انخفاض سعر الذهب اليوم في مصر ببداية تعاملات الاثنين    أسعار الخضراوات والفواكه اليوم الاثنين 5 مايو 2025    انخفاض أسعار البيض اليوم الاثنين بالأسواق (موقع رسمي)    جامعة قناة السويس تنظم ورشة عمل لتفعيل بروتوكول التعاون مع جهاز تنمية المشروعات    "أفعاله لا تعكس أقواله".. نتنياهو محبط من سياسات ترامب في الشرق الأوسط    مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يقرر توسيع العمليات العسكرية في غزة    الدفاع المدني ينتشل عشرات الشهداء والمصابين في شمال قطاع غزة    وزير الخارجية الإيراني يصل باكستان للتوسط لوقف التصعيد مع الهند    «المركزي»: صافي الأصول الأجنبية بالقطاع المصرفي تتتخطى ال15 مليار دولار    تعرف على ضوابط عمالة الأطفال وفقا للقانون بعد واقعة طفلة القاهرة    الجيزة تحدد موعد امتحانات الفصل الدراسى الثانى لطلبة الصف الثالث الإعدادى .. اعرف التفاصيل    بعد تأجيل امتحانات أبريل 2025 لصفوف النقل بدمياط بسبب الطقس السيئ.. ما هو الموعد الجديد؟    ممثل الحكومة عن تعديلات قانون الإيجار القديم: لدينا 26 حكمًا بعدم الدستورية    ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشارا للأمن القومي الأمريكي    أحمد علي: المنافسة على لقب الدوري اشتعلت بعد خسارة بيراميدز وفوز الأهلي    تفاصيل التعدي على نجل لاعب الأهلي السابق    الأرصاد تحذر: ارتفاع تدريجي في الحرارة يبدأ غدًا وذروة الموجة الحارة السبت المقبل    وفاة طالبة جامعة الزقازيق بعد سقوطها من الطابق الرابع| بيان هام من الجامعة    محافظ الغربية يشيد بالاستجابة السريعة لفرق الطوارئ في مواجهة الأمطار    انتشال جثة ثلاثيني مجهول الهوية بالمنوفية    جامعة القاهرة تشهد حفل ختام مهرجان "إبداع 13" تحت رعاية رئيس الجمهورية    نيكول سابا تكشف عن تغيرات عاطفية طرأت عليها    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 .. تعرف عليه    مواعيد مباريات اليوم الإثنين: الزمالك والبنك الأهلي.. ميلان الإيطالي    تشكيل الزمالك المتوقع ضد البنك الأهلي اليوم في الدوري    سوسن بدر ضيف شرف فيلم «السلم والثعبان 2»    إصابة سائق بطلق ناري في مشاجرة بسبب خلافات مالية بسوهاج    انفجار الوضع في السويداء مجددا.. اشتباكات وقصف بالهاون    هل يشارك زيزو مع الزمالك في مواجهة البنك الأهلي الليلة؟    لاعب الأهلى حسام عاشور يتهم مدرسا بضرب ابنه فى الهرم    قصور الثقافة تواصل عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح 32    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ المشروع السكني "ديارنا" المطروح للحجز حاليا بمدينة بني سويف الجديدة    «المصرى اليوم» تحاور المكرمين باحتفالية «عيد العمال»: نصيحتنا للشباب «السعى يجلب النجاح»    الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيلية بشأن المساعدات إلى غزة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الاثنين 5 مايو    زوج شام الذهبي يتحدث عن علاقته بأصالة: «هي أمي التانية.. وبحبها من وأنا طفل»    عمرو دياب يُحيى حفلا ضخما فى دبى وسط الآلاف من الجمهور    أشرف نصار ل ستاد المحور: توقيع محمد فتحي للزمالك؟ إذا أراد الرحيل سنوافق    زي الجاهز للتوفير في الميزانية، طريقة عمل صوص الشوكولاتة    تفاصيل اتفاق ممثل زيزو مع حسين لبيب بشأن العودة إلى الزمالك    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    ادعى الشك في سلوكها.. حبس المتهم بقتل شقيقته في أوسيم    وكيل صحة شمال سيناء يستقبل وفد الهيئة العامة للاعتماد تمهيدًا للتأمين الصحي الشامل    استشهاد 15 فلسطينيا إثر قصف إسرائيلي على مدينة غزة    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    لهذا السبب..ايداع الطفلة "شهد " في دار رعاية بالدقهلية    مبادرة «أطفالنا خط أحمر» تناشد «القومي للطفولة والأمومة» بالتنسيق والتعاون لإنقاذ الأطفال من هتك أعراضهم    انتهاء الورشة التدريبية لمدربى كرة القدم فى الشرقية برعاية وزارة الرياضة    مجلس الشيوخ يناقش اقتراح برغبة بشأن تفعيل قانون المسنين    قداسة البابا يلتقي مفتي صربيا ويؤكد على الوحدة الوطنية وعلاقات المحبة بين الأديان    «مكافحة نواقل الأمراض»: عضة الفأر زي الكلب تحتاج إلى مصل السعار (فيديو)    قصر العيني: تنفيذ 52 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة القضاء على قوائم الانتظار    هل يجوز التعاقد على شراء كميات محددة من الأرز والذرة قبل الحصاد؟.. الأزهر للفتوى يجيب    على ماهر يعيد محمد بسام لحراسة سيراميكا أمام بتروجت فى الدورى    «في عيدهم».. نائب رئيس سموحة يُكرّم 100 عامل: «العمود الفقري وشركاء التنمية» (صور)    برج الميزان.. حظك اليوم الإثنين 5 مايو: قراراتك هي نجاحك    ما هي محظورات الحج للنساء؟.. أمينة الفتوى تجيب    مساعد وزير الصحة ووكيل صحة سوهاج يتفقدان مستشفى ساقلته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشموع السوداء في عيد ميلاد «الجنرال»!!
نشر في الموجز يوم 19 - 11 - 2013

19 نوفمبر يوم فارق في حياة المصريين فهو بمثابة المحطة الأخيرة التي سيتأكد فيها فشل التنظيم الدولي للإخوان وجماعاته الإرهابية الموالية له في كل المخططات.
