"ماجدة الرومي" ل "الموجز": شعب مصر دائمًا في قلبي.. وأشتاق كثيرًا ليوسف شاهين

اذهب كما تريد وامضي كيفما تشاء.. لكن ما لا تستطع فعله هو أن توجه بصلتك للحظات قليلة إلى استدعاء ذاكرة أغاني الحب والرومانسية والصوت الصافي، دون أن تمر على مطربة "الصفوة" الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي، ولو بكلمات.
فبصوتها العذب ذو المذاق الخاص استطاعت فنانة الحب والسلام "ماجدة" أن تحلق من وطنها لبنان إلى الوطن الأكبر وهو الوطن العربي بحدوده الوسعاء، فهي تمتلك صوتًا قادرًا على عبور حدود الزمن والمكان، دون حدود فاصلة أو خطوط حمراء، فهي دون شك سفيرة الغناء الراقي عبر مشوارها الفني الطويل الذي خطاب في كل مراحله العقل وامتد لسويداء المشاعر ليقتلعها من اليأس إلى فضاء الأمل والونس والسلام والطمأنينة.
ماجدة الرومي، أكدت في حوار اختصت به "الموجز" أنها مصر هي قلب العروبة النابض، وإذا حدث لها أي مكره سينهار العالم العربي بأثره، مشيرى إلى أن مشوارها الفني سيكتمل من جديد على أرض مصر الخضراء وسط شعبها الطيب الآبي،،، تفاصيل وأشياء كثيرة في نص الحوار التالي‘‘‘
** في البداية حدثينا عن حفلة الإسكندرية التى قمت باحيائها منذ شهرين تقريبا؟
بصراحة شديدة، أنا سعيدة للغاية وسعادتي بالفعل لا تضاهيها أي سعادة أخرى، بهذا الحفل الباهر، الذي شهد حضورًا جماهيريًا مذهلًا، واستقبالًا أكثر من رائع لي، رغم أنني بعيدة عن مصر منذ أكث من 9 سنوات، لكن وجودي في حفل الإسكندرية جعلني أشعر بأنني لم أغب يومًا واحدًا عن الجمهور المصري العظيم، فقد شعرت بدفء الحب وبمشاعر لم أعشها من قبل، كما أن تفاعله مع في كل أغنية أؤديها، أكد حبهم لي وتقديرهم لصوتي.
** ولماذا اخترتِ أن تكون أولى حفلاتك بعد الغياب في الإسكندرية؟
لم يكن لي حرية الاختيار في بداية الأمر، ولكني حينما علمت بأن أول حفلاتي ستكون في محافظة الإسكندرية كنت بغاية السعادة، لأن المكان الذي أشعر فيه بالراحة النفسية وهو قريب جدًا إلى قلبي، فقد عشت فترة هناك ولي أقارب يعيشون هناك، لهذا فإن الإسكندرية مدينة رائعة الجمال ولا يمكن وصفها إلا بعروس البحر المتوسط بالفعل.
** وكيف كان رد فعلك من استقبال الجمهور لك؟
استقبال الجمهور لي بهذا الشكل الرائع، جعلني أشعر بالذهول والدهشة من حجم الحب الكبير الذي يكنونه لي، فمنذ أن وضعت قدمي بأرض المطار وجدت جموعًا غفيرة تنتظرني، ولم تتركن سوى بعد انتهاء الحفل، كل ذلك جعلني أشعر وكأنني أغني وسط أهلي، والله وحده شهيد على حبه وتقديري للجمهور المصري العظيم، الذي لم أجد مثله على مستوى دول العالم أجمع.
** وهل قمتِ بزيارات لمعالم الإسكندرية السياحية أو الأثرية؟
بالفعل قمت بزيارات محدودة، نظرًا لجدول العمل الزمني، وكنت أتمنى أن أجد متسعًا من الوقت كي أتجول بشوارع الإسكندرية وأزور كل المناطق التي أعشقها، وما حرصت عليه في البداية أن أزور قبر الأستاذ العبقري الراحل يوسف شاهين.
