحديد أسباب التلوث ومطالبة الجهات الملوثة بالالتزام بالقوانين فإذا لم تلتزم تقوم الوزارة بتطبيق القانون عليها، وأنا أسعي حالياً لوقف التدهور البيئى من خلال الحملات التفتيشية التي تقوم بها الوزارة ،فلا يمكن تحسين البيئة الآن خاصة في ظل ضعف الإمكانيات وعقم التشريعات.
معني كلامك أن "البيئة" وزارة مقيدة !!
هناك نوعان من الوزارات.. الأولى تنسيقية والأخري تنفيذية ، ووزارة البيئية وزارة تنسيقية تعمل من خلال الوزارات الأخري و بالتعاون معهم ، وطبقاً للقانون فوزارة البيئة مسئوليتها هي الرقابة والتحليل ووضع السياسة العامة للبيئة ووضع المعايير البيئية ورصد حالة البيئة ووضع آليات لتمويل المشروعات البيئية وتوعية وتدريب المسئولين عن البيئة.
هل تعتقد أن المواطن المصري لدية وعي بيئي؟
أعتقد أن المواطن المصري لديه وعي عام وفكرة عامة تشير إلى أن تلوث البيئة ضار بالصحة لكن ليس لديه خلفية عن أسباب المشكلة وطرق حلها بصفة عامة وليس من الناحية الفنية وما هو دور الحكومة ودور قطاع الأعمال ودور المواطنين ،ولذلك نسعى بالتعاون مع المؤسسات المعنية مثل التعليم والإعلام لرفع الوعي البيئي للمواطن.
هل تتواصل الوزارة مع المنظمات الأهلية معنية بالبيئة ؟
الوزارة تتواصل مع هذه المنظمات من خلال إدارة مخصصة للمتابعة مع الجمعيات الأهلية ويوجد تنسيق فعال بينهم وبين الوزارة لحل مشاكل البيئة ولرفع الوعي البيئي.
معلومات منقوصة
من أهم القضايا البيئية التي أثارت جدلا قضية استخدام الفحم فى الصناعة.. ما هو الموقف النهائي للوزارة من هذا الأمر؟
خبراء الطاقة أكدوا جمعيهم أنه لا يمكن سد إحتياجات مصر من الطاقة بدون استخدام الفحم ، ولمواجهه الأزمة فلابد من الاعتماد علي خليط لإنتاج الطاقة وهذا الخليط سيتكون من الطاقة الشمسية والرياح والكتلة الحيوية والمخلفات الزراعية التي يمكن أن تنتج بايوجاز وبايوماس إضافة إلي البترول بمشتقاته والغاز والفحم والطاقة النووية ، وبالتالى ستكون نسبة الفحم من حقيبة الطاقة المستخدمة 5% أو 10% والذي سيحدد ذلك دراسة تعدها وزارة الكهرباء وستقدمها لمجلس الوزراء لاعتمادها.
إذا كان الأمر كذلك.. فلماذا هذا الجدل الذي أثير عقب طرح هذه القضية؟
الجدل ناتج من عدم توافر الوعي البيئى وانتشار المعلومات المنقوصة، فالشعب يعتقد أن الدولة ليس فيها فحم وهذا خطأ فمصر تستورد الفحم منذ سنين والدليل هو ما تسجله إحصائيات التجارة الخارجية والجهاز المركزي للإحصاء من كميات إستيراد مصر من الفحم ، ومن أكبر الشركات المستوردة للفحم شركة الكوك ومصر الألمونيوم.
والجدل الذى تشهده مصر الآن تشهده أيضا البلاد العريقة التي تستخدم الفحم مثل ألمانيا التى شهدت الصيف الماضي جدلا حول استخدام الفحم البني وهو أردأ أنواع الفحم في إنتاج الطاقة وحُسم القرار باستخدامه.
