أصدرت سلسلة كتابات جديدة مسرحيتين للكاتب والسيناريست والمخرج الشاعر يس الضوى فى كتاب يحمل إسم " إبن عروس" . وهو إضافة حقيقية لمكتبة النصوص العربية , حيث يحتوى الكتاب على مسرحيتين حول شخصيتين هامتين بل من أهم الشخصيات التى لها سيرة تراثية مليئة بروح المقاومة والنضال من أجل الحرية والإصلاح . فالمسرحية الأولى فى الكتاب هى سيرة المناضل الصعيدى والشاعر الكبير ( إبن عروس ) الذى يطول الحديث فى شاعريته الفطرية ومدى تأثيره فى كل شعراء العامية فى مصر والعالم العربى ، وقد وضع الضوى فى هذاه المسرحية خبرته الواسعة فى كتابة دراما تعتمد على الصورة والشاعرية والإيقاع السينمائى فى النقل من مكان لآخر ، وكذلك حرفية التنقل بين حاضر الدراما وماضيها فى أحسن ما تكون الصياغة . وكما يقول الكاتب ( سليم كتشنر ) فى الدراسة المنشورة فى آخر الكتاب ، تحت عنوان ( إبن الجنوب دائم الحضور ) : لقد ابتكر يس الضوى شكلا خاصا به يمكننا أن نصفه بالملحمية ، ولا يمكننا أن ننسبه للبريختية ، فهى ملحمية خاصة بياسين الضوى ، ملحمية لا تشبه ملحمية آخرين ، حيث لم يكتف بمجموعة الرواة من أهل البلد والذين يشبهون الكورس لكنهم غير ذلك ، بل جعل كل شخصية من الشخصيات تخرج عن أدائها فى مكان معين لتحدثنا كمتلقين عن مكنون نفسها الذى لا يمكن أن يأتى فى صورة حوار ، ثم تعود لاستئناف حوارها وتفاعلها مع الحدث ، ولا أظن أن مؤلفا مسرحيا قبل يس الضوى سلك هذا الطريق فى صياغة الدراما المسرحية . والنص الثانى فى الكتاب هو " حى بن يقظان " عن إبن طفيل ، وهى رواية فلسفية معقدة ، كيف صاغها الضوى شعرا عاميا وكأنها سيرة شعبية على لسان شاعر الربابة الحاكى ، فى لغة شعرية معبرة وبسيطة ، أيضا تحفل الدراما بالصراع الذى سلكه . ( حى بن يقظان ) ووالداه المظلومان ، ضد حاكم جزيرة أهلهم الخاضعين للظلم والسيطرة والقمع وهذه الحالة التى استهل الذوى بوصفها كلام الحاكر ( شاعر الربابة ) حيث يقول : عيشه وخلايق هشيشه جُهّال على جهل عامم م الأرض ياكلو الحشيشه يتهشّوا كيف البهايم