اتخذت جماعة مسلحة من سيناء مقرًا لها، وكانت الجماعة أعلنت سلفًا أنها تحارب إسرائيل، لكن بعد سقوط نظام الإخوان، أعلنت بوضوح أنها تحارب الجيش المصري، وقوات الأمن. "أنصار بيت المقدس"، أحد أهم الجماعات الإرهابية في سيناء، حيث تقوم بتجنيد بدو سيناء المصريين. البداية كانت بمقتل 31 وإصابة 18 من القوات المسلحة، في هجوم مسلحين على نقطة تفتيش العسكرية في منطقة كرم القواديس قرب مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، وشنت القوات المسلحة حملة أمنية كبيرة، أسفرت عن تصفية العديد من العناصر الإرهابية. وطالبت السلطات المصرية من السكان الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، إخلاء المنطقة خلال 48 ساعة، لإقامة منطقة عازلة بعمق 300 متر على الحدود، بحيث تكون مساحة المنطقة العازلة 500 متر بطول الحدود مع قطاع غزة، كما أعلنت حالة الطوارئ في بعض المناطق لمدة ثلاثة أشهر. لم تتوقف العمليات الإرهابية، فلم تعد تستهدف سيناء فقط منذ حادث "كرم القواديس"، بل أمتد ليصل على بعد أمتار من قصر رئاسة الجمهورية، بالإضافة إلي انفجار قنبلة بمحيط جامعة القاهرة، واستمرت العمليات لتودي بحياة 17 من عناصر القوات البحرية المصرية في مهاجمة إرهابيين لزورق بالبحر المتوسط شمال دمياط، من جانب آخر أعلنت القوات المسلحة، عن ضبط 35 إرهابي على خلفية "لنش البحر المتوسط". كما أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس، انضمامها إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وقدم القسم الإعلامي للجماعة الكلمة معلنًا مبايعة "خليفة المسلمين أبي بكر البغدادي، وانضمام الجماعة إلى "داعش"، وأطلقت على نفسها "ولاية سيناء" بمصر. ونشرت الجماعة مقطع فيديو، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يظهر فيه عشرات القتلى من الضباط، والجنود في الهجوم نقطة التفتيش العسكرية في مدينة الشيخ زويد، بشمال سيناء، حيث ظهر في الشريط المصور رجل يحذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، من هجمات سوف تشنها الجماعة على قوات الجيش، والشرطة في شمال سيناء. وأشار مساعد وزير الدفاع السابق، اللواء نبيل فؤاد، إلى أن المقاطع التي تنشرها "أنصار بيت المقدس"، لا تدل سوى على مدى إحساسهم بالضعف أمام القوات المسلحة، خاصة بعد العمليات الأخيرة في سيناء، وإقامة المنطقة العازلة التي "كشفتهم أكثر". وأكد فؤاد، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، على أن القوات المسلحة، لن تتأثر من مثل هذه "التفاهات"، مضيفًا أن الجيش المصري جيش ضخم، وكبير، ولا يمكن أن يهتز من حرب العصابات التي تقوم بها العناصر الإرهابية، مشيرًا أن هذه الحرب لا يمكن أن تنتهي في ليلة، وضحاها، بل من الممكن أن تستمر لفترة. وأوضح، أن العناصر الإرهابية لا يمكنها أن تهزم الجيش، وما تقوم به مجرد " بروبجندا " لإثارة الإعلام، والحديث عن الأعمال الإرهابية لتضخيم الموقف. من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء حمدي بخيت، إن الحرب التي تقوم بها العناصر الإرهابية هي "حرب معلومات" من خلال محاولة دعائية بإثارة الخوف بين عناصر قوات الأمن، والمواطنين، لافتا أنها محاولات "فاشلة" في أن تحقق هدفها. ونوه بخيت، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، إلي ضرورة زيادة الوعي لدى المواطنين بخطر تداول تصريحات الإرهابيين، على الأمن القومي، مشددًا أن هناك الكثير من مقاطع الفيديو لإنجازات القوات المسلحة في سيناء، للتأكيد على قوة إحكام جيشنا على سيناء. وأوضح الخبير العسكري، أن العمليات في سيناء خاصة بعد حادث "كرم القواديس"، تسير في تحقيق أهدافها، تؤكد إضعاف "أنصار بيت المقدس" خاصة بعد إعلانهم لمبايعة جماعة الدولة الإسلامية "داعش".