ولكن الطاقات النظيفة مثل الشمس والرياح لا يمكن أن يكون عليها جدل.. فلماذا لا نعتمد عليها بشكل أساسي ؟
سنعتمد علي الشمس والرياح لأقصي حد ممكن ،فالطاقة الشمسية لا تستخدم في كل الصناعات، وأقصي ما يمكن إنتاجه منها هو 30% فقط من الطاقة إضافة إلى أنها مكلفة جدا فهل يستطيع المواطن البسيط تركيب وحدة للطاقة الشمسية تكلفتها 180ألف جنيه ،لذا لابد أن يحتوي مزيج الطاقة علي كل أنواع الطاقة .
وهل سيتم استخدم الفحم فقط في صناعة الإسمنت فقط أم في توليد الطاقة أيضا ؟
قرار رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب في مارس 2014 أي قبل أن أتولي الوزارة بثلاثة أشهر ينص علي أنه "يسمح باستخدام الفحم في مزيج الطاقة في مصانع الأسمنت وكافة القطاعات الأخري طبقاً للضوابط الأوربية ويتم العمل بالضوابط الحالية لحين الإنتهاء من الضوابط الجديدة مع الاعتماد علي معايير منظمات الصحة العالمية مع فرض ضريبة".
وهل أنتهت الوزارة من وضع هذه الضوابط ؟
الوزارة انتهت من إعداد الضوابط الخاصة بصناعة الأسمنت ووضعنا ضوابط مشددة ووافقت عليها مصانع الأسمنت وهذا يعد خطوة جيدة من نوعها حيث يتم وضع ضوابط وتوافق عليها المصانع المعنية بها قبل مجلس الوزراء والبرلمان بالإضافة إلي موافقتها علي الاستثمار في بناء البنية التحتية للموانئ بحيث تتمكن من تنفيذ الضوابط الأوربية والدولة لن تتكلف تجهيز الموانئ الخاصة باستقبال الفحم ، وسيتم الإعلان عن الضوابط بالتفصيل بعد موافقة رئاسة مجلس الوزراء عليها لأنها تؤثر علي إقتصاديات الشركات وبالتالي لا يمكن الإعلان عنها قبل موافقة وزير الصناعة والمالية والبترول والكهرباء والصحة مع رئيس الوزراء ،كما نعمل الآن علي وضع ضوابط إستخدام الفحم في توليد الطاقة.
كيف ستلزم الوزارة أصحاب المصانع بالالتزام بهذه المعايير والضوابط ؟
المصنع الذي سيخالف الضوابط والمعايير لن نجدد له تصريح استخدام الفحم ، فلن يتم إعطاء تصاريح استيراد الفحم أو تجديدها إلا وفق تقرير إلتزام بيئى من لجنة مشكلة من الحكومة والمجتمع المدنى برئاسة قاض لمنح التراخيص والرقابة على أداء المصانع التي تستخدم الفحم .
بدأت شحنات من الفحم تصل إلي الميناء فما هي استعدادات استقبالها؟
شحنات الفحم تصل مصر منذ 20 سنة، وأنا شخصيا عاينت استقبال الفحم بالمواني وغير راض عن طريقة إستقبال الفحم ولكن سيتم تغير الوضع كلياً بعد موافقة رئاسة الوزراء علي الضوابط الموضوعة من قبل الوزارة .
السحابة السوداء
ما هي نسبة التلوث فى الهواء؟
وفق المعايير الدولية في قياسات معدلات التلوث نجد أن نسب التلوث فى منطقة القاهرة الكبرى عالية جداً ومن أهم العناصر المكونة للتلوث الأتربة والغازات من مجموعة أكاسيد الكبريت ومجموعة أكاسيد النيتروجين ومجموعة المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق.. وإذا تناولنا كل عنصر علي حدا نجد أن الأتربة هي أساس مشكلة الهواء فأحيانا تزيد عن معدلها الطبيعي بنسبة %100 وطبعاً يختلف الوضع من موقع لآخر ومن وقت لأخر ويرجع ذلك لعوامل طبيعية وهي أن القاهرة تقع في منخفض ما بين هضبة الأهرام وهضبة المقطم وتتكون هذه الهضاب من الحجر الجيري الذي يتفتت فإذا كان الحد المسموح للأتربة هو 150% سنجد أن العوامل الطبيعية فقط تنتج 70% والجزء المتبقي ينتج من أنشطة يقوم بها الإنسان مثل الصناعة والنقل ومحطات الطاقة والقمامة.
