رئيس «الشيوخ»: المجلس قدم 17 دراسة أثر تشريعي ساهمت في كشف أوجه القصور بالتشريعات    4 توصيات للجنة العامة ب"النواب" حول اعتراض الرئيس على قانون الإجراءات الجنائية    «الشيوخ» يوافق على استقالة 14 عضوا لرغبتهم الترشح في انتخابات مجلس النواب    رئيس مجلس النواب: ذكرى أكتوبر ملحمة خالدة وروحها تتجدد في معركة البناء والتنمية    المستشار ناصر رضا عبدالقادر أمينًا عامًا جديدًا لمجلس الدولة    سباق مبكر على مقاعد النواب فى الأقصر .. السوشيال ميديا تشعل المنافسة    اليورو يواصل التراجع بمنتصف التعاملات اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025 أمام الجنيه    استقرار أسعار الحديد والأسمنت في الإسكندرية اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025    السفير التشيكي يزور دير المحرق بالقوصية ضمن جولته بمحافظة أسيوط    الحكومة تُحذر المتعدين على أراضى طرح النهر من غمرها بالمياه    الرقابة المالية: 773 مليار جنيه قيمة التمويل الممنوح من الجهات الخاضعة لها بنهاية يوليو 2025    قناة السويس 2025.. عبور 661 سفينة إضافية وتقدم 3 مراكز عالميًا وزيادة الطاقة الاستيعابية ب8 سفن    الجيش الإسرائيلى ينفى دخول سفن "أسطول الصمود" للمياه الإقليمية قبالة غزة    الصحة بغزة: الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي أصبح خطيرا جدًا    4 إصابات جراء هجوم بسكين خارج كنيس يهودى شمال مانشستر    زيلينسكي يحذر أوروبا: روسيا قادرة على انتهاك المجال الجوي «في أي مكان»    فى ذروة موسم الحصاد.. الإغلاق الحكومى يعمق أزمات المزارعين الأمريكيين    من هم شباب حركة جيل زد 212 المغربية.. وما الذي يميزهم؟    الأهلي يطمئن على جاهزية الشحات للمشاركة أمام كهرباء الإسماعيلية    أحمد حمدى يقترب من المشاركة مع الزمالك فى غياب السعيد    ياسين منصور وعبدالحفيظ ونجل العامري وجوه جديدة.. الخطيب يكشف عن قائمته في انتخابات الأهلي    شوبير يكشف تطورات مفاوضات الأهلى مع المدرب الأجنبى    حمادة عبد البارى يعود لمنصب رئاسة الجهاز الإدارى لفريق يد الزمالك    الداخلية تطيح بعصابة مخدرات ظهرت فى مقطع على مواقع التواصل الاجتماعى    "سحر باللبن".. مشادة سيدة و"سلفتها" تنتهى بضبطهما بعد تهديدات بأعمال الدجل    " تعليم الإسكندرية" تحقق فى مشاجرة بين أولياء أمور بمدرسة شوكت للغات    كشف غموض العثور على جثة رضيع داخل كيس قمامة بأحد شوارع شبرا الخيمة    الثقافة والإسكان تتعاون فى إضاءة البرج الأيقوني..وفرحت مصر – 6 أكتوبر    القومي للسينما يعلن عن مسابقة سيناريو ضمن مشروع "جيل واعي – وطن أقوى"    جاء من الهند إلى المدينة.. معلومات لا تعرفها عن شيخ القراء بالمسجد النبوى    بعد انفصال 4 سنوات.. ليلى عبداللطيف تتوقع عودة ياسمين صبري ل أحمد أبوهشيمة    "نرعاك فى مصر" تفوز بالجائزة البلاتينية للرعاية المتمركزة حول المريض    الاستجابة ل3307 استغاثات خلال 3 أشهر.. مدبولي يتابع جهود اللجنة الطبية العليا    حقيقة انتشار فيروس HFMD