أكد اللواء علاء عبدالظاهر مدير إدارة المفرقعات بالقاهرة أن أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي حاولوا القيام بعدد من التفجيرات في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة إلا أن خبراء المفرقعات نجحوا في إبطالها جميعاً، رافضا أن تتهم إدارته بالتقصير في حماية ركاب وزير الداخلية قائلا: "لم يمس الوزير بأي سوء وبذلك نكون نجحنا في مهمتنا". وأشار أشهر خبير مفرقعات في مصر إلي أن إدارة المفرقعات تعمل دائما علي تطوير إمكانياتها التقنية والفنية بما يجعلها تسبق المخططات الإجرامية بخطوات، مضيفاً أن الإدارة تتلقي ما يقرب من 120 بلاغا يوميا تتعامل معها علي أساس أنها جدية وتتحرك صوبها بكامل معداتها حتي يثبت العكس، كما كشف "عبدالظاهر"خلال حواره مع "الموجز" عن كثير من المفاجآت فإلي نص الحوار.. في البداية.. ما هي طبيعة عمل إدارة المفرقعات في هذه المرحلة الهامة؟ العمل في إدارة المفرقعات عبارة عن شقين الأول هو تأمين المنشآت والوزارات والمقرات والمؤتمرات والمناسبات الهامة إضافة إلي تأمين الشخصيات العامة والحشود الجماهيرية ضد مخاطر المفرقعات، والشق الثاني يتلخص في تلقي البلاغات التي تفيد بوجود أي أجسام غريبة وسرعة التعامل معها وإبطال مفعوله، أما إذا وجد خبرؤنا أجساما عسكرية مثل الدانات والصواريخ فنقوم علي الفور بإخطار سرية إزالة الألغام التابعة للقوات المسلحة للتعامل معها. ومع تزايد أعمال العنف هل تكفي قوات الإدارة لتأمين كافة أرجاء البلاد ؟ دعني أحدثك بصراحة .. فعدد مفتشي المفرقعات بالقياس مع عدد البلاغات التي نتلاقها قليل نسبياً وهو ما يضعنا تحت ضغط بشكل مستمر، ومع ذلك يوجد بكل محافظة قسم مفرقعات به من 3 إلي 4ضباط مفتشي مفرقعات، أما القاهرة فبها إدارة عامة كاملة للمفرقعات بخلاف الإدارة المركزية التي تشرف علي جميع أقسام المفرقعات بالجمهورية وهو ما يرجع لطبيعة العمل الكثيف بالعاصمة، وأنوه هنا بأن الأمن دائما ما يكون من الشعب فأكثر من 50 % من العملية الأمنية ترتبط بالمواطن البسيط، وأنا كرجل أمن دائما ما احتاج المواطن لكي أستطيع القيام بعملي علي أكمل وجه، ومن خلال عملنا بالإدارة وجدنا أن جزءا كبيرا من نجاحنا يعود إلي قدرة المواطن علي تحمل مسئولية إتمام العملية الأمنية معنا ومساعدتنا وحسن التعاون معنا، ولذلك أؤكد لك أننا نسيطر بشكل تام علي كافة أرجاء البلاد وان كان ذلك يمثل "حمل" كبيرا علينا إلا أننا قادرون علي التحدي فعملنا الآن يتعلق بالناحية الاقتصادية والتربوية والتعليمية والسياسية ونعي جيدا أن نسبة المخاطرة لدينا تساوي 0% فإما نجاح 100% وإما فشل، فمن قواعد المفرقعات أن الخطأ الأول هو الأخير. وكم عدد البلاغات الجدية التي تعاملتم معها خلال المرحلة الماضية؟ أولا إدارة المفرقعات نتعامل مع كل البلاغات التي تتلقلها علي أنها بلاغات جدية لأن خطر المفرقعات خطر كبير لا يمكن بأي حال من الأحوال التهاون فيه أو التقليل من شأنه، ولذلك نتعامل مع أي بلاغ علي أنه جدي ونتحرك بكامل معداتنا صوبه حتي يثبت العكس. إذن وماذا عن البلاغات الإيجابية التي تعاملت معها مؤخرا؟ أولا دعني أوضح لك ماهية البلاغ الجدي من وجهة نظرنا.. وهو ذلك البلاغ المرتبط بوجود جسم غريب أو غير مألوف في الطريق المعتاد للمبلغ، والذي نتعامل معه بالانتقال السريع لبحث هذا الجسم وسواء كان هذا الجسم يحتوي مواد متفجرة وفقا لجدول المفرقعات أو لا فهو بلاغ جدي نحرص علي إبلاغنا به فوراً، أما عن الأعداد فقد تلقينا خلال الشهر الحالي 12 بلاغا عبارة عن قنابل يدوية محلية وثبت جديتها ونجحنا في إبطال مفعولها. وماذا عن البلاغات الكاذبة؟ نحن لا نتعامل مع البلاغات علي أنها كاذبة أو كيدية وإنما نسميها بلاغات سلبية، وذلك لأن وعي المواطنين وإدراكهم بطبيعة المواد المتفجرة ضعيف، وباللتالي فقد يبلغ احد المواطنين عن وجود جسم غريب وبالانتقال إليه نجد شيئاً عادياً وطبيعياً، ولذا فبلاغه ليس كاذبا وإنما سلبي ونشكره علي جديته في الإبلاغ، وكل ما نتمناه من جميع المواطنين الجدية في الإبلاغ بالإضافة إلي الوعي في عرض بلاغهم لأن هناك من يتصل ليبلغ الإدارة أن أحد اترك سيارة مجهولة مكان سيارته وبالانتقال نجد أن احد جيرانه قد ترك السيارة مكانه وهو ما يمثل إرهاقا للقوات في وقت حساس. إذن وما هي خطة الإدارة لتأمين المنشآت الهامة في ظل تزايد أعمال العنف في الفترة الأخيرة؟ خطتنا ثابتة ولا ترتبط بأشخاص.. وتقوم علي أساس تأمين كافة المنشآت الحيوية والهامة بالقاهرة ومنها علي سبيل المثال بالنسبة لسياحة التأمين الشامل لكل الفنادق حيث يوجد بكل فندق مفتش مفرقعات يتلافي البلاغ ويتحفظ علي الجسم الغريب لحين توجه سيارة المهام إليه والتعامل مع الجسم محل البلاغ. لكن هناك قلقا لدي المواطن البسيط بعدما تردد أن عالم المفرقعات أصبحت تدعمه دول أجنبية وتصدره لمصر؟ بكل تأكيد في أعقاب ثورة يناير وفي ظل الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد استغل البعض سواء دولا أو أشخاصا أو حركات أو جامعات ذلك وقاموا بتهريب بعض الأسلحة والمواد المتفجرة إلي الداخل المصري، ومع ذلك لا يجوز التهويل من قدر هذه الكميات لأن الأجهزة الأمنية قبضت علي كميات كبيرة منها، أما الآن فكل المنافذ والمطارات والمواني مؤمنة بشكل تام وتم القبض علي كميات ضخمة من الأسلحة والمواد الخطرة التي كانت مهربة عبر أكثر من منفذ سواء سيناء أو ليبيا أو السودان، ولذلك اطمئن الجميع أن الوضع آمن بشكل كبير بفضل محاربة الأجهزة الأمنية أي نشاط خارج علي القانون، ونحن بإدارة المفرقعات وإن كنا نحارب المجهول فنحن قادرون علي التغلب عليه بالتدريب والارتقاء بمستوي بالأفراد والمعدات والأجهزة. اغتيال وزير الداخلية البعض حمل الإدارة مسئولية التقصير في حماية موكب وزير الداخلية؟ أعترض علي ذلك.. فلم يحملنا أحد مسئولية التقصير في حماية ركاب الوزير لأننا قمنا بدورنا علي أكمل وجه. وعندما يتعرض ركاب وزير الداخلية لمحاولة تفجير أليس ذلك تقصيرا من إدارة المفرقعات؟! في البداية لا بد أن أذكرك بالتاريخ.. فمحاولة اغتيال وزير الداخلية والتعرض له حدثت من قبل مع ستة وزراء داخلية سابقين وبالتالي فهي ليست أول مرة، ونحن لا نقول إن الوزير تعرض لمحاولة اغتيال، لأن الهدف الإرهابي هو اغتيال شخصية وزير الداخلية والحمد لله لم يستطيعوا وباءت محاولتهم بالفشل ونجا الوزير حتي لو انفجرت العبوة، وأؤكد لك انه ما دام الوزير لم يجرح نكون نجحنا في تأمينه، فما تعلمناه في حراسة المنشآت والشخصيات العامة أن الهدف - الوزير- رقم واحد وما دام لم يمس بسوء نكون نجحنا في عملنا ولو مس بسوء وكل من معه نجا نكون فشلنا وقصرنا في عملنا. لكن دوركم كان اكتشاف هذه العبوة أو السيارة المفخخة قبل الحادث؟ آليات تأمين الشخصيات الهامة تقوم علي عدد من محاور منها أولا تمشيط خط السير لأكثر من مرة وحال الاشتباه بجسم غريب أو سيارة مفخخة نقوم بسرعة التعامل معها وتفكيكها وإبطال مفعول سريعا، والطريقة الثانية هي النسف الحذر والتي تتمثل في تفجير الجسم في مكانها لضيق الوقت مع تغير خط سير الشخصية الهامة، وبالتالي فالحديث عن تقصير الإدارة في تأمين خط سير الوزير كلام عار تماما من الصحة لأننا قمنا بتمشيط خط سير الوزير لأكثر من مرة وجاءت السيارة المفخخة التي ارتكبت الحادث ووقفت في خط السير بعد مرورنا وخلال لحظات انفجرت. التفجيرات أثبتت أن الجماعات الإرهابية قادرة علي خرق خطط الأجهزة الأمنية.. تعليقك؟ أخالفك الرأي تماما.. فنحن كأجهزة أمنية ندرك أن خصمنا يتطور بشكل سريع ولا نقلل من شأن إمكانياته ولذلك نطور أنفسنا بشكل أسرع وأكبر منه. هل تمت زيادة الحراسات بعد حادث وزير الداخلية علي الشخصيات الهامة؟ الحراسات موجودة قبل حادث الوزير وبشكل مناسب تماما، أما إذا كنت تقصد مضاعفة مهمات التأمين فهو أمر حدث بالفعل فزادت دوريتنا من مرة أو اثنتين يوميا إلي خمس وست مرات. وهل يوجد تنسيق بين إدارة المفرقعات وباقي أجهزة الوزارة؟ وزارة الداخلية لا تتجزأ..فهي جسم واحد من أول الوزير إلي اصغر عسكري ونتحمل مسئولية بعضنا البعض ونحزن جميعا لتعرض أي شخص منا لسوء. العمل بإدارة المفرقعات وكيف يتحرك مفتشو الإدارة لإبطال المفرقعات في الأوقات الطبيعية؟ بناء علي الاتصال التليفوني. وما الدور الذي يقوم به المواطن البسيط لمساعدتكم في أداء عملكم؟ الدور الأساسي المطلوب من المواطن البسيط هو تعلم كيفية الاشتباه الصحيح في الأجسام الغريبة التي تعترض طريقه حتي لا يرهقنا بالبلاغات السلبية. وكيف يكون ذلك؟ لو لاحظ وجود جسم غريب أو غير مألوف في الأماكن التي يمر عليها يوميا يكون اشتباهه صحيحا، فمثلا لو وجد حقيبة أمام منزله ولا يوجد بجوارها أحد لا يسرع بالبحث عما بداخلها لان المخرب أو الإرهابي يبني آماله علي طمع وفضول المواطن في التعرض للشيء المفخخ، وكل ما عليه فعله وقتها أن يقوم بالتحفظ علي المكان وقطع خط سير المواطنين ولا يقترب من الحقيبة أو الجسم الغريب أو يقوم بهزه أو تحريكه ويحاول عمل كردون أمني علي مساحة خمسين مترا دائريا ولو كان الجسم بجوار سور أو مبني يخلي علي الفور المبني ممن به ويبعد المارة خمسين مترا من الجهة العكسية، ويقوم بعد ذلك بالاتصال بنا علي رقم 122 أو 180 أو أن يتوجه إلي أقرب شرطي في الشارع وهو من يتولي الاتصال بنا. وماذا عن سرعة توجهكم للمبلغ ؟ في القاهرة توجد خمس عربات مهام مقسمة علي خمسة قطاعات تستطيع أي سيارة الوصول إلي أي بلاغ يتبع قطاعها خلال دقائق بالتنسيق مع غرفة العمليات بوزارة الداخلية لإخلاء الطريق الرئيسي أو الطرق الجانبية. وماذا عن الوضع في سيناء وتفجير خط الغاز بشكل مستمر؟ دعنا نوضح حقيقة هامة وهي أنه وبعد عزل "مرسي" لم تتم عملية تفجير خط الغاز إلا مرة واحدة وبعد إحكام قوات الجيش والشرطة سيطرتها علي الوضع الأمني في سيناء لم تتكرر مجددا، وبالتالي فالأمر لم يكن نقص أمنيا بقدر ما هو متعلق بسياسة دولة خلال عام . وهل حاول أنصار المعزول تنفيذ وعودهم السابقة لعزل "مرسي" بإحداث بعض التفجيرات؟ في قطاع أمن القاهرة لم تنفذ أي تفجيرات إلا محاولة اغتيال وزير الداخلية. وهل تعاملت الإدارة مع بلاغات إيجابية بعد عزل "مرسي"؟ يوميا أتلقي ما يقرب من 120 بلاغا بجميع قطاعات القاهرة، ثبت جدية الكثير منها في أعقاب فض اعتصامي رابعة والنهضة وتم التعامل معها بشكل مميز ونجحت القوات في إبطال مفعولها، ومع ذلك تتخذ الإدارة إجراءات احترازية لتأمين المظاهرات والتجمعات خلال الفترة الأخيرة، باستخدام أساليب حديثة، منها سيارة المسح الضخمة. وماذا عن تأمين المترو والسكك الحديدية؟ المترو والسكك الحديدية لهما إدارة مفرقعات وحماية مدنية ومجهزان بكافة الأجهزة اللازمة وتوجد لديهما كلاب أمن وحراسة مدربة علي كشف أي مواد متفجرة، كما أن لديهما أجهزة مسح وكشف عن المفرقعات بشكل يسمح لهما بتأمين الركاب بشكل كامل. وماذا عن أحدث الطرق التي يلجأ إليها الإرهابيون؟ لا أستطيع القول إن القاهرة شهدت تطورا ملحوظا في تكتيك وأجهزة الإرهابيين. لكن هناك وافدين للقاهرة وقد تكون لديهم إمكانيات تعلو الأجهزة الأمنية؟ كل الموجود أجهزة ومعدات مألوفة بالنسبة لنا، وكل ما يقوم به الإرهابيون من تطوير معروف لنا وتعاملنا مع كثير منه من قبل، وقد قامت أجهزة المواني خلال الفترة الماضية بإلقاء القبض علي عدد كبير من الأجهزة والمعدات التي كانت مهربة للداخل. وما هي أشد المواد المتفجرة خطورة وأوسعها انتشارا في العمليات الإرهابية؟ أكثر المواد المتفجرة انتشارا هي مادة tnt، وذلك لتوافرها وسهولة تصنيعها أو تحضيرها بأسعار زهيدة، أما خطورة الانفجار فتكون وفقا لكمية المواد المتفجرة. وما هي أكثر المنشآت المستهدفة ؟ الإرهاب استخدام مسلح من قبل دول ومخابرات أو جماعات أو حركات او أشخاص بقصد اغتيال شخصيات هامة أو التأثير الاقتصادي علي موارد الدولة أو لإثارة الذعر العام بين المواطنين لإحراج المحكومة، وبالتالي فالمستهدفون من وراء أي عملية تفجيرية كثر وهو أمر يحملنا ضغوطا كبيرة.