بمناسبة الاحتفالات بعيد الام اجمع علماء الازهر ان مصر ذكرت فى الكتاب المقدس بعهديه اكثر من ستمائة وثماثين مرة ،وذكرت فى القرآن بالتعبير المجازى والصريح اكثر من ثلاثين مرة، ونحن نعيش ذكرى عيد ام كل مصرى ابى ان يرى الظلم فيسكت والفساد فلا ينكر وقام بكل حضارة لينفض هذا الغبار عن نفسه وبلده ومن منطلق كلام كله موضوعية ونزاهة وتجرد وتحل بسمات علمية بناءه دون تعصب لمصر ان تكون هى الام المثالية التى تستحق التكريم لكونها ربت رجالا وخرجت اشبالا صبروا على الظلم فلم يسمحوا بتماديه . اكد الدكتور عبدالحكم صالح سلامة الاستاذ بجامعة الازهر ان مصر تتبؤ ارفع مكانة يتبؤها وطن على وجه الارض دون منازع ففى الكتاب المقدس بعهديه ذكرت مصر اكثر من ستمائة وثماثين مرة ولم يكن هناك وطن يسابق او يلاحق اسم مصر كأنها هى الدنيا ولقد ذكر اسم مصر فى القرآن بالتعبير المجازى والصريح اكثر من ثلاثين مرة اربع بالتعبير الصريح والخامسة خلاف بين العلماء ان كان المراد بها مصر الدولة ام الامصار. واوضح ان مصر لذاتها افيضى عليها من الله فقوله "واوحينا الى موسى واخيه هارون ان تبوأ لمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة" وهذه الاية لودرست لتخرج الدراسة روائح ،اى مناخ مثل مصر واى ارض فى خصوبتها، نحن نركن الى عالم شديد وما حكاه القرآن فى سورة يوسف دارفقط على دور مصر على خريطة السخاء والكرم وكفالة العالم فى المجاعات والازمات. واضاف سلامة ان بشارة النبى فى قوله "إذافتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فإنها خير اجناد الارض فقال الصديق رضى الله عنه لماذا يارسول الله قال النبى لانهم واهليهم فى رباط الى يوم القيامة" ورد النبى الهام ربانى ومضمون الهى واشارة مستقبلية تؤكد بان مصر فى عناية الله وراض عن اهل مصر. واشار الى ان اول بيت وضع للناس هوبيت الله الحرام كما ذكر القرآن لكن من الذى اعمر هذا المكان الذى امر الله الملائكة ببنائه وكان فى مكان موحش خراب لاانيس فيه ولاجليس رغم ان هناك قبائل تعيش حوله ومع ذلك اول معمر لهذا البيت هى السيدة هاجر المصرية عليها السلام وكأن الله اختار بنت مصر الفتاة والتى تحمل على يدها طفل, لإعمار هذا المكان. ومن جانبه اكد الدكتور مجاهد الجندى استاذ ومؤرخ بجامعة الازهر ان مصر من اعظم البلاد التى منحت وسام الشرف والقداسة ان ذكرت كتاب الله عدة مرات ثم يكتمل هذا الشرف بتشريف النبى لهذا المكان نزولا وصلاة لتكون مصرمقدسه بنزو ل الله تنزلا معنويا يليق بعظمته وايضا بنزول النبى على ارضها وكذا كثير من الانبياء. واضاف ان مصر صانعة الحضارات منذ اقدم العصور ومعمرة البلدان فهى التى علمت العالم فلقد كانت الكتابة سورية ثم تحولت الى رموز ثم انتقل الى احرف وخير شاهد حجررشيد والمعابد ،بل ان التاريخ يشهد ان الذى اسس بنيان البيت الحرام كان قبطيا مصريا وان الذى اعمربيت الله الحرام وما حوله هى بنت مصرية هاجر. واكد الجندى ان المصريين اول من قام بالحياكةعن طريق نبى مصرى ادريس عليه السلام واول من استخدم الحيوان واستنفع به وجلده واكل لحمه المصريون ,فلما رأى المجاورون من بلدان العالم تلك الحضارة عزموا على نقلها