في المدراس.. وزارة الصحة تكشف التفاصيل    إنقاذ حياة طفلين رضيعين ابتلعا لب وسودانى بمستشفى الأطفال التخصصى ببنها    أسماء الأدوية المسحوبة من السوق.. أبرزها مستحضرات تجميل وخافض حرارة    الكشف والعلاج مجانًا.. جامعة بنها تواصل فعاليات مبادرة «لمسة وفاء» لرعاية كبار السن بشبرا الخيمة    رئيس الوزراء: الصحة والتعليم و"حياة كريمة" فى صدارة أولويات عمل الحكومة    مبابي يقود قائمة يويفا.. وصراع شرس مع هالاند وهويلوند على لاعب الأسبوع    مبابي ينصف جبهة حكيمي بعد تألقه اللافت أمام برشلونة    في أول عرضه.. ماجد الكدواني يتصدر إيرادات السينما بفيلم فيها إيه يعني    احتفالات قصور الثقافة بنصر أكتوبر.. 500 فعالية بالمحافظات تعكس دور الثقافة في ترسيخ الهوية المصرية    الرقابة المالية تصدر ضوابط إنشاء المنصات الرقمية لوثائق صناديق الملكية الخاصة    مفهوم "الانتماء والأمن القومي" في مناقشات ملتقى شباب المحافظات الحدودية بالفيوم    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني    حقيقة فتح مفيض توشكى والواحات لتصريف مياه سد النهضة.. توضيح من خبير جيولوجي    أرتيتا: جيوكيريس يتحسن باستمرار حتى وإن لم يسجل    الداخلية تكتب فصلًا جديدًا فى معركة حماية الوطن سقوط إمبراطوريات السموم بالقاهرة والجيزة والبحيرة والإسكندرية    الداخلية تضبط 100 حالة تعاطٍ للمخدرات وقرابة 100 ألف مخالفة مرورية في 24 ساعة    هل الممارسة الممنوعة شرعا مع الزوجة تبطل عقد الزواج.. دار الإفتاء تجيب    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025 فى المنيا    مصرع وإصابة 11 شخصا إثر حريق هائل يلتهم عقارًا في فيصل    «الداخلية»: القبض على مدرس بتهمة التعدي بالضرب على أحد الطلبة خلال العام الماضي    بقرار جمهوري، مجلس الشيوخ يفتتح اليوم دور الانعقاد الأخير من الفصل التشريعي    ترامب يقرر اعتبار أي هجوم على قطر هجومًا على أمريكا    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالوقائع: حريم الإخوان وثورة 30 يونيو.. وحقيقة استغلالهم اعلاميا وسياسياً ب"الباطل"
نشر في الموجز يوم 17 - 09 - 2013

عن نساء الإخوان وثورة 30 يونيو كتب الباحث السياسى أبو الفضل الإسناوى دراسته، التى تحدث فيها عن تحولات المرأة "الإخوانية" من التظاهر إلى الاعتصام، موضحاً الدور السياسي لنساء الإخوان، الذى قال بشأنه، أنه مجرد وجود دور سياسي لنساء الإخوان يخالف ما ذكره حسن البنا في رسائله، وفي تحديده لدور المرأة، حيث قال البنا في كتابه الرسائل تحت عنوان" رسالة المرأة": علموا المرأة ما هي في حاجة إليه بحكم مهنتها ووظيفتها، التي خلقها الله لها، تدير المنزل، وترعى الأطفال. ورغم توصيات البنا لجماعته، فقد دفع التنظيم بالنساء للقيام بدور سياسي تمثل في المشاركة السياسية، والاستغلال السياسي الذي لجأت إليه الجماعة بشدة بعد تراجع قدرة رجال " الإخوان المسلمون" على الإقناع نتيجة لفقدان الثقة بعد سيطرة الجماعة على برلمان 2011 دون أن يقدموا شيئا لمن انتخبوهم.
