للمرة الثالثة.. محافظ المنوفية يخفّض درجات القبول ببعض المدارس الفنية    رئيس الوزراء: أدعو الطلاب اليابانيين للدراسة في مصر    ارتفاع الكوسة والباذنجان.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    إزالة 24 حالة تعدٍ بالمباني على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالشرقية    محافظة الإسكندرية تعلن تغيير اسم مطار برج العرب    وزير الصناعة: توجيهات فخامة الرئيس السيسي تؤكد دائمًا على مراعاة البعد الاجتماعي للعمال والمهندسين والحفاظ عليهم وعلى أسرهم وعلى ثروة مصر العقارية والصناعية    رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: احتلال مدينة غزة فخ مميت    رئيس الوزراء يشارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا    قافلة "زاد العزة" ال19 تعبر ميناء رفح لإيصال المساعدات إلى غزة    الخطيب يساند محمد الشناوي قبل مغادرة جثمان والده من المستشفى    الموعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي والقادسية في كأس السوبر السعودي    سنقاتل لتحقيق بكأس.. محمد صلاح يعلق على فوزه بجائزة أفضل لاعب في البريميرليج    فانتازي يلا كورة.. انخفاض سعر عمر مرموش    أحمد ياسر: زيزو لا يستحق الحصول على 100 مليون وإمكانياته أقل من ذلك    محافظ الإسكندرية يعتمد نتيجة الدور الثاني للشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 98.2%    استمرار الموجة الحارة على مراكز وقرى الشرقية    ضبط عامل بكافيه في القاهرة لتصوير السيدات بهاتفه داخل دورة المياه    ضربة موجعة لتجار السموم.. إحباط تهريب مخدرات وأسلحة ب350 مليون جنيه في مطروح    عندما تحكمنا الإشعارات    حمزة نمرة: حلمي بالكمال كان بيرهقني جدًا    تحمل إسم الفنان الكبير يحيي الفخراني 1071 فيلم و100 دولة في النسخة الثانية من مهرجان الجامعة البريطانية لأفلام الطلبة    بعد تداعيات الجراحة الثانية.. شقيق أنغام يدعو لها بالشفاء    "حياة كريمة" تقدم خدماتها الطبية المجانية ل 1200 مواطن بالمنيا    «حكاية صوت»    «إيد واحدة»    رعاية القلوب    فيلم درويش لعمرو يوسف يحصد 16.2 مليون جنيه فى أول أسبوع له بالسينما    رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية يلتقى رئيس جامعة الإسكندرية    وزير الدفاع والإنتاج الحربى يلتقي بعدد من مقاتلي المنطقة الشمالية العسكرية    التضامن: التدخل السريع يتعامل مع حالات مسنين بلا مأوى    محافظ القاهرة يقرر النزول بدرجة الحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوي العام إلى 217 درجة    «مصفاة ميدور» ترفع طاقتها التشغيلية إلى 160 ألف برميل يومياً    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 20-8-2025 بعد تراجعه 40 جنيهًا (آخر تحديث رسمي)    ويجز يحيي حفلا بمهرجان العلمين الجمعة 22 أغسطس (اعرف شروط الدخول)    مذكرة تفاهم للتعاون بين «قناة السويس» وحكومة طوكيو في مجال الهيدروجين الأخضر    تنسيق الدبلومات الفنية 2025 .. كليات ومعاهد دبلوم تجارة 3 سنوات وتوقعات الحد الأدنى للقبول    الرهائن ال20 والإعمار، ويتكوف يكشف وصفة إنهاء حرب غزة    "تفوق أبيض وزيزو الهداف".. تاريخ مواجهات الزمالك ومودرن سبورت قبل مباراة الدوري    شهداء وجرحى جراء في غارات إسرائيلية متواصلة على خان يونس    صعبة وربنا يمنحني القوة، كاظم الساهر يعلن مفاجآت للجمهور قبل حفله بالسعودية (فيديو)    المناعة الذاتية بوابة الشغف والتوازن    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الأربعاء 20 أغسطس 2025 بالصاغة بعد آخر انخفاض    موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 ونتيجة