سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المرأة فى نظر الإخوان: «صوت» فى الانتخابات.. و«درع بشرى» بالمظاهرات.. ووسيلة لكسب التأييد والتعاطف «صادق»: الإخوان يستغلون المرأة الأمية الفقيرة.. و«نصيف»: على المرأة الإخوانية أن تراجع نفسها.. وعقلها
تنظيم الإخوان «الإرهابى»، كان أكثر التنظيمات التى «صعدت على أكتاف النساء»، لكن لتصعيد وتيرة العنف فى الشارع بعد ثورة 30 يونيو، وعزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى، هذا ما كشفته دراسة حديثة للمركز العربى للبحوث والدراسات عنوانها: «نساء الإخوان من الدعوة إلى العنف»، لافتة إلى أن المرحلة الزمنية الأكثر مشاركة لنساء الإخوان فى العمل السياسى هى التى تلت ثورة 25 يناير. الدراسة قالت إن درجة انتشار نساء الإخوان اختلفت فى قرى ونجوع ومراكز وأحياء المحافظة الواحدة، لأسباب ارتبطت بالبيئة الاجتماعية والديموجرافية لكل محافظة، ولأسباب أخرى مرتبطة بأدوات تنفيذ الجماعة لبرامجها التعبوية والتثقيفية والدعوية لنسائها فى تلك المناطق. وقالت الدراسة: «من خلال لقاءات الباحث أبوالفضل الإسناوى، العديد من جيران وأقارب أسر إخوانية، ومصادر متنوعة فى مناطق مختلفة، تضمنت رجال دين، ومشايخ طرق صوفية، وعمد قرى ونجوع فى محافظات تختلف فى طبيعتها الديموجرافية، لوحظ أن محافظة الجيزة احتلت أعلى نسبة وجود لنساء الإخوان، ومثل الحيز الريفى للمحافظة النطاق الأكثر فقراً للنساء فى مصر، وهو ما استغلته قيادات الإخوان». وكشفت الدراسة، فيما يتعلق بتركيبة معتصمى ميدان رابعة من النساء، أن أغلبهن نزحن من محافظة القليوبية التى جاءت فى الترتيب الثانى من حيث عدد نساء الإخوان بعد الجيزة. وأشارت إلى أن سماح مكتب الإرشاد لنساء الإخوان بالمشاركة السياسية الكثيفة فى أول انتخابات برلمانية بعد ثورة يناير، لا يرجع لإيمان التنظيم بفكرة ولاية المرأة، التى أثارت خلافاً حاداً لفترة طويلة بين قيادات مكتب الإرشاد، وإنما يعود لما تضمنه قانون الانتخابات المعد فى المرحلة الانتقالية الأولى عام2011، من اشتراط ضرورة وضع امرأة على كل قائمة حزبية، فبلغ عدد مرشحات الإخوان 115 امرأة، نجح منهن ما يزيد على 6 سيدات. وحسب دراسة المركز العربى للبحوث، تمثل المحور الثانى للاستغلال السياسى لنساء الإخوان، فى الدفع بالنساء من قبل قيادات مكتب الإرشاد، واستغلالهن فى فترات الانتخابات البرلمانية، والانتخابات المحلية، ككتلة تصويتية، نظراً لارتفاع نسبتهن التى تقترب من ضعف الكتلة التصويتية للرجال، ولفتت الدراسة إلى أن ثورة 30 يونيو، كشفت عن وجه عنيف لنساء الإخوان، يقترب من حمل السلاح فى مواجهة قوات الأمن بعد فض اعتصام ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر، وقالت الدراسة: «تطور دورهن إلى التحريض على العنف من فوق المنصة الرئيسية، ضد أفراد الجيش والشرطة، واستمرار التحرك فى تظاهرات مسلحة مع الرجال، ومؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، والتى كانت تنتهى بعدد كبير من القتلى من الطرفين، انتهاء بحمل السلاح لبعضهن وفق ضبطيات رجال المباحث فى 18 أغسطس 2013، وكان أهم مظاهر العنف التى رصدناها لنساء الحركة تتمثل فى التحريض ضد رجال القوات المسلحة من قبل حركات نسائية تكونت من ميدان رابعة والنهضة». وتابعت الدراسة: «إذا كانت درجة العنف عند نساء الإخوان قد اقتربت أخيراً من حمل بعضهن للسلاح، ومواجهة القوات، واستخدام بعضهن للحجارة فى مواجهة المعارضين، والتحريض على إسالة الدماء، فهذا ينبه مستقبلاً إلى أن معدل العنف عند نساء الجماعة ونوعه يتوقف على مدى استمرار رجال الجماعة فى اللجوء للعنف فى مواجهة المعارضين وقوات الأمن والجيش، وتطور وسائله المستخدمة. تضيف الدراسة: «وفى حال توقف الجماعة عن اللجوء للعنف، والاتجاه للمصالحة، وحدوث ثورة داخلية بها، فهذا سيؤدى حتماً إلى عودة نساء الجماعة للعمل الاجتماعى، وقيامهن للمرة الرابعة بنفس الدور الذى قمن به فى المحنتين الثانية والثالثة للجماعة، والذى تضمن (قيام قسم الأخوات المسلمات بجمع التبرعات، وتدبير نفقات البيوت التى غاب عنها عائلها». من جانبه، يرى الدكتور سعيد صادق، رئيس قسم الاجتماع السياسى فى الجامعة الألمانية، أن جماعة الإخوان استغلت منذ بدايتها نوعين من النساء للصعود على أكتافهن، الأولى هى المرأة الأمية الأكثر فقراً فى النجوع والقرى وكانوا يدفعون لها الأموال والسلع التموينية مقابل الرشاوى وشراء صوتها فى الانتخابات البرلمانية والمحليات، أو الدفع لها للخروج فى مظاهرات أو الاعتصام برابعة العدوية. أما النوعية الأخرى من النساء التى يستغلها التنظيم، حسب قول د. سعيد صادق، فهى غالباً من زوجات قيادات الجماعة وبناتهم، ودائماً ما نجد تلك النساء خريجات كليات عملية، مثل الطب والهندسة والتى تعتبر مصنع الأخوات، وتبتعد نهائياً عن الكليات التى تدرس العلوم الإنسانية، مما جعل طبيعتها أكثر شراسة من رجال الجماعة أنفسهم. من جانبها، قالت دكتورة عايدة نصيف، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة القاهرة، إن إحدى أدوات الإخوان للصعود على أكتاف النساء هو استخدام الجماعة للمرأة المصرية كدروع بشرية للاحتماء بها فى المظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى عن قصد وتوجيه ذلك لاستغلاله إعلامياً فى عيون الغرب حال تعرض النساء لأى اعتداء، وهو يعد انتهاكاً صارخاً لحقوقهن الإنسانية أمام العالم وإهداراً لكرامتهن. وتضيف: «الإخوان تيار سياسى لا يؤمن بالوطن والإنسانية، ومصلحته تعلو فوق مصر، لكونها جماعة إرهابية خائنة لا دين لها إلا الإرهاب»، وتطالب د. عايدة نصيف، المرأة الإخوانية بأن تراجع عقلها ونفسها من خلال هذه العصابة التى لا تعرف إلا مصلحتها، ولو على جثث جميع المصريين، على حد تعبيرها.