أكد عدد من خبراء مياه النيل أن دعم تركيا لإثيوبيا فى بناء سد النهضة هو بمثابة حرب على الشعب المصرى، ومخطط يقوده التنظيم الدولى لجماعة الإخوان «الإرهابية» برعاية قطرية - تركية، لدعم الجماعة بعد عزل «محمد مرسى» من الرئاسة فى أعقاب ثورة 30 يونيو. وقال الدكتور مغاورى دياب شحاتة، الخبير الدولى فى المياه رئيس جامعة المنوفية الأسبق، إن اقتراب تركيا من مياه نهر النيل وتدخلها فى أزمة «سد النهضة» هو إعلان حرب من التنظيم الدولى للإخوان على مصر وشعبها، لأنه من المعروف أن إثيوبيا لا تعانى عجزاً فى المياه من أجل بناء السد الأكبر فى أفريقيا، بينما يمثل نهر النيل الشريان الوحيد لمصر ومن دونه لا يوجد أى شكل للحياة فى مصر. وأكد أن التقارب السياسى «التركى - الإثيوبى» يؤكد صدق نظرية التآمر على مصر، ويكذب ادعاءات «أنقرة» بأن هدفها هو التقارب السُّنى الإسلامى فى العالم، مشيراً إلى أن إثيوبيا دولة مسيحية، ودعمها فى أهدافها التنموية على حساب مصر وشعبها يؤكد مدى كذب تركيا، ويثبت أن هدفها خنق مصر وإسقاط الدولة. وأشار إلى أن ما ذكره أحمد داود أوغلو، وزير خارجية تركيا لنظيره الإثيوبى عن تطبيق تجربة بلاده فى التعامل مع الأنهار الدولية هو بمثابة الكارثة على الإقليم، فبعد بناء سد «أتاتورك» توقفت المياه تماماً من الوصول إلى سوريا، وكادت تحدث حرباً ضروساً بين البلدين لولا تدخل عدد من الدول من بينها مصر، كما تسبب سد «الفرات» فى جفاف نهرى دجلة والفرات بالعراق أشهراً عديدة فى العام. من جانبه قال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الرى الأسبق، إن كثيراً من المغالطات نقلها وزير الخارجية الإثيوبى لنظيره التركى، من بينها عدم وجود أضرار للسد على دول المصب، رغم أن التقرير الدولى للجنة الخبراء أكد أن تلك الدراسات غير مكتملة ولا ترقى لحجم السد، بينما تؤكد تقارير مصرية أن للسد آثاراً كارثية على مصر. وأكد أن تصعيد تركيا لحربها مع مصر بمساعدة أديس أبابا فى بناء سد النهضة، هو بمثابة إعلان الحرب على الشعب المصرى، وتعد محاولات خبيثة من إثيوبيا للاستفادة من حالة الشقاق السياسى بين البلدين. وأشار إلى أن الجهات والدول الكبرى أوقفت القروض الموجهة لبناء السدود، التى لا تحظى بتوافق من دول الحوض ولها تأثير سلبى على دول المصب، مطالباً الخارجية المصرية بإعداد كتيب بأضرار سد النهضة وما سيسببه من تأثيرات على شعوب المنطقة ودول الحوض، وإرساله لوزارات الخارجية بالدول الكبرى التى تتطلع إثيوبيا إلى دعمها فى عملية بناء السد. وقال اللواء ممدوح قطب، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق المسئول عن ملف «حوض النيل»، إن إثيوبيا تستثمر توتر العلاقات بين مصر تركيا، لإيجاد تمويل للسد الذى يحتاج 8 مليارات دولار لم يتوفر منه حتى الآن إلا 1.3 مليار فقط، بينما الإنشاءات فى السد متوقفة لعدم وجود ذلك التمويل. وأكد أن إهمال ملف شديد الخطورة مثل «مياه النيل» له تأثير كارثى، مشيراً إلى أن استكمال التحرك فى خارطة الطريق ضرورة لكى يتم التفرغ لملف سد النهضة. كانت وزارة الخارجية الإثيوبية أعلنت أمس الأول أن المحادثات التى أجراها وزير خارجيتها ونظيره التركى تناولت موضوع «سد النهضة» والاستخدام العادل لمياه نهر النيل، كما نقل مركز «والتا» الإعلامى الإثيوبى عن الخارجية الإثيوبية قولها «إن وزير الخارجية الإثيوبى أوضح أن لجنة الخبراء الدوليين بشأن سد النهضة أكدوا أنه سيفيد السودان ومصر وأنه سيسمح بالمنفعة المتبادلة من تطوير حوض النيل، وأن السودان تدعم موقف إثيوبيا». وجاء فى البيان «أن الوزير تادروس أعرب عن أسفه لتردد مصر فى قبول المقترحات التى تم تقديمها بشأن السد»، لافتاً إلى أنه تم نشر تعليقات غير دقيقة من جانب مسئولين مصريين يعارضون بناء السد وأنهم يشاركون فى تشويه متعمد لصورة السد ونشر معلومات مضللة عنه، كما تضمن البيان «أن وزير الخارجية التركى أوضح أهمية الاستخدام العادل للأنهار الدولية، وأشار إلى تجربة تركيا فيما يتعلق ببناء سد أتاتورك التى تضمنت إجراء مفاوضات مع كل من سوريا والعراق.