حصلت جامعة الإمارات، على براءة اختراع من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأوروبا وهونج كونج، في مجال تطوير طريقة فعّالة لتشخيص مرض باركنسون (الشلل الرعاشي)، وبعض الأمراض المشابهة والتي توفر لأول مرة في حال اجتيازها الاختبارات السريرية، وسيلة تصويرية تستطيع اكتشاف الإصابة بالمرض وتحديد أسبابه، الأمر الذي يعد نقلة نوعية في مجال تشخيص الأمراض العصبية. وكان البروفيسور عمر المختار علي الأجنف، من كلية الطب والعلوم الصحية في الجامعة، تمكن من استحداث مركبات تصويرية ذكية قادرة على رصد تطور المرض باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي (CT-Scan) بالإصدار البوزيتروني (PET)، وستخضع هذه المركبات قريباً لدراسات سريرية على مرحلتين، بهدف تقييم فرص استخدامها كأداة تشخيص تصويرية، ولكي تكون وسيلة قياس فعّالة لتطوير مستحضرات دوائية جديدة. 7 ملايين وبين البروفسيور الأجنف أن مرض باركنسون أو الشلل الرعاشي، بجانب مرض الزهايمر (فقدان الذاكرة المرتبط بالشيخوخة) من أصعب التحديات الطبية التي تواجه العالم اليوم، فضلاً عن أن الدراسات الإحصائية تنبئ إلى زيادة مطردة في أعداد المصابين في السنوات القادمة، حيث يؤثر مرض باركنسون على قدرة المريض الحركية كالمشي والكلام وممارسة مهامه اليومية، ويقدر العدد الحالي للمصابين بهذا المرض اليوم بما يقارب سبعة ملايين شخص في العالم. وأوضح أن القصور في توفير أدوات تشخيصية دقيقة أو علامات بيولوجية معتمدة يؤدي إلى زيادة معدلات التشخيص الخاطئ لمرض باركنسون لاسيما في المراحل المبكرة منه، وقد تسببت هذه المشكلة بالفعل في سوء تشخيص ما يقارب من 20 – 30 % من الحالات المبكرة ، كما إن التشخيص المبكر لمرض باركنسون يعطي إمكانية المداخلة العلاجية المبكرة بهدف منع تقدم سير المرض وكبح تأثيراته السلبية. اكتشاف وتطبيقات وقام البروفيسور الأجنف بتطوير أدوات تشخيصية للمرض وذات كفاءة عالية، ويشير إلى أنه "هو محل براءة الاختراع التي حصل عليها فريق العمل" وهذه الأدوات التشخيصية الذكية في حال اجتيازها الاختبارات السريرية ستوفر ولأول مرة وسيلة تصويرية تستطيع اكتشاف الإصابة بمرض باركنسون وتحديد أسبابه، الأمر الذي يعد نقلة نوعية في مجال تشخيص الأمراض العصبية. وأكد أنه وفريقه العلمي يطمحون إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو ترجمة هذه الاكتشافات والاختراعات إلى تطبيقات معتمدة من خلال دراسات سريرية معمّقة، حيث تمكن الفريق حتى الآن من تطوير أجسام مضادة مبتكرة قادرة على التعرف بشكل نوعي على المكونات المرضية للشلل الرعاشي، إذ أن مجال تشخيص وعلاج مرض باركنسون والأمراض العصبية الأخرى تعد من أهم التحديات الطبية وخاصة مع زيادة معدل أعمار الشعوب مما يؤدي الى زيادة مضطردة في تكلفة الرعاية الصحية في المجتمع. الأجنف ويذكر أن الأجنف التحق في عام 2004 بقسم الكيمياء الحيوية في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات وتمكن من تشكيل فريق علمي استقطب أكثر من 2.5 مليون دولار لتمويل مشاريع بحثية في جامعة الامارات من عددٍ من مراكز تمويل البحوث المرموقة عالمياً، ويشارك في تحرير ست دوريات عالمية ، وتصدر أبحاثه في المجلات العلمية المرموقة في مجال علم الأعصاب.