بدأ لفيف من المثقفين يستنكر موقف الشارع من المتسلقين والمرتزقة الذين هبطوا إلى الثورة بمظلات خاصة؛ رغبة في تشكيل الواقع المصري برؤيتهم الممزوجة بعقلية الغرب المتآمر على مستقبل الوطن. محاولين إقناع العامة الثائرة بأنهم الأبطال الذين جاءوا من كل حدب وصوب وتجشموا عَنَت الطريق؛ ليحرروا الوطن من طوق العبودية الذي طُُوِِقه لثلاثين عاماً مضت، مستغلين طيبة ذلك الشعب وضعف إدراكه لحيثيات الحصول على الجنسيات الأجنبية ، وأنهم أقسموا بأن يكون ولائهم الأول والأخير لهذه الجنسيات وإن تعارضت مصالحها مع الوطن، وكانوا يفضلون التعامل بها كبديل للهوية المصرية، خاصة إذا تعارضت هويتهم المصرية مع الاستفادة بالامتيازات التي تخولها هذه الجنسيات لرعاياها؛فقد كان هؤلاء رعايا جانب فى مصر. وربما ساعدهم في ذلك النظام البائد الذي كرس الاحترام لكل ما هو مجنس بثقافة غربية. وانساق المصريون وراء هؤلاء اللاوطنيين بشعاراتهم الجوفاء المزيفة ومبادئهم البرجماتية الملوثة/ وحمل الشارع المصرى هؤلاء على أعناقه دون وعى ولا معرفة بمضمون القسم الذى أدوه، وأنهم ما جاءوا مصر إلا ليقاسموا المناضلين الشرفاء كعكة الثورة، فكانت أعينهم دائماً تترنح حول المناصب الحاكمة بالدولة، فلم يكتفوا بالحصانات البرلمانية بل صبوا لتشكيل الحكومة والاستئثار بكرسي الرئيس، وتغافل الشارع تبعية هؤلاء وانتماءاتهم لدول ليس لدينا شك فى مطامعها الإمبريالية بالشرق العربي؛ ،ومما استرعى انتباهى بشدة الثقة المفرطة التي أولاها الشعب لكل من يحمل الجنسية الأمريكية ولاسيما الدكتور زويل مع احترامي الكامل له، فنجن جميعا نعلم أنه يتعامل بالجنسية الأمريكية فى كل دولة ومحفل ، وعند حصوله على هذه الجنسية أقسم على الانتماء لأمريكا ورعاية مصالحها القومية ومصادقة أصدقائها ومعاداة أعدائها وإن كانت بلده..لذلك فقد أعطته إسرائيل شارة المرور لجائزة نوبل ومنحته الدكتوراه الفخرية من جامعاتها وسمحت له بالتدريس فيها،وأدخلته معاملها البحثية الخاصة وأشركته فى انجاز العديد منها؛ فلا شك إذن لدى إسرائيل فى أمريكية أحمد زويل؟ ورغم كل هذه الشواهد فقد أقدم المصريون على التبرع بقوت أبنائهم لبناء جامعة تحمل اسم زويل وتخلده،تلك الجامعة التي تقوم على الوهم والتمييز بين أفراد الشعب المصري؛ الأمر الذى يجعلنا نتساءل: لماذا جامعة جديدة فى بلد يعانى من كثرة الجامعات وفى ظرف اقتصادي وسياسي ضاغط يعيشه الوطن؟ فهل نحن فى حاجة لمقبرة بحثية جديدة وقد مُلِئَت مصر بالمقابر؟ ولماذا لم يستغل الدكتور زويل إحدى الجامعات القائمة وتطوريها لتلاءم تنفيذ أفكاره الخلاقة؛ وما ينفق على المباني ينفق على البحوث، أم أن أفكاره لن تخرج إلا إذا كانت الجامعة تحمل اسمه؟ ولماذا تحمل اسمه وقد بُنِيَّت فى أملاك الشعب وتدار بأمواله التي لم يسهم هو فيها بما يذكر؟ وهل الالتحاق بهذه الجامعة متاح لكل الطلاب وبشكل عادل أم ستصبح كغيرها من الجامعات الخاصة لا تتاح سوى للقادرين من أبناء الوطن والأجانب ويحرم منها الفقراء وإن استحقوا؟ وما الضامن لعدم تسرب نتائج البحوث لأمريكا؛ ليتحول المشروع من جامعة مصرية إلى معمل بحوث أمريكي، يدار لصالحها بأموال مصرية خالصة؟ وهل من العدل التمييز والإقصاء للعلماء والأستاذة المصريين الذين يتقاضون ملاليماً فى جامعاتهم ويتقاضى الأساتذة الأجانب فى جامعة زويل آلاف الدولارات من دم الشعب؟وهنا لابد للشعب والبرلمان أن ينتبه قبل أن تتحول مصر إلى ولاية أمريكية يسيطر فيها الأمريكان على الأسرار البحثية والعلمية كما سيطروا من قبل على الأسرار العسكرية بمعوناتهم الملوثة.. وأن يتم تحويل المبالغ المخصصة لإنشاء الجامعة إلى تطوير لإحدى الجامعات القائمة وتجهيزها لتكون منبراً علمياً مضيئاً.. وأن تستعيد مصر ثقتها.. فتحذف من قوائم مواطنيها كل من قرر التجنس بغيرها، أسوة بالسويد وفرنسا وغيرها ممن تعتز بجنسيتها.. وتقصى من مناصبها كل من أقسم بالولاء لغيرها.. فمصر وطن لاُيُمّلك ولا يستأجر ولا يحصد خيراته سوى أبنائه الشرفاء .. وليعلم الجميع أن مصر امرأة ولود لا تقبل لها ضَرّه...