وبداية بالمشاركة السياسية وتطورها قال الإسناوى فى دراسته:
بدأت المشاركة السياسية للنساء على استحياء في عام 1944 عند إنشاء أول جمعية تنفيذية" للأخوات المسلمات"، لعدم إيمان الجماعة بدور سياسي حقيقي للنساء، حيث هدف قيادات التنظيم في ذلك الوقت إلى عدم ظهور زوجاتهم في العمل السياسي، تخوفا من الحملات الأمنية التي تعرضت لها الجماعة في محنتها الأولى، وتم تفعيل تلك المشاركة للأخوات على أرض الواقع في الانتخابات البرلمانية لعام 2000 ، بترشيح جيهان الخلفاوي في تلك الانتخابات عن دائرة الرمل بالإسكندرية. وترجع موافقة تنظيم الإرشاد على المشاركة الفعلية للنساء إلى طموح بعض نساء الجماعة، واللاتي كان على رأسهن جيهان الخلفاوي، حيث تسبب في ضغوط بعض نساء الإخوان لإعطائهن فرصة في العمل الإداري والسياسي للتنظيم، الأمر الذي لقي اعتراضا من قبل قيادات إخوانية كان منهم محمود عزت ومحمد حبيب، رغم الموافقة المبدئية لمهدي عاكف، مرشد الجماعة في ذلك الوقت. وتكثفت بشدة المشاركة السياسية لنساء الجماعة بعد عام 2004، وتقدمت للترشح العديد من سيدات الإخوان في الانتخابات البرلمانية عام 2005 ، كان على رأسهن جيهان الخلفاوي للمرة الثانية، وترشحت مكارم الديري عن مدينة نصر. ويلاحظ أن انتخابات مجلس الشورى في عام 2010 خلت من ترشح أي من نساء الإخوان.
وتعد المرحلة الزمنية الأقوى من مشاركة نساء الإخوان في العمل السياسي هي الفترة التي تلت ثورة 25 يناير، والتي كان لها الفضل في ظهور نساء الإخوان على المشهد السياسي المصري. وهنا، لا بد أن نشير إلى أن سماح مكتب الإرشاد لنساء الإخوان بالمشاركة السياسية الكثيفة في أول انتخابات برلمانية بعد ثورة يناير لا يرجع لإيمان التنظيم بفكرة ولاية المرأة، والتي أثارت خلافا حادا لفترة طويلة بين قيادات مكتب الإرشاد، وإنما يعود ذلك لما تضمنه قانون الانتخابات المعد في المرحلة الانتقالية الأولى عام 2011 ، حيث اشترط القانون ضرورة وضع امرأة على كل قائمة حزبية، وبذلك بلغ عدد مرشحات الإخوان 115 امرأة، نجح منهن ما يزيد على 6 سيدات، حيث بلغ عدد قوائم الإخوان 115 قائمة، تضمنت كل قائمة امرأة، نجح ما يقرب من 222 نائبا، كان منهم 6 سيدات.
لم يتوقف القطار النسائي في المشاركة السياسية على انتخابات مجلس الشعب عام 2011 ، بل تقدم عدد كبير منهن أيضا على قوائم مجلس الشورى، ونجح منهن عدد ليس بالقليل، إلى جانب مشاركة ما يقرب من ثلاث سيدات إخوانيات في الجمعية التأسيسية لإعداد دستور 2012 ، وكان منهن عزة الجرف، عضو مجلس الشعب المنحل، ودكتورة أميمة كامل، الأستاذ بكلية طب القاهرة، وهدى غنيمة، وسوزان سعد زغلول، عضو مجلس الشورى المنحل. واستكمالا للمسار السياسي لنساء الإخوان، تقدمت لأول مرة الإخوانية صباح السقاري كأول مرشحة لرئاسة حزب الحرية العدالة، منافسة للقياديين: عصام العريان، والدكتور سعد الكتاتني.
وعن الاستغلال السياسي للنساء قالت الدراسة:
أما الدور السياسي الثاني لنساء الإخوان، فتمثل في ما يعرف" بالاستغلال السياسي"، والدفع بالنساء من قبل قيادات مكتب الإرشاد، واستغلالهن في فترات الانتخابات البرلمانية، والانتخابات المحلية، حيث ترى قيادات التنظيم أن النساء كتلة تصويتية تستغل سياسيا، نظرا لارتفاع نسبتهن التي تقترب من ضعف الكتلة التصويتية للرجال.
فوفقا لشهادة القيادية الإخوانية انتصار عبد المنعم في أحد الحوارات الصحفية، استطاع قيادات الإخوان، منذ عام 2005 ، الدفع بالنساء في السياسة، وأنه صدرت أوامر من مكتب الإرشاد بتغيير شكل ملابسهن من النقاب والخمار إلى الحجاب المودرن. وتستكمل انتصار في شهادتها أن نساء الإخوان قمن بحمل النساء من منازلهن، والتوجه بهن بأتوبيسات خاصة إلى مصلحة الأحوال المدنية لاستخراج البطاقات الانتخابية. وتستكمل عبد المنعم في شهادتها أن المحرك الأساسي فيما يعرف بالاستغلال السياسي للنساء هو التأصيل الشرعي لفكرة الانتخابات، وأن الإخوان دفعوا بالنساء سياسيا بما يتفق مع أهدافهم المرحلية، وأصبغوا ذلك بسند شرعي، حتى يقال إن لديهم فكرا جديدا عن المرأة، فقد وقفت نساء الإخوان على المنصات وأمام الجمهور، وسُمح لهن بطرح أفكارهن التي هي في الأصل ثقافة إخوانية متفق عليها.
