«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل أخطر صفقة بين جماعة أنصار بيت المقدس و"داعش" لإغتيال الرئيس السيسى
نشر في الموجز يوم 22 - 11 - 2014

الجماعتان ترا أن الرئيس المصرى "طاغوت" يرفض تطبيق الشريعة على غرار مرسى
أنصار بيت المقدس تضم خليط من جنسيات مختلفة أغلبهم من الفلسطينيين الذين كانوا أعضاء بجماعة "التوحيد والجهاد"
الهيكل التنظيمي للجماعة يعتمد على الخلايا محدودة العدد التى لاتتجاوزا لا تتجاوز 20 عضواً للتحايل على الإجراءات الأمنية
"بيت المقدس" في سيناء تضم تحت لوائها جماعات صغيرة مثل التوحيد والجهاد وأكناف بيت المقدس وشهداء الصخرة
فى محاولة منه للوقوف على الأسباب الحقيقة التى دفعت جماعة أنصار بيت المقدس التى تتخد من سيناء مقرا لها إعلانها التأييد والانضمام إلى مايسمى الدولة الإسلامية فى بلاد العرق والشام والمعروفة اختصارا ب "داعش" أكد الباحث السياسى كرم سعيد فى دراسة له بعنوان "مبايعة أنصار بيت المقدس ل "داعش".. الأسباب والنتائج" , أن التطورات العسكرية الجارية في سيناء أتاحت فرصة أمام مصر لتحقيق تطلعاتها بمواجهة الجماعات الراديكالية المنتشرة على الحدود الشرقية فضلا عن تدمير الأنفاق على حدود قطاع غزة، والتي تلعب دورا في تقديم تسهيلات لوجستية للجماعات المسلحة في عملياتها ضد أكمنة الجيش ونقاط التفتيش العسكرية، وآخرها بحسب الأجهزة المخابراتية حادث كرم القواديس الذي وقع مؤخرا، وراح ضحيته نحو 32 جنديا وجرح آخرون.
متابعا حديثه: لكن التقدم العسكري الذي نجح في تضييق الخناق على الجماعات المسلحة بات يواجه تحديا جديداً، يتعلق بكيفية مواجهة المخاطر المستجدة، وإدارة المرحلة مع الجهاديين بعد إعلان جماعة "أنصار بيت المقدس" التي تنشط في سيناء وعلى طول الحدود مع إسرائيل في 10 نوفمبر الجاري، في تسجيل صوتي مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وزعيمها أبو بكر البغدادي أميراً وخليفة للمسلمين.
وأضاف "سعيد" فى دراسته أنه من الأرجح أن هناك تنسيق وتلاقي كان قائماً بليل أو من وراء ستار بين "داعش" و "أنصار بيت المقدس"، وكان بارزاً،هنا، ما ذكره قائد كبير في جماعة أنصار بيت المقدس لوكالة رويترز في 4 نوفمبر الجاري، وتأكيده أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قدم توجيهات للجماعة بشأن كيفية العمل بشكل أكثر فاعلية وتلا ذلك بيان آخر لداعش يطالب فيه أنصار بيت المقدس بضرورة نقل العمليات المسلحة إلى القاهرة لتخفيف الحصار المفروض على المسلحين في سيناء.
وتابع الباحث: تعتبر جماعة "أنصار بيت المقدس" الأكثر حضورا اليوم على الساحة المصرية، بعد إعلان مسئوليتها عن الهجوم على المقرات الأمنية في شمال سيناء طوال الشهور التي خلت. وتعد الجماعة حديثة العهد، فقد ظهرت في سيناء في العام 2011 بعد الإطاحة بالرئيس مبارك وتراجع الحضور الأمني في شبه الجزيرة.
وتضم "أنصار بيت المقدس" خليط من جنسيات مختلفة أغلبهم من الفلسطينيين الذين وفدوا من غزة ، والذين كانوا منضوين تحت لواء ما كان يعرف بجماعة "التوحيد والجهاد" التي تبنت عدة هجمات إرهابية استهدفت السياح الأجانب في سيناء بين عامي 2004 و2006 وكان قد أسسها عام 2001 في العريش، خالد مساعد وهو طبيب أسنان من سيناء.