الجماعة تحاول استغلال ذكري أحداث محمد محمود في هذا اليوم لاستدراج عدد من القوي الثورية لإثارة الفوضي في شوارع مصر ثم الانقضاض علي المشهد السياسي كما حدث في أعقاب ثورة 25 يناير.
أضغاث أحلام الجماعة دفعتها للتخيل بأن هذا اليوم يجب أن يشهد مصادمات واستمراراً لنزيف الدم ومحاولة النيل من شخص الفريق أول عبدالفتاح السيسي لأن قضيتهم أصبحت شخصية مع الرجل وتناسوا أن هناك أكثر من 30 مليون مصري نزلوا إلي الشوارع في مشهد لم يتكرر أو يحدث علي مستوي العالم رافضين حكم الإخوان.
الجماعة تخيلت أنه يجب إفساد يوم 19 نوفمبر ليس فقط لتخفيف الضغط عنها ولكن لأن هذا اليوم يتوافق مع عيد ميلاد الجنرال عبدالفتاح السيسي رغم أن الرجل طوال حياته لا يفكر في الاحتفال بهذا اليوم ولا يجد الوقت حتي لقضائه بين أفراد أسرته ولكن تم لفت الأنظار إليه من خلال الثوار الحقيقيين الذين ثاروا علي حكم الجماعة وأبناء ثورة 30 يونية الذين أرادوا الاحتفال بعيد ميلاد الرجل الذي حمي ثورتهم وانحاز لإرادة الشعب وحاول حقن الدماء وتجنيب البلاد لحروب أهلية كانت علي هوي كل أعداء الوطن.
التنظيم الدولي للجماعة وضع خطة مسبقة وحاول تغيير تكتيكاته كالعادة وطالب شباب الجماعة بعدم ترديد أي شعارات إخوانية كما حدث في ثورة يناير بل وطالبهم بالانضمام إلي أي وقفات تنظمها القوي الثورية الأخري والاشتباك في الوقت المناسب.
كما وضع التنظيم الدولي للإخوان في حساباته ما يسمي «التيار الثالث» وهو تنظيم سري يعمل تحت عباءة «الجماعة» ويقوده 3 شخصيات من المرشحين السابقين في انتخابات الرئاسة الماضية علي رأسهم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وأنصار حازم صلاح أبوإسماعيل والدكتور محمد سليم العوا.
المثير للدهشة ويكشف أننا أمام مؤامرة محكمة التدبير أن التنظيم الدولي للجماعة طلب من شباب الجماعة تبني شعار التيار الثالث والذي يحمل لافتات «لا للفلول.. لا للإخوان.. لا للعسكر» ومحاولة الانصهار مع جماعات وشباب الثورة والاشتراكيين الثوريين والنشطاء السابقين كما أن التيار الثالث سيتبني اشارة جديدة بديلة لعلامة «رابعة» وهي الاشارة ب3 أصابع فقط للترويج لفكرة التيار الثالث واستدراج الشباب الثوري إلي اثارة الفوضي واندلاع أحداث دامية جديدة وعودة مشاهد المرحلة الانتقالية السابقة وعام الإخوان العصيب إلي ذاكرة المصريين.
محاولة التنظيم الدولي للجماعة ربما تكون بمثابة النفس الأخير للإخوان بعد «الصفعة» التي جعلت التنظيم يغلي من الداخل والتي تمثلت في التقارب المصري-الروسي ونجاح العديد من الصفقات المشتركة وانسحاب البساط من تحت أقدام الأمريكان وترنحهم وسنحاول أن نكشف في هذا الملف العديد من هذه الصفقات التي ننفرد بها خاصة علي مستوي الجنرالات ويكفي أن نقول «إن الجنرالات أصحاب أعناق مرتفعة» وهذا ما اعتدنا علي رؤيته علي مدار التاريخ فجميع المدارس والمؤسسات العسكرية تربي أجيالها علي عزة النفس والثقة غير المحدودة لكن عندما يأتي الجنرالات العظام إلي مصر فإن التواضع يكون السمة الغالبة عليهم أمام جيشها العظيم «خير أجناد الأرض» وأمام شعبها الطيب صاحب التاريخ والحضارة والذي كتب التاريخ علي اسمه.
وهذا ما حدث في الزيارة الأخيرة التي قام بها الوفد الروسي رفيع المستوي إلي مصر والذي كان علي رأسه وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان وكانت الكلمة التي استهل بها وزير الدفاع الروسي الزيارة والمقابلات الخاصة والتي ننفرد بكواليسها هي «السلاح الروسي يليق بالجيش المصري» وهذا هو تواضع الجنرالات أمام عظمة مصر في الوقت الذي تحاول فيه «الجماعة الشاردة» وتنظيمها الدولي الخائن الترويج إلي أن الجيش المصري ليسوا خير أجناد الأرض كما قال الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم رغم ارتدائهم عباءة الدين الإسلامي ومحاولة تمرير مخططاتهم من خلال ذلك حتي أصبح مخططهم للاتجار بالدين واضحاً للجميع.
ولكن ما يعنينا هنا هو الأسباب التي جعلت التنظيم الدولي للإخوان في حالة غليان من التقارب المصري-الروسي إلي الدرجة التي جعلت «الجماعة» تنقل غضبها للبيت الأبيض وتطالبه بالتدخل قبل فوات الأوان وسحب البساط من تحت أقدامهم وهي عادة الإخوان في محاولة استغلال كل الأوراق لتحقيق مآربها وسوف ننفرد خلال السطور التالية بكشف النقاب عن عدد من الصفقات الناجحة والمهمة التي قام بها الوفد الروسي وتصب في مصلحة مصر بل وتمثل لها نقلة نوعية في جميع المجالات.
الصفقة الأولي كانت الاهتمام الروسي البالغ بتحقيق الحلم المصري الذي طال انتظاره وهو إنشاء محطات نووية علي الأراضي المصرية حيث تم بالفعل الاتفاق علي إنشاء محطتين نوويتين كما تم الاتفاق مع أكبر مكتب استشاري روسي لتولي مسئولية مشروع محطة «الضبعة» وستجري خلال الأسابيع المقبلة واحدة من أهم المناقصات العالمية للبدء في التنفيذ فوراً.
ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل إن الروس يبدو أنهم يستلهمون روح الستينيات من جديد مع مصر وألمحوا إلي ضرورة عدم التفريط في مكتسبات الماضي ومنها مفاعل إنشاص حيث عرضوا اعادة فتحه وتشغيله بعد تطويره بما يليق بمكانة مصر.
هذا إلي جانب تقديم جميع المساعدات الفنية والعلمية لتطوير وصيانة السد العالي كما تم فتح قنوات اتصال مع واحدة من أهم الشركات الروسية المتخصصة في هذا المجال والتي كانت تعمل في مصر حتي عام 1996 ثم انتهي عملها وبالفعل عادت هذه الشركة وتستعد لإجراء عمليات مهمة سواء في التطوير أو الصيانة لجسم «السد».
الروس جاءوا إلي مصر وهم يدركون أنهم أمام حالة تشبه إلي حد كبير الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وهو الفريق أول عبدالفتاح السيسي ولم يكن ذلك وليد ثورة 30 يونية فقط ولكن الروس كانوا يتابعون المشهد من بعيد جيداً ويكفي أن نذكر واحدة من أهم الكواليس التي لا يعرفها أحد ونكشف عنها لأول مرة وهي أنه في يوم 3 يونية أي قبل الثورة بأسابيع التقي «بوتين» بالمستشارة الألمانية «ميركل» وتباحثا في الأوضاع الملتهبة في مصر وكان رأي بوتين واضحاً حيث قال: «مصر لا يمكن أن يحكمها بُلهاء.. والجنرالات قادرون علي الحفاظ علي وطنهم»!!
إذن فالروس كانوا يدركون أن الجيش المصري العظيم لا يمكن أن يقف أمام شعبه أو ضد مصالحه كما أنه الحامي الحقيقي لمقدرات وطنه وكانت هذه الرسالة مبكرة جداً ولم يكن المشهد واضحاً وقتها ولكن ذلك يؤكد علي عمق الرؤية الروسية للوضع في مصر قبل وبعد الثورة.
الزيارات الروسية الأخيرة والاتصالات سواء علي المستوي الرسمي أو الشعبي لم تقتصر فقط علي تطوير البنية التحتية والمشروعات النووية التي تمثل حلماً لكل مصري ووطني ولكن هناك مشروعات أخري علي مستوي الصناعات المختلفة منها تطوير مصانع الحديد والصلب ومصانع أبوطرطور وإنشاء مناطق صناعية جديدة في دمياط حيث انبهر الروس بصناعة الموبيليا هناك واتفقوا مع 14 مصنعاً بدمياط للتصدير المباشر إلي روسيا بل وقاموا بالاتفاق علي سفر 160 كادراً من الصناع المهرة لإنشاء ورش لتدريب الروس علي صناعة الأثاث الفاخر.
كما أن المسئولين الروس قالوا إن القمح الروسي متوافر تماماً وجاهز للتوريد لمصر في أي وقت وإن الرئيس المعزول محمد مرسي عندما جاء إلي روسيا كان يحمل رسالتين من مكتب الإرشاد والتنظيم الدولي الأولي قوبلت بالرفض حيث طلب من بوتين رفع اسم جماعة الإخوان من قائمة الجماعات الإرهابية التي وضعتها روسيا.. أما المطلب الثاني فكان توريد القمح الروسي لمصري ورد الرئيس بوتين بأنهم في خدمة الشعب المصري وهذا الكلام علي عهدة عدد ليس بقليل من المسئولين الروس رفيعي المستوي الذين حضروا هذا اللقاء القصير بين مرسي وبوتين في زيارة لم تكن موفقة من أي نوع ولم تحقق وقتها أي مكاسب لمصر وكان واضحاً للجميع الرفض الروسي لحكم جماعة الإخوان لمصر.
المفاجأة الأكبر والأهم في هذا الملف أن حجم الصفقات بين مصر وروسيا قد تجاوز بالفعل 6 مليارات دولار وليس 2 مليار دولار كما تم الترويج له مؤخراً وقد قامت الشقيقتان المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بدور تاريخي في تقديم المساعدة في هذا الملف وتوريد أكثر من 3 مليارات دولار لروسيا لتوريد صفقات سلاح متطورة للجيش المصري درع الأمة العربية كلها كما ستقوم الدولتان بتوريد المبالغ المتبقية علي دفعات وهذا ما يؤكد علي أن هناك توجهاً جديداً في المنطقة وليس في مصر فقط.
ولم يقتصر الأمر علي ذلك فقد بلغت الأمور إلي حد توجيه رسائل واضحة للأمريكان بأن قواعد اللعبة قد تغيرت وكان ذلك واضحاً وجلياً في إحدي الرسائل المهمة التي حصلنا عليها من مصادر خاصة والتي وجهها أحد الزعماء العرب إلي جون كيري وزير الخارجية الأمريكي وقال له فيها نصاً: «عودتكم لمصر تحتاج لمهر جديد.. وستدفعون الثمن غالياً».
ولم تأت هذه الرسالة وليدة اللحظة ولكنها جاءت نتاج سلسلة من الاخفاقات الأمريكية في المنطقة نتيجة عدم الفهم الجيد لطبيعة الشرق الأوسط إلي جانب الدعم غير المحدود الذي مازالت تقدمه الولايات المتحدة للتنظيم الدولي للإخوان رغم أنها لم تقدم هذا الدعم لأنظمة أخري بل وكانت شديدة الانتفاع معها حتي ملف المعونات مع مصر أدارته الولايات المتحدة بشكل مشين لا يليق بمكانة مصر كدولة رائدة ومحورية في المنطقة ويكفي أن نقول إن هذه المعونات كانت مشروطة دوماً كما أن جميع صفقات السلاح التي تم توريدها لمصر كانت مشروطة أيضاً أي أن هذه الأسلحة يمكن تعطيلها عن بُعد بواسطة الولايات المتحدة أي أننا نملك سلاحاً ولا نملك استخدامه وقد ظهر ذلك في واقعة تعطل أجهزة الرادار أثناء انتهاك الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي السوداني وضرب السودان.
