رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالتيار الشعبي: مرشحنا لن يتنازل للمشير السيسي صباحي لايحتكر الثورة ولا الوطنية وإنما نسعي للشراكة والتوافق الوطني أكد السفير معصوم مرزوق رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالتيار الشعبي أن حمدين صباحي مرشح التيار للرئاسة يتعرض لهجمة شرسة من فلول نظام مبارك الذين يسعون من وراء ذلك للعودة للمشهد السياسي من جديد. وأضاف في حوار خاص مع "الموجز" أن الذمة المالية لصباحي خالية من أي شبهات وأنه أثبت ذلك بعد أن تقدم بطلب للنائب العام بالتحقيق فيها. وقال إن التيار الشعبي يعتمد مادياً علي تبرعات الأعضاء وكذلك حملة دعم حمدين التي تلقي مساندة شعبية. وأكمل مرزوق.. أن صباحي لايحتكر لنفسه الثورة ولا الشباب ولا الوطنية وأنه ليس له يد فيما حدث في تمرد من خلافات نافياً لجوء صباحي لمغازلة الإخوان لنيل دعمهم في انتخابات الرئاسة. وإلي نص الحوار.. من واقع خبرتك السياسية كيف تصف المشهد الحالي؟ المشهد الحالي هو نتيجة للتطورات التي حدثت منذ 25 يناير وحتي الآن حيث كان هناك شعور بالغموض تجاه الثورة المصرية منذ اللحظة الدافقة في يوم 25 وحتي إزاحة نظام مبارك ثم الفترات الصعبة التي مرت بعد ذلك خلال فترة حكم الإخوان المسلمين وثورة المصريين للمرة الثانية ضدهم في 30 يونية وكل هذه المتغيرات أدت إلي مجموعة من النتائج وهي أولاً ثبوت أنه لايمكن فرض أي شيء علي إرادة الشعب المصري، وثانياً أنه أصبح هناك شعور بالملل و الإرهاق من جانب الغالبية العظمي من بسطاء الناس المهتمين بلقمة العيش وتوفير الأمن وقد كانوا يطمحون بعد الثورة في أن تحل هذه المشكلات وبالتالي لم تعد لديهم طاقة لفهم أي تحولات ثورية جديدة سوي مايتعلق بوضع مستقبل جديد لهم وثالثا ً فان هناك الكثير من الجبهات التي تكونت بعد 30 يونية وجسدت عودة لفلول نظام مبارك وهذا أربك المشهد السياسي برمته وأدي إلي فقدان الشعب ثقته في كل شيء لأنه بدأ يشعر وكأنه لم تقم ثورة ولم يحدث تغيير والجزء الأبرز في المشهد هو الدور الذي لعبته القوات المسلحة وهذا الظهور أدي إلي بزوغ فكرة الاحتياج للرجل القوي ومن روج لها للأسف هم فلول نظام مبارك لأنهم يتخيلون أنهم يستطيعون العودة مرة أخري بحجة بناء الدولة القوية التي تعتمد في فكرهم أساساً علي الدولة القمعية والبوليسية. ماذا عن الهجمة التي يتعرض لها حمدين صباحي؟ بمجرد أن أعلن حمدين صباحي الترشح إنطلقت حملة شعواء من كل من استخدم الطبلة و الرق والمزمار لجميع انظمة الحكم وأكل علي كل الموائد خرج ليشتم ويسب ويلعن بالنيابة عن مرشح غير ظاهر حتي الآن ولكن لا يعني الدفاع عن مرشح آخر حتي إذا كان واضحاً أمام الجميع أن يسب الآخرين المنافسين له فهذا غير أخرقي وغير مقبول ونحن في التيار الشعبي والكرامة لدينا ميثاق شرف ومتفقين علي ألا نسب أو نشتم أحداً من المنافسين لصباحي وألا نرد علي هذه الشتائم والإتهامات الجوفاء والأكاذيب التي امتلأت بها وسائل الإعلام فهؤلاء الناس إما مداهنون ومنافقون ونحن لن ننزل لهذا المستوي وإما يدافعون عن مصالحهم كما أن مشروعنا يعتمد في الأساس علي القضاء علي الفساد وهم يعتبروننا أعداء لهم ونحن نتقبل هذا فهم أعداؤنا بالفعل لأنهم من أفقروا الشعب المصري أما المنافقون والمداهنون فلهم الله والشعب المصري يستطيع أن يفرز ونحن لن نشغل أنفسنا بهم كثيراً لأن لدينا قضايا أخري علينا أن نهتم بها. إلي ما يهدف صباحي من جولاته علي القوي السياسية والثورية؟ نحن لانحتكر الثورة ولا نحتكر الشباب مثلما يدعي الأدعياء علي التيار الشعبي وكل ماقلناه هو إستعدادنا لشراكة وتوافق وطني واسع مع كل القوي الوطنية ومن أجل ذلك نحن نقوم بإتصالات واسعة مع كل القوي السياسية للتوصل إلي التوافق قبل بدء الانتخابات الرئاسية ولدينا ثقة كبيرة في تحقيق هذا التوافق. ماحقيقة تصريحات صباحي بأنه سيتنازل للمشير السيسي إذا ما أعلن ترشحه؟ هذا الكلام يندرج تحت حملة لي الكلمات وأخذ الجمل من خارج سياقها وكانت حيلة لجأ إليها الفلول الذين بدأوا مبكراً في التهليل والتمهيد للرئيس القادم الذي يفكرون في عزله عن مجتمعه وهي نفس الطبقة التي كانت محيطة بمبارك تسعي لأن تحيط بالرئيس القادم وتحاول أن تقدم "عربون" له أياً كان إسمه من خلال اجتزاء أقاويل من خارج سياقها وماقاله حمدين هو أنه مستعد لشراكة حقيقية وموضوعية مع أي شخص بما في ذلك المشير السيسي و لم يقل أبداً إنه سينسحب إذا ماترشح السيسي وهذا الاستعداد نحن نبديه منذ 30 يونية فالتيار الشعبي قدم شهداء في مواجهة الإخوان المسلمين مثل محمد الجندي وفي أحد الأيام خرج عمرو موسي ليقول إن كل قادة جبهة الإنقاذ مع بقاء محمد مرسي في موقعه إلا حمدين صباحي وترتب علي ذلك ماعانيناه في التيار الشعبي من مطاردات وإعتقالات لكوادرنا كما أن محمد الجندي وعمرو سعد قتلا في هذه الفترة وكان العقاب كبيرا جداً لبعض المواقف التي اتخذناها في هذا الوقت ضد الإخوان لذلك لايمكن بعد كل هذه التضحيات أن نسلم الثورة لمجموعة من الفلول أو مجموعة تريد أن تعود بالساعة إلي الوراء إلي ماقبل 25 يناير. بماذا تفسر حالة الانقسام داخل التيار الشعبي علي دعم صباحي؟ التيار الشعبي يتمتع بأمور كثيرة أبرزها أمرين الأول أن أكثر من 80% من أعضائه من الشباب ونحن نفخر بذلك والأمر الثاني الأسلوب الديمقراطي الذي نسير به أعمالنا داخله وفي إطار هذا الأسلوب فالتيار يتسع لخلافات في الرأي و المواقف وكنت أتمني لو أننا صورنا اللقطة التي دخل فيها المخرج المعروف وعضو التيار خالد يوسف إلي اجتماع مجلس الأمناء الذي كان مجتمعاً بكامل أعضائه لاتخاذ قرار بشأن ترشح صباحي وكان هو محرجاً من حضور الاجتماع لأنه كان قد أعلن موقفه في الإعلام بتأييده للسيسي وبمجرد دخوله القاعة قام كل مجلس الأمناء بالتصفيق له وكان يريد الخروج من الإجتماع إلا أن الأعضاء تمسكوا ببقائه وقالوا له اجلس معنا وقل رأيك وهذا الموقف يعكس رؤيتنا الحقيقية وأننا لانخون أحداً مثل خالد يوسف أو غيره بل علي العكس نحن نحترم آراءهم وهم رفقاء نضال لحمدين و لاتوجد لدينا أي مشاكل أو معركة مع من يختلف معنا في الرأي لكن في النهاية الغالبية العظمي في مجلس الأمناء والقواعد في المحافظات والمشيخات والقري أخذت قرارها بترشح صباحي. ماذا عن الخلاف الذي أحدثه ترشح صباحي داخل كيانات أخري غير التيار الشعبي كحملة تمرد؟ غالبية تمرد هي بالأساس أعضاء في التيار الشعبي وما اتفقنا عليه داخل التيار هو منع السباب أو الشتائم مع من يختلفون معنا ونحن ملتزمون بهذا إلتزاماً كاملاً.. أما تمرد بالتحديد فهي كيان عظيم نشأ في حضانة التيار الشعبي والجميع يعلم ذلك لكننا كما نقول دائماً إننا لانحتكر الوطنية فنحن لانحتكر كذلك تمرد ولا تمرد تحتكر الفكرة لأن كل من وقع علي إستمارة تمرد هو جزء منها كما أن تمرد ليست تنظيما لكي نتحدث عن أن هناك قيادات لها أو أسلوبا معينا لإدارتها لكنها كانت عبارة عن حالة وهذه الحالة أفصحت عن نفسها وشارك فيها كل الشعب المصري وماجري علي الفضائيات وأمام الإعلام من تشاحن وسباب واتهامات لم يصدر عن محمد عبدالعزيز أو من أعلنوا من رموز تمرد تأييدهم لحمدين لأن هذا التزام وماجاء منهم كان عبارة عن ردود موضوعية كما أنهم أعلنوا أنهم يحترمون رأي الفريق الآخر الذي أعلن تأييد المشير السيسي وهم جميعاً أبناؤنا لكن اللجوء للسباب والشتائم أمر غير مقبول ولا نتخيل وجوده في المشهد لأن الثائر الحقيقي من وجهة نظري ليس سباباً ولا لعاناً ومن المفترض أن يلزموا أنفسهم بميثاق أخلاقي لأن هذا التنافس من أجل أمر شريف وهو خدمة الوطن ونحن ألزمنا أبناء التيار في تمرد بهذا ومن يخرج عنه يكون قد خرج عن الالتزام التنظيمي ولن نعتبره ممثلاً عن التيار الشعبي ولا عن حمدين صباحي وقد وضعنا هذا الالتزام كشرط أساسي مع شركائنا من القوي السياسية فقد إتفقنا علي أنه لاشتائم ولاسباب للقوات المسلحة ولا انتقادات لها لأننا نعتبر أن الجيش الوطني المصري ممثلاً عنا جميعاً وهو خارج ملعب السياسة أما المشير السيسي بعد أن يخلع بذلته العسكرية ويصبح المواطن عبد الفتاح السيسي فسيكون مثله مثل أي مرشح آخر وعليه في هذه الحالة أن يقبل برأي الآخرين ويستمع لهم ويجيب عن أسئلتهم خاصة أن مانعلمه عن السيسي وعن أفكاره قليل جداً ونحن نقول له تكلم حتي نراك. بعد أن عرض لنفسه علي أنه مرشح الثورة رأي البعض أن صباحي يحتكر الثورة.. فماردكم؟ حمدين رد علي ذلك والتيار الشعبي أيضاً قلنا إننا لانحتكر الوطنية ولا الثورة ولا الشباب فالثورة أكبر بكثير من أي تنظيم سياسي لأنها تحتوي كل الشعب المصري كما لايستطيع مرشح واحد أن يحتكر الشباب ومانسعي إليه هو تحقيق مطالب الشعب المصري. تباينت الأقاويل حول الذمة المالية لحمدين صباحي والتشكيك فيها فما حقيقة الأمر؟ حمدين صباحي هو الوحيد من بين 13 مرشحاً خاضوا انتخابات الرئاسة الماضية الذي تقدم بإقرار للذمة المالية وعندما أثيرت ضده بعض الشائعات مثل التي يعاد إنتاجها الآن تقدم بنفسه بشكوي للنائب العام والذي تولي التحقيق فيها وأصدر بيان بعد ذلك أكد خلاله أنه لم يجد مايدين صباحي ولوكانت قد صحت أي شائعة من شائعات الذمة المالية ما كان نظام مبارك ليرحم حمدين الذي وقف ضده واعتقل 17مرة في عهده... وأنا أقول إن هذا الرجل نزاهته فاقت أي شبهة وإذا بحثنا وراء أصحاب هذه الادعاءات سنجد لديهم قصورا ويخوت وشاليهات ثم يتهمون هذا الرجل الذي يمتلك شقة في ذمته المالية. إذن.. حمدين صباحي يمتلك شقة فقط ؟ لا ..لديه شقة وأرض يملكها في بلده فهو ظل يعمل طيلة 40 عاما وزوجته عملت معه في منظمات تابعة للأمم المتحدة ولديه ولد وبنت تخرجا من الجامعات ويمارسان العمل الآن فأصبحا هما أيضاً مصدراً للدخل كما أنه كان نائباً في البرلمان لمدة 5 سنوات وكل هذه الاداعاءات كاذبة وتشين من يطلقونها وعلي هؤلاء إذا كان لديهم فعلاً مايثبت هذه الإتهامات أن يتقدموا بها إلي النائب العام وألا يتشدقوا بها في وسائل الإعلام لأن هذا أسلوب رخيص ولايليق. إذن من يمول التيار الشعبي وحملة حمدين صباحي الانتخابية؟ "إحنا".. بمعني أننا نعتمد علي مواردنا الذاتية ونعترف أننا من الناحية المالية قد نكون أفقر حملة وهذا ظهر في انتخابات 2012 ومقارنة بالحملات الأخري فإن ماصرفناه قد يقل عن 1% مما صرفته هذه الحملات.. ونحن نعتمد علي إيماننا بالله وإيمان الشعب بنا لكننا نجد من يتبرع بعمل لافتات وبنرات وصور في قري ومراكز ونحن نعتمد علي هؤلاء في حملتنا التي هي في الحقيقة فقيرة بالأموال لكنها غنية بالأفكار والمواهب. نفي التيار الشعبي عقد صباحي لأي لقاءات مع الإخوان المسلمين هل تتوقع أن يحاول الإخوان التقرب إليه لدعمه في مواجهة المشير السيسي إذا ماقرر الترشح؟ فلنكن منطقيين.. حمدين صباحي آخر انسان في مصر من الممكن أن يفكر الإخوان في دعمه أو التعاون معه لأنه والتيار الشعبي كانوا رأس الحربة في إسقاطهم وطيلة حكمهم لمدة عام كان التيار الشعبي يعتصم وينظم سلاسل بشرية يومياً وفي المحافظات المختلفة كانت غرف العمليات مستمرة ولذلك كان التيار الشعبي هو المستهدف من بين كل أعضاء جبهة الإنقاذ وهم يعتبرونه هو والكفر سواء.. ونحن من جانبنا اتخذنا قرارا بمجرد إعلان الحكومة بأن الإخوان منظمة إرهابية بأنه لاحوار ولا نقاش معهم لكن هذا لايعني ألا نعمل علي نشر ثقافة الحب كي تتغلب علي ثقافة الكراهية التي إنتشرت في المجتمع وليس المصالحة لأن من يحمل بندقية في مواجهة الشعب المصري أو الشرطة المصرية الحل الوحيد له هو المواجهة الأمنية. هل تتوقع أن يدفع الإخوان بمرشح معين أو يدعموا أحد المرشحين؟ إذا كانوا قد شربوا من نهر الجنون وفعلوا كل هذه الأفاعيل فنحن نتوقع أي شيء منهم بما في ذلك الدفع بمرشح أو تأييد مرشح لكنني أتمني من شباب الإخوان المسلمين المغرر به أن يعيدوا مراجعة أنفسهم ومراجعة ماحدث من قادتهم الذين غرروا بهم ثم دفعوهم إلي الانتحار وأقول إن الفرصة أمامهم الآن لإعادة الانسجام والدخول في إطار النسيج المصري مرة أخري بمعايير جديدة تختلف عن هذه الفكرة المغلقة لجماعة سرية تدين بالولاء والطاعة وثبت أنها جماعة فاشية تقود لتحقيق مصالح اقتصادية لأعضائها فقط. لماذا لم يتحول التيار الشعبي حتي الآن إلي حزب سياسي؟ نحن نعمل علي ذلك منذ فترة لكن الأحداث السياسية سبقتنا وأظن أنه قد يلي انتهاء معركة الانتخابات الرئاسية مباشرة إعلان الحزب ونأمل أن نخوض به الانتخابات البرلمانية.