ويبدو الهيكل التنظيمي للجماعة التي تتحصن في جبال الحلال وسط سيناء أقرب إلى الشكل العنقودي والخلايا محدودة العدد لا يتجاوز في أفضل الأحول على 20 عضواً، وذلك للتحايل على الإجراءات الأمنية في سيناء، وينضوي تحت لوائها جماعات أصغر مثل "التوحيد والجهاد" و"أكناف بيت المقدس" وشهداء الصخرة.
وبحسب الجهات الأمنية المصرية فإن عدد "أنصار بيت المقدس" لا يتجاوز ال 150 عنصرا يعملون تحت قيادة شخص اسمه الحركي ''أبو أسامة". وعماد التنظيم من شباب قبيلتي السواركة والترابين، وتعتبر قرى المقاطعة والمهدية والظهير الخزان البشري ل"أنصار بيت المقدس", وتطلق الجماعة على عملياتها مسميات "فتح" و"غزوة". وفي نظرهم لا فرق بين الجيشين المصري والإسرائيلي.
وأضاف "سعيد" : على الرغم من الضبابية والغموض التي لفت مبايعة "أنصار بيت المقدس" لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، إلا أن هناك مؤشرات تلمح إلى أن فرص التلاقي كانت هي الأوفر، أولها رسائل علنية لافتة بين "داعش" و "أنصار بيت المقدس"، عززت الاعتقاد بتخطي العلاقة بين التنظيمين التماهي العقائدي إلى الصلات التنظيمية، إذ كان الناطق باسم "داعش" أبو محمد العدناني أثنى على "المجاهدين في سيناء"، وحضهم على مزيد من الهجمات والاستمرار في نهج الذبح الذي طفا على السطح في المنطقة، بالتزامن مع أتباع "داعش" ذات النهج. كما كشفت نداءات عدة على مواقع جهادية مرتبطة ب "داعش" عن الدعوة إلى "نصرة المجاهدين في سيناء"، بعد تكثيف الجيش عملياته هناك عقب هجوم حاجز كرم القواديس.
وحسم الجدل الذي اكتنف بيعة أنصار بيت المقدس لتنظيم "داعش" ببث الأولى في العاشر من نوفمبر الجاري تسجيل منشور على حسابها الرسمي على موقع "تويتر" قالت فيه " إن "الخلافة أعلنت في العراق والشام واختار المسلمون خليفة لهم هو خير الأنام، فلم يسعنا والحال هذه إلاّ أن نلبّي داعي الله". وأضاف "طاعة لله سبحانه وتعالى وطاعة لرسوله (ص) بعدم التفرّق ولزوم الجماعة نعلن مبايعة الخليفة إبراهيم ابن عواد القرشي على السمع والطاعة في العسر واليسر، وندعو المسلمين في كل مكان لمبايعة الخليفة ونصرته".
وبدا الملمح الأهم في التسجيل، والذي أثار قدراً واسع من القلق والتوتر، هو دعوة أنصار بيت المقدس المصريين إلى " مقاتلة النظام المصري وجيشه"، الأمر الذي يفتح الباب واسعا حول مستقبل أبناء العنف في سيناء، وسيناريو المواجهة الأمنية مع جماعة أنصار بيت المقدس.
وتنبع أهمية التساؤل من كون الجماعة هي الأكبر والأكثر تشدداً في مصر التي تعاني سيولة أمنية بفعل المواجهات الدائرة في الشوارع والميادين منذ عزل الرئيس مرسي في يوليو 2013 ناهيك عن إعلان وزارة الداخلية المصرية قبل أسابيع ضبط "خلية تكفيرية" في مدينة بورسعيد المطلة على قناة السويس مهمتها تجنيد شباب للانضمام إلى "الدولة الإسلامية" والقتال ضمن صفوفها في سوريا والعراق.