تقليل الاغتراب (رابط)    فلكيا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر وعدد أيام الإجازة الرسمية للموظفين والبنوك    حسام المندوه: بيع «وحدت أكتوبر» قانوني.. والأرض تحدد مصير النادي    مصدر أمني ينفي تداول مكالمة إباحية لشخص يدعي أنه مساعد وزير الداخلية    محافظ شمال سيناء يلتقى رئيس جامعة العريش    إدانة أممية: إسرائيل تقوّض العمل الإنساني وتقتل 181 إغاثيًا في غزة    مصطفى قمر يهنئ عمرو دياب بألبومه الجديد: هعملك أغنية مخصوص    الإليزيه: ربط الاعتراف بفلسطين بمعاداة السامية مغالطة خطيرة    انفجار إطار وراء انقلاب سيارة والد محمد الشناوي ومصرعه بطريق الواحات    بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها    المقاولون العرب يهنئ محمد صلاح    موعد مباراة منتخب مصر أمام الكاميرون في ربع نهائي الأفروباسكت    السيطرة على حريق بأسطح منازل بمدينة الأقصر وإصابة 6 مواطنين باختناقات طفيفة    هل الكلام أثناء الوضوء يبطله؟.. أمين الفتوى يجيب    تعدّى على أبيه دفاعاً عن أمه.. والأم تسأل عن الحكم وأمين الفتوى يرد    كيف تعرف أن الله يحبك؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل أخطر صفقة بين جماعة أنصار بيت المقدس و"داعش" لإغتيال الرئيس السيسى
نشر في النهار يوم 24 - 11 - 2014

الجماعتان ترا أن الرئيس المصرى "طاغوت" يرفض تطبيق الشريعة على غرار مرسى
أنصار بيت المقدس تضم خليط من جنسيات مختلفة أغلبهم من الفلسطينيين الذين كانوا أعضاء بجماعة "التوحيد والجهاد"
الهيكل التنظيمي للجماعة يعتمد على الخلايا محدودة العدد التى لاتتجاوزا لا تتجاوز 20 عضواً للتحايل على الإجراءات الأمنية
"بيت المقدس" في سيناء تضم تحت لوائها جماعات صغيرة مثل التوحيد والجهاد وأكناف بيت المقدس وشهداء الصخرة
فى محاولة منه للوقوف على الأسباب الحقيقة التى دفعت جماعة أنصار بيت المقدس التى تتخد من سيناء مقرا لها إعلانها التأييد والانضمام إلى مايسمى الدولة الإسلامية فى بلاد العرق والشام والمعروفة اختصارا ب "داعش" أكد الباحث السياسى كرم سعيد فى دراسة له بعنوان "مبايعة أنصار بيت المقدس ل "داعش".. الأسباب والنتائج" , أن التطورات العسكرية الجارية في سيناء أتاحت فرصة أمام مصر لتحقيق تطلعاتها بمواجهة الجماعات الراديكالية المنتشرة على الحدود الشرقية فضلا عن تدمير الأنفاق على حدود قطاع غزة، والتي تلعب دورا في تقديم تسهيلات لوجستية للجماعات المسلحة في عملياتها ضد أكمنة الجيش ونقاط التفتيش العسكرية، وآخرها بحسب الأجهزة المخابراتية حادث كرم القواديس الذي وقع مؤخرا، وراح ضحيته نحو 32 جنديا وجرح آخرون.
متابعا حديثه: لكن التقدم العسكري الذي نجح في تضييق الخناق على الجماعات المسلحة بات يواجه تحديا جديداً، يتعلق بكيفية مواجهة المخاطر المستجدة، وإدارة المرحلة مع الجهاديين بعد إعلان جماعة "أنصار بيت المقدس" التي تنشط في سيناء وعلى طول الحدود مع إسرائيل في 10 نوفمبر الجاري، في تسجيل صوتي مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وزعيمها أبو بكر البغدادي أميراً وخليفة للمسلمين.
وأضاف "سعيد" فى دراسته أنه من الأرجح أن هناك تنسيق وتلاقي كان قائماً بليل أو من وراء ستار بين "داعش" و "أنصار بيت المقدس"، وكان بارزاً،هنا، ما ذكره قائد كبير في جماعة أنصار بيت المقدس لوكالة رويترز في 4 نوفمبر الجاري، وتأكيده أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قدم توجيهات للجماعة بشأن كيفية العمل بشكل أكثر فاعلية وتلا ذلك بيان آخر لداعش يطالب فيه أنصار بيت المقدس بضرورة نقل العمليات المسلحة إلى القاهرة لتخفيف الحصار المفروض على المسلحين في سيناء.
