زيارة جديدة لمذكرات موشيه ساسون ثانى سفير لإسرائيل فى مصر * السفير الإسرائيلى يهاجم ما فعله الشهيد سليمان خاطر والبطل محمود نور الدين ويدعى أن نجيب محفوظ كان صديقه ومؤيداً لإسرائيل وأن إسرائيل لديها أسرار اغتيال السادات كاملة ! * كشفت المذكرات عن توقيع العديد من الاتفاقات السرية مع إسرائيل إلى حد توقيع 57 اتفاقية للتعاون فى شهر واحد عام 1981 والمطلوب اليوم فى عهد الثورة فتح ملف هذه الاتفاقات وتأثيراتها على مستقبل مصر ! * السفير الإسرائيلى يؤكد دور إسرائيل فى تخريب الزراعة المصرية عن طريق علاقاتهم السرية مع يوسف والى وهى العلاقات التى لاتزال مستمرة بعد يناير 2011 للأسف !! من خلال اتفاقات وخبراء ورجال أعمال يصدرون صحفاً خاصة !! * خطورة هذه المذكرات فى زمن ثورات الربيع العربى أنها تؤسس للتطبيع ويراد تعريبها بعد أن خطفت واشنطن وتل أبيب تلك الثورات تماماً !! نواصل اليوم ما بدأناه فى الأسبوع الماضى من إعادة قراءة لمذكرات موشيه ساسون ثانى سفير لإسرائيل فى مصر ، والذى يسمى بمهندس العلاقات المصرية الإسرائيلية فى زمن السادات ومبارك والتى يكشف فيها عن أسرار التبعية والفساد لنظام (المخلوع) لقد توقفنا عند الفصل الثالث ، ترى ماذا يقول فيه ساسون ، وماذا نأخذ عليه ؟ . ساسون والسلام وفى الفصل الثالث من مذكرات (موشيه ساسون) والمعنون ب " نظرة على الحياة اليومية " ، يهمنا أن نسجل النقاط التالية : أ – لابد بداية من تحرير كلمة (السلام) التى تتردد كثيراً على لسان ساسون وفى أكثر من موقف وتجاه أكثر من شخص ، فالسلام الذى يقصده ساسون وكما يدركه ، غير السلام الذى يفهمه العربى المسلم ويجنح إليه وفقاً للمقصد القرآنى الصحيح ، إن السلام الذى يقصده ساسون هو سلام المعتدى على الحق ، والأرض والعقيدة وهو سلام لا يستنكف ، ولا يخجل أصحابه من شن الحرب المسلحة على مخازن الصواريخ للجيش السورى قبل أيام وبالتنسيق مع جماعة النصرة وما يسمى بالجيش السورى الحر والذى هو (جيش عبد) يعمل لمصلحة واشنطن وتل أبيب وأنقرة والدوحة ولهدف واحد مع الصهاينة هو تفكيك سوريا ، نقول هذا العدوان الأخير سبقه تاريخ طويل من العدوان على الفلسطينيين وعلى جنوبلبنان وبيروت ، بل وفى زمن (ساسون) نفسه ضُرب المفاعل النووى السلمى للعراق فى نفس الوقت الذى كان يتشدق فيه سفيرهم بالقاهرة – ساسون - بمقولات الحب والتسامح والسلام ، وهو (السلام) الذى دفع عاملة التليفون المصرية وقتها – وفقاً لمذكرات هذا السفير - إلى الدهشة والتهجم على (ساسون) عبر أسلاك التليفون ، قائلة له وبشجاعة وفطرة مصرية (أليست هناك اتفاقية سلام معكم فلماذا ترتكبون هذه الجرائم)، إن هذه العاملة تفهم السلام بمعنى مغاير تماماً لما يفهمه ساسون) ، و(سلامها) غير (سلامه) ، إنه سلام المسلمة المؤمنة بأن أعداءنا (إن جنحوا للسلم فاجنح لها) ، أما ان اعتدوا (فالعين بالعين والبادى أظلم) ، (ولكم فى القصاص حياة) من هنا وجب تحرير كلمة (السلام) وإعادة الاحترام لها لأنها تلوثت كثيراً من عبث السيد / ساسون بها عبر مذكراته ومن عبث كيانه الصهيونى عبر تاريخه كله . *** ب – ما لم يفهمه السفير الإسرائيلى الأسبق / ساسون هو أن مصر ليست أولئك الذين التقاهم فى بعض الشوارع وفى حراسة الأمن ، وليست الوزير يوسف