ومن ملوثات الهواء أيضا الكبريت الناتج من حرق الوقود خلال محطات توليد الطاقة لحرقها للغاز والمازوت وحل هذا الأمر يكمن فى استخدام الفلاتر إضافة إلي غاز النيتروجين الناتج من عوادم السيارات فإذا تحكمنا في مواتير السيارات ووضعنا فلاتر سنتحكم في ملوثات الهواء.
وماذا عن السحابة السواء والانتقادات الموجهة للوزارة بسبب فشلها في السيطرة عليها ؟
قبل ظهور السحابة قلت فى تصريحات إعلامية أن مصر ستشهد سحابة أكبر من الأعوام الماضية، ولكن أحب أن أوضح الظروف التي مرت بها الوزارة في فترة السحابة السوداء وهذا لا يعد دفاعا عن نفسي بل دفاعا عن الوزارة ،فعندما توليت الوزارة كانت كل العقود مع الشركات المعتاد التعامل معها سنوياً غير مفعلة وبها مشاكل قانونية ولم يكن لدينا سوي بروتوكول مع التعاونيات الزراعية.. وكانت هناك مشكلة أخرى تتمثل فى ضيق الوقت حيث توليت الوزارة قبل 3 شهور فقط من موعد السحابة السوداء لذلك لم يكن أمامي خيار سوي إتباع الوسائل التقليدية مع العلم بأنها لن تقضى سوى على 40 من السحابة وهذا ما حدث بالفعل ، فضلاً عن أن هناك مساحات مزروعة بالأرز بالمخالفة لتعليمات وزارة الري مثل محافظة الشرقية التي تعد أكثر المحافظات المسببة للسحابة السوداء.
وما هي هذه السبل التقليدية التي أتبعتها الوزارة ؟
السبل التقليدية التي تتبعها الوزارة منذ عشر سنوات هي التعاقد مع شركات تجميع القش ومع التعاونيات الزراعية لإعطاء ماكينات للفلاحين لتجميع القش وتقوم وزارة الزراعة من خلال المرشدين الزراعيين بتعليم الفلاحين كيفية تحويل قش الأرز إلي علف أو سماد وكل هذه الجهود لم تفرز سوي 40% وال 60% الأخرى منها ما حرق ومنها ما كبس بالقطاع الخاص لاستخدامها في إسطبلات الخيل أو مزارع الدجاج.
وأؤكد أن هدفي الأساسى ليس معالجة السحابة السوداء ولكن هدفي هو حل الأزمة من جذورها من خلال برنامج وطني لجمع المخلفات الزراعية سواء كانت من قش الأرز وحطب القطن والذرة والقصب والفاكهة والخضار وإعادة استخدامها ومنع التخلص غير الرشيد منها.
ما هي ملامح هذا البرنامج.. ولماذا لم تنفذه الوزارة حتى الآن؟
الوزارة غير مختصة بإدارة وتشغيل هذا البرنامج لأنها لا تمتلك شركات وليس لها الحق في ذلك نظراً لأنها ليست هيئة اقتصادية ولكن ما يمكن للوزارة فعله هو إعداد الخطة وتصميم المشروع ودراسته اقتصاديا وكيفية تنفيذه وتحديد نوع الآلات المطلوبة.. وقد وضعنا في الاعتبار عند تصميم المشروع كيفية إدخال جميع المخلفات الأخري وعدم قصره فقط علي قش الأرز لأن موسم القش شهرين فقط فمن سيستثمر في مشروع يعمل شهرين فقط في العام ، وسيتم عرض المشروع علي مجلس الوزراء لبحث آلية تنفيذه ، وأعتقد أنه الموسم الجديد قد يشهد تنفيذ البرنامج في أربع محافظات من أصل خمس محافظات تساهم بشكل كبير في تكوين السحابة السوداء.
