لن يتوقف الحاقدون على «مصر» من محاولات تطويقها بل وخنقها إذا أمكن ذلك، ففى الوقت الذى ذهب فيه «أردوغان» إلى «طهران» فى محاولة خطيرة لتغيير التحالفات الإقليمية، نجد وزير خارجيته «أحمد أوغلو» مهندس الدبلوماسية التركية فى السنوات الأخيرة، يصل إلى «إثيوبيا» ويعلن أن هدف الزيارة هو دعم الإثيوبيين فى بناء «سد النهضة» الذى يضر بالمصالح المائية «لمصر»، بل وأضاف وزير الخارجية التركى بلا حياء، أن بلاده تقدم «لإثيوبيا» خلاصة تجربتها فى بناء سد «أتاتورك» قرب منابع «نهر الفرات»، وهو ما أثر على حصة كل من «سوريا»و«العراق» من مياه ذلك النهر، وكأن «تركيا» لا تسعى لتطويق «مصر»، وحدها ولكن تسعى إلى محاصرة العالم العربى بسلاح المياه. وهنا نلفت النظر إلى التعاون الذى يبدو فى الأفق بين دول التخوم أى «دول الجوار العربى» وفى مقدمتها «إيران»و«تركيا» و«إثيوبيا»، وربما وراءهم «إسرائيل» «فى الكواليس» والهدف فى النهاية هو إضعاف العرب وتضييق الخناق عليهم، وتحويل السياسة الإقليمية فى غير صالحهم بحيث تصب فى مصلحة الدول غير العربية، حتى ولو كانت بينها تناقضات ثانوية، إلا أن الهدف الاستراتيجى الأكبر يجمعها فى النهاية. إننا ندق ناقوس الخطر أمام المصريين بل والعرب جميعًا قائلين إن المخاطر المحيطة بنا أكبر بكثير من المشهد الذى نراه حاليًا، وإن الذين حاربوا العرب من أجل «الأرض»، قد نقلوا ساحة المعركة لتكون الحرب على «المياه»، ولسنا نخلق الأسباب، إذ إن تزامن زيارة «رئيس وزراء تركيا»«لإيران» مع زيارة وزير خارجيته «لإثيوبيا» هى مؤشرٌ واضح لمن ألقى السمع وهو شهيد!.. اللهم قد بلغت.