سياسة التخبط الأمريكية لم تعد بالضرر علي الشرق الأوسط فقط بل عادت أيضاً علي الاقتصاد الأمريكي المترنح والشركات الأمريكية المتعثرة وآخرها شركات السلاح التي تقوم بتسريح عمالها وتغلق بعض فروعها بعد تقليص المعونات العسكرية لمصر وتعليقها وقد قامت إحدي هذه الشركات بتسريح 4500 عامل من الموظفين والصناع بعد هذا القرار غير المدروس.
وعلي النقيض تماماً نجد أن الجانب الروسي عرض المساعدة في جوانب التسليح بلا حدود وعلي جميع المستويات خاصة الأنظمة الدفاعية التي تضمن صد أي عدوان علي مصر كما تضمنت الاتفاقات تطوير كل الأسلحة الروسية القديمة التي تملكها مصر وادخال جميع التعديلات عليها خاصة أن هناك كوادر مصرية ذات خبرة طويلة في التعامل مع السلاح الروسي ومدربة علي أكثر من 60% من هذه النوعيات.
كما إن ما أثير عن اللقاء السري بين رئيس المخابرات الروسية ونظيره السعودي والاتفاق علي إرسال شحنة طائرات "ميج 29 " لمصر بتمويل سعودي كبديل عن شحنة الطائرات " إف 16 " والتي ألغتها الإدارة الأمريكية بسبب إسقاط حليفتهم وهي جماعة الإخوان المسلمين يعد أمرًا جيدًا في صالح مصر وسيؤثر علي موقف أمريكا الداعمة لجماعة الإخوان.
هذا إلي جانب ان ما تفعله روسيا أيضاً من دعم للشعب المصري من خلال الاعتراف بثورة 30 يونية وما تفعله في سوريا يعود إلي رغبتها للبحث لنفسها عن دور في الشرق الأوسط مرة أخري كما كان في عام 1956.
الدعم العسكري لمصر من قبل روسيا وخصوصاً بعد تعهد الحكومة الروسية بتسليم شحنة طائرات "ميج 29 " بدلاً من شحن طائرات "إف 16 " التي ألغتها الحكومة الأمريكية بسبب موقف الشعب المصري المناهض لسياسات جماعة الإخوان والتي تعد أقوي حليف لهم في المنطقة.
وقد علمت "الموجز" ان هذه الصفقة تضمنت شحنة كبيرة من صواريخ " إف 300" والتي تستطيع راداراتها أن تكشف الطائرات الإسرائيلية فور إقلاعها من مطارات إسرائيل كما أن العلاقة بين مصر وروسيا ليست وليدة اللحظة وإنما ترجع إلي سنة 1956 و1973 عندما أحدثت مصر انتصاراً عظيماً بالسلاح الروسي والموارد البشرية المصرية.
وقد دفع ذلك كله عددا من الدول العربية والخليجية إلي فتح قنوات تعاون مع روسيا وإقامة معارض أسلحة دولية وكان آخرها في الإمارات العربية الشقيقة.
واذا كانت الولايات المتحدة قد احتكرت التفوق العسكري الجوي علي مستوي العالم فإن الروس قد نجحوا في تصنيع منظومة دفاعات جوية مضادة للطائرات.
النظام الروسي الاحدث للدفاعات الجوية وهو النظام الروسي الأحدث Pantsyr SA-22 ، هو عبارة عن نظام قذائف أرض - جوّ surface-to-air missile أنتج من قبل شركة KBP من الروسية. النظام في الحقيقة دمج قذائف أرض - جوّ ونظام سلاح مدفعي مضادة للطّائرات anti-aircraft artillery ، التي يمكن أن تصعد إمّا علي عربة مجنزرة أو ذات عجلات. والنظام في حقيقته، تطوير لمنظومة الصاروخ SA-19.
ويحمل النظام أثنتي عشرة قذيفة أرض - جوّ نوع 57E6 علي القاذفات التي هي مرتّبة علي مجموعتي أنابيب، ست أنابيب علي كل جانب. والعدد يمكن أن يخفّض حسب طلب المشتري لتقليل التكلفة. تزن القذيفة 65 كيلو جراما في الانطلاق ولها سرعة قصوي تصل إلي 1,100 m /s ، المدي من كيلومتر 1 وحتي 12 كيلومترا، وتحتوي القذيفة علي الرأس الحربي المتشظي fragmentation والذي يزن 16 كيلو جراما، بالإضافة للصمام التقاربي proximity fuses.
المدافع الثنائية من نوع A722 ، وهي من عيار 30 مليمترا، ومجهزة بعدد 750 طلقة لكل مدفع. تشكيلة الذخيرة هي متفجر قوي High Explosive ، متشظي fragmentation ، مخترق للدروعarmour-piercing ( السرعة في الفوهة 960 مترا بالثّانية».، ويعتمد ذلك علي طبيعة الهدف. النسبة القصوي للنار 700 طلقة بالدّقيقة. المدي بحدود 4 كيلو مترات «الارتفاع الأقصي 3 كيلو مترات». النظام له قابلية اشتباك مع الأهداف في الارتفاعات المنخفضة جدا «الأهداف علي ارتفاع 5 أمتار يمكن أن تشاغل engaged ، والارتفاع الأقصي للاشتباك 5000 متر».
نظام سيطرة علي النيران fire control system وفي هذا النظام، يتضمّن رادار سيطرة علي الهدف ورادار تعقبtracking radar ثنائي الموجه، الذي يشتغل في مجال الموجه المليمترية والسنتيمترية. مدي الكشف يصل إلي 30 كيلومترا، والتتبع حتي مدي 24، ويتعقّب هذا الرادار، الأهداف والقذيفة أرض - جوّ بينما هي في مرحلة الطيران. وبالإضافة للرادار، يحتوي نظام السيطرة علي النيران علي منظار كهرو- بصري electro-optic يعمل بالأشعة تحت الحمراء، للتصويب البصري الليلي الحراريthermal image عند إيقاف عمل الرادار. وبسبب قناتي التوجيه المستقلتين -رادار وكهروبصري- يسمح للنظام لكي يشاغل هدفين بشكل آني وفي نفس الوقت. وتبلغ نسبة الاشتباك القصوي، بحدود 10 أهداف بالدّقيقة «وقت ردّ فعل هو 6 ثوان، من اكتساب الهدف target acquisition ، وحتي إطلاق القذيفة الأولي». جدير بالذكر أن كلا من سوريا والإمارات قد تعاقدت علي هذا النظام ب«50 وحدة لكل دولة» وكذلك الجزائر.
