ما حكم الحجامة ونقل الدم أثناء الصوم؟ اتفق جمهور الفقهاء على أن الحجامة لا تفسد الصوم لأن الفطر مما دخل لا مما خرج وهذا ضابط أغلبي ومثل الحجامة في الحكم نقل الدم فإنه لا يؤثر على صحة الصوم لكن بشرط أن يأمن الصائم على نفسه الضعف والضرر. ما حكم التدخين أثناء الصيام؟ التدخين مع كونه عادة سيئة محرَّمة تضر بصحة الإنسان فهو أيضاً مفسد للصوم موجب للقضاء لأن الدخان الناتج عن حرق التبغ يتكاثف داخل الأنف وينزل إلى الصدر فيكون جرماً دخل جوفاً ما حكم من أفطر قبل غروب الشمس ظانَّاً غروبها؟ يبطل صومه لأنه لا عبرة بالظن البيِّن خطؤه وعليه الإمساك بقية اليوم والقضاء. ما حكم من أكل أو شرب بعد طلوع الفجر دون أن يعلم بطلوعه؟ لا يصح صيامه وعليه القضاء وإمساك بقية اليوم لحرمة الشهر. ما حكم من مات وعليه صيام واجب؟ إن كان قد فاته بعذر كمرض لم يمكنه من القضاء بأن استمر حتى مات صاحبه فلا إثم عليه وإن فاته بغير عذر أو بعذر وتمكن من القضاء وتكاسل عنه فلم يقضه حتى مات يُخَيَّر وليه بين أن يصوم عنه لكل يوم يوماً أو يطعم مسكيناً عن كل يوم فإن لم تكن له تركة لم يلزم ورثته قضاء ولا إطعام ما حكم الصوم مع ترك الصلاة؟ الصوم صحيح وثوابه ناقص إن تقبله الله وعليه وزر ترك الصلاة. ما حكم الجمع بين قضاء ما فات من رمضان مع ستة شوال؟ لو قضى ما فاته من صوم رمضان في شهر شوال حصل بصومه قضاء ما فاته من صوم رمضان وحصل له ثواب ستة من شوال على أن تكون نيته قضاء ما فاته في رمضان ما حكم البنج في الصوم؟ وكذلك ما حكم الإغماء؟ البنج مادة مخدرة تستعمل لتخدير الجسم أثناء إجراء العمليات الجراحية وهو من حيث استعماله نوعان: تخدير كلي وتخدير موضعي أما عن حكم التخدير الموضعي فإنه لا يفطر لعدم دخول أي شيء منه إلى الجوف ثم هو لا يفقد المريض أية درجة من الوعي إذ أن تأثيره ليس على العقل والتركيز وإنما على العضو المريض فقط وأما التخدير الكلي فغالباً ما يكون معه فقدان الوعي ولذلك اختلف الحكم فيه هل هو مفطر أم لا؟ فالحنفية وبعض الشافعية يرون أن الصوم صحيح لأن النية قد صحت وزوال الاستشعار بعد ذلك لا يمنع صحة الصوم كالنوم قال ابن عابدين: المغمى عليه لا يقضي اليوم الذي حدث الإغماء في ليلته لوجود النيَّة منه ظاهراً [2] وقد نوقش هذا الرأي بأن قياسه على النوم ليس دقيقاً لأن النوم عادة لا يزيل الإحساس بالكلية ثم إن النائم ثابت العقل كالمستيقظ ومتى نُبه انتبه أما المغمى عليه فخلافه لأن الإغماء يزيل العقل فأشبه بالجنون ولذا فإن ولاية النائم ثابتة على ما له بخلاف المغمى عليه [3] أما المالكية وجمهور الشافعية والحنابلة فيرون أن من أغمي عليه في جميع النهار فصومه ليس بصحيح لإفتقاد المغمي عليه معنى الصوم وهو الإمساك حيث أنه فاقد للوعي ولا يصدق عليه أسم الصائم أما إذا أفاق في أي جزء من النهار صح صومه لأنه لا دليل على بطلان وقد حصلت نية الإمساك في جزء من النهار[4] وقد نوقش هذا الرأي بأن الصوم يعني الإمساك مع النية لقول النبي فيما يرويه عن الله تعالى{كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي}[5] وعليه فإن المغمي عليه لا يضاف الإمساك إليه ومن ثم لا يصح صومه لأن النية وحدها لا تكفي وكذا الإمساك وحده [6] والراجح أن الإغماء الذي سببه التخدير الكلي وما يشبهه إذا وجد في جميع النهار وجب على المغمي عليه قضاء هذا اليوم أما إذا أفاق في أي جزء من