بؤر تلوث
ماذا عن نسب تلوث نهر النيل؟
طبقاً لقياسات وزارة البيئة والري والصحة وبشهادة المؤسسات الدولية فإن نهر النيل بصفة عامة لازال غير ملوث ولكن هناك بؤر معينة للتلوث ،فالجزء الجنوبي لا يوجد به مشاكل لأن عدد المصانع قليل جدا إضافة إلي أنه تم تحويل الصرف المباشر علي نهر النيل إلي الصرف علي المصارف ولكن المشكلة تبدأ من شمال القاهرة إلي دمياط ورشيد فالكثافة السكانية عالية جداً والمصارف تصب في نهاية الفرع إضافة إلي الصرف العشوائي من القري التي لم تدخلها المجاري علاوة على الصرف الصناعي غير المطابق للمواصفات نظراً لتهالك محطات المعالجة .
وما هي خطوات الوزارة لحل الأزمة؟
حل أزمة نهر النيل لا يقتصر فقط علي وزارة البيئة ، فوزارة الري معنية أساسا بالتعديات علي النهر و"البيئة" معنية بالصرف الصناعي و"الإسكان" معنية بالصرف الصحي.
وفيما يتعلق بالجزء المنوط بوزارة البيئة فكان يوجد 122 مصنع مخالف لم يتبق منها سوي 6 مصانع وجميعهم شركات قطاع عام تقوم بإلقاء مياه غالبيتها ماء تبريد درجة حرارتها أعلي من درجة مياه النهر وقد تكون مختلطة في بعض الأحيان بالصرف الصناعي ونريد أن نخضعهم للقانون ، وبالفعل تم إعداد مشاريع وخطط لهذا الأمر ولكن ليس لدي هذه الشركات التمويل الكافي خاصة أنها تنتج السكر المدعوم وبالتالى لو أجبرناهم علي الالتزام بالضوابط سيؤثر ذلك علي سعر السكر وقد نقاشنا الأمر مع وزير التموين لبحث آليات التمويل لهم وسيتحدد اجتماع قريبا مع أصحاب المصانع لبحث أكثر أنواع الملوثات خطورة والعمل علي بدء حلها وتحديد تكلفتها.
إذا.. متي يمكن أن نري نهر النيل نظيفا ؟
لا أستطيع التحديد لأن نحن نعالج الصرف الصناعي فقط ولكن مازال هناك الصرف الصحي والزراعي كما ذكرت ، فالصرف الصحي مثلاً يحتاج كمية ضخمة من الأموال تصل إلى 20 مليار جنيه ووزارة الإسكان والشركة القابضة للمياه والصرف تبحثان آليات التنفيذ وهناك بالفعل عدة محطات بدأت في اتخاذ خطوات لحل هذا الأمر.
أما الصرف الزراعي فيرتبط بنوع الأسمدة والاستخدام غير الرشيد للأسمدة والمبيدات ويجب أن يتم إدخال الزراعات البديلة وهذا ما تعمل عليه وزارة الزراعة والمركز القومي للبحوث المرتبطة بالسياسة الزراعية.
مساحات شاسعة
ما هى خطة الوزارة لحماية وتطوير المحميات الطبيعية؟
هناك ملفات لتطوير المحميات سيتم الانتهاء منها قبل إنتخابات البرلمان منها محميات دجلة والغابات المتحجرة،وهناك أجهزة كثيرة تشارك فى إدارة المحميات، وطبقاً لقرار رئيس الورزاء فحق الإدارة للوزارة فقط.
