حذفن أسمائهن من قائمة ربات البيوت ووضعنه في قائمة السيدة الأولي.. شطبن المفكرة اليومية ليضعن جدول أعمال يليق بالمنصب والثراء وعالم السياسة.. تخلصن من الملابس القديمة والكلام المكرر ليستبدلنه بملابس وحديث ونشاط اجتماعي يليق ببروتوكولات نساء العالم الأكثر نفوذا.. ما أن يدخلن قصر الرئاسة حتي ينسون الحياة البسيطة والمعاملة السلسة وتحاط حياتهم بالسحر والغموض والثراء والسلطة وأحيانا أخري بالجرأة والقسوة. فما بين الحكمة القائلة "وراء كل رجل عظيم امرأة" وما بين الحكمة الفرنسية الشهيرة "ابحث عن المرأة" يحدد رئيس الجمهورية مستقبله ومستقبل زوجته وأبناءه من بعده.. السيدة الأولي كانت دوما محاطة بعشرات من علامات الاستفهام وما بين دعمها بعلامات التعجب أو الإجابة بنوع من الشائعات يمضي السيد الرئيس إلي مستقبله وإلي حروف يسطرها في صفحات يختارها من التاريخ، هذا الأسبوع تطل علينا سيدة جديدة أولي لمصر بعد أن احتلت أسماء زوجات رؤساء مصر مساحات لا تخلو من التضحية في صفحات التاريخ المعاصر. فم السيدة الأولي دائما هو الأقرب إلي أذن الرئيس وصوتها هو الأكثر وضوحا بين أصوات عشرات المستشارين والسياسيين المحيطين بالرجل الأول بالدولة، لذلك فهي السيدة الأكثر قوة في دعم قرارات زوجها أو إثناءه عنها ولا شك أن الرئيس بحكم الحياة الزوجية فإنه يستعين بآراء زوجته ويستشيرها في كثير من تفاصيل حياة الدولة اعتمادا علي مبدأ أن أي قرار سيتخذه سينعكس رد فعله أولا علي أسرته. السيدة السمراء.. سيدة القصر الأبيض ميشيل أوباما المحامية الأمريكية تعتبر أول سيدة أولى من أصول أفريقية، كما تعتبر أغني سيدة في العالم حسب إحصائية مجلة فوربس وهي أكثر النساء تأثيرا فى عالم السياسة، التحقت "ميشيل" بجامعة بريستون لدراسة العلوم الاجتماعية عقب إنهاء دراستها للمرحلة الثانوية في كاليفورنيا عام 1981، كما درست هناك اللغة الفرنسية قبل أن تنتقل إلى جامعة هارفارد حيث حصلت على شهادة في القانون عام 1988م، ثم انخرطت في النشاط السياسي وعملت في مجال الاستشارات القانونية بشركة "سيدلي أوستن" التي التقت بها مع "أوباما". وفي عام 2008م لعبت "ميشيل" دوراً بارزاً في مساندة زوجها بالانتخابات الرئاسية لتجعل منه شخصية لها وزنها، حيث ساعدها عملها لسنوات في مجال التشريع على أن تصبح خطيبة وناشطة في المجتمع فاستحقت عن جدارة لقب "سيدة أمريكا الأولى". وعندما انتقلت مع باراك أوباما والبنات من شيكاغو إلى البيت الأبيض عام 2009 اتفقا على أن دورها الأول والأخير أنها أم البنات وأن ساشا وماليا هما أهم الأولويات فى حياتهما المقبلة ورغم أن جدول أعمال لسيدة أمريكا الأولى يشمل أسفار واستقبالات وفعاليات ولكنها تحرص فى نهاية كل عمل على قضاء إجازة أسرية مع زوجها وبناتها بعيدا عن الرسميات لتجديد العلاقات الأسرية والتقاط الأنفاس، وميشيل تفضل الأعمال الإنسانية مثل دعم أسر المحاربين الأمريكيين ومساعدة المرأة العاملة للموازنة بين الأسرة والعمل ومكافحة سمنة الأطفال وتشجيع روح الخدمة العامة بين الأمريكيين. هيلاري.. السياسة تجري في عروقها مجري الدم عرفت هيلاري كلينتون بدفاعها عن حقوق المرأة والطفل ليس في الولاياتالمتحدة فقط بل في مختلف أنحاء العالم ما أكسبها تأييدا واسعا. تصفها الأوساط الإعلامية بأنها تلعب دورا مؤثرا في السياسة الأميركية إثر تولي زوجها بيل كلينتون رئاسة الولاياتالمتحدة في 1992 وهو ما أكده كلينتون نفسه الذي اعتبر أن أميركا عندما اختارته رئيسا لها اختارت معه رئيسة ثانية هي هيلاري. فازت بمقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك سنة 2000 وتمكنت الاحتفاظ بمقعدها خلال الانتخابات التالية وتولت عضوية لجنتي القوات المسلحة والميزانية في المجلس. وفي 2007 أعلنت عزمها خوض الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي للترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية ورغم احتدام المنافسة مع بارك أوباما أعلنت في 7 يونيو 2008 انسحابها من السباق ومساندة أوباما في تنافسه مع المرشح الجمهوري جون ماكين. وفي 21 يناير 2009 وافق مجلس الشيوخ على تعيينها وزيرة للخارجية الأميركية بأغلبية 94 صوتا مقابل صوتين. عدد من الوثائق التي تسربت تحت اسم وثائق كلينتون الرئاسية تشير بكل وضوح إلى دور هيلاري كلينتون عندما كانت سيدة أميركا الأولى وهذه الوثائق دليلا آخر على قدرتها على التحرك في الأوساط السياسية في واشنطن بجدارة، وقد بذلت هيلاري مجهودا كبيرا من أجل إقرار قانون شامل للرعاية الصحية، من دون أن تنجح في ذلك، والسيدة الأولى كانت سلاح إدارة كلينتون لإصلاح الرعاية الصحية، وظهرت وثيقة تبين جهود البيت الأبيض للتأثير على أعضاء مجلس الشيوخ من خلال هيلاري وكان موضوع الرعاية الصحية من أكثر المواضيع الداخلية التي شغلت إدارة الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون. وكانت زوجته هيلاري كلينتون من أكثر مستشاريه المهتمين بهذا الملف، وساهمت بشكل مباشر في دفع قضية إصلاح النظام المعقد في الولاياتالمتحدة، ولكن فشل كلينتون في النهاية بتحقيق الإصلاحات التي كان يطمح إليها، وفي وقت شعر فيه البيت الأبيض بأنه يواجه تحديات حقيقية في الكونجرس لدفع إصلاح نظام الرعاية الصحية، توجه إلى كلينتون للتدخل لإقناع أعضاء في الكونجرس من الجمهوريين لدعم سياسة كلينتون. وبحسب وثيقة نشرت ضمن وثائق كلينتون الرئاسية، وجه مستشار كلينتون الخاص للرعاية الصحية كريس جينينجز رسالة إلى هيلاري كلينتون بتاريخ 22 مارس 1993، مرفقا معها أسماء أعضاء في مجلس الشيوخ يمكن أن يقتنعوا بدعم مشروع قرار لإصلاح الرعاية الصحية. وكانت هيلاري كلينتون بمثابة «سلاح» يحاول البيت الأبيض استخدامه للتأثير على أعضاء مجلس الشيوخ ودفعهم لتأييد مشروع القانون المثير للجدل، وقد حاولت السيدة الأولى التواصل معهم لجذبهم إلى طرف زوجها، ولكن في النهاية فشل بيل كلينتون في إقناع عدد كاف من الديمقراطيين لدعم مشروع القرار، مما أفشله في الكونجرس، رغم جهود هيلاري كلينتون الحثيثة. من سيدة أولى إلى رئيسة للبلاد السيناتورة كريستينا فرنانديز زوجة الرئيس الأرجنتيني نستور كريشنر هي السيدة الأولي الوحيدة بالعالم التي تطور لقبها من زوجة الرئيس إلي السيدة الرئيس فقد بدأت فرنانديز حياتها السياسية عضوة في حركة الشبيبة البيرونيين عام 1970 في منطقة سانتا كروز، وتدرجت في المناصب الحزبية، إلى أن فازت في انتخابات عام 1995 لتمثل المقاطعة في مجلس الشيوخ، كما فازت بمقعد في مجلس الشيوخ للمرة الثانية في انتخابات 2005 عن منطقة بوينس آيرس. كما شكلت فرنانديز -المشهورة بخطبها وتحركاتها ضد الرئيس السابق كارلوس منعم- سندا قويا لزوجها في انتخابات الرئاسة عام 2003. فازت فرنانديز بانتخابات الرئاسة عام 2007، لتصبح أول امرأة تنتخب لرئاسة البلاد، ولم يسبقها إلى سدة الحكم من النساء سوى إيزابيل بيرون الزوجة الثالثة للرئيس السابق خوان بيرون، إثر وفاته عام 1974، لكن دون انتخاب بحكم أنها كانت تشغل منصب نائب الرئيس. سيدة الفلبين.. ذات الألفين حذاء إيميلدا ماركوس زوجة الرئيس الفلبيني الأسبق فرديناند ماركوس أصبح اسمها مرادفا للثراء والجشع والإسراف فخلال الأعوام العشرين التي كان فيها السيدة الأولي، استطاعت جمع حصيلة ضخمة من المقتنيات سواء من القطع الفنية أو المجوهرات أو الممتلكات وحتى ألفي زوج من الأحذية والتي اشتهرت بها، فبين منازل بالغة الفخامة في أمريكاوالفلبين، إلي أدوات مائدة فضية، وقلادات ذهبية، وتيجان ماسية، استطاعت إيميلدا تجميع أفضل ما يستطيع أن يقدمه العالم وقدر المحققون الفلبينيون