والى أو الوزير كمال حسن على أو المدعو صلاح حسن وبدر همام ، ممن ورد ذكرهم فى مذكراته ، مصر هى الشعب الذى تعداده يوم تواجده فى مصر 56 مليوناً وهى المائة ألف شهيد الذين ماتوا دفاعاً عن العقيدة وعن المصلحة القومية لمصر أولاً (وليس لفلسطين كما كان ولايزال يتشدق البعض) مصر هى النقابات والجماعات والجيش الوطنى ورجال الشرطة الوطنيون وليست هى النماذج التى قدمها ساسون ، ومصر أخيراً هى (زينب) الخادمة المصرية فى بيت ساسون ، والتى استشهد زوجها على أيد جنرالات دولة ساسون الذى تخدمه زينب بحثاً عن لقمة خبز لأبنائها!! ومصر هى عاملة التليفون التى هاجمته ، وهى الآلاف من أبناء الحركات اليسارية والناصرية والإسلامية الذين يضعون تناقضهم مع ساسون وقومه فى مقدمة إدراكهم السياسى ، (وليس كما زعم على لسان متطرف إسلامى يدعو للسلام فى مذكراته ولم نعرف له اسماً ولا رسماً بين ثنايا المذكرات ومن ثم نتصور أنه ليس حقيقة وإن كان حقيقة فهو شخص غير متطرف وإلا لما جلس وتباحث مع موشيه ساسون الذى ساهم من قبل فى وضع خرائط مزعومة يؤكد فيها أن حائط المبكى يوجد تحت جدران (المسجد الأقصى) ومن ثم لابد من هدمه حتى يعاد بناء الهيكل ، فكيف يستقيم ذلك : (متطرف دينى مسلم) يتحاور مع من يريد هدم أولى القبلتين وثالث الحرمين !! . * على أية حال .. مصر بالتأكيد ليست هؤلاء ، وبالتأكيد ساسون يعلم ذلك لأنه ذكى ولا يعتقد أنه من الغباء بحيث لا يرصد تلك العزلة التى عاش فيها طيلة سنواته السبع التى قضاها بالقاهرة والتى لم نسمع أنه قد دعى فيها إلى مائدة أحد قادة مصر الحقيقيين وليس المزيفين من رجال المخلوع حسنى مبارك ، أو أحد السياسيين الشعبيين ، أو حتى أحد السفراء العرب .. فقط أهل الحكم من التابعين لواشنطن وتابعى التابعين بغير إحسان !! هم الذين كانوا يجلسون معه ، وعلى استحياء وكأنهم يرتكبون فعلاً فاضحاً !! . *** شعب يرفض التطبيع أما بالنسبة للفصل الرابع والمعنون ب (فى مواجهة الواقع) فإن كان لنا من تعليق عليه فهو أن ساسون اعترف وبنفسه أن الشعب المصرى الحقيقى (ممثلاً فى نقاباته المهنية الرائدة: المحامين – الصحفيين – الأطباء ثم الفنانين (رغم بعض الهفوات) كانت معارضة لتطبيع العلاقات معه .. إنها رسالة بليغة حقاً تلك التى اعترف بها ساسون عبر ثنايا مذكراته وهى أبلغ من أى تعليق يذكر !! . أما (سليمان خاطر) والذى وصفه هذا السفير العدو بعبارات قبيحة مؤلمة ، إن سليمان خاطر أشرف من هذا السفير ودولته ، هكذا سجل التاريخ بعد زوال عصر مبارك الذى قتله فى زنزانته ، وما قام به (سليمان) يعد عملاً بطولياً ووطنياً خالداً وكل شعب مصر اليوم (بعد ثورة يناير 2011) يحتسبه عند الله شهيداً أياً كانت حملات الهجوم عليه ، وقبل أن يصفه السفير الإسرائيلى الأسبق ساسون بصفات سيئة لأنه قتل كما يزعم أبرياء إسرائيليين !! وهم فى الواقع كانوا جواسيس ، عليه أن يقارن ما فعله ، بما تقوم به إسرائيل يومياً تجاه أطفال ورجال الانتفاضة فى الأرض العربية المحتلة وكل ما يحدث لهم داخل السجون وفى المؤسسات الرسمية اليهودية .. يكفى للتدليل على أن ما فعله سليمان خاطر كان فعلاً وطنياً بامتياز ، بل هو فعل نحسبه سيستمر وسيكبر بعد ثورة يناير 2011 أكثر من سليمان خاطر ضد الصهاينة فى مصر سواء رضى