وأسباب تدهور الأوضاع في المحميات الطبيعية هو أننا لدينا محميات شاسعة وليس لدينا القدرة المالية أو الموارد لإدارة هذه المحميات، بالإضافة إلي أنه خلال الثلاث السنوات الماضية لم يكن هناك مخصصات أو موارد لصندوق حماية البيئة، كما أن الخلل الأمنى الذى كان موجوداً وسّع دائرة التعدى، على المحميات، وإنما تم التعدى أيضا على الأراضى الزراعية.
كيف تعاملت الوزارة مع جزر نهر النيل ومحمية الوراق التى سيطر عليها الأهالي وأصبحت بؤرة عشوائية؟
محميات جزر نهر النيل تبلغ 142 جزيرة وبها عشوائيات فعلاً، فمحمية الوراق بها 60 ألف مواطن يطالبون ببنية تحتية وصرف صحى وكبارى، وستدخل الوزارة ضمن اللجنة المسئولة عن هذه العشوائيات لحل الأزمة مع وزير الإسكان والتنمية المحلية والتطوير الحضرى والعشوائيات.
هل تمت دراسة الآثار البيئية التى قد تترتب على تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة؟
نعم ، حيث طالبنا الشركات التى ستقوم بمشروع قناة السويس بإعداد دراسة بيئية كاملة حول التقييم البيئى للمشروع ليس على يد خبراء مصريين بل من قبل خبراء أجانب ليكونوا محايدين، ولأنهم أكثر خبرة فى مثل هذا النمط من الدراسات، ولو رجعنا إلى الشروط التى كانت معلنة فى كراسة المواصفات سنجد أن هناك شرطا أساسيا لإعداد دراسة تقييم بيئية إستراتيجية لكل المشروع، ثم دراسة لكل مشروع داخل المشروع الكبير، وتم عقد إجتماع موسع مع تلك الشركة المنفذة ومع الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس لوضع الاشتراطات البيئية المناسبة لهذا المشروع والبيئة المحيطة.
السيسي ومرسى
توليت الوزارة في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي وفي عهد عبدالفتاح السيسي.. ما هو الفرق التي شعرت به فى العهدين؟
هو نفس الفرق الذي يشعر به الشعب فنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي له قيادة ويتمتع بشعبية وله قائد مصلحته الأساسية هى مصر وشعبها وليس مصلحة فئة من الشعب المصري كما كان النظام الأسبق.
ما هو الفرق من وجهه نظرك بين حكومة هشام قنديل وحكومة إبراهيم محلب ؟
حكومة "محلب" تعتمد علي مجموعة عمل ويوجد بينهم تناسق وتناغم والوزراء كلهم يعملوا بروح واحدة والتحديات التي تواجههم أصعب بكثير لأنها تحديات تواجهه ضغوط عالمية ومحلية وهناك قيادة واضحة وحاسمة ومتابعة يومية من القيادة سواء كان من السيد الرئيس أو رئيس الوزراء وهي حكومة أقرب إلي الشارع ، أما حكومة قنديل فكانت مقسمة إلي مجموعات هناك مجموعة هي التي تلعب الأدوار الرئيسية في الحكومة واجتماع مجلس الوزراء لا يتخذ قرارات ولكن القرارات كانت معدة مسبقا وكان رأينا صوريا ولا يؤخذ به.
هل تعني أن هشام قنديل لم يكن سيد قراره؟
نعم كان لدي هذا الإحساس وتنامي بعد التعديل الوزاري بخروج معظم الوزراء التكنوقراط مثل أسامة كمال وزير البترول وأسامة صالح وزير الاستثمار ولم يتبق منهم سوي مجموعة محددة ، وبذلك أصبحت الحكومة مخالفة لما تم الاتفاق عليه من القوي السياسية في فندق فيرموند.