ثروتها بعد الإطاحة بزوجها في الثورة التي حملت اسم "قوة الشعب" عام 1986 بعشرة مليارات دولار، ويبدو أن سيدة الفلبين الأولي لم تكن تهتم بالسياسة بقدر ما تدفع زوجها دفعا للفساد لتزيين جيدها بالجواهر ووضع أفضل الثياب علي جسدها، ورغم أن عمرها مثل عمر السيدة ماركوس في الثمانينات من العمر إلا أنها لا تزال سيدة قوية، لأن إيميلدا الآن عضوة في مجلس النواب، وابنتها إيمي حاكمة لإحدى المقاطعات، وابنها بونج بونج برلماني محترم لديه فرصة جيدة وحقيقية للمنافسة في الانتخابات ويصبح رئيسا للفلبين عام 2016. ابنة الرئيس.. سيدة كوريا الأولي في ترتيب غريب أصبحت ابنة الرئيس هي السيدة الأولي فقد كانت بارك جيون هاي رئيسة كوريا الجنوبية السابقة في رفقة والدها الرئيس بارك تشونج ووالدتها حين طالت يد الاغتيال روح والدتها واستقرت بقلبها رصاصة كانت تستهدف والدها في الأساس فأصبحت بعدها بارك هي السيدة الأولي بعد أن أخذت مكان والدتها ، يذكر أن "بارك"، ابنة الديكتاتور الكوري الجنوبي السابق "بارك تشونج-هي"، الذي تولى حكم كوريا الجنوبية لمدة 18 عاما، ولم يرحل عن سدة الحكم إلا بعد مقتله في العام 1979. من مغنية شعبية إلى سيدة الصين الأولى السيدة الأولى الصينية بينج ليوان تعد ذات شهرة كبيرة فى الصين على المستوى الشعبي، فشهرتها تفوق شهرة زوجها الزعيم الصيني شي جينبينج ، حيث اعتاد ملايين الصينيين على مدار 25 عاما رؤية بينج التي ذاع صيتها وشعبيتها من مدينة شنغهاي كمغنية أوبرا "سوبرانو" وتجيد الأغاني الوطنية الشعبية والتراثية الصينية، وكانت تشغل منصب جنرال في الجيش الصيني، وعلى عكس زوجات الزعماء الصينيين السابقين تحظى بينج بالشهرة ومعرفة وجهها لدى المواطنين الصينيين قبل تسلم مهامها كزوجة رئيس البلاد. والسيدة الأولى الصينية بينج ليوان اختيرت سفيرة للنوايا الحسنة المعنية بشئون مكافحة السل والأيدز، وقد حصلت على جوائز عديدة لأدائها الغنائي وعملها في الميدان الإنساني، كما كانت لها جهود طيلة أكثر من خمسة أعوام، مع وزارة الصحة الصينية من أجل نشر الوعي بالأمراض والوقاية من الإصابة بها. وقد اختارتها مجلة "التايمز" الأمريكية ضمن قائمة أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم خلال سنة 2013 من عالم التمثيل إلي أحضان رئيس الجمهورية الممثلة المكسيكية أنجليكا ريفيرا صارت بها الأدوار في عالم السينما حتي تزوجت في عالم الواقع من رئيس جمهورية المكسيك إنريكه بينيا نييتو فأصبحت بين ليلة وضحاها السيدة الأولى للمكسيك. أنجيليكا ريفيرا تربعت علي عرش ملكة جمال المكسيك، ففتحت لها أبواب التمثيل على مصراعيها، لتقف الى جانب كبار نجوم التمثيل في المكسيك وكانت ريفيرا، قبل ذلك، وقعت في حب ألبرتو كاسترو، منتج المسلسلات التلفزيونية المعروف، وعاشت معه لأكثر من 14 عاماً، وأثمرت هذه العلاقة عن ثلاث بنات: صوفيا، فيرناندا، وريجينا، وعن زواج رسمي في 11 ديسمبر 2004، وفي عام 2010 تزوجت أنجيليكا ريفيرا من إنريكي بينيا نييتو الذى كان يشغل منصب حاكم ولاية المكسيك آنذاك، وهو أيضا الرجل الأرمل والأب لثلاثة أبناء، أليخاندرو، باولينا، ونيكول، والذي من أجله هجرت ريفيرا عالم التمثيل من دون رجعة، لتكرّس كل وقتها للمنزل. الكوافيره التي أصبحت سيدة تونس الأولي ليلى الطرابلسى زوجة الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن علي بدأت حياتها من تحت الصفر كانت مجرد "كوافيرة" لكن طموحها دفعها للحلم بان تكون سيدة فوق العادة فأصبحت زوجة الرئيس، ورغم تحميل الشعب التونسي لليلي كل الكوارث التي حدثت بتونس وأدت إلي الثورة إلا أنها أكدت في مقابلة نشرتها "صحيفة لو باريزيان" أنها لم تكن تتدخل في شئون الحكم وكانت تخصص يومها للأعمال الخيرية والاجتماعية، وسعت إلى تحسين حياة عائلتها.