الفنان مصطفى زمانى حالة من الجدل تفجرت في الوسط الفني في مصر بعد قيام قناة "ميلودى دراما" بشراء حق العرض لمسلسلات إيرانية لتصبح أول قناة مصرية تعرض أعمالا إيرانية دينية دون أى مخاوف رقابية من ظهور السيدة مريم، خاصة أن الأزهر يمنع ظهور الأنبياء على الشاشة ومن ضمن الأعمال الإيرانية التي يتجسد فيها الأنبياء مسلسل «مريم المقدسة» و«يوسف الصديق» والذى اتهم باعتماده على الفكر الشيعى أكثر من اعتماده على القرآن، وهو ما اعتبره صناع الدراما فى مصر الخطر القادم من إيران لمحاولتها نشر فكرها الشيعى فى المجتمع العربى. ومسلسل "يوسف الصديق" يحكى سيرة النبى يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، والمسلسل من إنتاج مركز "سيما فيلم" الإيرانى وقد دبلج للعربية للعرض على قناة المنار. ويقوم بدور البطولة الوجه الجديد مصطفى زمانى ويقوم بتجسيد النبى يوسف وهو طفل الطفل حسين جعفرى واشترك فى كتابة السيناريو اكثر من 20 كاتب كما قام باخراجه فرج الله سلحشور ويمثل دور النبى يعقوب محمود ياك نيت كما يقوم بأداء دور الوحى "جبريل" أردلان شماع كاوه. المسلسل الذى يعرض لا يحتوى على معلومات تاريخية صارمة لانه يستند الى مصادر شيعية يقول علماء ايرانيون انها متفق عليها. الجديد على المشاهد المصري والعربى أنه يشاهد نبى من أنبياء الله يجسد فى صورة ممثل مسلم وباللغة العربية ولم نعتد أن نشاهد تجسيد الأنبياء إلا فى الافلام الامريكية التى جسدت النبى عيسى اكثر من مرة. يرى الدكتور عبد المعطى بيومى عميد كلية اصول الدين السابق أنه لا يجوز تصوير الانبياء والرسل وكبار الصحابة أو تمثيلهم فى شخصيات لأن هذا يحد من إطلاق التصور البشرى لكمالهم وطالما كان النبى أو الصحابى مجهول الشكل بالنسبة للمشاهد فإنه غالبا ما يتصوره فى صورة عظيمة لا يحدها شبه أو تخيل أما التصوير أو التجسيد فإنه بتحديده وتصويره للنبى يجعلنا نتخيل دائما صورة اقل بكثير من شخصية هذا النبى لأنه لا يوجد بشر مثلهم فى هذا العالم فهم صفوة اختارهم الله لأداء رسالته ولكن يجوز أن تحكى قصة النبى ولكن بدون أن يظهر الرسول أو الصحابى بشكله عن طريق وضع هالة أو غمامة على وجهه او عن طريق استخدام الراوى. أما الدكتور أحمد السايح استاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الازهر فيرى أنه يجوز التصوير للرسل والانبياء لأنهم قدوة قال تعالى: "لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة" فبناء على هذه الآية يجوز التمثيل حتى يأخذ الناس العظة والعبرة كما انه لا يوجد نص فى القران او السنة يمنع ذلك ولكن لا ينطبق هذا على النبى محمد صلى الله عليه وسلم لانه يعجز أن يقوم بدوره أى أحد كما ينبغى. أما الشيخ يوسف البدرى عضو المجلس الأعلى للشئون الاسلامية فيرى أن التمثيل فن وثنى من حيث المبدأ ويقول إنه نشأ فى مصر القديمة فى عهد الفراعنة ونشأ فى اليونان ثم انتقل الى الرومان وكان موجود فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم ولو علم النبى فيه خيرًا لأجازه ، وقد قال صلى الله عليه وسلم "إن الله نهانا أن يحكى بعضنا بعضًا" وبالتالى فالتمثيل حرام – والكلام للبدرى – لأنه يحكى قصص خرافية لا أحد يعلمها وأما عن قصة سيدنا يوسف عليه السلام فكل الكتب لم تأتِ بالحوارات الدقيقة التى كانت تدور بين يوسف وأبيه أو إخوته أو غير ذلك وانما اخبرنا القرآن والسنة بالخطوط العريضة فقط بالإضافة الى الإسفاف بشخص سيدنا يوسف والإقلال من مكانته لان الصورة الذهنية عن النبى يوسف ستتعلق فى ذهن المشاهد بالممثل الذى أدى الدور كما أنه لا يصح ان يقوم بأداء دور نبى من الانبياء ممثل كان فى عمل آخر يقوم بتجسيد شخصية "طبال" أو "حرامى" او غيره. ويرى الدكتور أحمد راسم النفيس المفكر الشيعى انه لا يوجد نص فى القرآن أو السنة يستند عليه المحرمون والمسألة ترجع للاجتهاد والقران حكى لنا قصص الانبياء والانبياء كانوا بشرًا فما العيب ان يجسد نبى فى مسلسل او فيلم أو اى عمل فنى طالما كان ذلك منقحًا تاريخيًا من قبل العلماء المتخصصين وكان فى إطار الأشياء المتفق عليها بين علماء الأمة. وأضاف : ايصال سيرة الانبياء والصالحين الى الناس أمر محمود وليس به شبهة. وقال النفيس : لا أدري لماذا يتشدد البعض بتحريم تمثيل الانبياء فى عمل محترم يوصل رسالة جيدة .