** بمناسبة الأستاذ.. ما طبيعة علاقتك بالراحل يوسف شاهين؟
إذا تحدثت أعوامًا وأعوامًا، لا يمكن أن أوفي حق الراحل يوسف شاهين، فهو من أفضل الرجال الذين قابلتهم في حياتي كلها، يتسم بطيبة القلب وهدوء الحديث وكثرة الخبرة والإبداع، وتربطني به علاقة صداقة قوية للغاية، فهو أستاذي ومُعلّمي وصديقي الذي أشتاق إليه كثيرًا وأفتقده أكثر، ولهذا لم أستطع أن أتمالك أعصابي أمام قبره، وشرعت أنني أتمنى رؤيته للأخر، فقد تناسيت الزمن وطافت بي قافلة الذكريات معه لأتذكر أفضل وأجمل سنوات عمري بجوار هذا المخلص المبدع الفنان الأبدي.
** هل تعتقدين أن حال السينما تدهور كثيرًا برحيل المخرج يوسف شاهين؟
بالطبع رحيل مخرج كبير بحجم يوسف شاهين، خسارة كبيرة للفن والفنانين لن تعوّض، ولكن السينما المصرية ولّادة للمواهب، لهذا لن يحدث تدهور قدر ما يعد أنه خسارة، لأن هذا المُعلّم، فنان حقيقي لا يمكن أن يعوّض بفكره الناضج ورؤيته التي ينظر لها الجميع بأنها إبداع خرافي عابر لحدود الزمن لا يمكن وصفه أبدًا
** إذن ما سر اعتذارك عن الأعمال الذي عرضها عليك؟
الاعتذار كان له سبب واحد وهو انشغالي بهموم وطني لبنان، فعقب فيلم "عودة الابن الضال" لم يكن لي أن اترك وطني في ظل الحرب اللبنانية، كان من الصعب أن أرى قتلى هنا وهناك ورءوس تتطاير، وأنا فى النهاية انسانة لا يمكن ان أترك جيراني واهلي وأقف أمام الكاميرا، أنا لبنانية أبًا عن جد، لبنان كان يطعن من القريب والبعيد، هذا بالنسبة لي لم يكن مقبولًا بالمر، لذا جئت اعتذر له ولولا وجود الناس حولي لصرخت: "أنا بحبك يا يوسف يا شاهين، فمكانته في قلبي كبيرة لا يعلمها إلا الله".
** هذا يعني أن الحرب اللبنانية أعاقت الكثير من أحلامك؟
أكيد ولا أتمنى أن تعود تلك الأيام، فالإخوة كانوا يقتلون بعضهم البعض فهل هناك أكثر من هذا شيء يشعرك بالألم، لا أتصور أن أي انسان يمكنه أن يتعايش مع تلك الأشياء، هذه أمور الله لا يعيدها علينا، لذلك أتمنى من كل قلبي لوطننا العربي أن ينبذ العنف مهما كانت التضحيات، فالحرب بشعة لا أتمناها للعدو.
** وهل وجودك بمصر كل هذه الفترة بعد حفل الإسكندرية له علاقه بمشروعات فنية جديدة؟
بكل تأكيد؛ عقدت جِلسات عمل مع بعض الملحنين وأتمنى أن أجد من الأعمال ما يشبع رغبتي، لكنني لن أعلن عنها الآن.
** وهل حرصتِ على زيارة أحد من الفنانين أو مهاتفاتهم بمجرد وصولك إلى مصر؟
بالفعل هناك العديد من الفنانين بمجرد وصولي لمصر، حرصت علي مكالمتهم وعلي رأسهم الملحن جمال سلامة والفنانة يسرا وكثير من الأصدقاء والمعارف، ودائمًا ما أحرص على فعل ذلك، لأنني أشتاق كثيرًا لجِلسات الأصدقاء وصتفح الذكريات.
