دعت روسيا اليوم الجمعة الى ايجاد خلف لمبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان الذي اعلن استقالته امس، "سريعا". واعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان انه "ينبغي ايجاد خلف مؤهل لكوفي انان سريعا". واضاف البيان "ان الحفاظ على وجود للامم المتحدة في البلاد يكتسب اهمية خاصة في الوضع الراهن". وكان المرصد السوري لحقوق الانسان اشار الى ان اشتباكات عنيفة تدور اليوم بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحين في دمشق. كما تعرض احد معاقل المعارضة للقصف في حلب، ثاني المدن السورية التي باتت محورا اساسيا في النزاع. واكدت وزارة الخارجية ان الاهم في هذه المرحلة هو "عدم السماح بحصول تراخ في الجهود الدولية لحل الازمة في سوريا". واعتبرت ان بعثة مراقبي الاممالمتحدة في سوريا "عامل مهم في ضمان دعم دولي للتطلعات المشروعة للسوريين ليحددوا بأنفسهم وسائل تحقيق تطور ديموقراطي ومستقل لبلدهم". ووجهت موسكو اصبع الاتهام الى المعارضة السورية والقوى الغربية في دفع انان الى الاستقالة. وقالت "للاسف، رفضت المعارضة السورية دائما كل الاقتراحات لتأسيس حوار سياسي ولم يقم شركاؤنا الغربيون وبعض دول المنطقة التي كان في امكانها التأثير على المعارضة، بأي شيء". واستقال انان امس من منصبه كمبعوث للامم المتحدة والجامعة العربية، مشيرا الى انه لم يحظ "بالدعم الذي تستحقه القضية". وألمح الامين العام السابق للامم المتحدة الى عدم قدرة مجلس الامن على الضغط على أطراف النزاع، وخصوصا نظام الرئيس بشار الاسد، بسبب الاعتراض المنهجي لروسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات ضد قرارات تلوح بفرض عقوبات على دمشق. ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقالة انان بانها "خسارة كبرى" مؤكدا انها لا يجب ان تعيق جهود التوصل الى حل دبلوماسي للنزاع. وكانت موسكو تعتبر ان جهود انان تهدف الى فتح حوار مباشر بين نظام الاسد والمعارضة السورية كسبيل وحيد لوضع حد للنزاع المستمر منذ 17 شهرا والذي ادى الى اكثر من عشرين الف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ومع عدم وصول هذه الجهود وخطة النقاط الست التي طرحها انان الى نتيجة، دعمت روسيا ايضا اتفاقا على مبادىء انتقال للسلطة في سوريا تبنته مجموعة العمل حول سوريا التي شكلها انان، خلال اجتماع عقدته في 30 يونيو في جنيف. ولم يتضمن الاتفاق اي دعوة للاسد الى التنحي، وقوبل بالرفض من دمشق والمعارضة السورية على السواء. وبدا ان روسيا شريكة سوريا منذ مدة طويلة والتي تزود دمشق بالاسلحة، ابتعدت بعض الشيء عن نظام الرئيس بشار الاسد في الاسابيع الماضية من دون ان يغير ذلك في موقفها المبدئي الرافض لأي تدخل في ازمة تعتبرها "داخلية".