كما ان مصر تمتلك انظمة أفضل من ذلك وأحدث إلي جانب التميز في دقة أداء العنصر.
الميكويان ميج-29 فلكروم أما عن الميج 29وهي الصفقة الاهم فهي طائرة مقاتلة من مقاتلات الجيل الرابع الروسي صممت للسيطرة الجوية في الاتحاد السوفيتي.
طورت الميج-29 في السبعينيات بواسطة مكتب تصميم ميكويان. قامت الميج-29 بأول طيران تجريبي لها يوم السادس من أكتوبر لسنة 1976 ودخلت الخدمة في سلاح الجو السوفيتي في منتصف الثمانينيات «تحديدا 1983» وتم تصديرها إلي العديد من الدول النامية إضافة إلي دول حلف وارسو وما زالت بالخدمة في القوات الجوية الروسية والعديد من الدول الأخري.
وتستطيع الميج-29 حمل ستة صواريخ جو- جو أر-73 إضافة إلي صواريخ أر-60 ومدفعا 30 مم وقد صممت للقيام بمهمات التفوق الجوي والدفاع الجوي وحتي الهجوم الأرضي ورغم أن العديد من الخبراء يقارن إمكانياتها بالطائرة إف-16 الأمريكية نظرا لتشابههما في الحجم فإنها في الواقع تشبه إلي حد ما المقاتلة إف- 15 من حيث نوعية المهام التي تقوم بها. صنع أكثر من 1600 طائرة ميج-29 تعمل منها 281 طائرة حالياً في سلاح الجو الروسي.
وتبدأ قصة الميج 29عندما علم السوفييت عام 1969 بالبرنامج الأمريكي "إف-إكس" والذي تطور لينتج الطائرة إف-15 إيجل. أدرك القادة السوفييت سريعاً أن المقاتلة الأمريكية الجديدة تعد متفوقة تكنولوجياً بشكل كبير عن المقاتلات السوفيتية المتوافرة آنذاك فظهرت الحاجة إلي مقاتلة متوازنة من حيث خفة المناورة «الذي ميز الطائرات السوفيتية دائما» بالإضافة إلي الأنظمة المعقدة الذي ميز الطائرات الغربية.
وعلي الفور قامت هيئة الأركان السوفيتية بإعلان طلب تصميم المقاتلة الجديدة وسمي البرنامج "مقاتلة الصف الأول المتطورة". كانت الطلبات وطموحات القادة كبيرة جدا حيث طلبوا طائرة بعيدة المدي، تستطيع الإقلاع بسهولة من الممرات القصيرة، خفة وقدرة ممتازة علي المناورة، سرعة تزيد عن ماخ 2، وقدرة كبيرة علي حمل الأسلحة.
وفي عام 1971 قرر السوفييت حاجتهم لنوع آخر من المقاتلات، فبالإضافة إلي برنامج "مقاتلة الصف الأول المتطورة" أضيف برنامج آخر هو "المقاتلة التكتيكية خفيفة الوزن المتطورة LPFI".
كلف مكتب سوخوي ببرنامج المقاتلة الثقيلة والذي انتهي إلي المقاتلة سو-27 أما ميكويان فكلفت بالمقاتلة الخفيفة وأنتجت الميج-29 بدأ تصميم الميج- 29 «والتي سميت ميج-29 إيه» في عام 1974 وطارت لأول مرة في 6 أكتوبر 1977 والتقطتها الأقمار الصناعية الأمريكية في نوفمبر من نفس العام. ظن الأمريكيون أنها الطائرة "رام-إل" وهي طائرة تجريبية مزودة بمحرك تومانسكي أر-25.
علي الرغم من تأخر البرنامج بسبب فقدان طائرتين أوليتين بسبب مشاكل متعلقة بالمحرك، دخلت الميج-29B خطوط الإنتاج ودخلت الخدمة في أغسطس 1983 في مطار كوبينكا. اجتازت الطائرة الاختيارات المطلوبة في 1984 وبدأ تسليمها للصف الأول في القوات الجوية السوفيتية في نفس العام.
ظهر الفارق الواضح بين البرنامجين «الطائرة الثقيلة والخفيفة» عندما دخلت الميج-29 الخدمة في القوات الجوية، بينما كلفت السو-27 بمهام أكثر خطورة مثل تدمير أهداف الناتو الحيوية في العمق وسحق الأهداف الجوية المعادية. أما الميج-29 الأصغر حجما فقد حلت محل الميج- 23 فورا في مهام مقاتلة الصف الأول. وضعت الميج-29 بشكل عام قريبا نسبيا من خطوط المواجهة وكلفت بمهمة حماية القوات البرية السوفيتية المتقدمة.
وقد صممت معدات الهبوط في الميج-29 بشكل قوي لتتحمل الممرات الجوية غير الممهدة بشكل كامل أو غير مستعدة والتي توقع القادة السوفييت وجودها في حالة الهجوم البري السريع. كما كلفت الميج-29 بمهمة حماية طائرات الهجوم الأرضي من الطائرات الأمريكية مثل الإف-16 والإف-15.
كما صممت الميج-29 لتوفر مظلة جوية للقوات البرية السوفييتية المتقدمة بحيث تتقدم للأمام مع القوات خلال هجومها.
أما في الغرب، أعطيت المقاتلة الجديدة لقب تعريف الناتو "فلكروم إيه". صدرت الميج-29 B بشكل كبير ولكن كنسخة أقل في الإمكانيات، الأولي هي "MiG-29B 9-12A" لدول حلف وارسو و"MiG-29B 9-12B" لبقية الدول. كانت الأنظمة الملاحية في النسختين أقل تطورا من تلك المخصصة للاتحاد السوفييتي بالإضافة إلي إلغاء قدرة الطائرة علي إطلاق الأسلحة النووية. أنتج تقريبا 840 طائرة من الطرازين.
