سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللواء سامى يوسف: العمليات الإرهابية الأخيرة تحمل بصمة واحدة فقط لأنصار الرئيس المعزول مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية ل« »: مصر تواجه تهديدات إرهابية لم تشهدها من قبل
قال اللواء سامى يوسف، مساعد وزير الداخية للحماية المدنية، إن مصر تواجه هذه الأيام ظروفا استثنائية وأخطارا عديدة لم تشهدها من قبل، تضعها على المحك، حيث تترصدها قوى الإرهاب والتخريب من كل جانب، مطالبا الشعب المصرى بالتكاتف مع الشرطة والتلاحم والتعاون الإيجابى لعبور هذه المرحلة الحساسة. ووصف اللواء يوسف فى حواره ل«الوطن» المواطن ب«البطل الحقيقى» وحجر الأساس فى تلك المواجهة، حيث يظل دوره حاسما فى مواجهة العمليات الإرهابية لأن وعيه فى التصدى لتلك التهديدات التى تواجه البلاد، خاصة فى الإبلاغ عن الأجسام الغريبة التى يشتبه فيها، يقلل الخسائر المحتملة إلى مدى بعيد. وأوضح «يوسف» أن الإدارة العامة للحماية المدنية تعاملت خلال أقل من شهرين وتحديدا منذ ثورة 30 يونيو مع 1546 بلاغا تشمل 600 إخطار مفرقعات و700 حريق و100 حالة إنقاذ برى و150 حالة إنقاذ نهرى، تلقتها الإدارة على رقمى 122 و180، وتم التعامل معها بجدية تامة بغض النظر عن كونها إيجابية أم سلبية. ■ ما طبيعة عمل الإدارة العامة للحماية المدنية؟ - طبيعة عمل الإدارة تتلخص فى عدة مهام أهمها الإشراف الفنى العام على إدارات الحماية المدنية بالمحافظات والإدارات العامة والمصالح بوزارة الداخلية ومتابعة أعمال الإطفاء والإنقاذ سواء كان ذلك إنقاذا نهريا أو بريا والكشف والتعامل مع المفرقعات وانهيارات المنازل. ■ شهدت الفترة الماضية أعمال عنف غير مسبوقة.. هل لديكم إحصاء بذلك؟ - فى أعقاب ثورة 30 يونيو شهدت البلاد بالفعل موجات عنف غير مسبوقة من جانب أنصار الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسى وكان كم الحرائق وبلاغات الكوارث المتعمدة مرتفعا جدا ووصل فى فترة لا تتجاوز شهرين إلى 1546 تشمل حرائق ومفرقعات وحوادث برية ونهرية ووصل عدد البلاغات الخاصة بالمتفجرات التى تعاملت معها إدارة المفرقعات إلى ما يقرب من 600 بلاغ نسبة النجاح فى التعامل مع الإيجابى منها وصل إلى 100% بالإضافة إلى 700 حريق تشمل الحرائق الناجمة عن المولوتوف و100 حالة تعامل مع حوادث الطرق و150 حالة إنقاذ نهرى. ■ بخصوص عدد بلاغات الأجسام الغريبة الذى ذكرت أنه 600 بلاغ.. ما دلالة ذلك؟ - قد يكون الشىء الجيد فى هذا الأمر هو وعى المواطن المصرى الذى أبهرنا بوعيه وتعاونه الإيجابى فى التعامل مع الأجسام التى يشتبه فى كونها متفجرة لكن من حيث الكم هو رقم مرتفع فعلا فقبل ذلك كانت البلاغات الخاصة بالأجسام الغريبة والمفرقعات نادرة لكن بعد ثورة 30 يونيو وفى ظل التهديدات الإرهابية كان من الطبيعى أن يرتفع العدد بهذا الشكل. ■ كم تبلغ نسبة البلاغات الإيجابية منها؟ - أود أن ألفت الانتباه لشىء غاية فى الأهمية وهو أننا نتعامل مع كافة البلاغات بنفس الدرجة من الأهمية فلا يمكن مثلا أن يصلنى بلاغ عن جسم غريب وأتكاسل عنه لمجرد اعتقادى أنه كاذب مثلا أو لوجود احتمال أنه سلبى لكن فى النهاية نسبة الإيجابى منها مرتفعة وتصل مثلا إلى 50% وهى نسبة مرتفعة جدا، وهنا أحب التأكيد على أن كثرة تلك البلاغات لا تزعجنا إطلاقا بل نطالب المواطن بالوعى والحذر وأن يكون حريصا على الدوام فى التعامل مع أى جسم يشتبه فيه. ■ إذن ماذا تطلب من المواطنين لإنجاز مهمتك؟ - أقول للمواطن إن مصر تعيش أو تمر بظرف استثنائى بالغ الخطورة، لذلك يجب أن يبلغ فورا عن أى جسم غريب يشتبه فيه مهما كانت نسبة الشك ضعيفة كما نناشد المواطنين أيضاً من أصحاب الشقق المفروشة بالإبلاغ عن المستأجرين إذا أثارت تصرفاتهم الريبة، وأيضاً السيارات المركونة فى الشوارع لفترات طويلة. ■ ألا تخشى من أن يشكل ذلك عبئا على القوات؟ - أنا لا أخشى ذلك وجميع قوات الإدارة العامة للحماية المدنية وكافة الإدارات التابعة لها فى 27 محافظة على أهبة الاستعداد على مدار 24 ساعة للتعامل مع أى بلاغ بمنتهى الجدية لأن اكتشاف بلاغ واحد صحيح من 100 يمثل فى حد ذاته إنجازا فلك أن تتخيل مثلا حجم الأضرار التى ستنجم عن هذا البلاغ الصحيح. ■ يحتاج المواطن فى هذه الحالة أن يتعرف على أفضل طريقة للتعامل مع الأجسام الغريبة؟ - أولا الاتصال برقم 122 أو 180. ثانيا البعد بمسافات كافية عن الجسم المشتبه فيه. ثالثا عدم العبث أو تحريك تلك الأجسام. رابعا مساعدة القوات فى عمل كردون مناسب. خامسا إفساح المجال أو الطريق لوصول سيارات الطوارئ. ■ وكيف تتعاملون أنتم معها؟ - فور تلقى البلاغ تتوجه قوة من خبراء المفرقعات القريبة من محل البلاغ، ويتم عمل كردون بمساحة كافية للتأمين، ثم يتدخل خبراء المفرقعات المتخصصين للتعامل مع الجسم الغريب باستخدام أجهزة الكشف عن المفرقعات، سواء باستخدام الأشعة أو بالروبوت أو باستخدام مدفع المياه. ■ حدثنا عن الطبيعة الفنية للتعامل مع المفرقعات؟ - إدارة المفرقعات التابعة للإدارة العامة للحماية المدنية تضم عددا كبيرا من الخبراء، الذين يتمتعون بقدرات فنية عالية جدا، ومدربين على أحدث الأجهزة وحاصلين على دورات وفرق دولية عالية المستوى، ولذلك فإن قدراتهم فى التعامل مع القنابل والمفرقعات تتم بشكل احترافى، لكن بوجه عام يعتمد منهج التعامل الفنى مع المتفجرات على اختلافها على وجود بطارية أو مصدر للطاقة ومفجر أو بادئ اشتعال، وأخيراً المادة المتفجرة، ويتلخص عمل خبير المفرقعات فى قطع الطاقة عن وحدة التفجير. ■ وهل هذا أمر سهل؟ - ليس سهلا فى كل الأحوال، لأن الإرهابيين يطورون طرقهم الإجرامية باستمرار، فمثلا يتم تزويد القنبلة المطلوب تفجيرها بأكثر من بطارية مثل النظام المعتمد فى السيارات المفخخة أو تغيير طريقة التفجير إما باللمس أو عن طريق الضغط أو التحرير من الضغط وهناك طريقة فى التفجير وهى خطيرة جدا تسمى طريقة «الدائرة المنهارة»، وهى تعتمد على انفجار القنبلة فى اللحظة التى يتم فيها فصل البطارية أو مصدر الطاقة، وهى من أهم الصعوبات التى تواجه خبراء المفرقعات. ■ وكيف يتم التعامل فى هذه الحالة؟ - لدينا جهاز الكشف عن المتفجرات أو مراكز الطاقة فى الوحدات المتفجرة اسمه جهاز «x ray»، يوضع خلف الجسم الغريب ويوصل بجهاز كمبيوتر وتوجه الأشعة على الجسم فتظهر نقاط الطاقة التى يتم التعامل معها عن بعد باستخدام طلقات المياه التى يتم تصويبها على تلك النقاط وإبطالها. ■ ماذا تقصد بطلقات المياه؟ - عبارة عن أنبوب من النحاس طوله 13 سم على هيئة الطلقة الخرطوش، وهو معبأ بالماء المضغوط المدعم بكبسولة من البارود، وبمجرد إطلاقها تخرج المياه فى حزمة واحدة شديدة الكثافة نحو الهدف. ■ هل تستخدم هذه الطريقة فى الأماكن المأهولة؟ - بالطبع لا.. لدينا طرق عديدة للتعامل، المدفع مثلا يستخدم فى مناطق مفتوحة، وهناك «البوتقة» وهى كرة سميكة من الفولاذ السميك لها فتحة فى الأعلى، وتفتح وتلقى القنبلة بداخلها بعد نقلها بروبوت وتفجيرها بداخلها، وهى تتحمل حتى 5 كيلوجرامات من المتفجرات. ■ ما أكثر المواد المتفجرة شيوعا؟ - أكثرها شيوعا مادة tnt، وذلك لتوافرها وسهولة تصنيعها أو تحضيرها بأقل التكاليف، وهى التى استخدمت تقريبا فى التفجيرات الأخيرة. ■ هل توجد مواد أخرى؟ - كثيرة، لكن أشهرها تلك المادة، وهناك مواد أخرى يستخدمها الإرهابيون ومنها «البول المغلى» الذى يحدث فرقعة واحتراقا وتكون سرعتها تقريبا من 500 متر فى الثانية بخلاف مواد أخرى تكون سرعة اشتعالها 1000 متر فى الثانية، وهى تنتج حرائق فقط، أما السرعات اللازمة للانفجار مثل «تى إن تى» فسرعتها من 3000 إلى 7000 متر فى الثانية. ■ يعد المترو هدفا للجماعات الإرهابية.. ما خطة تأمينه؟ - المترو مؤمّن بشكل كامل، وهناك أجهزة للكشف عن المفرقعات، ليس شرطا أن يراها المواطن، وهناك خبراء مفرقعات موجودون على مدار اليوم ونطالب المواطنين بملاحظة الأشخاص المثيرين للريبة والإبلاغ عنهم وعن أى أجسام غريبة. ■ بعد حبس قيادات الإخوان أصبحت السجون هدفا محتملا.. كيف تواجهون ذلك؟ - جميع سجون الجمهورية من ناحية المفرقعات مؤمنة تماما وبشكل صارم، ففى كل سجن توجد وحدة للحماية المدنية مزودة بعربات إطفاء وأجهزة للكشف عن المفرقعات وخبراء للتعامل مع أى أجسام غريبة. ■ وماذا عن سيناء؟ - وحدات الحماية المدنية فى سيناء تعرضت للتدمير الجزئى بسبب الإرهاب، ومؤخرا قمنا بدعم كافة الوحدات هناك بالخبراء والضباط والأجهزة الحديثة من مدافع طلقات المياه وأجهزة الأشعة والروبوتات، وحاليا جميع وحداتنا هناك مجهزة للتعامل مع أى طارئ، وتم تعزيز جميع وحدات ونقاط الحماية المدنية على مستوى الجمهورية، والتنبيه على جميع الضباط الأفراد والمجندين باليقظة التامة وسرعة الاستجابة لأى بلاغات. ■ وماذا عن تأمين الفرد الذى يتعامل مع المفرقعات؟ - طبعا لديه أحدث الأجهزة للتعامل مع كافة المتفجرات، وفى أثناء التعامل يرتدى بدلة مدرعة من الفولاذ تحميه بمقدار متر لكل كيلوجرام متفجر، بمعنى أنه إذا حدث انفجار لكيلوجرام مثلا من المتفجرات فإن بعده عنه بمقدار متر لا يعرضه للخطر، أما إذا كان قريبا فإنه يتعرض للخطر، ولو كانت القنبلة مثلا وزنها 5 كيلوجرامات فيلزمه فى هذه الحالة أن يكون بعيدا عنها بمقدار 5 أمتار، أما إذا حدث الانفجار وكان فى مسافة أقل من 5 أمتار فلن نعثر إلا على عظامه. ■ طبيعة عمل خبراء المفرقعات ورجال الحماية المدنية تضعهم دائما على حافة الخطر فكيف يتم تأهيلهم لذلك؟ - جميع القوات فى إدارات الحماية المدنية موقنون تماما أنهم قد يفقدون حياتهم فى أى لحظة، لكن هذا لا يشكل عائقا أمامهم عن تأدية واجبهم ومسئوليتهم الوطنية، فضلا عن أن الوزارة تغرس فيهم منذ بداية التحاقهم بالحماية المدنية التفانى والإخلاص والإقدام على الشهادة فداء للوطن، لذلك يجب أن يتحمل المواطن هو الآخر المسئولية ويقدم على تحملها بنفسه ويتعاون بالإبلاغ وتقديم المعلومة عن أى شىء أو جسم غريب، لأن الأساس هو المعلومة وبها ننقذ أرواح الأبرياء.. رجل الحماية المدنية يدرك جيدا أن الخطر الذى يتعامل معه موجه لأهله، لأسرته، ابنه، ابنته وشقيقه ووالدته. ■ ما أخطر البلاغات التى تعاملتم معها مؤخرا؟ - رجال الحماية المدنية يتعاملون يوميا مع بلاغات خطرة، خاصة فى هذه الأيام، حيث نستقبل فى اليوم الواحد المئات منها، وأخطرها بلاغات العثور على أجسام غريبة ومشتبه فيها مثل المواد المفرقعة وحوادث الحرائق الناجمة عن استخدام المولوتوف والحرائق التى ترتكب بشكل عمدى، وتخزين الألعاب النارية فى أماكن غير مجهزة. ■ بخبرتك ما البصمة التى تراها فى التفجيرات الأخيرة؟ - أنا لا يمكننى أن أجزم بذلك لأن الذى يحددها الأدلة الجنائية، لكن التفجيرات الأخيرة خاصة فى سيناء لها بصمة واحدة لا تتغير، وأرجح أنها لأنصار الرئيس المعزول، لأنها تتم بنفس الطريقة، وغالبا العقل التفجيرى لا يتكرر، فكل جماعة مثلا لها طريقة معينة فى التفجير تتقنها ولا تغيرها، هذا بالإضافة إلى أن أسلوب التفجير بالتفخيخ أو بالشراك الخداعية معقد لكنه منتشر مثلا بين عناصر حماس ويتقنونه جيدا، لذلك أرجح أن منفذى تلك التفجيرات تلقوا تدريبات عليها هناك. ■ بم تنصح المواطن؟ - أنصح المواطن دائما بعدم التدخل فى أعمال رجال الإطفاء، واتباع الأصول السليمة فى استخدام الأجهزة الكهربائية والمشاعل التى تعمل بالغاز والشمع وغيرها، والحذر من عبث الأطفال بالمواد القابلة للاشتعال.