إذاعة صوت العرب تعتبر همزة الوصل العريقة بين مصر والعرب فهي المتحدث الرسمي بلسان الشعوب العربية، تعبر عن مشكلاتهم وتشاركهم أفراحهم وأحزانهم، تلك الإذاعة الباقية التي دائما تفي بعهودها وتؤدي رسالتها بحيادية، ومصداقية، حتي إن نظام مبارك خلال ثورة يناير فقد السيطرة عليها، بعدما تم توحيد الشبكات الأخري للعمل في إذاعة واحدة، وترك الساحة ل"صوت العرب"، للعمل منفردة، إيمانا بأن رسالتها ذات طابع خاص، كما أنها تعد المنبر الإعلامي الذي يلتف حوله جميع العرب، مهما اختلفت وجهات نظرهم، وهي باختصار صوت مصر عند العالم العربي، وصوت العالم العربي، عند كل الدنيا، هذا ما أكدت عليه الدكتورة لمياء محمود، رئيس شبكة صوت العرب خلال حوارها مع الموجز والسطورالتالية تحمل بين طياتها العديد من الأسرار والأحداث التي دارت رحاها في أروقتها. في البداية قالت رئيسة الشبكة إن صوت العرب تتألف 4 إذاعات، هي، "صوت العرب، ووادي النيل، وفلسطين، وصوت مصر الجنوبي من حلايب"، لافتة إلي أن صوت العرب، تمثل الإذاعة الأم، ودورها هام لإعادة ربط المستمع العربي، بها مرة أخري، لافتة إلي أن هناك ذكريات جميلة تجمعها بها منذ أن تم إنشاؤها، كما اضافت رئيس "صوت العرب"، أن هذا الربط يتم التأكيد عليه من خلال علاقات وطيدة، مع الإذاعات العربية المتنوعة. وأشارت د. لمياء، إلي أنه يتم مشاركة الدول العربية احتفالاتها وأعيادها المجيدة، موضحة أنه يتم الاحتفال بأعياد الثورات العربية، مثل اليمن والجزائر، وغيرهما، حيث يتم ربط إذاعة صوت العرب بإذاعات تلك البلدان، فضلا عن نقل كافة الأنشطة العربية. وأضافت أنه كلما حضر وفد فلسطيني إلي مصر، يقصد "صوت العرب"، باعتبارها الإذاعة العربية الوحيدة، الأكثر وجودا لدي الشعب الفلسطيني، في كافة قطاعات تواجده، سواء داخل رام الله أو غزة. وقالت د. لمياء إن الأزمة الطاحنة التي عاشتها مصر، خلال العهد الإخواني، والمتمثلة في سد النهضة، واتهام الشبكة، بالتورط في الأزمة، لا أساس لها جملة وتفصيلا، مؤكدة أن علاقة الشبكة بالأزمة، تتمثل في امتلاكها لإذاعة وادي النيل، والتي أنشئت بالمشاركة مع السودان، لافتة إلي وجود بعض المشكلات التي ظهرت علي الساحة، في أعقاب ثورة يناير، 2011، عندما تم رفع مجموعة من الخدمات الإذاعية من البث علي النايل سات، وكانت "صوت العرب"، إحدي الشبكات التي تم رفعها، وهذا الأمر كان سيئا للغاية، حيث كانت إذاعة "وادي النيل"، تبث من القاهرة، وتقوم الإذاعة السودانية، بالتقاطها من النايل سات، وتقدمها علي شبكة الإنترنت من خلال موقع الإذاعة السودانية، في شبكة الإنترنت، للجمهور السوداني، وعندما تم قطع هذه الخدمة، وكانت تذاع بالموجة المتوسطة، وأصبحت هناك أزمة في ظل الزخم الإذاعي، أزمة في وصول الموجة المتوسطة إلي السودان، وبعد فترة نجح مسئولو الإذاعة في إعادة الأمر إلي نصابه الطبيعي، خلال نوفمبر الماضي، ونفت أيضا أن تكون قد تدخلت جماعة الإخوان، أثناء تواجدها في سدة الحكم، في أعمال الشبكة، أو سلمتها إملاءات إعلامية تسببت في أزمة السد. وعن أهمية إذاعة "صوت مصر الجنوبي من حلايب"، أكدت د. لمياء، أن الجميع يدرك أن منطقة حلايب مصرية، وإن كانت هناك مشكلة سياسية عليها، وأنه تم الانتباه إلي خطورة الأمر، حيث تم إنشاء هذه الإذاعة، في 1995، وأضافت أن لديها طموحات بأن يتم تقوية الإرسال، ليتم تغطية كل المنطقة في جنوب الوادي. وحول مدي رضاها كرئيس للشبكة عن الأداء الإعلامي، قالت د. لمياء، إن الكمال لله وحده، ولدينا بعض المشكلات مع مقدمي البرامج، لأن هناك مشكلة، أهمها، أن المستوي العمري للبرامجيين أصبح متقدماً، وهناك أعمال وتغطيات كانت يتم إسنادها إلي عناصر تقل في العمر، وأضافت أن الدرجة الثالثة، تختفي من الشبكة، وتبدأ الوظائف الإعلامية من أصحاب الدرجة الثانية، بسبب غياب التعيينات الجديدة، منذ 2002، لافتة إلي أن بعض الكبار، يعترضون علي العمل في مثل هذه الأعمال، وأضافت: لدينا مشكلات هندسية تتمثل في الإرسال والاستوديوهات التي لم يتم تطويرها منذ سنوات عديدة، والأجهزة