تم اكتشاف عشرات النسخ مع أعضاء الجماعة بالصدفة يعلم الجميع أن جماعة الإخوان تتخذ سبيلها في السياسة والدين عوجا وأنهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف وأن كل ما تسوقه الجماعة لأعضائها أو أنصارها إنما تدعي أنه من عند الله زورا وبهتانا، ولكن الجماعة تتبع في وسائلها لإقناع أعضائها بمنهجها بالعديد من الكتب الفقهية وقد اكتشفت الأجهزة الأمنية بمحض الصدفة أن أعضاء الجماعة يتداولون فيما بينهم كتبا لمؤلفين وفقهاء تشجعهم علي السير قدما في مظاهرات ضد الدولة وضد الحكومة وضد التصويت للدستور بل إن الكتاب الذي كان يحمل عددا من نسخه أعضاء من الجماعة يكشف في أحد الأبواب أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن من لا يعارض الحاكم الظالم هو آثم وخارج عن الملة والمعروف أن الجماعة منذ عزل محمد مرسي لا تعترف بالجيش أو الشرطة أو الحكومة كلها وتعتبر كل أجهزة الدولة والعاملين بها لاسيما القوات المسلحة ووزارة الداخلية خارجين عن شرع الله وأطاعوا حكومة ودولة انقلبت علي أساس شرع الله في اختيار الناس لمحمد مرسي رئيسا لمصر حسبما يدعون. الكتاب يحمل عنوان "الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية" وهو من تأليف العلامة الأوحد الشيخ محمد بن احمد بن سالم السفاريني. والكتاب يقدم العديد من الفصول الهامة في العبادات لكن أعضاء الجماعة ينصحون أقرانهم بالتركيز علي فصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعتمد الجماعة فيما ورد بالكتاب رغم شموله لباب مهم في العبادات إلا أن الجماعة قامت بتحويره لخدمة أغراضها وأسقطوا باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علي الأحداث التي تمر بها مصر حاليا، حيث اعتبروا أن الخروج في المظاهرات هو أمر بالمعروف وأنهم يبذلون النفس والمال في سبيل الله وأن معارضة دستور مصر القادم إنما هو من باب قولة حق في وجه سلطان جائر، وقد اكتشفت الأجهزة الأمنية هذا الكتاب بالصدفة فبعدما قامت بضبط اثنين من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وجدت بحوزة أحدهما كتابا دينيا بعنوان "الدرة المضيئة"، حيث تلقي مدير أمن أسوان اللواء حسن السوهاجي، إخطارًا من مأمور مركز كوم أمبو، يفيد بضبط "أحمد.ع.ا.ع"، 28 سنة مدرس بمعهد فارس الابتدائي ومقيم قرية فارس، و"مصطفي.ع.س.ح" 26 سنة صاحب محل موبيلات، مقيم بذات العنوان. وضبط بحوزة المتهم الأول كتاب ديني بعنوان "الدرة المضيئة"، مدون علي الغلاف من الداخل رسالة يحرضهم علي إفشال الاستفتاء وتخزين العملة المعدنية. كان هذا الخبر وأما مضمون الكتاب الذي توصلنا إلي نسخة منه فهو الرسالة التي يحملها الكتاب نفسه والتي يستغلها الإخوان لتضليل أنصارهم باستمرار تنظيم التظاهرات وإرهاب المواطنين، حيث يقول الكتاب في فصل الأمر بالمعروف: واعلم أيها الطالب للعلم بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معا أي كل واحد منهما منفرد أو كلاهما فرض كفاية بالكتاب والسنة وإجماع السلف علي جماعة المسلمين يخاطب به الجميع ويسقط بمن يقوم به علي أي إنسان قد وعي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه لا صلاح للعباد في المعاش والمعاد إلا به ولأن جماع الدين وجميع الولايات أمر ونهي والأمر والنهي الذي بعث الله به الرسول هو الأمر بالمعروف والنهي الذي بعثه به هو النهي عن المنكر وهو نعت النبي صلي الله عليه وسلم والمؤمنين في قوله تعالي: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " ويقول: " يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"، أي وان يكن الذي علم بالمنكر وهو عارف بما ينكر واحدا أو كانوا عددا لسكن لا يحصل المقصود إلا بهم جميعا تعين الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر وصار فرض عين عليه أو عليهم للزومه عليه أو عليهم ولعدم قيام غيره أو غيرهم به لكن شرط افتراضه علي الجماعة أو الواحد سواء كان الأمر والنهي فرض كفاية أو فرض عين القدرة علي ذلك فإن مناط الوجوب القدرة فيجب علي كل من يأمن علي نفسه وأهله وماله ولا يخاف سوطا أو عصا ولا أذي ولا فتنة تزيد علي المنكر هذا قول الجمهور عملا بما في بعض الأحاديث من رخصة السكوت عند المخافة وفي الحديث " لا يمنعن أحدكم هبة الناس" والحزم أن لا يبالي لما ورد " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" وقال تعالي: " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" قال بعض السلف أي يبيعها ببذلها أو يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر حتي يقتل طالبا لمرضاة الله عز وجل. ويضيف الكتاب: واعلم أن الأمر والنهي هو أشق ما يحمله المكلف وهو مقام الرسل وإزالة المنكر اليد وهو اعلي درجات الإنكار وغيره باللسان حيث لم تستطع تغييره باليد بان تعظه وتذكره بالله وأليم عقابه وتوبيخه وتعنفه مع لين وإغلاظ بحسب ما يقتضيه الحال لمنكر واحذر من النزول عن أعلي المراتب حيث قدرت علي أن تغير المنكر بيدك إلي الإنكار باللسان إلا مع العجز عن ذلك ثم انه لا يسوغ لك العدول عن التغيير باللسان إلي الإنكار بالقلب إلا مع عدم القدرة علي الإنكار باللسان إلي الإنكار بالقلب وهو أضعف الإيمان فاحذر من النقصان. وأشار الكتاب إلي حديث يقول : من جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"، وذكر بعض السلف أنه لابد في الآمر أن يكون عليما فيما يأمر به عليما فيما ينهي عنه حليما فيما يأمر به حليما فيما ينهي عنه صابرا علي ما ناله من الأذي ، وإلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح وأي إنسان نهي الخلق عن الشيء الذي قد ارتكب وخالف عمله قوله من فعل المحظور وترك المأمور فقد أتي من قاله وحاله من العمل الذي منه يقضي العقلاء وأهل العلم العجب أي يحكمون بالعجب لإتيانه القبيح الذي ينهي عنه وتركه الحسن الذي يأمر به وقال تعالي" أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون" وقال" يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" وفي الصحيحين" يؤتي بالرجل يوم القيامة فيلقي في النار فتندلق اقتاب بطنه فيدور كما يدور الحمار في الرحا فيجتمع أهل النار فيقولون يا فلان مالك الم تكن تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر فيقول بلي كنت آمر بالمعرف ولا آتيه وأنهي عن المنكر وآتيه " وفي صحيح مسلم قال" مررت ليلة أسري بي بأقوام تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت من هؤلاء يا جبريل قال خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون.