أكد سياسيون أن تركيا تسعي لتطويق مصر بالكثير من المشكلات التي تمس الأمن القومي المصري، لافتين إلي أنه بعد فشل المحاولات الأمريكية-التركية-القطرية في تركيع الشعب المصري وفرض إرادة هذه الأطراف من خلال جماعة إرهابية علي مقاليد الحكم، توجه هذا التحالف إلي مياه النيل للتأثير علي القرار المصري. وأوضح سياسيون أن تركيا لها تاريخ في الحقد علي الشعوب واستغلال مواردهم المائية، كما حدث في بناء سد "أتاتورك" قرب منابع نهر الفرات وهو ما أثر علي حصة سوريا والعراق من ذلك النهر، مؤكدين أن المسئولين الأتراك يسعون لنقل هذه الخبرات إلي إثيوبيا التي تلهث وراء من يدعمها فنيا وماديا من أجل بناء سد النهضة والتأثير علي حصة مصر التاريخية من مياه النيل. يقول المفكر السياسي الدكتور مصطفي الفقي: لن يتوقف الحاقدون علي مصر من محاولات تطويقها بل وخنقها إذا أمكن ذلك، ففي الوقت الذي ذهب فيه رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي إلي طهران لتغيير التحالفات الإقليمية، وصل وزير خارجيته أحمد داوود أوغلو مهندس الدبلوماسية التركية في السنوات الأخيرة إلي إثيوبيا وأعلن أن هدف الزيارة هو دعم الإثيوبيين في بناء سد النهضة الذي يضر بالمصالح المائية لمصر. وأوضح الفقي أن وزير الخارجية التركي ذكر وبلا حياء، أن بلاده تقدم لإثيوبيا خلاصة تجربتها في بناء سد "أتاتورك" قرب منابع نهر الفرات، وهو ما أثر علي حصة كل من سوريا والعراق من مياه ذلك النهر، وكأن تركيا لا تسعي لتطويق مصر، وحدها ولكن تسعي إلي محاصرة العالم العربي بسلاح المياه. ولفت الفقي النظر إلي التعاون الذي يبدو في الأفق بين دول الجوار العربي، وفي مقدمتها إيرانوتركيا وإثيوبيا، وربما وراءها إسرائيل في الكواليس، والهدف في النهاية هو إضعاف العرب وتضييق الخناق عليهم، وتحويل السياسة الإقليمية لغير صالحهم بحيث تصب في مصلحة الدول غير العربية، حتي ولو كانت بينها تناقضات ثانوية، إلا أن الهدف الاستراتيجي الأكبر يجمعها في النهاية. وشدد الفقي علي أن ما يحدث علي الصعيد السياسي الدولي بمثابة ناقوس خطر أمام المصريين والعرب جميعا، فالذين حاربوا العرب من أجل الأرض، نقلوا ساحة المعركة إلي المياه، وما يدل علي ذلك تزامن زيارة رئيس وزراء تركيالإيران مع زيارة وزير خارجيته لإثيوبيا وهي مؤشر واضح للتحالف ضد مصر. وقال الدكتور أحمد دراج القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير: إن تركيا وأمريكا وإسرائيل وقطر تجتمع علي عمل واحد الهدف منة إسقاط الدولة المصرية، وهذا يأتي وفق تبادل الأدوار فيما بينها، لافتا إلي أن الموقف الإثيوبي المتعنت تجاه مصر وما ستواجهه من مخاطر بعد الانتهاء من سد النهضة، لم يأت من فراغ، ولكنه مدروس ومدبر من هذه الأطراف ومن ثم فإن سفر أحمد داوود اوغلو وزير خارجية تركيا إلي إثيوبيا الهدف منة إشعال الموقف أمام مصر ووقف المباحثات التي تجري لتوقف بناء السد. وحمل دراج الحكومة المصرية مسئولية تفاقم الأزمة، قائلا: المسئولون يتحركون دائما وفقا لرد الفعل، ومن ثم لابد وأن يكون هناك العديد من السيناريوهات من أجل حل الأزمة، والوقف في وجه التحالف الصهيوني- الأمريكي وبكل أسف القطري أيضا بدعم "مشيخة" قطر، مشيراً إلي أن قضية الإرهاب والصراع الداخلي تشغل كل المصريين، وعلي الحكومة أن تشكل فريق عمل من الوزراء يتفرغ لإيجاد رؤية لحل هذه الأزمة، عن طريق محكمة العدل الدولية إذ لم تنجح كافة المساعي للحل عن طريق التفاوض. وتابع دراج: إثيوبيا تستغل الأحداث التي تتعرض لها مصر، وتسعي جاهده لجذب كل من هم علي خلاف مع "القاهرة" لتمويل بناء سد النهضة. ويصف الدكتور عماد جاد الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو لإثيوبيا بأنها ورقة جديدة تستخدمها أنقرة من أجل الضغط علي مصر، في موقفها تجاه الإرهاب الإخواني الذي تدعمه تركيا. وقال جاد إن تركيا تريد مساعدة إثيوبيا في التروج للعالم بأن فوائد سد النهضة ستشمل جميع الأطراف، وهو ما ظهر خلال تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي أثناء اللقاء الذي جمعه بوزير خارجية تركيا، مشيرا إلي أنه لا علاقة لها بأزمة مياه النيل، وتعد هذه الزيارة من المساعي التركية للضغط علي مصر وإسقاطها انتقاما من إفشال المصريين لمخططات الأمريكان والأتراك والإخوان بتحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير، لذا فإنها تسعي إلي الضغط علي مصر بكل السبل والوسائل، لأنهم يعلمون أن الحرب القادمة حرب مياه.