أعد مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب التابع للموساد الإسرائيلي قد اعد دراسة في شهر مارس الماضي عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر ومراحل التطور التي مرت بها حتي قيام ثورة 25 يناير 2011 ، وهي الدراسة التي أشارت على أن الجماعة حركة قامت على أساس مبدأ "الإسلام هو الحل" وسعت لتطبيق الشريعة الإسلامية وإعادة نظام الخليفة الإسلامي ، وقامت الجماعة بدور كبير في الثورة المصرية ، وأعد المركز دراسة جديدة تعد استكمالا لجهودها لاكتشاف عالم الجماعة وتعقب تحركاتها داخل وخارج مصر لاسيما والتأكيد علي أنها أصبحت واحدة من أهم القوى السياسية في العالم العربي ، ونظرا للقوة التي اكتسبتها الجماعة بعد موجة ثورات الربيع العربي ليس فقط في مصر بل كل الوطن العربي ، الأمر الذي جعل أفرع الجماعة المتواجدة في أوروبا كيانات سياسية ذات دور هام واستمرارها بهذه الدول رغم الصعود الذي شهدته الجماعة خلال العام الماضي يؤكد- دون أدنى مجال للشك- ان الجماعة أصبحت ذات أهداف عالمية ، وكان طبيعيا ان يحاول المركز الاستخباري تتبع خطى الجماعة في الدول العربية وأوروربا تمهيدا للتدقيق في أهدافها وما سوف تستطيع تحقيقه خلال الأيام القادمة من أهداف قد تغير الخريطة السياسية العالمية كما غيرت الخريطة السياسية بالوطن العربي . وأشارت الدراسة إلى أن سلوك الجماعة بالدول العربية تأثر كثيرا بالتوتر الذي نشب بينها وبين الأنظمة بسبب هدف الجماعة الأكبر في تطبيق الشريعة الإسلامية ، وفي نفس الوقت رغبتها في انتهاج أسلوب نفعي ناتج عن حاجتها لترتيب أوضاعها مع الظروف الاجتماعية والسياسية الخاص بكل دولة من الدول العربية وهذا السبب في عدم تكوين أفرع الجماعة بالدول العربية لكتلة واحدة ، لكن وجدت بينها اختلافات واضحة، ولكن مع ذلك كان هناك علاقات، وهدف مشترك بين كل أعضاء الجماعة في مصر وبقية دول الشرق الأوسط والعالم وفيما يتعلق بتحقيق الهدف الأيديولوجي للإخوان المسلمين ، أعدت الجماعة نظاما إسلاميا عاما طويل المدى يتم تطبيقه على مراحل ، يهدف إلى بناء المسلم الحديث ، وتعليم الأسرة ويضم كل المجتمعات الإسلامية في العالم ،والمراحل القادمة وهي سياسية في الأساس ، تضم المشاركة في السلطة عن طريق الانتخابات ، وتطبيق الشريعة الإسلامية وتحرير الدول الإسلامية من الاحتلال ، وتجميعهم تحت راية إسلامية واحدة ، ونشر مبادئ الشريعة الإسلامية في كل العالم على حساب الفكر الليبرالي الغربي ،وكيفية تحقيق مثل هذه الأيديولوجية تفسر وجود تيارات نفعية بجانب التيارين المحافظ والمتشدد داخل الجماعة . وأوضحت الدراسة أن جماعة الإخوان المسلمين هي القوة السياسية الأكثر تنظيما في مصر إلى جانب ذلك تمتلك قدرة اجتماعية واقتصادية قوية ، كانت نتيجة للعمل الدعوي للجماعة الذي مارسته على مدار سنوات طويلة ، الأمر الذي ساعد الجماعة كثيرا بعد سقوط نظام مبارك ، على عكس القوى السياسية الأخرى بمصر ، وظهر ذلك بوضوح من خلال النجاح الساحق لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة على الرغم من انها لم تشارك في بداية الثورة مثل العديد من القوي التي لم تحقق نفس النجاح بالانتخابات وقالت الدراسة أن نجاح