حذرنا عشرات المرات من هؤلاء الذين يتاجرون بثورة يونيو والذين يركبون عليها، وحذرنا من هؤلاء الذين يستخدمون اسم المشير السيسى لكسب صلاحيات سياسية وللتهرب من الملاحقة القانونية، وهؤلاء أخطر ما يهدد مستقبل مصر، وتشهد المقالات السابقة كيف حاولنا وقف الشائعات التى راح يروجها رجل الأعمال منصور عامر حول علاقته بحملة المشير السيسى الانتخابية وطالبنا بضرورة كشف الحقائق لأن الرجل لم يكن يوماً ابناً لثورة يونيو بل على العكس تماماً كان ضدها وضد أى تحرك ثورى قد يسىء إلى أصدقائه الجدد من قادة مكتب الإرشاد وعلى رأسهم مهدى عاكف المرشد السابق للجماعة والذى استضافه منصور عامر فى شاليهات خاصة، وكذلك حسن مالك وخيرت الشاطر ولم تكن تلك العلاقة فى السر ولكنها كانت معلنة ومعروفة واستضافت الفضائيات السيد منصور عامر لكى يشيد بمشروعات الإخوان فى محور قناة السويس، وسعى خلال حكم الجماعة إلى تسويق مشروعه الشخصى المعروف باسم خارطة الأمل، وكشفنا مراراً كيف سخر منصور عامر ثرواته لخدمة مشروع الإخوان.. فكيف يصبح فى يوم وليلة ابناً لثورة يونيو؟! نزع منصور عامر كل الأقنعة وارتدى قناع المشير السيسى ومنذ ثورة يونيو وهو يسعى بكل الطرق والوسائل لتحويل الثورة إلى «سبوبة» ومشروع سياسى شخصى، ومنذ أيام لم يخجل منصور عامر وهو يقيم حفلاً فنياً مستخدماً اسم المشير السيسى لجمع ما يمكن جمعه من أموال ومن غطاء سياسى أيضاً، أقامت مجموعته بورتو كايرو مول حفلاً ضخماً للشاب خالد جمع منه منصور 5 ملايين فى ليلة واحدة، ونشرت الصحف الأخبار الإعلانية حول الحفل باعتباره تأييداً للسيسى، و هو فى الحقيقة استكمال لمحاولات منصور عامر القفز على الثورة وركوبها وتقديم نفسه باعتباره رجل الأعمال الوطنى، وهذه هى الكارثة التى نخشى على مصر منها، فمن المعروف أن السطوة والنفوذ تحول دون تحقيق دولة القانون وقد سبق للسيد منصور عامر أن قاد حملة إعلامية بفضل الصحف التى تدعمه ضد وزير الزراعة الدكتور «أيمن فريد أبوحديد» لأن سيادة الوزير تجرأ وأعلن أنه بصدد حصر أملاك منصور عامر وعدد من رجال الأعمال وفق تقارير موثقة، وصدق الوزير أنه يمكن تطبيق دولة القانون وقاد فريقاً من هيئة استصلاح الأراضى لإزالة تعديات منصور عامر على أراضى الدولة فى بورتو جولف فى خطوة جريئة منه لم يجرؤ على اتخاذها أحد من قبل، وتم تصعيد القضية باعتبارها قضية أمن قومى وبدأت نيابات الأموال العامة وجهاز الكسب غير المشروع، تحقيقات مكثفة لكشف قائمة القيادات التى تورطت داخل الهيئة مع منصور عامر، حيث تم تمرير مخالفات منصور عامر بإصدار تقرير يوضح أن المساحة المذكورة «تقع خارج أملاك الهيئة»، وهو ما يخالف الحقائق على أرض الواقع حيث تقع الأراضى داخل أملاك الهيئة، وصدر قرار من المركز الوطنى لتخطيط استخدامات أراضى الدولة التابعة لمجلس الوزراء أكد أن المساحة محل المخالفة تبلغ 575.4 فدان، وأشار إلى أن 352.9 فدان من هذه المساحة هى ملك الهيئة وداخل خطة الاستصلاح، وأن 23.7 فدان ملك للقوات المسلحة، و198.8 فدان ملك هيئة التعمير والتنمية الزراعية، لكنها تقع خارج خطة الدولة للاستصلاح حتى عام 2017». وفى إطار كشف باقى قائمة مخالفات منصور عامر الذى احتل أراضى القوات المسلحة، تقدمت هيئة التنمية الزراعية ببلاغ للمستشار أحمد إدريس، مستشار التحقيق فى قضايا فساد وزارة الزراعة ورئيس لجنة استرداد الأراضى المنهوبة ضد شركة «عامر جروب»، المالك لمشروع «بورتو جولف»، وأفاد بأنه «بالقطع واليقين» فإن الموقعين داخل الأراضى المملوكة للهيئة وعلى مسار مصرف عموم الشركات الخاص بصرف مياه الرى لمساحة 48 ألف فدان، تمت إقامة العمارات السكنية والمنتجعات على أراضٍ مملوكة للهيئة بالمخالفة للقانون». وأوضح البلاغ أن «إقامة منشآت سكنية على المساحات التى تم التعدى عليها، تسببت فى خسائر جسيمة بالنسبة لمشروع استصلاح 48 ألف فدان بناحية الساحل الشمالى، وأن إجمالى المبالغ المستحقة للخزانة العامة للدولة عن هذه الأراضى والواجبة السداد فورًا تبلغ 500 مليون جنيه. ولكن وبكل أسف دفع وزير الزراعة الثمن غالياً وشنت الصحف والفضائيات التى يمولها منصور عامر فى السر وفى العلن حرباً ضد وزير الزراعة وتم تكميم الأفواه ولم تجرؤ صحيفة أو فضائية واحدة على كشف حقيقة الموقف!! هذا هو حال منصور عامر فى الوقت الحالى، فماذا سيفعل بالوزراء والمسئولين وهو يستخدم المشير السيسى ويزعم أنه الأقرب إليه؟!.. إذا كانت تلك هى قدراته فى الوقت الحالى، فماذا لو صدقت الشائعات التى يروجها حول تمويله لحملة المشير السيسى؟!.. هل سيحكم بإعدام كل من يقترب منه؟!.. أم سيعلق المشانق فى الشوارع لمن يطالبه بكشف حقائق ثروته وحقوق الدولة عليه؟! تفاءل المصريون بعد الثورة فى القضاء على الفساد وإعادة توزيع الثروات التى نهبها الكبار، ولكن جاء حكم الإخوان المسلمين ليجد الفساد تربة خصبة جديدة واستمرت الأوضاع من سيئ إلى أسوأ، ولم يتبق الآن سوى الأمل فى ثورة يونيو لكى تحد من هذا الفساد المتضخم وتعيد ثروات هذا الوطن إلى الفقراء البسطاء والغلابة الذين يفترشون المستشفيات بحثاً عن زجاجة دواء أو علبة لبن لأطفالهم بينما يغرق الكبار فى المليارات!! إن حال البلاد لن ينصلح ولن تتقدم أحوال المصريين إلا بمحاسبة الكبار ومراجعة أرقام ثرواتهم وكشف الحقائق حول تلك الثروات وكيف تم جمعها. وأخيراً كم كانت أرباح السيد منصور عامر من حفل الشاب خالد الذى غنى للمشير أغنية لم يسمعها سوى جمهور بورتو؟!.. وكم دفع جمهور الأثرياء لكى يشاركوا فى التهليل ويغسلوا تاريخهم القديم ويركبوا على الثورة الجديدة؟!