«سيبوهم يتسلوا»، عبارة شهيرة قالها «المخلوع» فى وصف «برلمان الظل» الذى تشكل بعد الانتخابات الهزلية التى كرست احتكار الحزب الوطنى المنحل للحياة السياسية، عبارة تلخص بعبقرية اللحظة الراهنة: (التيار الدينى ينفرد بمجلسى الشعب والشورى ويتولى وحده تفصيل «دستور» البلاد.. حزب «الحرية والعدالة» لا يكتفى بالسلطة التشريعية ويسعى لإسقاط حكومة «الجنزورى» ليضم إليه السلطة التنفيذية، ويفكر فى الدفع بمرشح رئاسى.. وأقصى ما نفعله أن يستقيل أحدنا من الجمعية التأسيسية للدستور). المنظمات الحقوقية تدين انفراد أغلبية البرلمان بتشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، وتصف ما حدث ب«جريمة فى حق الوطن، وإهدار لمطالب الثورة»، واتحاد شباب الثورة وحركة 6 إبريل وغيرهما يدعون إلى مليونية «الدستور للجميع».. «أدينا بنتسلى»!!.. شىء واحد لا يصلح مادة للتسلية، وهو الصدام الوشيك بين العسكر والإخوان!.. لكن أصل المشكلة بينهما مثير للتعجب وللسخرية معا!.. حزب «الحرية والعدالة» يشن هجوما ضاريا على المجلس العسكرى، بزعم قلقه من إمكانية تزوير الانتخابات الرئاسية لصالح مرشح معين، والمجلس العسكرى لا يجد ردا إلا أن المجلس هو من أشرف على الانتخابات البرلمانية التى وضعت «الأغلبية» فى كفه!!. إن تاريخ العسكر والإخوان لم يشهد حالة «مصالحة سياسية» إلا وكان «الانقلاب» آخرها، لدرجة أن «الشعب» الذى خرج من المعادلة السياسية نقب عن رأى الزعيم الراحل «جمال عبد الناصر» فى جماعة الإخوان المسلمين، وأخذ كلماته حجة على ذلك التاريخ الدموى، يتداولها الناس فى كليب قصير على الإنترنت، «ناصر»: «قوى الاستعمار والرجعية تحاربنا وتدفع للإخوان المسلمين وتسلحهم، يطلع واحد مربى دقنه ويقولك الاشتراكية كفر»!!.. وفى مقطع آخر يقول «ناصر»: (فى سنة 53 كنا نريد مخلصين أن نتعاون مع «الإخوان المسلمين»، وقابلت المرشد العام للإخوان المسلمين، وطلب منى فرض «الحجاب» على نساء مصر، فقلت له لديك بنت فى كلية الطب لا ترتدى الطرحة.. مالبستهاش الطرحة ليه؟؟). اتفرج «أدينا بنتسلى»!. لمزيد من التسلية، ادخل صفحة «ما بنتهددش» على الفيس بوك، شباب الإخوان ينذرون المجلس العسكرى بمليونية الجمعة القادم إذا لم يقم بسحب الثقة من حكومة «الجنزورى»، الإخوان يتهمون المجلس العسكرى بالالتفاف على شرعية البرلمان، وسحب صلاحيات البرلمان فى تشكيل حكومة ائتلافية، بعدما شعروا بالخطر من وجود طعن فى دستورية مجلس الشعب أمام المحكمة الدستورية العليا!.. والمجلس يستنكر الإساءة إلى القضاء العريق، و«الإيحاء بخضوع هذه المحكمة الجليلة للسلطة التنفيذية»!.. صحيح أن حزبى «العدالة والحرية» و«النور» السلفى قاما على أساس دينى بالمخالفة للدستور، لكن المجلس العسكرى – الذى سمح بذلك - لن يغير الديمقراطية المشوهة بمؤامرة قضائية. إنها «مناورات الأحبة» بين المجلس والإخوان، بحسب وصف الدكتور «محمد حبيب» نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين الأسبق، الذى اعتبرها نفيا لأى شبهة توافق بين «العسكرى» والإخوان حول مرشح الرئاسة، أو قل إنها «ديكتاتورية انتقالية»، تفرض «حصانة» جديدة لا تقبل الطعن فى شرعيتها من السلطة الحاكمة ولا السلطة القضائية.. ولا الشعب نفسه فنحن جميعا مجرد «مادة للتسلية» بنا!!. نقلا عن جريدة اليوم السابع