وأشار الباحث إلى أن ما يميز أنصار بيت المقدس أنها جماعة انتقامية لا تسعى لسياسات بديلة أو لقلب نظام الحكم، وإنما ما تقوم به هو الانتقام من سياسات العصا الغليظة التي استخدمتها المؤسسات الأمنية ضد الجماعة والتابعين لها رداً على جرائمهم الإرهابية ضد مؤسسات الدولة.
والأرجح أن هناك عوامل دفعت أنصار بيت المقدس لمبايعة "داعش" أولها قضاء محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في 13 أبريل الماضي باعتبار جماعة "أنصار بيت المقدس" منظمة إرهابية، وقبلها وضعت واشنطن بيت المقدس على لائحة التنظيمات الإرهابية.
ولم يكن هذا الإجراء هو الأول من نوعه، فقد تلا ذلك إحالة النائب العام المصري في مايو الماضي 200 من أعضاء جماعة "أنصار بيت المقدس"، التي تستلهم أفكار القاعدة، للمحاكمة بتهمة ارتكاب "جرائم وأعمال إرهابية" ضد قوات الأمن في عدد من مدن البلاد. وتعد هذه أكبر محاكمة ضد مسلحين إسلاميين متطرفين. وجاء الإجراء الأكثر قسوة، والذي أصاب أنصار بيت المقدس بالهلع، قرار القضاء العسكري بإعدام سبعة من أعضاء التنظيم.
وثانيهما مقتل العشرات من عناصر التنظيم خلال الحملة العسكرية التي استهدفت تمشيط سيناء عقب حادث كرم القواديس نهاية أكتوبر الماضي ناهيك عن مسعى الدولة المصرية إلى بناء منطقة على حدود قطاع غزة الذي يمثل الشريان اللوجستي لأنصار بيت المقدس.
وبالرغم من إشادة أيمن الظواهري بالجماعة، فحتى اليوم لم يتم الاعتراف بها كفرع من فروع القاعدة أو كممثل رسمي لها في مصر.
ويرتبط السبب الرابع بتراجع زخم القاعدة في المنطقة، خصوصا في اليمن المعقل الرئيسي لها مقارنة بالنجاحات التي حققتها داعش في العراق وشمال سوريا، وفشل ضربات التحالف الدولي حتى الآن في قضم "داعش" ناهيك عن دعم وتمويل مادي قد تحصده جماعة أنصار بيت المقدس من "داعش" التي تشهد وفرة غير مسبوقة في مواردها المالية وقدراتها التنظيمية.
وواصل سعيد حديثه: لاقت سلوكيات داعش وجرائمها في العراق وشمال سوريا، خصوصا ضد أكراد كوباني والطائفة الايزيدية في العراق دعم وتأييد جماعة أنصار بيت المقدس في مصر, وهناك أوجه للتشابه بين جماعة "أنصار بيت المقدس" و تنظم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، لاسيما على صعيد وحشية الأعمال المتطرّفة، ففي الوقت الذي أعدمت فيه "داعش" المئات من الجنود العراقيين، لم تتورع أنصار بيت المقدس عن استهداف المؤسسات الأمنية والمدنية، ففي يوليو 2011 أطلقت ثلاث صواريخ هاوون على مدينة العريش سقطت أحداها على منطقة سكنية أصابت عدد من المدنيين.
كما يبقي أسلوب الذبح عنصر مشترك بين الحركتين، ففي الوقت الذي قامت فيه عناصر "داعش" بذبح العشرات في العراق، قام مسلحو أنصار بيت المقدس ببث فيديو في 20 أغسطس الماضي يظهر ذبح مواطنين بتهمة التعاون مع إسرائيل فضلا عن عثور الأهالي على 10 جثث مقطوعة الرأس في سيناء.