التي يعود عمرها إلي عشرات السنوات، وغيرها من المشكلات، التي يتم الهروب منها بالخروج علي الهواء مباشرة. واضافت: "لست راضية عن أداء العاملين بنسبة 100 %، ولدينا خطة لإعادة التأهيل، من خلال معهد الإذاعة والتليفزيون". وعن الأزمة المالية داخل الإذاعة، قالت رئيس "صوت العرب"، إن الإذاعة المصرية، تعيش حالة من الهدوء، وأنها من أكثر القطاعات استقرارا وهدوءاً، بخلاف قطاعات أخري، وأضافت أنه يتم صرف المستحقات بنظام ولا تأخير لها. وقال إن حجم العمالة داخل صوت العرب، بلغ نحو 500 شخص، موضحة أنه توجد حالة من الترهل، حيث يضم هذا الرقم علي 250 إعلامياً، يقابله 250 موظفاً إدارياً، وفي حالة إعادة التوظيف، فالأمر يحتاج إجراءات عديدة، ويخص التنظيم والإدارة. وحول فروق الرواتب بين مذيع الإذاعة ومذيع التليفزيون، قالت إن الأساس في الأمر، أن العاملين في التليفزيون وصلوا لمكتسبات مالية لم يحققها مذيع الإذاعة، ولإزالة هذه الفوارق، إما أن يتم رفع مستحقات الإذاعيين، وهذا يتطلب رصد الميزانيات الطائلة، أو أن يتم تخفيض مستحقات العاملين في التليفزيون، وهذا سيحدث كارثة. وأضافت د. لمياء، أن "صوت العرب"، ليس لها منافسين، لافتة إلي أن رسالتها مختلفة وتوجهها مصري عربي، فهي صوت مصر عند العالم العربي، وصوت العالم العربي، عند كل الدنيا، وأوضحت أن الشبكة، لها تاريخ كبير جعل الوزير اللبناني، خالد العريضي، عندما كان في زيارة لمصر، وقبل أن يغادر بلاده، أجري العديد من الاتصالات، ليحل ضيفا علي الشبكة، في أحد البرامج. وعن حجم المادة الإعلانية في "صوت العرب"، قالت د. لمياء، إن الشبكة ليست تجارية، وإن الأمر برمته يخص القطاع الاقتصادي، وشركة القاهرة للصوتيات والمرئيات، لأنهما المسئولان عن الترويج التجاري، ولدينا بعض الزملاء نجحوا في جلب بعض الإعلانات، من خلال بروتوكولات، مع الهيئات المختلفة، فلدينا الآن بروتوكول من خلال تقديم برامج، برنامج حقوق الإنسان مع المجلس القومي لحقوق الإنسان، وخطتنا القادمة، أن تكون لدينا العديد من البرامج الجماهيرية، للتواصل مع المستمعين. وعن الأنظمة التي حكمت مصر، وسبل تدخلها في رسالة "صوت العرب"، قالت: منذ عهد المخلوع حسني مبارك، ومن بعده المجلس العسكري، ثم المعزول محمد مرسي، لم نتلق أية تعليمات أو توجيهات من أحد، وأضافت: في 29 يناير 2011، في الساعة السابعة صباحا، أصدر وزير الإعلام الأسبق، أنس الفقي، قرارا بضم الإذاعات كاملة مع البرنامج العام علي أن يتم بث صوت العرب وحدها، وباركنا هذا القرار، وكان هذا سببا في أن نتعامل بحيادية تامة، من خلال مناقشة الأحداث الجارية، في الوطن العربي، علي الهواء مباشرة، كمصر، وتونس، والبحرين، من خلال استضافة الخبراء، ورجال دين لتحليل ما يجري في الوطن العربي، وتابعت: سمح ثوار التحرير خلال ثورة 25 يناير، للعاملين في الشبكة بدخول الميدان وهتفوا بحيادية "صوت العرب"، ولدينا تسجيلات بذلك، وأذيعت علي الهواء مباشرة. كما أوضحت د. لمياء، أنه تم الامتناع في نهاية عهد الإخوان، عن تقديم الرأي والرأي الآخر، وتم تناول الأحداث من خلال استضافة أساتذة العلوم السياسية، وفي الثلاثاء 25 يونيو، كان الفريق أول عبدالفتاح السيسي، قد وجه الإنذار الأول، للمعزول مرسي، وقمنا بمناقشة الأمر هل هو إنذار أم لا، وعلمنا أن مرسي سيلقي خطابا، وفي نفس اليوم ناقشنا مع أحد المحللين السياسيين، علي الهواء في برنامج "بالعربي"، المطلوب من رئيس الجمهورية، وخطته لفض الاشتباك، وكانت الإجابة بأنه لن يفعل شيئا. وعن رؤيتها للخروج من أزمة ماسبيرو المالية، تري أنه يجب الخروج أولا من الصندوق، وكسر الروتين القاتل، موضحة أن كافة الاعتمادات المالية التي تأتي للاتحاد، تذهب كمستحقات للعاملين، ويجب البحث عن أموال جديدة، من خلال التسويق والترويج لدي جهات إعلامية، أو بيع تلك الأعمال، مثلما كانت الأوضاع في الماضي، كما أنه يمكن الاعتماد علي رسائلSMS بإنشاء الشراكة مع شركات الاتصالات، بنظرة تجارية، لافتة إلي أن العقلية التجارية غائبة عن الإعلام المصري تماما.