الإخوان أو السلفيين أو من يحكم مصر أم لم يرض !! . *** جريمة التطبيع أما بالنسبة للفصلين الخامس والسادس فإنه يمكن حصر رأينا بشأن ما ذكره ساسون فيما يلى: أ – أثبتت الأيام – على عكس ما ذكر ساسون فى مذكراته - خطأ توقع الأديب الكبير/ نجيب محفوظ بشأن حاجة إسرائيل إلى السلام ولعل مفاوضات السلام بعد مؤتمر مدريد (20/10/1991) وما جرى بداخلها ، والتطويل الذى تم بشأنها حتى اليوم (عام 2013) يؤكد هذه الحقيقة ، وفى الواقع أن أديباً كبيراً مثل نجيب محفوظ ، مثل غيره من الأدباء الكبار ، كنا نفضل لهم دائماً ألا يتعاطوا أمور السياسة ، بكل تفصيلاتها المباشرة وغير الواضحة فالأمر بلاشك له رجاله وله مناهجه وأساليبه التحليلية التى يعجز العديد من الأدباء عن إدراكها أو حتى احترامها ، ومن بين هذه الأمور تأتى مسألة الصلح أو " السلام " مع إسرائيل بكل تعقيداتها وميراثها الطويل ، ومستقبلها الغامض ، إن الأدب ، أسمى كثيراً من تحولات السياسة ، أكثر خلوداً من (الآراء السياسية) الطائشة وغير الواعية !! ، خاصة أن أمثال ساسون و(سوميخ) تاجروا كثيراً بمواقف نجيب محفوظ المؤيدة للسلام مع إسرائيل للأسف!!. ب- أخطر ما ذكره ساسون فى هذين الفصلين هو أن مصر قد وقعت مع إسرائيل فى فترة لا تتجاوز شهراً واحداً 57 اتفاقية للتعاون المشترك فى مختلف المجالات : وهو رقم لو ثبتت صحته لكان مثيراً للدهشة والرعب فى آن واحد فالمعروف أن هذه الاتفاقيات تؤكد وقائع وتحدد (مستقبل) ومن الواجب أن يكون قد تم دراستها جيداً وإقرارها من مجلس الشعب المصرى بعد مداولات ومناقشات واسعة ومتخصصة فهل تم ذلك فعلاً ؟ الواضح أنه لم يتم وهنا تكمن الخطورة وإذا كان هذا العدد الهائل من الاتفاقات قد تم خلال شهر فى عام 1981؟ ترى ماذا تم خلال الفترة من 1979 حتى عام 2011 فى زمن المخلوع مبارك ، زمن التطبيع المجانى من أجل التوريث ، زمن التبعية المهينة لمصر ؟! أسئلة نعتقد أنها مشروعة وملحة والإجابة عنها لا تهم فقط الذين يحيون اليوم فى مصر والعالم العربى بل تتصل بأولئك الذين سيأتون غداً ، وقد تحد هذه الاتفاقات من حرية حركتهم ومن مستقبلهم ككل .. المطلوب إذن إعادة فتح ملف هذه الاتفاقات السرية حرصاً على المستقبل ذاته . فهل يفعل ثوار يناير وحكام ما بعد الثورة أم سيستمرون على خطى مبارك ؟! . *** أسرار اغتيال السادات ج- بعد التفاصيل المثيرة التى ساقها (ساسون) عن عملية اغتيال السادات والتى لم أوردها فى الكتاب يهمنا أن نسجل ما يلى : أولاً : لم يكن من اللائق بالسيد / ساسون ورجال سفارته إن يقيموا احتفالاً صاخباً بعيد الغفران كما يسمونه – ودم (صديقهم) الرئيس السادات لم يجف بعد .. إن هذه قضية أخلاقية بكل معنى الكلمة وهى تؤكد فى جوهرها الحقيقى نوعية هؤلاء البشر " اليهود " أنهم لا يفهمون سوى لغة المصالح الخاصة ولا يقيمون وزناً لمشاعر الآخرين بل يتعمدون إهانتها وإن أظهروا غير ذلك . ثانياً : أما السادات نفسه وتفاصيل واقعة اغتياله ، فإن أهم دلالتها إنها تؤكد فى معناها الأخير خطورة الانفراد بالرأى من قبل الحاكم ، وخطورة الاستهانة بالقضايا القومية لبلاده ، تلك أبرز المعانى المستقاه ، بعيداً عن التفاصيل المثيرة لرواية السفير الإسرائيلى ، والتى يفهم منها أن إسرائيل كانت على علم