اكتشف باحثون أن الأطفال الذين نالوا قدرا وافرا من رعاية الأم وتعضيدها حين كانوا رضعا ينشأون بعدد أكبر من الخلايا العصبية في منطقة الحصين من المخ ، المسئولة عن الذاكرة والعواطف. بالرغم إن نتائج الدراسة لا تثبت أن سلوك الأم هو السبب في تحسن حجم الدماغ لدى قياسه في مرحلة لاحقة من الطفولة فإنها تشير إلى أن رعاية الأبوين يمكن أن تقوم بدور في نمو الدماغ. ورصد باحثون من كلية الطب في جامعة واشنطن بولاية ميسوري مستوى الدعم الذي وفره 92 من الآباء حين أُعطي أطفالهم في سن المدرسة التمهيدية هدية وطُلب منهم أن ينتظروا 8 دقائق قبل فتحها. كما أظهرت الصور الإشعاعية لنشاط أدمغة الأطفال بين سن السابعة وسن الثالثة عشرة أن منطقة الحصين كانت أكبر في أدمغة الأطفال الذي نالوا قدرا أكبر من دعم الوالدين لتخفيف الضغط النفسي الواقع عليهم خلال فترة الانتظار وما رافقها من توتر عصبي. وقرر الباحثون أن التأثير كان أقل بكثير لدى الأطفال الذين ظهرت عليهم في وقت مبكر أعراض كآبة في مؤشر إلى أن هذا يمكن أن يلغي الفائدة المتحققة من دعم الأمومة. وتؤكد رئيسة فريق الباحثين جوان لوبي أن أهمية هذا التأثير حقيقة، حيث أن منطقة الحصين من المخ هي المنطقة المسئولة عن الذاكرة والعواطف وتعديل الضغط النفسي ، وكلها عمليات أساسية للتكيف الاجتماعي السليم. كما أفادت لوبي أن هذه النتائج تؤكد أن دعم الأبوين المبكر يمكن أن يكون استثمارا اجتماعيا مثمرا. وأوضح الدكتور اندريه داني من معهد التحليل النفسي في كلية كنغ في لندن إن رعاية الأبوين التعضيدية يمكن أن تغرس في الطفل لبنات أساسية للنمو النفسي الايجابي مثلما إن التغذية المتوازنة تزوده بعناصر النمو الجسدي السليم. ودعي دانيز إلى مزيد من الدراسات لاستجلاء ما إذ كان أطفال الآباء الأكثر دعما وتعضيدا يرثون أدمغة أفضل أو إن ممارسات الأبوين يمكن حقا أن تؤثر في الطريقة التي يتغير بها الدماغ وينمو بمرور الوقت