وتابع الباحث: تعتبر جماعة "أنصار بيت المقدس" الأكثر حضورا اليوم على الساحة المصرية، بعد إعلان مسئوليتها عن الهجوم على المقرات الأمنية في شمال سيناء طوال الشهور التي خلت. وتعد الجماعة حديثة العهد، فقد ظهرت في سيناء في العام 2011 بعد الإطاحة بالرئيس مبارك وتراجع الحضور الأمني في شبه الجزيرة.
وتضم "أنصار بيت المقدس" خليط من جنسيات مختلفة أغلبهم من الفلسطينيين الذين وفدوا من غزة ، والذين كانوا منضوين تحت لواء ما كان يعرف بجماعة "التوحيد والجهاد" التي تبنت عدة هجمات إرهابية استهدفت السياح الأجانب في سيناء بين عامي 2004 و2006 وكان قد أسسها عام 2001 في العريش، خالد مساعد وهو طبيب أسنان من سيناء.
ويبدو الهيكل التنظيمي للجماعة التي تتحصن في جبال الحلال وسط سيناء أقرب إلى الشكل العنقودي والخلايا محدودة العدد لا يتجاوز في أفضل الأحول على 20 عضواً، وذلك للتحايل على الإجراءات الأمنية في سيناء، وينضوي تحت لوائها جماعات أصغر مثل “التوحيد والجهاد” و"أكناف بيت المقدس” وشهداء الصخرة.
وبحسب الجهات الأمنية المصرية فإن عدد "أنصار بيت المقدس" لا يتجاوز ال 150 عنصرا يعملون تحت قيادة شخص اسمه الحركي ''أبو أسامة". وعماد التنظيم من شباب قبيلتي السواركة والترابين، وتعتبر قرى المقاطعة والمهدية والظهير الخزان البشري ل"أنصار بيت المقدس", وتطلق الجماعة على عملياتها مسميات "فتح" و"غزوة". وفي نظرهم لا فرق بين الجيشين المصري والإسرائيلي.
وأضاف "سعيد" : على الرغم من الضبابية والغموض التي لفت مبايعة "أنصار بيت المقدس" لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، إلا أن هناك مؤشرات تلمح إلى أن فرص التلاقي كانت هي الأوفر، أولها رسائل علنية لافتة بين "داعش" و "أنصار بيت المقدس"، عززت الاعتقاد بتخطي العلاقة بين التنظيمين التماهي العقائدي إلى الصلات التنظيمية، إذ كان الناطق باسم "داعش" أبو محمد العدناني أثنى على "المجاهدين في سيناء"، وحضهم على مزيد من الهجمات والاستمرار في نهج الذبح الذي طفا على السطح في المنطقة، بالتزامن مع أتباع "داعش" ذات النهج. كما كشفت نداءات عدة على مواقع جهادية مرتبطة ب "داعش" عن الدعوة إلى "نصرة المجاهدين في سيناء"، بعد تكثيف الجيش عملياته هناك عقب هجوم حاجز كرم القواديس.
وحسم الجدل الذي اكتنف بيعة أنصار بيت المقدس لتنظيم "داعش" ببث الأولى في العاشر من نوفمبر الجاري تسجيل منشور على حسابها الرسمي على موقع "تويتر" قالت فيه " إن "الخلافة أعلنت في العراق والشام واختار المسلمون خليفة لهم هو خير الأنام، فلم يسعنا والحال هذه إلاّ أن نلبّي داعي الله". وأضاف "طاعة لله سبحانه وتعالى وطاعة لرسوله (ص) بعدم التفرّق ولزوم الجماعة نعلن مبايعة الخليفة إبراهيم ابن عواد القرشي على السمع والطاعة في العسر واليسر، وندعو المسلمين في كل مكان لمبايعة الخليفة ونصرته".