** وما رأيك في مستوي الغناء حاليًا؟
أري أن سوق الغناء على مستوى العالم العربي معقول؛ ولكن الطرب الأصيل ينحدر إلي أسفل، خاصة أن الفن أصبح تجارة كبيرة، لا يهم أحد المضمون بقدر ما يهمهم المكاسب، لذا لا يوجد طرب أصيل في ظل وجود العمل التجاري، مع العلم أن هناك العديد من الأصوات الرائعة والمواهب الواعدة ويمكن أن تُقدّم فنًا أصيلًا يعدينا إلى أمجاد عبد الحليم حافظ وكوكب الشرق أم كلثوم.
** ولكن كيف تنظرين لسوق الغناء العربي حاليًا في ظل وجود أغاني مسفّه ومبتذلة؟
الغناء المسف والمبتذل موجود ولن ينتهي؛ لكن الطرب الأصيل الذي يحمل مضامين عديدة لديه القدرة على افتراس هذه النوعية المبتذلة من الغناء التجاري.
وأرى أن الجمهور بإختلاف أذواقه، يملك قدرة الحكم على الأغاني الطربية والأخرى التي تهدف إلى الربح فقط ولا تقدّم أي موضوع غنائي جاد وهادف.
** أين أنت من الأعمال السينمائي ؟
حتى الآن لم أجد أي عمل سينمائي مناسب لي، كيف أشارك فيه، لاسيما أن صناعة السينما هي الأخرى أصبحت تجارة كبيرة على نطاق واسع، فما يقدّم حاليًا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعتبره سينما حقيقية، ورغم ذلك لا أمانع الدخول في عمل سينمائي، بشرط ان يكون جادًا ويحمل مضمونًا هادفًا ويكون عملًا فنيًا مميزًا.
** ولماذا لا تشاركين في الأعمال الدرامية الحالية؟
الأعمال الدارمية الحالية، تتناول موضوعات لا تستدعي وجودي على الإطلاق، وفي كل الأحوال فأنا أتمنى أيضًا المشاركة في عمل درامي مميز، لأهمية سوق العمل الدرامي، ولكن الدراما التي تعرض على المشاهدين حاليًا أشبه بالوجبات السريعة أو "التيك واي".
** وهل من الممكن أن تقدّمي عمل يتناول سيرة ذاتية لأحد المشاهير؟
أتمني أن أقدّم عمل فني يتناول سيرة الأديبة اللبنانية مي زيادة، التي عاشت في مصر وعاصرت العديد من الأزمات، ولها مشاركات ثرية في مناحي الحياة المختلفة، وهذا العمل بالفعل ما أحلم بتقديمه، ورغم صعوبته؛ إلا أنني أرحب بتلك الصعوبة من أجل تقديم عمل فني حقيقي.
** وما ترفضين بالفعل المشاركة في "ديو غنائي"؟
هذا كلام غير صحيح على الإطلاق، فأنا لا أمانع من المشاركة في ديو غنائي مع مطرب مميز أو مطربة موهوبة، خاصة أنني مقتنعة تمام الإقتناع أن الغناء يجب أن يقدّم التنوع الطربي بشكل مستمر.
** وما رأيك في نوعية البرامج الغنائية الحالية؟
هذه النوعية من البرامج الغنائية تنال إعجاب الجمهور، وهي أيضًا مفيدة جدًا، لأنها تعطي المواهب الشابة والأصوات الواعدة حق الظهور للجمهور بشكل أسهل وأيسر، لذا أجد أن هذه النوعية من البرامج تستحق التجشيع والتقدير، كونها أتاحت لسوق الغناء الإنتعاش من جديد وتنمية أصوات ومواهب شابة.