أضف إلى ذلك أن كلاهما يمثل تطورا طبيعيا لأفكار تنظيم القاعدة التي تأسست على عدة أفكار رئيسية منها الجهاد الدائم ضد طواغيت الكفر والأنظمة التي تناهض شرع الله. لذلك لم يكن مثيراً للعجب اتهام الجناح اليميني في جماعة "أنصار بيت المقدس" لحكم جماعة الإخوان ومحمد مرسي إبان وجوده في السلطة بالكافرة.
غير أن أهم ما يجمع الإخوان وتنظيم أنصار بيت المقدس وبينهما داعش الآن هو الرغبة في إسقاط النظام المصري وعلى رأسه عبد الفتاح السيسي، فالأولى تراه انقلاب على سلطة شرعية حازتها جماعة الإخوان ورئيسها عبر صناديق الاقتراع ناهيك عن اعتقادها بأن 30 يونيو مؤامرة من قبل المؤسسة العسكرية بغطاء شعبي مزيف. أما أنصار بيت المقدس فترى في السلطة الراهنة شأنها شأن ما قبله تخاصم الشريعة، وتتمسك بالقيم والتقاليد الديمقراطية والمدنية التي تخالف صحيح الدين ناهيك عن رغبتها في الانتقام من الأجهزة الأمنية ردأً على الحملة العسكرية ضد الجماعات الراديكالية في سيناء. في المقابل فإن داعش تعتبر النظام المصري نظام ضال ومارق عن سلطة الخلافة التي يمثلها أبو بكر البغدادي، ولذلك فهى تسعى بدورها إلى هدم ما تسميهم طواغيت الحكم ، وسياساتها الفاسدة، والعمل من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية، وإقامة دولة الخلافة الإسلامية على الأرض.
وجه آخر للتشابه يتمثل في محورية الفكرة الرئيسية التي تؤمن بها أنصار بيت المقدس وأيضا داعش، وهي أن دولة الخلافة الإسلامية لابد أن تسود الكرة الأرضية، ويلزم تحقيق هذا الغرض قتل أعداء الداخل الذين يمانعون تطبيق الشريعة.
أهم ما يجمهعهما أيضا القراءة المشتركة للانتصارات والمنجزات التي يحققونها على الأرض، فكلاهما يعتقد أن منجزات الغزوات التي تستهدف المؤسسات الوطنية والمخالفين لمعتقداتهم هي نصر. وكشفت عن هذا اليقين جماعة "أنصار بيت المقدس" في رسالة صوتية توعدت فيها باستمرار استهداف جنود الجيش المصري. وحملت الرسالة المنسوبة ل"أبو أسامة المصري" القيادي بالتنظيم عنوان "رسالة إلى أهالي الجنود المصريين قال فيها "إلى أهالي الجنود خاصة والمسلمين في مصر عامة.. نراكم تتسألون لماذا نقتل أبناءكم المجندين فى الجيش المصري"، والإجابة أنهم جند الطاغوت ووقفوا في صف من نحى شريعة رب العالمين."
وذكر أبو أسامة المصري في الرسالة التي تعد الأولى من نوعها منذ حادث "كرم القواديس" قبل نحو أسبوعين، مجموعة من الآيات القرآنية باعتبارها سندا شرعيا يستخدمه التنظيم في إجازة قتل الجنود المصريين، لكن أحدها كشفت عن تبنى التنظيم لنظرية قتال العدو القريب حيث ذكر الآية رقم 123 في سورة التوبة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" وهى نفس الآية التي استخدمها تنظيم "داعش" في وقت سابق لتبرير عدم قتال إسرائيل باعتبارها عدوا بعيدا.
وأكد الباحث انه على الرغم من أن العنف عقيدة لدى جماعة أنصار بيت المقدس، إلا أن الممارسة العملية ظلت محدودة، بفضل الضربات الأمنية والحضور المكثف للجيش المصري في سيناء فضلا عن الإجراءات التى قامت بها الدولة المصرية لمحاصرة الجماعات المسلحة في سيناء أولها إقامة الجدار الفولاذي أو الجدار العازل على طول حدودها مع قطاع غزة يمتد على طول 9 كيلو مترات ويتراوح عمقه في الأرض ما بين 20-30 مترا. وشيد الجدار من الحديد الصلب بحيث يصعب اختراقه أو صهره بوسائل مختلفة، وجاءت الخطوة في سياق جهود منع حفر الأنفاق التي تستخدم لتمرير البضائع والأسلحة إلى قطاع غزة. وبجانب هذه الخطوة قامت دوريات أمنية بالتعاون مع قوات حفظ السلام في سيناء بجولات في المناطق الحدودية مع القطاع فضلا عن تشديد الرقابة على الحواجز العسكرية الموزعة في سيناء.