وبدا الملمح الأهم في التسجيل، والذي أثار قدراً واسع من القلق والتوتر، هو دعوة أنصار بيت المقدس المصريين إلى " مقاتلة النظام المصري وجيشه"، الأمر الذي يفتح الباب واسعا حول مستقبل أبناء العنف في سيناء، وسيناريو المواجهة الأمنية مع جماعة أنصار بيت المقدس.
وتنبع أهمية التساؤل من كون الجماعة هي الأكبر والأكثر تشدداً في مصر التي تعاني سيولة أمنية بفعل المواجهات الدائرة في الشوارع والميادين منذ عزل الرئيس مرسي في يوليو 2013 ناهيك عن إعلان وزارة الداخلية المصرية قبل أسابيع ضبط "خلية تكفيرية" في مدينة بورسعيد المطلة على قناة السويس مهمتها تجنيد شباب للانضمام إلى "الدولة الإسلامية" والقتال ضمن صفوفها في سوريا والعراق.
وأشار الباحث إلى أن ما يميز أنصار بيت المقدس أنها جماعة انتقامية لا تسعى لسياسات بديلة أو لقلب نظام الحكم، وإنما ما تقوم به هو الانتقام من سياسات العصا الغليظة التي استخدمتها المؤسسات الأمنية ضد الجماعة والتابعين لها رداً على جرائمهم الإرهابية ضد مؤسسات الدولة.
والأرجح أن هناك عوامل دفعت أنصار بيت المقدس لمبايعة "داعش" أولها قضاء محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في 13 أبريل الماضي باعتبار جماعة "أنصار بيت المقدس" منظمة إرهابية، وقبلها وضعت واشنطن بيت المقدس على لائحة التنظيمات الإرهابية.
ولم يكن هذا الإجراء هو الأول من نوعه، فقد تلا ذلك إحالة النائب العام المصري في مايو الماضي 200 من أعضاء جماعة "أنصار بيت المقدس"، التي تستلهم أفكار القاعدة، للمحاكمة بتهمة ارتكاب "جرائم وأعمال إرهابية" ضد قوات الأمن في عدد من مدن البلاد. وتعد هذه أكبر محاكمة ضد مسلحين إسلاميين متطرفين. وجاء الإجراء الأكثر قسوة، والذي أصاب أنصار بيت المقدس بالهلع، قرار القضاء العسكري بإعدام سبعة من أعضاء التنظيم.
وثانيهما مقتل العشرات من عناصر التنظيم خلال الحملة العسكرية التي استهدفت تمشيط سيناء عقب حادث كرم القواديس نهاية أكتوبر الماضي ناهيك عن مسعى الدولة المصرية إلى بناء منطقة على حدود قطاع غزة الذي يمثل الشريان اللوجستي لأنصار بيت المقدس.
وبالرغم من إشادة أيمن الظواهري بالجماعة، فحتى اليوم لم يتم الاعتراف بها كفرع من فروع القاعدة أو كممثل رسمي لها في مصر.
ويرتبط السبب الرابع بتراجع زخم القاعدة في المنطقة، خصوصا في اليمن المعقل الرئيسي لها مقارنة بالنجاحات التي حققتها داعش في العراق وشمال سوريا، وفشل ضربات التحالف الدولي حتى الآن في قضم "داعش" ناهيك عن دعم وتمويل مادي قد تحصده جماعة أنصار بيت المقدس من "داعش" التي تشهد وفرة غير مسبوقة في مواردها المالية وقدراتها التنظيمية.
وواصل سعيد حديثه: لاقت سلوكيات داعش وجرائمها في العراق وشمال سوريا، خصوصا ضد أكراد كوباني والطائفة الايزيدية في العراق دعم وتأييد جماعة أنصار بيت المقدس في مصر, وهناك أوجه للتشابه بين جماعة "أنصار بيت المقدس" و تنظم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، لاسيما على صعيد وحشية الأعمال المتطرّفة، ففي الوقت الذي أعدمت فيه "داعش" المئات من الجنود العراقيين، لم تتورع أنصار بيت المقدس عن استهداف المؤسسات الأمنية والمدنية، ففي يوليو 2011 أطلقت ثلاث صواريخ هاوون على مدينة العريش سقطت أحداها على منطقة سكنية أصابت عدد من المدنيين.
كما يبقي أسلوب الذبح عنصر مشترك بين الحركتين، ففي الوقت الذي قامت فيه عناصر "داعش" بذبح العشرات في العراق، قام مسلحو أنصار بيت المقدس ببث فيديو في 20 أغسطس الماضي يظهر ذبح مواطنين بتهمة التعاون مع إسرائيل فضلا عن عثور الأهالي على 10 جثث مقطوعة الرأس في سيناء.
أضف إلى ذلك أن كلاهما يمثل تطورا طبيعيا لأفكار تنظيم القاعدة التي تأسست على عدة أفكار رئيسية منها الجهاد الدائم ضد طواغيت الكفر والأنظمة التي تناهض شرع الله. لذلك لم يكن مثيراً للعجب اتهام الجناح اليميني في جماعة "أنصار بيت المقدس" لحكم جماعة الإخوان ومحمد مرسي إبان وجوده في السلطة بالكافرة.
غير أن أهم ما يجمع الإخوان وتنظيم أنصار بيت المقدس وبينهما داعش الآن هو الرغبة في إسقاط النظام المصري وعلى رأسه عبد الفتاح السيسي، فالأولى تراه انقلاب على سلطة شرعية حازتها جماعة الإخوان ورئيسها عبر صناديق الاقتراع ناهيك عن اعتقادها بأن 30 يونيو مؤامرة من قبل المؤسسة العسكرية بغطاء شعبي مزيف. أما أنصار بيت المقدس فترى في السلطة الراهنة شأنها شأن ما قبله تخاصم الشريعة، وتتمسك بالقيم والتقاليد الديمقراطية والمدنية التي تخالف صحيح الدين ناهيك عن رغبتها في الانتقام من الأجهزة الأمنية ردأً على الحملة العسكرية ضد الجماعات الراديكالية في سيناء. في المقابل فإن داعش تعتبر النظام المصري نظام ضال ومارق عن سلطة الخلافة التي يمثلها أبو بكر البغدادي، ولذلك فهى تسعى بدورها إلى هدم ما تسميهم طواغيت الحكم ، وسياساتها الفاسدة، والعمل من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية، وإقامة دولة الخلافة الإسلامية على الأرض.
وجه آخر للتشابه يتمثل في محورية الفكرة الرئيسية التي تؤمن بها أنصار بيت المقدس وأيضا داعش، وهي أن دولة الخلافة الإسلامية لابد أن تسود الكرة الأرضية، ويلزم تحقيق هذا الغرض قتل أعداء الداخل الذين يمانعون تطبيق الشريعة.
أهم ما يجمهعهما أيضا القراءة المشتركة للانتصارات والمنجزات التي يحققونها على الأرض، فكلاهما يعتقد أن منجزات الغزوات التي تستهدف المؤسسات الوطنية والمخالفين لمعتقداتهم هي نصر. وكشفت عن هذا اليقين جماعة "أنصار بيت المقدس" في رسالة صوتية توعدت فيها باستمرار استهداف جنود الجيش المصري. وحملت الرسالة المنسوبة ل"أبو أسامة المصري" القيادي بالتنظيم عنوان "رسالة إلى أهالي الجنود المصريين قال فيها "إلى أهالي الجنود خاصة والمسلمين في مصر عامة.. نراكم تتسألون لماذا نقتل أبناءكم المجندين فى الجيش المصري"، والإجابة أنهم جند الطاغوت ووقفوا في صف من نحى شريعة رب العالمين."
وذكر أبو أسامة المصري في الرسالة التي تعد الأولى من نوعها منذ حادث "كرم القواديس" قبل نحو أسبوعين، مجموعة من الآيات القرآنية باعتبارها سندا شرعيا يستخدمه التنظيم في إجازة قتل الجنود المصريين، لكن أحدها كشفت عن تبنى التنظيم لنظرية قتال العدو القريب حيث ذكر الآية رقم 123 في سورة التوبة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" وهى نفس الآية التي استخدمها تنظيم "داعش" في وقت سابق لتبرير عدم قتال إسرائيل باعتبارها عدوا بعيدا.