بالاغتيال وأنها تمتلك معلومات مهمة عن دوافع وأبعاد هذا العمل داخلياً ودولياً ولم تكشف عنها بعد !! . ثالثاً : أما مناحم بيجن فلقد كشفت برقيته المتعجلة إلى الرئيس السادات متصوراً أنه أصيب ولم يقتل ، ارتهان السلام لدى الإسرائيليين بشخص الرئيس " السادات " غير المتصور رحيله أو قتله ولذلك كانت صدمة (بيجين) فيه قوية للغاية ، ليست حباً (بدليل احتفالهم بعيد الغفران ثانى يوم لاغتياله أمام السفارة المصرية فى تل أبيب ، وكذلك فى القاهرة داخل المعبد اليهودى بشارع عدلى) ولكن خوفاً ممن سيأتى بعده !! . *** التطبيع الزراعى وتدمير مصر وبالنسبة للفصل السابع من مذكرات ساسون والمعنون ب (سلام وتنمية زراعية) ، من المهم أن نشير إلى عدة ملاحظات : أ – يعمد كل محتل قدم إلى مصر عبر تاريخها المعاصر إلى أن يتوجه بداية إلى (الزراعة) لكى يضربها ، لأنه يدرك أهمية وخطورة أن يأكل الشعب من كد يده ، ولأن الزراعة ، تعد أصعب المجالات فى عملية الاحتلال ، ودائماً تأتى بعد احتلال المصانع والمؤسسات المدنية ومؤسسات الحكم وصناعة القرار ، والتجارة ، وغيرها .. (الزراعة) لأهميتها ولصعوبتها فى مصر – تحديداً – كانت تأتى دائماً بعد خطط ودراسات وبرامج طويلة : وهو ما أدركته بذكاء إسرائيل ورجال سفارتها وخبراؤها الزراعيون ، ومن ثم جاء تخطيطها بعيد المدى واستراتيجياً وما ظهر فى أوراق ومذكرات السفير ساسون يعد (قمة جبل الثلج) كما يقول – الذى يخفى جبلاً حقيقياً لم يعلن بعد – حتى بعد ثورة يناير 2011 - عن تفاصيل حجمه والتى لاشك أنها ستظهر يوماً وتحدث نتائجها المدمرة للبنية الزراعية المصرية ويكفى أن نعلم أن محاصيل الأرز ، القطن وغيرها فى مصر قد تم تدميرها إلى النصف تقريباً – بعد توقيع اتفاقات كامب ديفيد – نتيجة الاستماع إلى نصائح الخبراء اليهود ، ونتيجة الاستعانة ببذور لهذه المحاصيل أتت من إسرائيل والنماذج عديدة فى عهد يوسف والى الذى استمر وزيراً للزراعة لأكثر من عشرين عاماً خلال حكم المخلوع (مبارك) فدمر الزراعة تدميراً منظماً وعندما حوكم ودخل السجن بعد الثورة دخل فى قضايا هامشية لا علاقة لها بجرائمه مع العدو الصهيونى ضد الزراعة وتدمير الزراعة إسرائيلياً أيضاً وتم ولايزال عن طريق عدد من رجال الأعمال وأحدهم يصدر صحيفة يومية خاصة ويعمل لديه حوالى 150 خبير إسرائيلى أحدهم اسمه الحركى (صخر) وصاحب هذه الصحيفة يدعى وصلاً بالوطنية وهى منه براء!!. ب – علينا ألا ننسى أن أخطر المشاريع الزراعية التى أحبطتها المعارضة المصرية ، ولم يأت السفير الإسرائيلى ساسون بإشارة لها فى مذكراته (كان مشروع توصيل مياه النيل إلى إسرائيل) وآثاره المدمرة للاقتصاد الزراعى المصرى فيما لو تم ، وكان ذلك نهاية عصر السادات، وغيرها من المشاريع والاتفاقات السرية التى وصلت كما تذكر بعد المصادر المحايدة إلى مائة وسبعين اتفاقية فى مجال الزراعة خلال فترة الثمانينيات فترة تولى ساسون لملف العلاقات المصرية الإسرائيلية . *** حصاد التطبيع الحرام فى زمن ساسون * نخلص اليوم وبعد سنوات من نشر هذه المذكرات المهمة لساسون ، والتى تأتى أهمية قراءتها ثانية اليوم (2013) لكى نبنى بلداً جديداً مبرئاً من التبعية والتطبيع ، نقول أنه وبوجه عام بالنسبة للكتاب ككل يهمنا أن نؤكد على أنه وبالفعل