** ولماذا لا تشاركين في هذه البرامج ضمن لجنان التحكيم؟
في الحقيقة لم يعرض عليه هذا الأمر من قبل، وإذا عرض علي المشاركة في أحد برامج المسابقات الغنائية، سأحدد أولًا نوعية البرنامج والفكرة القائم عليها وفئة الجمهور المستقبل، ثم أوافق أو أرفض بعد ذلك.
** وأي الأصوات تفضلين سماعها من الجيل الحديث؟
بصراحة شديدة، أري أن الفنانة ذكري التي رحلت عن عالمنا، من أفضل الأصوات التي تجذبني، وكنت أتمني وجودها في هذه الأيام، وأحب أيضًا صوت شيرين عبد الوهاب، فهى تمتلك خامة خاصة جدًا، تؤثر فيمن يسمعها وهى شديدة الجاذبية، وهناك أيضًا أنغام وآمال ماهر مطربة كبيرة، وفي العموم مصر تمتلك قاعدة كبيرة من الأصوات طوال تاريخها، وهناك من النجوم أيضًا على الحجار ومحمد منير كل هذه الأسماء لها تأثير فى الأغنية العربية.
** ما الذي نحتاجه لمستقبل الأغنية العربية؟
أول شيء الأمان، لأن الفن مرتبط بهذا الأمر كثيرًا، فالخلق والعطاء مرتبط بحالة الدفء التى يشعر بها الإنسان، والاضطراب الذى تعاني منه بعض البلاد العربية لا يخلق إبداعًا، أما العناصر الأخرى فهى موجودة بالفعل مثل الأصوات والملحنين والشعراء، وطننا العربي يمتلك عددًا هائلًا من المبدعين.
** يلاحظ الجميع قلة أعمالك وعدم انتظامها.. ما السبب؟
الفن بالنسبة لي هو اختيار الأفضل، وأنا اتعب كثيرًا حتى أجد الأغنية التى تعبر عني، كما أنني أفتش فى كل الأماكن عن عمل يعبر عني وعن الأصالة وفي نفس الوقت يصل للشباب، فأنا يهمني كفنانة أن أكون بين كل الناس، فالأغانى لا تجدها بسهولة ملقاة على الطاولة، وأي إنسان ممكن يعمل ألبوم كل أربعة شهور وليس كل عام، ولكن الأهم كما قلت أن تجد الشيء الذى يُحدث قبولًا من كل الناس، ومهتمتي الأساسسة تحرير الروح من قفص الجسد، والدخول إلى أعماق النفس.
** البعض يرى أنك مطربة الصفوة؟
أنا لا أقبل هذا الوصف، وكل ما أملكه تقديم فن راقي للجميع، وإذا كانت هذه الصفة قد تسعد البعض، لكنها بالنسبة لي أمر لا يسعدني بل أتصوره كلام يجرح أكثر منه أي شيء آخر، أنا مطربة ملك كل الناس وأغني لكل البشر، لكل الطبقات وربما أبعاد صوتي العالمية أعطت هذا الانطباع.
** على الجانب السياسي.. كيف ترين الأوضاع الحالية؟
الوضع السياسي الحالي متدهور لأبعد الحدود على مستوى الدول العربية كلها؛ فنحن تعرضنا لهجوم سياسي ووقعنا في فخ الاعداء، الذين نجحوا في تفرقة العرب كلهم بين صراعات سياسية ومادية لا سبيل لها سوى ضياع إرث الماضي.
فأين هم العرب الحقيقيون الآن، أتمنى أن يعودا للإصطفاف من جديد حول هدف واحد تعلوه رايات السلام والأمان.
** الشأن العربي دائمًا يشغل مساحة كبيرة من تفكيرك؟
أكيد أنا ابنة هذا الوطن العربي، وأي شيء يحدث فيه أتأثر به سواء بالحزن إذا كان الأمر مأساويًا، أو بالفرح إذا كان الأمر مفرحًا، ووطننا يمر بظروف سياسية صعبه جدًا منذ ثلاث سنوات تقريبًا، ولذا أنا مهمومة بقضاياه، والكل يرى ما يحدث فى سوريا وليبيا ولبنان وفلسطين والعراق ومصر والباقى واقف فى الانتظار.