ومن أشهر نساء الإخوان اللائي لعبن هذا الدور بعد انتهاء المحنة الأولى للإخوان، وحتى قبل ثورة يناير، الدكتورة وفاء مشهور، ابنة مرشد الإخوان الأسبق، مصطفى مشهور، والدكتورة أماني أبو الفضل، وهدى عبد المنعم المحامية، والدكتورة مكارم الديري، والدكتورة منال أبو الحسن، والدكتورة نفوسة عبد الباسط، والدكتورة سميحة غريب، والدكتورة سماح عبد العاطي، والدكتورة أمل خليفة، وسحر المصري.
وبعد ثورة يناير، ارتفع معدل الاستغلال السياسي لنساء الإخوان، وصدرت أوامر من مكتب الإرشاد بتكثيف نشاط الأخوات في القرى والنجوع والمراكز، قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية، حيث قام نساء الإخوان بعقد اجتماعات مكثفة بالنساء في القرى، وفي بيوتهن، وكن يذهبن إلى بيوتهن لإقناعهن بالتصويت لصالح مرشح الجماعة الدكتور محمد مرسي، مستخدمات الدين في إقناع نساء الأرياف والقرى للتصويت لصالح الرئيس المعزول محمد مرسي. ومن أهم أسباب توجه قيادات مكتب الإرشاد للضغط على النساء، واستغلالهن سياسيا قبيل الانتخابات الرئاسية هي تراجع رجال الإخوان عن الإقناع، نتيجة فقدان الثقة بعد سيطرة الجماعة على البرلمان، وعدم تلبيتها لمتطلبات من انتخبوهم.
ثالثا- التحول من الدعوة والسياسة للعنف والمواجهة بعد ثورة 30 يونيو:
كشفت ثورة 30 يونيو عن وجه عنيف لنساء الإخوان، كاد يقترب من حمل السلاح في مواجهة قوات الأمن بعد فض ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر. فربما كان ذلك التحول من الاقتصار على الدعوة، والاستغلال السياسي، بدافع أن الجماعة تمر بأقصى درجات الشدة، التي طالبهم فيها حسن البنا بالخروج للقتال عند الضرورة الملحة، حيث أشار البنا في كتابه الرسائل تحت عنوان "رسالة للمرأة" إلى أن الإسلام أباح للمرأة شهود العيد، وحضور الجماعة، والخروج للقتال عند الضرورة الملحة، ولكنه وقف عند هذا الحد، واشترط له شرطا، هو البعد عن كل مظاهر الزينة، وستر الجسم، وإحاطة الثياب.
ومن قراءة رسائل إمامهن حسن البنا، ندلل بأن خروج النساء لمساندة الرجال في تظاهرات ما بعد 30 يونيو 2013 ، والتي كانت أغلبها مسلحة، وخصوصا المظاهرات التي خرجت بعد فض ميداني رابعة العدوية والنهضة، ربما كان إيمانا منهن بالضرورة التي أكدها إمامهن.
