●●لم يكن صائبا على الإطلاق خوض إسماعيل يوسف فى شئون فريقه السابق ولاعبيه. وحسنا فعل حين نفى ما نسب إليه بشأن تعاطى بعض لاعبى الزمالك مواد محظورة. لم يكن صائبا أن يتحدث بما يفهم منه اتهامه للاعبين. فالإنسان يجب أن يكون كتوما لأسرار عمله. ومن أسف أننا فى هذه الأيام نقرأ تصريحات عنيفة لمصادر. وحين يأتى رد الفعل عنيفا تسارع تلك المصادر بالنفى. على أى حال لو كان إسماعيل يوسف صرح بما نسب إليه لكنت عاتبته مرتين. مرة لأنه أفشى أسرارا. والثانية لأنه سكت على مخالفة وهو يتولى المسئولية. ●● قصة المواد المحظورة ذكرتنى بموضوع «معمل المنشطات» الذى قيل إن مصر ستؤسسه. وقد هرمنا ولم نعرف موقع هذا المعمل وأين أنشئ، ومتى بدأ العمل. وأعتقد أنه أنشئ فى خيال الذين صرحوا قبل 20 عاما بأننا بصدد بناء معمل منشطات. ومن الصعب جدا أن نعرف موضع هذا المعمل لأن الخيال واسع، وسع الكرة الأرضية.. ومن المؤكد أنه لو كانت هناك دورة أوليمبية فى التصريحات لفاز المسئولون المصريون بالميداليات الذهبية لجميع الأوزان بجدارة. فالتصريح فى الجمهورية ببلاش.. والرهان دائما أن الناس تستقبل الكلام وتنساه.. ليس كل الناس طبعا، فواحد مثلى يتعامل مع الكلام بجدية لا يستطيع أن ينسى. ممكن ييأس، ويأسى؟ ●● هرمنا أيضا ونحن نناقش ونتحاور بشأن البث الفضائى لمباريات الدورى الممتاز. والحوار يبدو كأنه بين بائع يمتلك قفص قوطة، وبين مشتر يرغب فى شراء هذا القفص. فمنذ خمس سنوات، وحين انفجر ينبوع البث الفضائى استدعى المجلس القومى للرياضة خبراء إنجليز وإيطاليين لشرح أفكارهم وأساليب بيع منتج كرة القدم. وكنت يومها أحد حضور سيمنار أو ندوة حول الموضوع. وأخرجت البعثة الإنجليزية كتابها الذى يحمل لوائح وطرق توزيع حقوق البث الفضائى.. وطلبت ترجمته ونقله، واقتباس ما يصلح منه للبيئة المصرية وللعبتنا. وبعد فترة علمت أن الترجمة تمت. لكن لا أحد يقرأ العربية للأسف؟ ●● بعد خمس سنوات من فكرة طرح حقوق البث للبيع. لم نصل بعد إلى شكل مرتب لهذا الطرح. ولا أحد يقدم للرأى العام «بشفافية» (رحمها الله) دراسة عن حجم سوق الإعلان. والعائد الذى يتوقع من وراء قطعة تورتة تسمى كرة قدم.. وبعد خمس سنوات اكتشف أن التورتة محشوة مسامير، وأنها ليست شهية، وليست ممتعة. ومع ذلك يدور حولها وعليها صراع فى صورة فصال..؟ ●● أحلم، وقد زادت أحلامى لمجالى وهو الرياضة، أحلم بقواعد، وبنظام، وبشفافية، وباستقرار، وبعلم وبتكنولوجيا، وبعدم مناقشة البديهيات كل عام. أحلم بخلع القرع والكوسة، والقضاء على الكنافة.. أحلم بحكم مصرى يدير مباراة وفى أذنه سماعة. وليس حبل غسيل.. وهى أحلام ضئيلة وصغيرة وتافهة بجوار أحلامنا الكبرى التى تبدو أنها فى زمن «القاهرة 50».. هل يعقل تلك الخناقة الموسمية على حقوق البث الفضائى. هل يعقل هذا الفصال الدائر كل عام. كيلو الكورة بجنيه.. رحمتك يارب؟ نقلا عن الشروق