بدأ حمدين صباحي في الظهور بموقف الضعيف خاصة بعد أن أعلن رسميا ترشحه للإنتخابات الرئاسية المقبلة، حيث إتفق قادة جبهة الإنقاذ على عدم دعم صباحي في الإنتخابات الرئاسية المرتقبة، فيما كان السبب الرئيسي للإتفاق على عدم دعمه هو ان أفكار صباحي"القديمة" -على حد تعبيرهم- هي السبب الرئيسي في ذلك الموقف حيث أكد الجميع على ان أفكار صباحي الإشتراكية وإنتماءه للتيار اليساري هو السبب الرئيسي في عدم دعمه. من جانبه قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر، أن الجبهة كان لديها إتجاه سائد بألا يترشح أي من أعضائها في الإنتخابات الرئاسية وأن يتوقف دورها عند مراقبة الحكومة، مشيرا إلى أنه يصعب التوافق حول مرشح رئاسي من أحد أعضاء الجبهة، مؤكدا على أنه في تلك اللحظة سيتم دراسة البرامج الإنتخابية للمرشحين المتقدمين والمفاضلة بينهم. فيما وصف "العرابي" في تصريحات خاصة ل"الوادي" قرار ترشح حمدين صباحي بالشجاع، مؤكدا على أنه يشكك في قدرات حمدين صباحي كرئيس جمهورية، وأنه لا يصح انه يطلق على نفسه مرشح الثورة، لان الثورة لم تعلن عن مرشحها حتى الأن. وأضاف رئيس حزب المؤتمر، أن مصر الآن تعيش ظرف عام يحتم على الإنتخابات الرئاسية القادمة أن تفرز مرشحا لديه تصرف في المشاكل الدولية لأن كل المشاكل التي واجهتنا في الفترة الماضية كانت معظمها مشاكل تتعلق بعلاقتنا بدول العالم، مضيفا أن صباحي تخرج عن إرادته طريقة حل المشاكل الدولية. وقال المهندس عمرو علي، القيادي بحزب المصريين الأحرار وعضو جبهة الإنقاذ أنه حتى هذه اللحظة لم تتخذ الجبهة موقفا نهائيا من مرشح معين دون غيره، لافتا إلى أن الجبهة لن تبت في أمر مرشح بعينه إلا بعد إغلاق باب الترشيح، خاصة وأن هناك إنقسامات في الجبهة وفي بعض الحركات الثوريه كحركة تمرد بعد إعلان حمدين صباحي ترشحه في الإنتخابات الرئاسية القادمة. وأضاف "علي" في تصريحات ل"الوادي" أن الأحزاب السياسية تحت لواء جبهة الإنقاذ ستميل بقدر كبير إلى ترشح شخص تتفق أفكاره مع أيديولوجيات تلك الاحزاب، مشيرا إلى أن حمدين صباحي صاحب الفكر الإشتراكي أفكاره تختلف كثيرا عن أفكار جبهة الإنقاذ الليبرالية، فضلا عن أن أغلبية أحزاب جبهة الإنقاذ ذات التوجه الليبرالي تؤيد ترشح الفريق السيسي للإنتخابات الرئاسية المقبلة. وأوضح "علي" أن الأحزاب التي ستؤيد صباحي في جولة الإنتخابات الرئاسية هي أحزاب الكرامة والتيار الشعبي والحزب العربي الناصري، لأنه المرشح الوحيد حتى الآن الذي يعبر عن أفكار تلك الأحزاب. ووصف القيادي بجبهة الإنقاذ أعضاء حملة حمدين صباحي ب"الغير محترمين" -على حدي تعبيره، وذلك بعد أن هاجموا العديد من القوى الثورية والحزبية وهاجموا تكتل القوى الثورية وهددوا أعضاؤه، مضيفا أن أفكار حمدين صباحي متفقة إلى حد ما مع أفكار النظام السابق" الإخواني"، مدللا على ذلك بإيفاد الرئيس المعزول محمد مرسي لحمدين صباحي إلى دولة تونس خلال فترة وجوده على أنه أحد الأشخاص المعبرين عن روح الثورة، مؤكدا على أنه طالب حمدين صباحي بالرد على تلك الإتهامات ولم يتفضل صباحي بالرد عليها. وإختتم عمرو علي تصريحاته بتأكيده على أنه وإن كان هناك بعض اللغط على تصرفات حمدين صباحي إلا أنه يكاد ينتهج أسلوب خاطئ في التقدم لرئاسة الجمهورية، وأخطئ في إختيار من يمثله في حملته. فيما إتفق معه حسام الخولي، سكرتير مساعد حزب الوفد، حين يؤكد على أن حزب الوفد من الأحزاب الوسطية الليبرالية والتي لا تتفق قواعدها مع أفكار حمدين صباحي الإشتراكي اليساري، مشيرا إلى أن القضية ليست في شخصية حمدين بل تكمن في إختلاف التوجهات الفكرية بين أحزاب الجبهة وبين أفكار حمدين صباحي كمرشح رئاسي. وأضاف الخولي في تصريحات ل"الوادي" أنه يرفض مصطلح" مرشح الثورة"، مضيفا أنه ليس كل من نزل ميدان التحرير في فترة من الفترات يعد متحدثا باسم الثورة ولا أن يحتكر فرد معين الثورة للحديث بإسمها، مشيرا إلى أن حزب الوفد كان أول حزب نزل تظاهرات الخامس والعشرين من يناير التي أطاحت بحكم حسني مبارك. وأشار القيادي بجبهة الإنقاذ خلال حديثه إلى أن الفكر الإشتراكي يدغدغ أحلام الناس وأمالهم في بناء مجتمع سليم، مؤكدا على أن أفكار صباحي لا تصلح للواقع المعاش حاليا. وقال الدكتور رجائي فاروق، عضو الهيئة العليا بالحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي وعضو جبهة الإنقاذ، أن الجبهة لم تتفق على ترشيح شخص معين حتى الآن، مشيرا إلى أن المرحلة القادمة ستعمل الجبهة على قراءة البرامج الإنتخابية لكل المرشحين الرئاسيين وستتم المفاضلة بين كل المرشحين على أساس البرنامج. وأضاف فاروق أن الجبهة ستعمل على الإتفاق على برنامج سياسي متكامل للمرشح الذي سيتم تدعيمه، ولفت إلى أن العالم كله لم تطبق فيه الإشتراكية وأفكار حمدين صباحي لا تتفق والوضع السياسي الحالي. وتوقع القيادي بجبهة الإنقاذ ألا تتفق الجبهة في ترشيحها على دعم حمدين صباحي في الإنتخابات الرئاسية القادمة، نظرا لإختلاف إيديولجيات الجبهة مع أفكار صباحي، مضيفا أنه ليس من حق حمدين أن يتحدث باسم الثورة، معبرا"الثورة لم ترشح أحدا" للتحدث باسمها او الترشح باسمها. ورد عمرو بدر، منسق حملة "مرشح الثورة" لدعم حمدين صباحي المرشح لرئاسة الجمهورية أن برنامج صباحي يعتمد على الإشتراكية التي مازالت تحكم بعض دول أوروبا حتى الآن، وقد أثبتت نجاحها، مضيفا أن رؤية حمدين صباحي في برنامجه الإنتخابي تعتمد على الإنحياز للفقراء ودعم حقهم في السكن المناسب والتعليم وغيره من المستلزمات الأساسية للحياة.