** وبماذا تقصدين الباقى فى الانتظار؟
اقصد أن الخطر قريب من كل البلاد العربية، لا أحد يتصور أنه بعيد عن المخاطر.
** وهل تعتقدين أن ثورات الربيع العربي حققت طموحات الشعوب؟
لم تحقق أي ثورة من ثورات الربيع العربي، أي أمال أو طموحات للشعوب، وأرفض تمامًا ما يسميه البعض أو تسميه أنت ب"الربيع العربي: لأن العرب تعرضوا لكارثة اسمها الخريف العربي، بمكر ودهاء الأعداء الذين نجحوا في غعلان الحرب علينا، من خلال حملات التشتيت والتفرقة غير المباشرة، ومن أجل إضعاف العالم العربي أمامهم وتحقيق أهدافهم الحقيرة.
فالوضع في مصر أصبح مأساوي وفي سوريا كارثي، ومن غير المنطقي أن يظل الوضع على ما هو عليه، فيجب أن تنهض الأمة العربية بأكملها حتى تعيد أزمان الانتصارات والتقدّم والرقي.
** لماذا تشددين دائمًا على أن مصر أهم الدول العربية ويجب المحافظة عليها؟
مصر بلد التاريخ والحضارة وهي أكبر الدول العربية وشعبها الطيب أفضل شعوب الأرض، وأعتبر نفسي مصرية.
ومصر هي المفتاح الذي يمر به أي عنصر أجنبي للدول العربية، وهي التي تربط دول العالم العربي كملها بعقد، وإذا حدث لها أي مكروه أو شر سينهار العالم العربي كله، ولن يبقى منه سوى أطلال.
** في مؤتمرك الصحفي بالإسكندرية قلت إن مصر لن تركع؟
طبعًا لأنني أعرف شعبها جيدًا، هذا الشعب الذي يعي قيمة وطنه جيدًا لا يقبل أبدًا أن تحركه أي قوى أو يحكمه باحثون عن مصالح، مصر أبية بشعبها، لهذا عندما قلت إن مصر لن تركع، أنا أعي معنى الكلمة ومدلولها، إرادة الشعوب فوق كل اعتبار، لا يهزمها أحد مهما كانت قوته، وعلى الدول المتآمرة أن تعي هي الأخرى هذا، الشعوب العربية لن يرهبها أحد، والمؤامرات التى تنسج لنا لا يمكن أن نقبلها، نحن صرنا شعوبا واعية.
** قلت من قبل إن لك جذورًا مصرية؟
نعم أمي مصرية، وفي زيارة قادمة سأسافر إلى بورسعيد، حتى أعثر على بيت جدي، وهو أمر يشغل الكثير من تفكيري، وأمي كانت تحدثني كثيرًا عن بلدها وعن جدتي وبيت جدي هناك.
** لكن والدك رغم دراسته بمصر تركها عقب تخرجه فى معهد الموسيقى العربية؟
تركها لأنه كُلّف من قبل الحكومة اللبنانية، بإنشاء الإذاعة اللبنانية، وهو أمر وطني لم يكن بوسعه أن يرفضه مهما حدث، لكنه اصطحب معه أغلى شىء من مصر وهي أمي.
** لديك ابنتان.. لماذا ابتعدتا عن الغناء؟
ابنتي الصغرى صوتها جميل لكنني أخشى عليها من إرهاق الفن، لذلك لم أشجّعها على المضي قدمًا فى هذا الأمر.