الإخوان المسلمين في الانتخابات قد يضع الإخوان المسلمين في معضلة الاختيار بين التحالف مع الأحزاب السلفية أو الابتعاد عنها وبديل التحالف مع السلفيين من وجهة نظر الجماعة قد يكون التحالف مع الأحزاب العلمانية و التعاون التكتيكي مع المجلس العسكري حتي يتمكنوا من توزيع السلطة على كل القوى التي تدير شئون الدولة ،دون التنازل عن أهدافها بعيدة المدى ، ومن خلال سيطرة الجماعة على البرلمان التي ستمكنها من القيام بدور أكبر في وضع الدستور الجديد دور الإخوان المسلمين في الثورات العربية : أشارت الدراسة إلى ان جماعة الإخوان المسلمين لم يكن لها دورا رئيسيا في إشعال الأحداث الثورية التي وقعت بالبلاد العربية في عام 2011 ،لكنهم كانوا المستفيدين الرئيسيين من حركات التغيير التي حدثت بعدد من البلاد العربية لكن الملفت هو وجود الجماعة في اللحظات التاريخية الحاسمة لتثبت مدى قوتها الاجتماعية والسياسية ، رغبة منها في الحفاظ على شعبيتها وفي كثير من الأوقات التي مرت بأحداث الثورات كانت تفضل الجماعة الإشراك مع المعارضة السياسية والاجتماعية بالمشاركة مع الشباب الليبرالي أو حتى تيار اليسار ،ومع ذلك لم يكن لدى الجماعة مانع للدخول في خلاف ومواجهة مع شركائها في الثورة لكسب المزيد من المصالح وأوضحت الدراسة أن أبرز المراكز الأوروبية التي تربطها علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع جماعة الإخوان المسلمين توجد الآن في بريطانياوألمانياوفرنسا ، حيث كانت مدينة ميونخ مركزا لنشاط الجماعة ، ومن بين المؤسسات الهامة التابعة للجماعة في هذه المدينة رابطة منظمات IGD أو رابطة المجتمع الإسلامي في ألمانيا ، ومثل هذه الرابطة توجد في بريطانيا باسم اتحاد المسلمين في بريطانيا ، ومنظمة المسلمين في فرنسا. وزعمت الدراسة ان هناك 24 منظمة وهيئة تابعة للإخوان المسلمين في أوروبا تسعي لتحويل الإسلام إلى القوة المهيمنة على المجتمع الأوروبي متعدد الثقافات ، كجزء من الهدف العلى للجماعة بسيطرة الإسلام على العالم. وتحدثت الدراسة عن تصريح الشيخ يوسف القرضاوي الذي يعد من أهم علماء الإسلام السني والمقرب إلى جماعة الإخوان المسلمين ، الذي أكد فيه علي أن الإسلام سوف يسيطر على أوروبا كلها ، عن طريق نشر الرسالة الدعوية والوعظ والتعاليم الإسلامية وليس عن طريق الحرب وقالت الدراسة أن هدف الجماعة يظهر بوضوح من خلال شعار أحد المجلات التابعة للجماعة في أوروبا المسماه " رسالة الإخوان " حيث اختير لها شعار خريطة العالم وتحته اقتباس لأحد عبارات حسن البنا مؤسس الجماعة " هدفنا – السيطرة على العالم ". الإخوان المسلمين و إسرائيل أوضحت الدراسة أن هدف جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا من إسرائيل شبيه من موقف الجماعة في البلاد العربية منها ، حيث عدم الاعتراف بإسرائيل وتأييد حركة حماس، وأيضا عدم الاعتراف بشرعية السلطة الفلسطينية ، كما عارضت أيضا إقامة مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وعارضت بشدة وجود أي مظاهر للتطبيع بين إسرائيل وأي دولة عربية خاصة مصر والأردن ويعد أساس الأيديولوجية الخاصة بالإخوان المسلمين بالنسبة للقضية الفلسطينية هو اعتبار فلسطين أرض إسلامية مقدسة ، ويجب إعادة كل الفلسطينيين الذين هربوا منها عام 1948 إليها فيما يسمى " حق العودة". وأكدت الدراسة ذاتها ان الجماعة في أوروبا كان لها دورا أساسيا هو شن هجوم ديني شرعي علي إسرائيل ، وسعت لنشر فكرها داخل المجتمعات الأوروبية ، بصورة بسيطة من خلال الحوار مع هذه المجتمعات، وأحيانا عن طريق المشاركة في مشروعات فكرية وعملية ، منها على سبيل المثال إرسال المساعدات لغزة ،وإقناع الدول بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية ، وفي نفس الوقت قامت الجماعة في أوروبا بدور هام في جمع الأموال لحماس عن طرق " صندوق الصدقة " وهي مؤسسة عالمية برئاسة يوسف القرضاوي واستطاعت الجماعة أن تتعاون مع عناصر اليسار المتشددة والمعارضة لإسرائيل وكونوا معا الإتحاد الأخضر – الأحمر ، وتواصلوا مع منظمات حقوق الإنسان وبعض المنظمات الاجتماعية في إسرائيل وحاليا يتواصل عناصر المنظمات الإسلامية في أوروبا والوثيقة الصلة بالجماعة هناك ، مع كل أفرع الجماعة بالشرق الأوسط ، لاسيما مع الشيخ يوسف القرضاوي في قطر ، وجماعة الإخوان المسلمين في مصر. السعودية والإخوان على الرغم من التقارب الفكري، وبالرغم من الأسباب السياسية التي دفعت المملكة لمنح اللجوء السياسي لأعضاء الجماعة الذين وصل عددهم على الآلاف ، إلا ان السلطات السعودية حددت علاقاتها معهم ومنعتهم من التدخل الكامل في الحياة الاجتماعية والدينية بالسعودية ،والسبب في ذلك هو أن أيدولوجية الإخوان كانت منافس للأيدلوجية الوهابية وهي المدرسة الدينية المسيطرة على السعودية ، وأيضا بسبب التوجهات الجهادية للجماعة في ذلك الوقت، وعلى الرغم من سياسة التضييق التي مارستها السلطات السعودية على أعضاء الجماعة داخل اراضيها ، لكنها لم تتردد في استخدامهم وقت الحاجة ولكن مع مرور الوقت وجدت المدرسة الوهابية صعوبة في مجاراة الفكر الحديث ، على عكس أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين تميزوا بتعليمهم الرفيع ودرايتهم باللغات الأجنبية ، التي سمحت لهم بالانفتاح على العالم ، إضافة إلى حالة التيه التي فرضت عليهم بعد تعقب عبد الناصر لهم مما زاد خبراتهم السياسية واضطرت السلطات السعودية للإستعانة بهم في عام 1961 لبناء الجامعة الإسلامية كبديل لجامعة الأزهر بالقاهرة ، التي كانت خاضعة لمراقبة شديدة من قبل عبد الناصر ، وعين عدد كبير من اعضاء الجماعة بالمراكز القيادية بالجامعة. استعانت الدراسة بتصريح أحد السياسيين الذي عين كسفير لمصر والسعودية حيث أكد ان حسن البنا زار المملكة في عام 1948 واستقبل بحفاوة شديدة ، بعدها اعتاد على زيارة السعودية سنويا ، كما أن اللاجئين من الجماعة بالسعودية أصبحوا أغنياء بشكل واضح الأمر الذي جعلهم من اكبر مصادر التمويل للجماعة في مصر وحاولت السعودية استخدام أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في كل انحاء العالم لنشر المبادئ الإسلامية ،وفي المقابل حصلت الجماعة على وظائف لأعضائها وتمويل لأعمالها وكان سماح السعودية باستقبال اللاجئين من جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الإسلامية سببا رئيسيا في اتهام السعودية بأنها كانت وراء ظهور تنظيم القاعدة التي تبنت الفكر الجهادي العالمي