وأكد الباحث انه على الرغم من أن العنف عقيدة لدى جماعة أنصار بيت المقدس، إلا أن الممارسة العملية ظلت محدودة، بفضل الضربات الأمنية والحضور المكثف للجيش المصري في سيناء فضلا عن الإجراءات التى قامت بها الدولة المصرية لمحاصرة الجماعات المسلحة في سيناء أولها إقامة الجدار الفولاذي أو الجدار العازل على طول حدودها مع قطاع غزة يمتد على طول 9 كيلو مترات ويتراوح عمقه في الأرض ما بين 20-30 مترا. وشيد الجدار من الحديد الصلب بحيث يصعب اختراقه أو صهره بوسائل مختلفة، وجاءت الخطوة في سياق جهود منع حفر الأنفاق التي تستخدم لتمرير البضائع والأسلحة إلى قطاع غزة. وبجانب هذه الخطوة قامت دوريات أمنية بالتعاون مع قوات حفظ السلام في سيناء بجولات في المناطق الحدودية مع القطاع فضلا عن تشديد الرقابة على الحواجز العسكرية الموزعة في سيناء.
والخطوة الأهم كانت في تنفيذ العملية "نسر" التي بدأت في أغسطس 2011، وهي أكبر عملية عسكرية في سيناء منذ حرب عام1973ضد المسلحين، ودخلت القوات المصرية للمرة الأولى إلى المناطق ب و ج جنباً إلى جنب تنظيم نقاط ودوريات إضافية في العمق على كافة محاور التحرك في سيناء، وكذلك هدم عدد كبير من الأنفاق التي تصل بين سيناء وقطاع غزة ، وكانت ملآذ آمن للجماعات الراديكالية.
غير أن أنصار بيت المقدس وجدت تربة خصبة لممارسة العنف مع تصاعد حال الفوضى واضطراب الأوضاع في البلاد عقب رحيل مبارك، فاستهدفت أنابيب تصدير الغاز عشرات المرات، لكن منحنى العنف أخذ في التصاعد مع قدوم الرئيس مرسي إلى السلطة، في أغسطس 2012، قتل 16 جندياً من قوات حرس الحدود في هجوم ضد نقطة أمنية في رفح وقت الإفطار، وتلا ذلك اختطاف سبعة جنود مصريين في سيناء في مايو 2013.
ووصل عنف أنصار بيت المقدس الذروة عقب عزل الرئيس مرسي، وشهد العام 2014 بدوره ارتفاعا ملحوظا لوتيرة عنف أنصار بيت المقدس، فنفذت منذ يناير 2014 الماضي وحتى نهاية أكتوبر 2014 سبع هجمات قاسية على أكمنة وعناصر أمنية.
وأوضح الباحث أنه رغم من حضور الجيش في شبه جزيرة سيناء، ومحاصرة العناصر الراديكالية المنتشرة في شبه الجزيرة، إلا أن قرار المبايعة أو الدعم لداعش رغم توقعها تشكل ضغطا إضافيا على أعصاب الدولة، لاسيما بعد اعتماد أنصار بيت المقدس تكتيكات واستراتيجيات جديدة في استهدافها النقاط والحواجز الأمنية. لافتا إلى أن هذه الجماعات الجهادية خسرت رصيدا من تعاطف البعض معها بفعل الجرائم ضد الجنود المصريين، إلا أن استمرار الدولة في تجاهل تنمية سيناء أو غض الطرف عن حلول أكثر انسجاما مع الواقع الاجتماعي في سيناء، والتخلى عن سياسة التهجير القسري لسكان الشريط الحدودي مع قطاع غزة، فأن مضاعفات مبايعة أنصار بيت المقدس لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا "داعش" قد تكون انعكاساتها سلبية على وضعية الأمن في سيناء خصوصا أن هناك احتقانات اجتماعية لا تخطئه عين بين أهالي سيناء بعد شروع الدولة في بناء المنطقة العازلة على حدود غزة، وتهجير أكثر من 680 أسرة ناهيك فضلا عن الإفراط في تغليب المنطوق الأمني في التعامل مع أزمات سيناء.
والواقع أن اتخاذ خطوات على صعيد التنمية ومعالجة التوترات الاجتماعية وحدها تكفي لقضم الجماعات الراديكالية التي تهيم في سيناء مستغلة تراجع مؤشرات التنمية البشرية وتصاعد معدلات الفقر والبطالة. وتمكنت جماعة أنصار بيت المقدس في العزف على أوتار العوز والتهميش لجذب عناصر شبابية إلى صفوفها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.