وعن "مظاهر التحول نحو العنف والمواجهة" تحدثت الدراسة:
منذ اليوم الأول لاعتصامي رابعة والنهضة، حدث تغير نوعي وكيفي في مهام نساء الجماعة، اقترانا بالرجال، فلم يقتصر دورهن داخل الميدان على الخدمات المساندة من إعداد المأكل، والمشرب للمعتصمين، بل تطور الدور إلى التحريض على العنف من فوق المنصة الرئيسة، والدعوة إلى مواجهة أفراد الجيش والشرطة، واستمرار التحرك في تظاهرات مسلحة مع الرجال، ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، والتي كانت تنتهي بعدد كبير من القتلى من الطرفين، انتهاء بحمل السلاح لبعضهن وفقا لضبطيات رجال المباحث المصرية في 18 أغسطس 2013. وكان أهم مظاهر العنف التي رصدناها لنساء الحركة كالتالي:
. التحريض ضد رجال القوات المسلحة من قبل حركات نسائية تكونت من ميدان رابعة والنهضة، حيث أعلنت حركة" نساء ضد الانقلاب"، التي انطلقت في القاهرة، وانتشرت في عدة محافظات، كان أهمها الدقهلية والوادي الجديد وكفر الشيخ، في بيان تحريضي شديد اللهجة، صدر في 14 يوليو 2013 : أن" يوم الجمعة 20 يوليو2013 ، هو يوم الفرقان الذي ستعيد فيه مصر ثورتها المسروقة". وطالبت الحركة نساء الإخوان بعدم الرحيل من ميداني رابعة والنهضة، وأن يكن في المقدمة قبل الرجال، في حال فض الاعتصام. وجاء نص البيان الذى رأته نساء الإخوان ردا على خطاب الفريق السيسي كالتالي( أن حديث السيسي هو الحلقة الأخيرة في المسلسل الهزلي للانقلاب، والذي يحفر فيه السيسي قبره بيده) .
. لم يقتصر نساء أخوات ضد الانقلاب في تحريضهن على العنف ومواجهة الجيش والشرطة من ميدان رابعة والنهضة، بل نظمن تظاهرات في 20 يوليو2013 أمام وزارة الدفاع، وكان هناك مشهد بثته الكثير من الفضائيات لسيدة منتقبة تعترض سيارة مصفحة، وترقد أمامها لمنع تحركها. وأيضا في 22 يوليو من الشهر نفسه، لأول مرة في تاريخ الجماعة، تتحرك مسيرات ليلية لنساء الجماعة من أمام مسجد الخليل إبراهيم بحدائق المعادي، يرفعن لافتات ضد الجيش والشرطة، وينددن بما وصفنه بالانقلاب، ويطالبن بعودة الرئيس المعزول. وفي التوقيت ذاته، خرجت أيضا مسيرات نسائية، دون رجال الجماعة، تقطع الطريق الزراعي بمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، وتطالب بعودة الرئيس المعزول.
. تحريض قيادات نساء الجماعة على العنف على غرار تحريض قيادات الجماعة من الرجال، وكان أهم من حرضن هي النائبة السابقة بمجلس الشعب المنحل عزة الجرف، حيث تناقلت الصحف المصرية، والمواقع الإلكترونية تصريحات خطيرة لها، كان نصها" نبشر بأعداد كبيرة من القتلى في صفوف الجيش، والشرطة المصرية، إذا لم يتم الإفراج عن محمد مرسي، مشيرة إلى أن مقتل الجنود كل يوم هو حادث بسيط مما سوف يحدث بعد ذلك، وأنه عندما تأتي طائرات الناتو، وتدخل مصر، سوف يركع الجيش المصري للإخوان، وحينها لم نرحمهم". وفي 4 أغسطس، حرضت الجرف أيضا على البقاء في الميادين، وعدم الاستجابة لنداءات الجيش والشرطة بالإخلاء، وكان نص رسالتها لنساء الإخوان: "إن الدماء التي سالت ستكون لعنة على كل من أمر بها"، واستكملت قائلة: "صامدون، صابرون، مرابطون، حتى نستعيد مصر الحرة، ولن نعود لمنازلنا إلا بعودة الرئيس مرسي". وفي 11 أغسطس، تتحدث عزة الجرف القيادية الإخوانية من فوق منصة ميدان النهضة، وتستدعي جميع نساء الإخوان للتظاهر ضد القوات المسلحة والشرطة.
. التحريض على قتل المسيحيين، والذي دعت له إخوانية ترتدي النقاب أمام شاشات التليفزيون بميدان رابعة، وقتل المسيحيين، وكان نص رسالتها" أنا بقول للنصارى أنتم قاعدين جنبنا واحنا حنولع فيكم".
. القيام بتوصيل ونقل السلاح والذخيرة إلى المتظاهرين، الواقعة الأولى، وهي مسجلة فيديو لثلاث سيدات من نساء الإخوان تم القبض عليهن في 18 أغسطس، ليلة أحداث مسجد الفتح الدامية، وبحوزتهن أسلحة ورشاشات إسرائيلية الصنع. الواقعة الثانية التي نشرتها جريدة الوطن المصرية في 16 أغسطس لشهود عيان تؤكد حمل سيدات منتقبات لسلاح وذخيرة في تظاهرات عنيفة، شهدتها محافظة دمياط في 17 أغسطس.