أما النسخ المطورة من الميج-29 والتي زودت بأنظمة ملاحية متطورة فقد احتفظ بها في الاتحاد السوفييتي. اما النسخ متعددة المهام مثل الميج-29 كيه والتي كان لها القدرة علي الإقلاع من علي متن حاملات الطائرات فلم تنتج أبدا بأعداد كبيرة. أما في الحقبة التي تلت تفكك الاتحاد السوفيتي فيبدو أن افتقار ميكويان للنفوذ السياسي وتفضيل منافستها سوخوي قد أدي إلي تأثر تطوير الميج- 29 سلباً.. بالرغم من هذا فما زال تطوير بعض الطرازات جاريا بغرض التصدير كما أنه في الأغلب سيتم تطوير الطائرات الموجودة حاليا في خدمة القوات الجوية الروسية.
وقد طورت عدة نسخ من الميج-29 مثل الميج- 29 إس.إم.تي والميج-29 إم. كما تواصل تطوير النسخة القادرة علي الإقلاع من علي متن حمالات الطائرات الميج-29 كيه لصالح البحرية الهندية ولكن الأخيرة فضلت في النهاية الطائرة الأكبر سوخوي سو-33.
الجدير بالذكر ان الميج-29 صممت وفق المقاييس نفسها التي حددها مكتب تساجي للطائرة المقاتلة الصف الأول المتطورة «بي.إف.أي» وتعد الميج-29 شبيهة إلي حد كبير بالسو-27 من الناحية الأيروديناميكية ولكن مع وجود اختلافات ملحوظة.
وقد تم تصميم الميج-29 بشكل أساسي من معدن الألومنيوم مع عدد من المواد المركبة الأخري. للميج-29جناح مرتد للوراء بزاوية 40* متوسط الارتفاع في جسم الطائرة. كما أن للميج-29 ذيلا مرتدا للوراء وذيلين أفقيين.
ومن المؤكد ان التعاون المصري الروسي لن يقتصر فقط علي توريد أحدث أنظمة الدفاع الروسي لمصر بل سيمتد إلي عمليات التصنيع المشتركة وهو ما تتبناه مصر في السنوات الأخيرة وهي سياسة التصنيع والتعديل والتطوير وهي المهمة التي تشغل القادة إلي جانب متابعة الأحداث الأخيرة ومحاولات الجماعة المحظورة لعرقلة عملية التنمية وتشويه المؤسسة العسكرية بمحاولات مشبوهة الا ان التحركات علي المستوي الدولي والتحول الملموس في الشرق الاوسط يؤكد أن الجماعة في النفس الأخير وأنها أوشكت علي فهم حقيقة مهمة وهي أن الغطاء الأمريكي لها إلي زوال.
الإخوان جهزوا لافتات تحمل «لا للفلول.. لا للإخوان..لا للعسكر» وطالبوا كوادرهم بعدم ترديد أي شعارات إخوانية لاستدراج شباب الثورة كما حدث في يناير 2011
كاتب يهودي يلقي الضوء علي أهم المحطات التاريخية في حياته
مازالت تقدمه الولايات المتحدة للتنظيم الدولي للإخوان رغم أنها لم تقدم هذا الدعم لأنظمة أخري بل وكانت شديدة الانتفاع معها حتي ملف المعونات مع مصر أدارته الولايات المتحدة بشكل مشين لا يليق بمكانة مصر كدولة رائدة ومحورية في المنطقة ويكفي أن نقول إن هذه المعونات كانت مشروطة دوماً كما أن جميع صفقات السلاح التي تم توريدها لمصر كانت مشروطة أيضاً أي أن هذه الأسلحة يمكن تعطيلها عن بُعد بواسطة الولايات المتحدة أي أننا نملك سلاحاً ولا نملك استخدامه وقد ظهر ذلك في واقعة تعطل أجهزة الرادار أثناء انتهاك الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي السوداني وضرب السودان.
سياسة التخبط الأمريكية لم تعد بالضرر علي الشرق الأوسط فقط بل عادت أيضاً علي الاقتصاد الأمريكي المترنح والشركات الأمريكية المتعثرة وآخرها شركات السلاح التي تقوم بتسريح عمالها وتغلق بعض فروعها بعد تقليص المعونات العسكرية لمصر وتعليقها وقد قامت إحدي هذه الشركات بتسريح 4500 عامل من الموظفين والصناع بعد هذا القرار غير المدروس.
وعلي النقيض تماماً نجد أن الجانب الروسي عرض المساعدة في جوانب التسليح بلا حدود وعلي جميع المستويات خاصة الأنظمة الدفاعية التي تضمن صد أي عدوان علي مصر كما تضمنت الاتفاقات تطوير كل الأسلحة الروسية القديمة التي تملكها مصر وادخال جميع التعديلات عليها خاصة أن هناك كوادر مصرية ذات خبرة طويلة في التعامل مع السلاح الروسي ومدربة علي أكثر من 60% من هذه النوعيات.
كما إن ما أثير عن اللقاء السري بين رئيس المخابرات الروسية ونظيره السعودي والاتفاق علي إرسال شحنة طائرات "ميج 29 " لمصر بتمويل سعودي كبديل عن شحنة الطائرات " إف 16 " والتي ألغتها الإدارة الأمريكية بسبب إسقاط حليفتهم وهي جماعة الإخوان المسلمين يعد أمرًا جيدًا في صالح مصر وسيؤثر علي موقف أمريكا الداعمة لجماعة الإخوان.
هذا إلي جانب ان ما تفعله روسيا أيضاً من دعم للشعب المصري من خلال الاعتراف بثورة 30 يونية وما تفعله في سوريا يعود إلي رغبتها للبحث لنفسها عن دور في الشرق الأوسط مرة أخري كما كان في عام 1956.
الدعم العسكري لمصر من قبل روسيا وخصوصاً بعد تعهد الحكومة الروسية بتسليم شحنة طائرات "ميج 29 " بدلاً من شحن طائرات "إف 16 " التي ألغتها الحكومة الأمريكية بسبب موقف الشعب المصري المناهض لسياسات جماعة الإخوان والتي تعد أقوي حليف لهم في المنطقة.
وقد علمت "الموجز" ان هذه الصفقة تضمنت شحنة كبيرة من صواريخ " إف 300" والتي تستطيع راداراتها أن تكشف الطائرات الإسرائيلية فور إقلاعها من مطارات إسرائيل كما أن العلاقة بين مصر وروسيا ليست وليدة اللحظة وإنما ترجع إلي سنة 1956 و1973 عندما أحدثت مصر انتصاراً عظيماً بالسلاح الروسي والموارد البشرية المصرية.