كان ساسون هو (مهندس عملية التطبيع) بين مصر وإسرائيل والتى لاتزال العلاقات تسير على هدى من نصائحه ومن الأسس التى بناها عليها .. إلا أن أبرز ما نخرج به من هذه المذكرات الخطيرة اليوم وبعد الثورة وحتى لا يتكرر الاختراق والتطبيع كما حدث فى عهد موشيه ساسون ما يلى : أ – أغلب جماعات المثقفين والقطاعات العادية من الشعب المصرى لم تتجاوب بجدية مع عملية التطبيع مع إسرائيل،هكذا يؤكد السفير موشيه ساسون فى مذكراته (سبع سنوات فى بلاد المصريين) بل ويعلن مرارته من ذلك ومن الشعور الدفين بالعزلة الذى ظل يلاحقه طيلة هذه الفترة (كنت أعيش فى فقاعة صناعية:ساسون) واليوم(2013) نريد لخلفه (أميتاى) أن يستمر فى ذات الفقعة بل وأن نطرده من بلادنا بعد ثورة عظيمة لايزال يدنسها وجوده فوق أرضها. ب – أكدت مذكرات السفير الصهيونى إن مهام السفارة الإسرائيلية فى القاهرة تتجاوز الأمور السياسية والتعاملات السياسية بين الحكومتين (المصرية والإسرائيلية) إلى أمور أخرى خطيرة مثلاً : بعث الوجود اليهودى المصرى من جديد رغم اندثاره (70 يهودياً مصرياً فقط يعيشون فى مصر وفقاً لأقوال ساسون) – القيام بأعمال الصلاة وترميم المعابد وإنشاء مراكز الأبحاث التى تقوم بالتجسس العلمى والسياسى (نموذج لذلك المركز الأكاديمى الإسرائيلى) واختراق المؤسسات الزراعية والصناعية والتعليمية والثقافية والاتصال بأئمة المساجد وبقطاعات من المهنيين المصريين (نموذج الحلاقين والحرفيين وغيرهم ممن ذكرهم السفير الإسرائيلى فى مذكراته) وهى أوضاع لاتزال قائمة والمطلوب من ثوار يناير 2011 أن يلتفتوا إليها ويواجهونها بشجاعة وإلا فإن ثورتهم لم تكتمل بعد !! . ج - كانت القيادة السياسية المصرية – إبان زمن المخلوع مبارك - فى مجملها تتعامل مع عملية التطبيع التى يقودها ساسون وسفارته ؛ بانفتاح نسبى باستثناء أربعة من الوزراء المصريين كانوا يتعاملون بانفتاح أكبر وهم وزراء (السياحة – الزراعة – المخابرات والخارجية) ، فهل لاتزال نفس الأدوار قائمة بعد الثورة ولماذا ؟ ألا يمثل ذلك ضرراً على أمن مصر وكرامتها ؟! . د- تظل هذه المذكرات بكل ما فيها وما أخذناه عليها ، تظل هامة ومفيدة لصناع القرار العرب ، وللمثقفين العرب ، وللشعب العربى بإجمال ، خاصة فى هذه الأيام ، أيام ما بعد ثورات الربيع العربى التى ركبتها أمريكا وإسرائيل ، تلك الأيام التى اختلط فيها الحق بالباطل فى قضايا الثورة والمقاومة ، وفى مقدمتها قضية قضايا العربية ؛ فلسطين . * إن مذكرات موشيه ساسون رغم أنها كتبت فى زمن الثمانينات وتحكى عن عصر حسنى مبارك ، إلا أنها تفيد جداً فى كشف ما خفى ، وفى التنبيه مما هو قادم وأخطاره . إنها مذكرات للمستقبل الذى يراد فيه أن يتكرر (النموذج المصرى) فى مناطق عربية أخرى ، وأنها ليست مذكرات للماضى ، لقد تلتها كتابات صهيونية عديدة لسفراء صهاينة فى مصر وفى بلاد الخليج العربى المحتل (9 قواعد عسكرية أمريكية) ولكنها تظل مذكرات مهمة وخطيرة وتستمد خطرها من كونها (مذكرات مؤسسة) يحاول قادة الكيان الصهيونى اليوم وبعد ثورات الربيع العربى تعميم قيمها وأفكارها على باقى بلادنا العربية لزرع التطبيع وإكراه أهل (الثورات) عليه ، ومن هنا يأتى التحذير وضرورة الانتباه !! . E – mail : yafafr @ hotmail . com