أعربت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، عن عميق قلقها إزاء تصاعد أعمال العنف في الأحياء السكنية المكتظة في العاصمة طرابلس، لليلة الثانية على التوالي، محذّرة من تعرّض حياة المدنيين للخطر. ودعت البعثة، في بيان لها، صباح اليوم الأربعاء، إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في جميع المناطق المأهولة بالمدنيين، مشيرة إلى أن استمرار الاشتباكات لن يؤدي إلا إلى زيادة زعزعة الاستقرار في العاصمة وفي عموم البلاد . كانت الاشتباكات المسلحة قد عادت ، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، إلى عدد من أحياء العاصمة الليبية طرابلس، بعد تجدد التوترات بين الفصائل المسلحة، ما أثار حالة من الخوف والهلع بين السكان المدنيين، خاصة وسط المدينة والمناطق الجنوبية والشرقية من المدينة. وأكد شهود عيان سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف في أحياء عين زارة وصلاح الدين، وسط حركة نزوح جزئي للأهالي نحو مناطق أكثر أمانًا، في ظل غياب أي ضمانات لحماية المدنيين . كانت وسائل إعلام ليبية، قد ذكرت، في وقت متأخر من مساء أول أمس الإثنين، أن رئيس جهاز الأمن التابع للمجلس الرئاسي الليبي، عبد الغني الككلي، قُتل في طرابلس، ما أدى إلى اندلاع إطلاق نار واشتباكات مسلحة في عدد من أحياء جنوبالمدينة. وفي الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية الليبية أن العملية العسكرية في طرابلس انتهت بنجاح، وأفاد مركز طب الطوارئ والدعم بسقوط ستة قتلى جراء الاشتباكات. يُشار إلى أن ليبيا تشهد انقساماً سياسياً بين حكومتين متنافستين: الأولى معترف بها من الأممالمتحدة في طرابلس ويرأسها عبد الحميد الدبيبة، والثانية في بنغازي برئاسة أسامة حماد. وتوقفت مؤسسات الدولة الليبية عن العمل كوحدة واحدة منذ الإطاحة بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي ومقتله في عام 2011. ومنذ ذلك الحين، شهدت البلاد صراعاً مستمراً بين سلطات الغرب في طرابلس وسلطات الشرق المدعومة من جيش خليفة حفتر. وفي عام 2021، اختار منتدى الحوار السياسي الليبي برعاية الأممالمتحدة في جنيف سلطة تنفيذية انتقالية لتولي إدارة البلاد حتى إجراء انتخابات عامة، كان من المقرر إجراؤها في ديسمبر من العام ذاته، لكنها لم تُعقد حتى الآن.