وقد دفع ذلك كله عددا من الدول العربية والخليجية إلي فتح قنوات تعاون مع روسيا وإقامة معارض أسلحة دولية وكان آخرها في الإمارات العربية الشقيقة.
واذا كانت الولايات المتحدة قد احتكرت التفوق العسكري الجوي علي مستوي العالم فإن الروس قد نجحوا في تصنيع منظومة دفاعات جوية مضادة للطائرات.
النظام الروسي الاحدث للدفاعات الجوية وهو النظام الروسي الأحدث Pantsyr SA-22 ، هو عبارة عن نظام قذائف أرض - جوّ surface-to-air missile أنتج من قبل شركة KBP من الروسية. النظام في الحقيقة دمج قذائف أرض - جوّ ونظام سلاح مدفعي مضادة للطّائرات anti-aircraft artillery ، التي يمكن أن تصعد إمّا علي عربة مجنزرة أو ذات عجلات. والنظام في حقيقته، تطوير لمنظومة الصاروخ SA-19.
ويحمل النظام أثنتي عشرة قذيفة أرض - جوّ نوع 57E6 علي القاذفات التي هي مرتّبة علي مجموعتي أنابيب، ست أنابيب علي كل جانب. والعدد يمكن أن يخفّض حسب طلب المشتري لتقليل التكلفة. تزن القذيفة 65 كيلو جراما في الانطلاق ولها سرعة قصوي تصل إلي 1,100 m /s ، المدي من كيلومتر 1 وحتي 12 كيلومترا، وتحتوي القذيفة علي الرأس الحربي المتشظي fragmentation والذي يزن 16 كيلو جراما، بالإضافة للصمام التقاربي proximity fuses.
المدافع الثنائية من نوع A722 ، وهي من عيار 30 مليمترا، ومجهزة بعدد 750 طلقة لكل مدفع. تشكيلة الذخيرة هي متفجر قوي High Explosive ، متشظي fragmentation ، مخترق للدروعarmour-piercing ( السرعة في الفوهة 960 مترا بالثّانية».، ويعتمد ذلك علي طبيعة الهدف. النسبة القصوي للنار 700 طلقة بالدّقيقة. المدي بحدود 4 كيلو مترات «الارتفاع الأقصي 3 كيلو مترات». النظام له قابلية اشتباك مع الأهداف في الارتفاعات المنخفضة جدا «الأهداف علي ارتفاع 5 أمتار يمكن أن تشاغل engaged ، والارتفاع الأقصي للاشتباك 5000 متر».
نظام سيطرة علي النيران fire control system وفي هذا النظام، يتضمّن رادار سيطرة علي الهدف ورادار تعقبtracking radar ثنائي الموجه، الذي يشتغل في مجال الموجه المليمترية والسنتيمترية. مدي الكشف يصل إلي 30 كيلومترا، والتتبع حتي مدي 24، ويتعقّب هذا الرادار، الأهداف والقذيفة أرض - جوّ بينما هي في مرحلة الطيران. وبالإضافة للرادار، يحتوي نظام السيطرة علي النيران علي منظار كهرو- بصري electro-optic يعمل بالأشعة تحت الحمراء، للتصويب البصري الليلي الحراريthermal image عند إيقاف عمل الرادار. وبسبب قناتي التوجيه المستقلتين -رادار وكهروبصري- يسمح للنظام لكي يشاغل هدفين بشكل آني وفي نفس الوقت. وتبلغ نسبة الاشتباك القصوي، بحدود 10 أهداف بالدّقيقة «وقت ردّ فعل هو 6 ثوان، من اكتساب الهدف target acquisition ، وحتي إطلاق القذيفة الأولي». جدير بالذكر أن كلا من سوريا والإمارات قد تعاقدت علي هذا النظام ب«50 وحدة لكل دولة» وكذلك الجزائر.
كما ان مصر تمتلك انظمة أفضل من ذلك وأحدث إلي جانب التميز في دقة أداء العنصر.
الميكويان ميج-29 فلكروم أما عن الميج 29وهي الصفقة الاهم فهي طائرة مقاتلة من مقاتلات الجيل الرابع الروسي صممت للسيطرة الجوية في الاتحاد السوفيتي.
طورت الميج-29 في السبعينيات بواسطة مكتب تصميم ميكويان. قامت الميج-29 بأول طيران تجريبي لها يوم السادس من أكتوبر لسنة 1976 ودخلت الخدمة في سلاح الجو السوفيتي في منتصف الثمانينيات «تحديدا 1983» وتم تصديرها إلي العديد من الدول النامية إضافة إلي دول حلف وارسو وما زالت بالخدمة في القوات الجوية الروسية والعديد من الدول الأخري.
وتستطيع الميج-29 حمل ستة صواريخ جو- جو أر-73 إضافة إلي صواريخ أر-60 ومدفعا 30 مم وقد صممت للقيام بمهمات التفوق الجوي والدفاع الجوي وحتي الهجوم الأرضي ورغم أن العديد من الخبراء يقارن إمكانياتها بالطائرة إف-16 الأمريكية نظرا لتشابههما في الحجم فإنها في الواقع تشبه إلي حد ما المقاتلة إف- 15 من حيث نوعية المهام التي تقوم بها. صنع أكثر من 1600 طائرة ميج-29 تعمل منها 281 طائرة حالياً في سلاح الجو الروسي.
وتبدأ قصة الميج 29عندما علم السوفييت عام 1969 بالبرنامج الأمريكي "إف-إكس" والذي تطور لينتج الطائرة إف-15 إيجل. أدرك القادة السوفييت سريعاً أن المقاتلة الأمريكية الجديدة تعد متفوقة تكنولوجياً بشكل كبير عن المقاتلات السوفيتية المتوافرة آنذاك فظهرت الحاجة إلي مقاتلة متوازنة من حيث خفة المناورة «الذي ميز الطائرات السوفيتية دائما» بالإضافة إلي الأنظمة المعقدة الذي ميز الطائرات الغربية.