ولكن لماذا تم اختيارك كوزير في عهد الأخوان؟
أعتقد أنه تم اختيارى أنا وغيري من التكنوقراط لتجميل الحكومة حتي لا تكون لها صبغة دينية وخاصة إني لا أنتمي لأي فكر سياسي ولم أمارس العمل السياسي فأنا راجل متخصص في البيئة منذ 35 سنة وعملت مع جهاز شئون البيئة لمده 28 عاما كإستشاري في مجال التعاون الدولي ، وعندما إلتقيت أول مرة الدكتور هشام قنديل أبلغته بأني لا أعلم ما الذي يجب علي فعله فكان التوجيه أننا نحتاج أفكارا جديدة والدفع بملف التعاون الدولي وهذا ما حدث بالفعل.. فعندما توليت الوزارة عقدت أكبر إتفاقية لمشروع البرنامج القومي للمخلفات الصلبة ،كما طلبت من الدكتور قنديل أن تكون علاقاتي به مباشرة و أبلغته أنى لا أريد أحدا من حزب النور أو أي حزب يتدخل في عملي فضحك.
هل كانت هناك محاولات لأخونة الوزارة ؟
انا لم أري أي محاولات صريحة لأخونه الوزارة وأنا لم أعين قيادات خارج عن الجهاز منذ أن توليت الوزارة.
هل كان هناك تداخل في العمل بينك وبين الدكتور خالد علم الدين مستشار الرئيس محمد مرسي لشئون البيئة ؟
عندما توليت الوزارة وجدت الدكتور خالد يتدخل في كل شئون الوزارة ويصدر أوامر وتعليمات لرؤساء الإدارات المركزية وإلي رؤساء الإدارات وإلي رئيس الجهاز ، فاتبعت معه إستراتيجية المواجهة وعقدت اجتماعا لكل قيادات الوزارة وأبلغتهم أن الدكتور خالد علم الدين يجب أن يلجأ إليّ فيما يحتاجه من الوزارة ولكي أقرن القول بالفعل اتصلت به أثناء الإجتماع وطلبت منه ذلك وأبلغته أن الوزارة لها باب واحد فقط وهو باب الوزير ومن ثم بدأت مزاولة إختصاتي كوزير وكنت علي إستعداد لترك منصبى إذا تدخل أحد من الحكومة أو اعترض علي ما فعلته وأبلغت الدكتور هشام قنديل بذلك .
ما هو سبب استقالتك يوم 27 يونيو 2013 ؟
استقلت لسببين.. الأول أننا كنا نلوم علي نظام مبارك عندما طلب منه الشعب الرحيل والتخلي عن السلطة ولم يستجب ولذلك لا يمكن أن نكرر ما تعلمناه من ثورة 25 يناير خاصة بعدما تيقنت بأن الشعب لا يريد الحكومة فلماذا أستمر في الوزارة ، والسبب الثاني أنه بدأت خلال شهر يونيو مجادلات وخلافات وكنت أنا ووزيرى السياحة هشام زعزوع والاتصالات عاطف حلمي نري أن الإتجاه الذي تسير فيه الحكومة خطأ ويجب النظر بجدية لمطالب حركة تمرد التي بدأت فى ذلك الوقت فى وضع نفسها علي الساحة وأنه يجب أن تكون هناك مسئولية سياسية وتستقيل الحكومة وأن يطرح الرئيس مرسي نفسه في استفتاء وهو ما أتاحه الدستور وكنا نري أن البلد مهدده بالانقسام.. كما أن حركة المحافظين لم يكن لها طعم ولا لون وكان يغلب عليها المصالح والمساومات السياسية خاصة بعد تولى عدد من المنتمين للجماعات الإسلامية منصب المحافظ فى عدة محافظات سياحية وهذا قرار خطأ ولم يسمع لرأينا فاتفقنا وتقدمنا باستقالتنا في نفس الوقت وحاولوا إقناعنا بالاستمرار ولم نستجب وعقدوا اجتماعا لمجلس الوزراء خصيصا لنا وتطور الأمر لجدال قرب إلي التلاسن ولذا ثبت علي موقفي من الاستقالة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.