** قلت أيضًا أنك لن تبتعدي عن مصر مرة أخرى لفترات طويلة؟
ابتعادي عن مصر لم يكن بإرادتي، وبالمناسبة أنا لم أغن فى مصر منذ سنوات طويلة، لكنني قمت بزيارات خاصة منذ 6 سنوات.
** قمت بغناء "سيدي الرئيس" وكانت أغنية تحمل كلمات سياسية مباشرة..تعبر عن هموم الشارع العربي.. فكيف يمكن أن تنشدي حال الأمة الآن في عمل غنائي؟
لقد قدمت العديد والعديد من الأعمال الغنائية السياسية، لإيماني بأن دور الغناء مهم جدًا في مجال التوعية السياسية، ولهذا حينما أقدّم عملًا سياسيًا يكون الهدف منه رسالة إلي الشعب في توعية سياسية محددة، ولهذا أنا أشاهد الوضع الحالي بشكل دقيق حتي أستطيع غناء عمل يقدم كل رسائل التوعية التي يمكن أن أوصلها بصوتي للجمهور.
** الطائفية التي عانت منها لبنان لسنوات طويلة واكتوت بنارها أصبحت سلاحًا في يد أعداء الأمة.. فما هي الرسالة التي توجهينها للشعوب العربية بصفتك امرأة عاصرت وبلات الحروب الأهلية؟
لا توجد طائفية في لبنان، ولكن نحن عانينا كثيرًا من هذا الأمر ولا يمكن أن نجد ما هو أفظع من ويلات الحروب التي عشناها وتجرعنا مرارتها، لهذا أنا كإمراءة عربية أريد أن أوصل رسالة السلام لكل الشعوب العربية فقد تعبنا من الحروب وخسرنا أعز أولادنا وأقرب ما لنا، أريد أن أكون صوت السلام في الوطن العربي لكل الشعوب العربية أوصل لهم حتي أخر أنفاسي كلمات السلام وتحذير من غدر الأعداء المتربصين بنا ونجحوا في الايقاع بيننا.
** ماذا عن أعمالك الغنائية القادمة؟
في الحقيقة أنا أستمع هذه الأيام للعديد من المقاطع الموسيقية الجديدة والتي سوف تجعلني أعود بعمل غنائي من جديد وبإذن الله بمجرد الانتهاء من جِلسات العمل وتحديد الأغنية التي سأعمل عليها سأعلن عنها مباشرة .
** هل ستكون عمل غنائي سياسي أم عاطفي؟
هذا الأمر إلي وقتنا الحالي لم تظهر ملامحه نهائيًا، ولكني أتمني أن يكون عملًا سياسيًا يظهر كل ما يحدث لنا من أزمات ونتعرض لها بشكل مستمر وأنا أفكر في هذا الموضوع بشكل دقيق هذه الأيام ونتناوله في جِلسات التحضير للأغنية.
** وما نوعية العمل الذي تجهزين له؟
أغنية "سينجل" وسأطرح ألبوم كامل قريبًا بعد أن تهدأ الأوضاع السياسية بأكملها وهذا لأنني أريد تقديم ألبوم جيد ينال إعجاب الجمهور.
** وماذا عن حفلاتك الأخرى في مصر؟
بعد أن قدمت أولي حفلاتي بالإسكندرية، أجهز لحفل في القاهرة، بجانب العديد من العروض الأخرى التي أدرسها جيدًا الآن.
** ماهي أمنيتك التي تحلمين بها علي الجانب السياسي والشخصي؟
على الجانب السياسي أتمنى عودة الدول العربية لسابق عهدها، وأن يقف نزيف الدم، فلا تستحق أن تقتل الشعوب من أجل خلاف سياسي زائف، أما على المستوى الشخصي أتمنى أن أكون صوت السلام في الوطن العربي، وأن يصل هذا الصوت
إلى جميع البيوت في الوطن العربي، لحثهم على نبذ العنف ودعوتهم إلى بناء مجتمعاتهم بسلام ورخاء دو استخدام الأسلحة.