الى بلادهم ،مشيرا بان مصر صانعة الحضارات وان كانت فى كبوة الا ان عقول المصريين موروثة اشبال من ظهر الاسد فهى التى انجبت العباقره كالامام محمد عبده وعلماء الازهر جيلا بعد جيل فستفيق من كبوتها لتعود لمهدها ومجدها وعزها فهى ام الدنيا ابدا مابقينا. وفى السياق نفسه اكد الدكتور قاسم عبده قاسم استاذ التاريخ جامعة الزقازيق ان مصر الام المثالية حقيقة ومجازا لاولاد صنعوا التاريخ والحضارة واكبر شاهد على ذلك الثورة المباركة ،فما يشهده العالم العربى من تقدم فان الذى وضع اساسه المصريون من دستور ونشر الثقافه والعلم ونهضة العلوم وتطبيق النظريات العلمية. وقال ان أول من كون الدستورفى التاريخ وأول ديانة منظمه يعرفها العالم ,وأول جيش فى التاريخ ,وأول من علم البشرية الزراعة وكذا الطب والهندسة والبناء الحجرى وفن التحنيط والذى عجز الجميع والى الان التوصل اليه هم المصريون، مشيرا الى ان احد من دول العالم لايستطيع ان يضع تمثالا تتعامد الشمس على وجهه مرة فى العام. واوضح ان الاعداء لهذه الام المثالية والوطن الكبير لعبوا على اوتار متعددة كالفتن الطائفية والوقيعة ولولا وعيهم لاحترق الشعب والوطن ،مشيرا الى ان ماحدث كان بحثا عن الكرامة والاستقرار والاحداث الاخيرة ثمنا لذلك وفى النهاية ام ضحت لاولادها. وتحدث الدكتور عبد المقصود الباشا استاذ التاريخ جامعة الازهر بان تكريم الله لمصروذكرها فى القرآن مرات متعدده أمرفريد فلم تكن هناك دولة ذكراسمها صريحا مثل مصر حتى مكة حين ذكرها لم تذكر باسمها وانما ذكرت بكة وهذا يشير الى خصوصية مصر والتى تنسب الى ذرية نوح وقد ذكر الله صنوف النعم بالقرآن على لسان فرعون لتوصف بجنة الله فى ارضه" اليس لى ملك مصر وهذه الانهار تجرى من تحتى" وهى البلد الوحيد التى صاهرها ابراهيم. وأوضح ان أول من عرف القانون المصريون الفراعنة اول من وضعوا القانون لردع الجريمة وتنظيم الحياة فلقد كانوا يحاكمون من يعتدى على جارته إما بأكل التماسيح اوبالحرق. واضاف الباشا ان مكة اذا كانت سرة الارض كما قال علماء الجولوجيا فمصرسرة الكون وقول الله "سبحان الذى اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذى بركنا حوله" قال اهل العلم هذه الاية دلالة ان الدائرة تمس مصر وفلسطين والبيت الحرام والمسافة بين مصر ومكه لاتزيد عن 300 كيلو متر وممازادنى فخرا يحلقنى السحاب ان الانبياء لم ينزلوا بمصر فحسب وإنما تزوج بعض الانبياء من المصريات فلقد تزوج سليمان بمصرية، والمصريون يفرضون الاتاوات على آشور والعراق وبابل وكانوا لايستمدون شرعيتهم الابعد موافقة الملك الفرعونى. واشارالى ان الناظر الى الحضارة الفرعونية لاتقارن ولايمكن معرفة اسرارها الى الان فطرق التحنيط لم يتوصل اليها وطرق بناء الاهرامات، لدرجة ان بعض العلماء قالوا ان الفراعنة ليسوا من سكان الارض وانماهم سكان كواكب اخرى هبطوا فصنعوا الحضارة المصرية وعادوا مرة اخرى وهذا دليل على عمق الحضارة المصرية وتقدمها. وقال الباشا ان مصر وان مرت بها نكبات وكوارث الا ان النكبة التى تمر بها الان اشد واخزى لان حكامه ما نظروا الا تحت اقدامهم ولكن ستمر من محنتها وتنجلى كبوتها وستعود الى مكانتها.