والخطوة الأهم كانت في تنفيذ العملية "نسر" التي بدأت في أغسطس 2011، وهي أكبر عملية عسكرية في سيناء منذ حرب عام1973ضد المسلحين، ودخلت القوات المصرية للمرة الأولى إلى المناطق ب و ج جنباً إلى جنب تنظيم نقاط ودوريات إضافية في العمق على كافة محاور التحرك في سيناء، وكذلك هدم عدد كبير من الأنفاق التي تصل بين سيناء وقطاع غزة ، وكانت ملآذ آمن للجماعات الراديكالية.
غير أن أنصار بيت المقدس وجدت تربة خصبة لممارسة العنف مع تصاعد حال الفوضى واضطراب الأوضاع في البلاد عقب رحيل مبارك، فاستهدفت أنابيب تصدير الغاز عشرات المرات، لكن منحنى العنف أخذ في التصاعد مع قدوم الرئيس مرسي إلى السلطة، في أغسطس 2012، قتل 16 جندياً من قوات حرس الحدود في هجوم ضد نقطة أمنية في رفح وقت الإفطار، وتلا ذلك اختطاف سبعة جنود مصريين في سيناء في مايو 2013.
ووصل عنف أنصار بيت المقدس الذروة عقب عزل الرئيس مرسي، وشهد العام 2014 بدوره ارتفاعا ملحوظا لوتيرة عنف أنصار بيت المقدس، فنفذت منذ يناير 2014 الماضي وحتى نهاية أكتوبر 2014 سبع هجمات قاسية على أكمنة وعناصر أمنية.
وأوضح الباحث أنه رغم من حضور الجيش في شبه جزيرة سيناء، ومحاصرة العناصر الراديكالية المنتشرة في شبه الجزيرة، إلا أن قرار المبايعة أو الدعم لداعش رغم توقعها تشكل ضغطا إضافيا على أعصاب الدولة، لاسيما بعد اعتماد أنصار بيت المقدس تكتيكات واستراتيجيات جديدة في استهدافها النقاط والحواجز الأمنية. لافتا إلى أن هذه الجماعات الجهادية خسرت رصيدا من تعاطف البعض معها بفعل الجرائم ضد الجنود المصريين، إلا أن استمرار الدولة في تجاهل تنمية سيناء أو غض الطرف عن حلول أكثر انسجاما مع الواقع الاجتماعي في سيناء، والتخلى عن سياسة التهجير القسري لسكان الشريط الحدودي مع قطاع غزة، فأن مضاعفات مبايعة أنصار بيت المقدس لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا "داعش" قد تكون انعكاساتها سلبية على وضعية الأمن في سيناء خصوصا أن هناك احتقانات اجتماعية لا تخطئه عين بين أهالي سيناء بعد شروع الدولة في بناء المنطقة العازلة على حدود غزة، وتهجير أكثر من 680 أسرة ناهيك فضلا عن الإفراط في تغليب المنطوق الأمني في التعامل مع أزمات سيناء.
والواقع أن اتخاذ خطوات على صعيد التنمية ومعالجة التوترات الاجتماعية وحدها تكفي لقضم الجماعات الراديكالية التي تهيم في سيناء مستغلة تراجع مؤشرات التنمية البشرية وتصاعد معدلات الفقر والبطالة. وتمكنت جماعة أنصار بيت المقدس في العزف على أوتار العوز والتهميش لجذب عناصر شبابية إلى صفوفها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.