كما رصدت الدراسة عدة حالات" مصورة فيديو" لنساء الإخوان المعتصمات بميدان رابعة يقمن فيها بخطف وتعذيب سيدات من محيط ميدان، والتعرض لهن بالضرب والتعذيب، والسباب على غرار:( يا كافرة، ويا سافرة أنت مين اللي باعتك).
وتحت عنوان "أسباب التوجه نحو العنف والمواجهة" قالت الدراسة:
لجوء قيادات جماعة الإخوان إلى تجنيد النساء في الاعتصامات المسلحة بميداني رابعة والنهضة، والتحرك مع الرجال في مظاهرات كانت صدامية مع رجال الجيش والشرطة، هو نوع من التوظيف اللوجيستي للنساء في وقت المحن، على أساس أن مسألة عودة الرئيس المعزول للحكم كانت تمثل لهن مسألة حياة أو موت. وهنا نشير إلي عدة أسباب قد تكون دافعا من قبل الجماعة لوضع النساء في المشهد العنيف الأخير:
1- صعوبة قيام الرجال بمهام الحشد نتيجة الاحتماء بالميادين، والرغبة في عدم تركها، إما بسبب الرغبة في عدم الملاحقة الأمنية، أو لسبب إظهار الثبات في مواجهة الجيش والشرطة، على أساس أن ما حدث انقلاب، وأنهم يدافعون عن الشرعية والشريعة.
2.الحاجة للأضواء، والرغبة في إحداث ضجة إعلامية، الهدف منها خداع الرأي العام العالمي بأن الجيش المصري والشرطة المدنية يعتديان على النساء.
3.سهولة حشد النساء عن طرق اللعب على وتر الانتقام لعودة الشرعية، والانتقام للمتوفيات من ذويهن، سواء في أحداث الحرث الجمهوري، أو في أحداث شارع النصر، وهنا يستخدم الجهل بالدين كدافع لنساء، وقلة الوعي، والتأثير، وغسل المخ، خصوصا أن أغلبهن كن من المناطق الريفية حول القاهرة الكبرى، أو من المناطق العشوائية.
4.سهولة وصولهن للمناطق السيادية للتظاهر أمامها، مقارنة بالرجال، نظرا لنجاحهن في اجتياز الحواجز الأمنية دون تفتيش.
وتكشف هذه الأسباب سالفة الذكر، التي ربما كانت دافعا وراء استخدام الجماعة للنساء، عن تناقضات داخل التنظيم من موقفة لدور النساء داخل الجماعة. فالناظر إلى الدعوات التي وُجهت من قبل قيادات جماعة الإخوان بعد سقوط مرسي، وقبل فض اعتصامي رابعة والنهضة بساعات لإقحام النساء في الدعوة للعنف، ومواجهة قوات الأمن من الجيش والشرطة، في حال فض الاعتصامات بالقوة، يتأكد له تناقض كبير لدى حملة فكر تلك الجماعة، وأنها لا تسير وفق مهج واحد، وخصوصا في أوقات المحن والشدائد.
فإذا كانت درجة العنف عند نساء الإخوان قد اقتربت أخيرا من حمل بعضهن للسلاح، ومواجهة القوات، واستخدام بعضهن للحجارة في مواجهة المعارضين، والتحريض على سيل الدماء، فهذا ينبه مستقبلا إلى أن معدل العنف عند نساء الجماعة ونوعه يتوقف على مدى استمرار رجال الجماعة في اللجوء للعنف في مواجهة المعارضين وقوات الأمن والجيش، بل وتطور وسائله المستخدمة. أما في حال توقف الجماعة عن اللجوء للعنف، والاتجاه للمصالحة، وحدوث ثورة داخلية بها، فهذا سيؤدي حتما إلى عودة نساء الجماعة للعمل الاجتماعي، وقيامهن للمرة الرابعة بنفس الدور الذى قمن به في المحنتين الثانية والثالثة للجماعة، والذي تضمن( قيام قسم الأخوات المسلمات بجمع التبرعات، وتدبير نفقات البيوت التي غاب عنها عائلها).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.