يبدو أن الأمور داخل ماسبيرو، مازالت تحتاج إلي توضيح أكثر مما هي عليه، حيث إن ما يظهر خلال الكواليس يؤكد علي أن قضايا كثيرة يتم الفصل فيها بنظام "الكيل بمكيالين"، وهذا النظام يعد من أسوأ ما ورثه الإعلام، من الأنظمة السابقة، التي تعاملت مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون كما لو كانت "عزبة"، يفعلون فيها مايشاءون، وقتما يريدون، هكذا يري عدد من أبناء الحركات الثورية داخل ماسبيرو، والذين أكدوا علي أن قيادات الإعلام في الاتحاد تتعامل كيفما تأتي الأهواء، ففي الأمس القريب تم حجب بعض الحقوق عن أحد القطاعات الإعلامية، وفي الوقت الذي تم فيه المنع، تم السماح بنفس الحقوق إلي قطاع آخر، دون أن تكون هناك مبررات يقتنع بها أبناء الحركات الثورية، والذين وجهوا اللوم للمسئولين في الاتحاد، عن الموقف الذي أصبح باهتا بعد الإعلان عن بعض النوايا بشأن مشروعات إعلامية جديدة. يبدو أن الأزمة التي سبق ل"الموجز"، وفتح ملفها الشائك وهو الخاص بالترددات الإذاعية، لن تنتهي بعد، فعلي الرغم من أن أحد قيادات وزارة الإعلام أكد لنا، علي مدار الأسابيع الماضية، أنه لا توجد أية ترددات إذاعية جديدة، سوي الفائض أو المخزون، الاستراتيجي، وهي التي تمنع اللوائح من استخدامها، خوفا من أن تحدث بعض الأعطال المفاجئة، والتي تضطر معها الهندسة الإذاعية لنقل ترددات إحدي الإذاعات إلي المخزون منها حتي إصلاح العيوب، إلا أن الشواهد والدلائل تؤكد غير ذلك، ففي الوقت الذي كذبت فيه وزارة الإعلام، ما أدلي به مسئول بالإذاعة المصرية، من أنه جار تدشين إذاعتين جديدتين، هما "كنوز، وشعبيات"، وأن قطاع الإذاعة حصل علي الموافقة من قبل وزيرة الإعلام، د. درية شرف الدين، ورئيس الاتحاد، عصام الأمير، إلا أن شيئا لم يحدث، وتردد بين أروقة الاتحاد، أنه لا صحة لما قيل بشأن الإذاعتين الجديدتين، وأن الترويج لهما جاء من باب الشو الإعلامي فقط، حيث إن الأمر مازال تحت الدراسة، ولم يتم البت فيه، وبرر مسئولو الهندسة الإذاعية، الموقف، بأنه لا توجد أية ترددات إذاعية سوي المخزون الاستراتيجي، والتي لايمكن التصرف فيها، أو استخدامها في بث شبكات جديدة، وكانت هذه التصريحات سببا في صمت الكثيرين من أبناء القطاع الإذاعي، خاصة أنه بات مؤكدا لهم أنه بتوفير الترددات فسوف تنطلق الشبكتان الجديدتان. وعلي الرغم من هذا إلا أنه بخروج مسئولي قطاع الأخبار، للحديث عن البدء في توفير الترددات اللازمة، والإجراءات الموازية، لإنشاء إذاعة راديو مصر2، بعدما حققت إذاعة راديو مصر، رواجا إعلاميا كبيرا، وانتعشت بإعلاناتها خزينة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بل وجعلت الشبكة منبرا يقصده نجوم الشاشات، لتقديم البرامج الإذاعية، والغريب في الأمر، وما يثير دهشة العاملين في الإذاعة، أن الحديث عن راديو مصر2، جاء عقب عرض إنشاء الإذاعتين اللتين قال عنهما، رئيس الإذاعة، إنه لن يكلف خزينة الاتحاد مليما واحدا، حيث توجد لدي الإذاعة الاستوديوهات التي سيتم البث من خلالها، فضلا عن امتلاك الإذاعة مواد تراثية للغناء الشعبي والأعمال الفنية الكثيرة، التي سيتم تقديمها من خلال الشبكتين، كما اعترض أبناء الإذاعة علي الموقف الذي وصفوه ب"الباهت"، حيث يرون أن هناك تحيزا لراديو مصر، علي حساب الإذاعة المصرية بكافة شبكاتها الإذاعية. وفي النهاية، طالب الإذاعيون المسئولين بالاتحاد بالتأني في إقرار مصير الترددات الإذاعية التي يمتلكها، والتفكير بجدية ودراسة الأمر، لتحديد أي الطرق التي ستنتعش معها خزينة الاتحاد، فإن كانت الأمور تشير إلي أن أفضل الفرص ستكون مع راديو مصر، فلا وقت للتأخير، مع تقديم وعود لمن كانوا ينتظرون "كنوز، وشعبيات"، للعمل، بالعمل في راديو مصر2، خاصة وأنه يتردد أن راديو مصر، الشبكة الأصلية تعاني من عجز كبير في العاملين، وأن نية المسئولين عنها تتجه إلي سد العجز من القطاعات الأخري، داخل المبني.