وعلي الفور قامت هيئة الأركان السوفيتية بإعلان طلب تصميم المقاتلة الجديدة وسمي البرنامج "مقاتلة الصف الأول المتطورة". كانت الطلبات وطموحات القادة كبيرة جدا حيث طلبوا طائرة بعيدة المدي، تستطيع الإقلاع بسهولة من الممرات القصيرة، خفة وقدرة ممتازة علي المناورة، سرعة تزيد عن ماخ 2، وقدرة كبيرة علي حمل الأسلحة.
وفي عام 1971 قرر السوفييت حاجتهم لنوع آخر من المقاتلات، فبالإضافة إلي برنامج "مقاتلة الصف الأول المتطورة" أضيف برنامج آخر هو "المقاتلة التكتيكية خفيفة الوزن المتطورة LPFI".
كلف مكتب سوخوي ببرنامج المقاتلة الثقيلة والذي انتهي إلي المقاتلة سو-27 أما ميكويان فكلفت بالمقاتلة الخفيفة وأنتجت الميج-29 بدأ تصميم الميج- 29 «والتي سميت ميج-29 إيه» في عام 1974 وطارت لأول مرة في 6 أكتوبر 1977 والتقطتها الأقمار الصناعية الأمريكية في نوفمبر من نفس العام. ظن الأمريكيون أنها الطائرة "رام-إل" وهي طائرة تجريبية مزودة بمحرك تومانسكي أر-25.
علي الرغم من تأخر البرنامج بسبب فقدان طائرتين أوليتين بسبب مشاكل متعلقة بالمحرك، دخلت الميج-29B خطوط الإنتاج ودخلت الخدمة في أغسطس 1983 في مطار كوبينكا. اجتازت الطائرة الاختيارات المطلوبة في 1984 وبدأ تسليمها للصف الأول في القوات الجوية السوفيتية في نفس العام.
ظهر الفارق الواضح بين البرنامجين «الطائرة الثقيلة والخفيفة» عندما دخلت الميج-29 الخدمة في القوات الجوية، بينما كلفت السو-27 بمهام أكثر خطورة مثل تدمير أهداف الناتو الحيوية في العمق وسحق الأهداف الجوية المعادية. أما الميج-29 الأصغر حجما فقد حلت محل الميج- 23 فورا في مهام مقاتلة الصف الأول. وضعت الميج-29 بشكل عام قريبا نسبيا من خطوط المواجهة وكلفت بمهمة حماية القوات البرية السوفيتية المتقدمة.
وقد صممت معدات الهبوط في الميج-29 بشكل قوي لتتحمل الممرات الجوية غير الممهدة بشكل كامل أو غير مستعدة والتي توقع القادة السوفييت وجودها في حالة الهجوم البري السريع. كما كلفت الميج-29 بمهمة حماية طائرات الهجوم الأرضي من الطائرات الأمريكية مثل الإف-16 والإف-15.
كما صممت الميج-29 لتوفر مظلة جوية للقوات البرية السوفييتية المتقدمة بحيث تتقدم للأمام مع القوات خلال هجومها.
أما في الغرب، أعطيت المقاتلة الجديدة لقب تعريف الناتو "فلكروم إيه". صدرت الميج-29 B بشكل كبير ولكن كنسخة أقل في الإمكانيات، الأولي هي "MiG-29B 9-12A" لدول حلف وارسو و"MiG-29B 9-12B" لبقية الدول. كانت الأنظمة الملاحية في النسختين أقل تطورا من تلك المخصصة للاتحاد السوفييتي بالإضافة إلي إلغاء قدرة الطائرة علي إطلاق الأسلحة النووية. أنتج تقريبا 840 طائرة من الطرازين.
أما النسخ المطورة من الميج-29 والتي زودت بأنظمة ملاحية متطورة فقد احتفظ بها في الاتحاد السوفييتي. اما النسخ متعددة المهام مثل الميج-29 كيه والتي كان لها القدرة علي الإقلاع من علي متن حاملات الطائرات فلم تنتج أبدا بأعداد كبيرة. أما في الحقبة التي تلت تفكك الاتحاد السوفيتي فيبدو أن افتقار ميكويان للنفوذ السياسي وتفضيل منافستها سوخوي قد أدي إلي تأثر تطوير الميج- 29 سلباً.. بالرغم من هذا فما زال تطوير بعض الطرازات جاريا بغرض التصدير كما أنه في الأغلب سيتم تطوير الطائرات الموجودة حاليا في خدمة القوات الجوية الروسية.
وقد طورت عدة نسخ من الميج-29 مثل الميج- 29 إس.إم.تي والميج-29 إم. كما تواصل تطوير النسخة القادرة علي الإقلاع من علي متن حمالات الطائرات الميج-29 كيه لصالح البحرية الهندية ولكن الأخيرة فضلت في النهاية الطائرة الأكبر سوخوي سو-33.
الجدير بالذكر ان الميج-29 صممت وفق المقاييس نفسها التي حددها مكتب تساجي للطائرة المقاتلة الصف الأول المتطورة «بي.إف.أي» وتعد الميج-29 شبيهة إلي حد كبير بالسو-27 من الناحية الأيروديناميكية ولكن مع وجود اختلافات ملحوظة.
وقد تم تصميم الميج-29 بشكل أساسي من معدن الألومنيوم مع عدد من المواد المركبة الأخري. للميج-29جناح مرتد للوراء بزاوية 40* متوسط الارتفاع في جسم الطائرة. كما أن للميج-29 ذيلا مرتدا للوراء وذيلين أفقيين.
ومن المؤكد ان التعاون المصري الروسي لن يقتصر فقط علي توريد أحدث أنظمة الدفاع الروسي لمصر بل سيمتد إلي عمليات التصنيع المشتركة وهو ما تتبناه مصر في السنوات الأخيرة وهي سياسة التصنيع والتعديل والتطوير وهي المهمة التي تشغل القادة إلي جانب متابعة الأحداث الأخيرة ومحاولات الجماعة المحظورة لعرقلة عملية التنمية وتشويه المؤسسة العسكرية بمحاولات مشبوهة الا ان التحركات علي المستوي الدولي والتحول الملموس في الشرق الاوسط يؤكد أن الجماعة في النفس الأخير وأنها أوشكت علي فهم حقيقة مهمة وهي أن الغطاء الأمريكي لها إلي زوال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.