سادت حالة من الذعر بين طالبات المدينة الجامعية للأزهر بمدينة نصر، بعدد تردد أنباءنى عن إصابة طالبة بمرض السل، وعلي اثرها حاولن مقابلة المسئولين لتوضيح الحقيقة وطمأنتهن، إلا أن الأمر تطور بصورة كبيرة وتظاهرت الطالبات حتى كشف الحقيقة. وقال أحد الطلاب إن إحدى الطالبات قد توفيت فيحدث حالة من الفوضى بين الطلاب، إلا أنه يتم تكذيب ذلك الخبر، كما تناقل الطلاب أخبار عن ارتفاع أعداد الإصابات إلى أكثر من 30 حالة، ومنهم من يقول 100 . أكد د.عصام المغازى، مستشار البرنامج القومى لمكافحة الدرن "السل" بوزارة الصحة والسكان، أن التحاليل والأشعة التى أجريت على الطالبات المقيمات بالمدينة الجامعية التابعة لجامعة الأزهر، هى نتائج سلبية، بما يؤكد عدم وجود إصابات بالمرض بينهن .. وأضاف أن الحالة الوحيدة التى ثبت إصابتها بالمرض، هى للفتاة التى أثارت إصابتها الذعر بالمدينة الجامعية، مؤكدا أن حالتها مستقرة وتتلقى العلاج اللازم فى منزلها، ماعدا ذلك لم تظهر أى حالات أخرى، سواء إصابة أو اشتباه فى الإصابة . وأوضح أن تلك الحالة تعد واحدة من 10 آلاف حالة درن يتم اكتشافها فى مصر سنويا، إلا أنها أثارت حالة من الذعر لوجودها فى مكان تجمع، لافتا إلى أنه لا توجد مخاوف من انتشار الدرن خلال الفترة المقبلة. وأشار المغازى إلى أن مرض الدرن لم يعد مرضا مميتا أو يستعصى الشفاء منه، كما كان سابقا، حيث أنه مرض يسهل الشفاء التام منه، بنسب تصل إلى 88%، بشرط الالتزام فى العلاج، إلا أن مشكلته الوحيدة فى طول فترة العلاج، والتى تصل إلى 6 أشهر، موضحا أن الوقاية منه تبدأ بإعطاء الأطفال التطعيم الإجبارى ضد الدرن فور ولادتهم، فى حين تتمثل أعراضه فى حكة متواصلة لفترة تزيد عن أسبوعين، قد تكون جافة أو مصحوبة بالبلغم أو بدماء، بالإضافة إلى فقدان الشهية والوزن. كما اكد د.هشام شيحة، رئيس قطاع الطب العلاجى بوزارة الصحة والسكان لا توجد حتى أى حالات اشتباه بالإصابة بمرض السل "الدرن" بين طالبات جامعة الأزهر، والمقيمات بالمدينة الجامعية، وذلك بعد ما تردد عن إصابة إحدى الطالبات بالسل مما أثار الذعر بينهن. وأوضح شيحة أن نتائج التحاليل التى أجريت على الطالبات ، بما يعرف بالمسح من المنتظر ظهور نتائجها الخميس، لافتا إلى أنه سيتم نقل أى حالة اشتباه بالمرض إلى مستشفى حميات العباسية، والتى تم رفع حالة الطوارئ بها، خاصة أنها مجهزة بقسم لاستقبال الحالات المصابة بالدرن. الجدير بالذكر أن مرض السل أو "الدرن" هو مرض بكتيرى معدى يصيب الرئة، ينتقل عن طريق عن طريق استنشاق الرذاذ المتطاير الذى يحمل ميكروب الدرن، وذلك فى حالة سعال أو عطس أو بصق شخص مصاب، أو بشكل إذا بصق المريض على الأرض وجف البصاق فينقل الميكروب عن طريق الأتربة المتطايرة، أو باستخدام أدوات المريض الملوثة بالبصاق المعدى، أو بشرب لبن غير مبستر أو غير مغلى من حيوان مصاب. وتتمثل أعراض السل فى ضعف عام وفقدان الشهية ونقص الوزن وارتفاع فى درجة الحرارة وعرق أثناء الليل، بالإضافة إلى الأعراض الصدرية وهى سعال مستمر لمدة تزيد عن أسبوعين، قد يكون جافا أو مصحوبا ببصاق مدمم أو غير مدمم، ولا يستجيب للعلاج العادى، وألم بالصدر أو ضيق بالتنفس. وللوقاية من عدوى السل يجب عدم مخالطة المرضى لفترات طويلة خاصة إيجابيى البصاق، والإسراع بالعرض على الطبيب عند الشعور بأى أعراض مرضية، كذلك اتباع العادات الصحية السليمة خاصة عدم البصق على الأرض وعدم السعال إلا فى منديل. وكان تم اكتشاف حالة الإصابة هذه منذ فترة وجيزة ، وتم اتخاذ الإجراءات الوقائية وعزل الطالبة واخلاء الغرفة، وتم الكشف على جميع الطالبات المخالطات لها وجاءت النتائج سلبية، إلا أن الطالبات لم يقتنعن بذلك، وتطور الأمر أكثر عندما علم طلاب المدينة الجامعية بنين بالواقعة فقاموا على الفور بالتجمهر أمام مدينة الطالبات كنوع من المؤازرة، حيث تسببت أعدادهم الكبيرة فى قطع الطريق، بينما حاول البعض تكسير سيارات المارة، وذلك من أجل لفت انتباه الأجهزة المعنية لسرعة التدخل .