تناولت الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم عدداً من القضايا الهامة في المنطقة منها جرائم نظام الرئيس السوري بشار الأسد التي يرتكبها ضد الأطفال والمتظاهرين العزل، وتطرقت إلي الغضب الذي دب بين المصريين بسبب محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ومعاونيه، ووصفت ذلك الغضب بالثورة الثانية، كما تناولت ثروة نجلي رئيس السلطة الفلسطينية "طارق وياسر" الذين بدأت تظهر تساؤلات كثيرة حول ثروتيهما وعلاقتهما بالسلطة الفلسطينية. الصحافة الأمريكية: تساءلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن سبب ثراء نجلي الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلة: هل ازداد ياسر وطارق ثراء على حساب الفلسطينيين وربما دافعي الضرائب الأمريكيين؟ وقالت المجلة - التي اعتمدت في أرقامها على تقارير وكالة رويترز- إن القادة الأمريكيين تعهدوا عقب الربيع العربي بالنأي بأنفسهم عن الاعتماد على "الحكام المستبدين" الذين أثروا أنفسهم على حساب مواطنيهم، ولكن ثمة مشكلة طفت على السطح تتمثل في ظهور تفاصيل جديدة بشأن ثراء عائلة عباس "الذي يعتبر الشريك الأساسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط". وأشارت فورين بوليسي إلى أن ثروة عائلة عباس باتت مصدرا للجدل خلال التحقيق مع محمد رشيد - وهو المستشار الاقتصادي للراحل ياسر عرفات- في قضية فساد على مستوى عال. وقالت إن ياسر يملك شركة فولكن توباكو التي تحتكر مبيعات السجائر الأميركية بالضفة الغربية، ويرأس مجموعة فولكن القابضة، وهي شركة هندسية أسست عام 2000 ولديها مكاتب في غزة والأردن وقطر والإمارات والضفة الغربية. أما شقيقه طارق فيملك شركة سكاي أدفيرتايزينغ التي حققت عام 2010 مبيعات بقيمة 5.7 ملايين دولار، وهي شركة عملت أيضا مع الحكومة الأميركية، حيث تلقت عام 2009 - وفق رويترز- مساعدات تقدر بمليون دولار لدعم الرأي العام الأميركي بالأراضي الفلسطينية. ومن ناحية أخرى كشف تقرير لصحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) تخطط لعملية عسكرية في سوريا قد تتضمن شن هجوم إلكتروني على دفاعاتها الجوية، غير أن محللين حذروا من أن من شأن تدخل كهذا أن يشعل حربا أهلية باهظة التكلفة. وذكرت الصحيفة أن الوزارة الأمريكية تعكف على إعداد خطة طارئة لعملية عسكرية تشمل ضمن ما تشمل هجوما إلكترونيا. وعلى الرغم من أن خبراء التخطيط العسكري يبدون تفاؤلا بهذا الصدد إيمانا منهم بأن الولاياتالمتحدة تملك من التفوق العسكري الهائل والبراعة التكتيكية الفائقة على الدفاعات الجوية -التي تصفها الصحيفة بالقوية- وعلى القوات الجوية لسوريا، فإن المحللين العسكريين يحذرون من أن أي تدخل عسكري غربي قد يفضي إلى اندلاع حرب أهلية في سوريا تفوق حرب العراق دمارا وأضرارا. وأشارت الصحيفة إلي أنه يتعين الانتظار لمعرفة ما إذا كان عمق تلك الهواجس السياسية التي أبداها المحللون العسكريون سيبطل أي حديث عن جدوى الخطة العسكرية الأميركية في ردع النظام السوري. الصحافة البريطانية: استهل روبرت فيسك مقالته في صحيفة إندبندنت البريطانية عن الشأن السوري بأن الغرب مرتاع من ذبح الأطفال الآن، لكنه سرعان ما سينساهم، وسينجو الرئيس بشار الأسد بفعلته في مجزرة الحولة كما نجا من درعا وحمص، وبالتالي ستنجو المعارضة المسلحة بالإضافة إلى تنظيم القاعدة وأي جماعات أخرى تنضم إلى المأساة في سوريا، وقد تكون هذه هي اللحظة الحاسمة، نقطة اللاعودة، للهول عندما يصير انهيار البعث حتميا وليس محتملا. وحينها قد يرتاع وزير الخارجية البريطاني السيد هيغ، والأممالمتحدة أيضا. وأشار فيسك إلى أن الشرق الأوسط مليء بمئات "الحُولات"، حيث أعداد الأطفال القتلى تفوق الحصر. وتساءل ماذا لو أن جنود الأسد تركوا مليشياتهم العلوية تقوم بهذا العمل القذر؟ واستشهد بأحداث مماثلة قال إنها قامت بها جبهة التحرير الوطني في الجزائر في التسعينيات وأسفرت عن مقتل 200 ألف نفس، مقارنة بعشرة آلاف في الحرب السورية حتى الآن. وما فعله الموالون للقذافي في ليبيا، وبلطجية مبارك في مصر ضد المعارضين لنظامه، وما قامت به إسرائيل باستخدامها عملاء الكتائب اللبنانية لإرهاب وقتل خصوم لبنان. كل هذا كان حكما من خلال القتل. وقال فيسك إن ما يحدث في سوريا حرب أهلية، وقد تكون الحولة هي نقطة التحول التي تشهد عليها الأممالمتحدة. لكن حزب البعث له جذور أعمق من الدماء، وسل أي لبناني عن ذلك. وأضاف إننا في الغرب سرعان ما سننسى الحولة عندما نرى مشهدا آخر للموت على شاشاتنا من الريف السوري أو من اليمن أو من الثورة القادمة. الصحافة الألمانية: تناولت بعض الصحف الألمانية الصادرة اليوم تبعات محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك واصفة غضب المصريين من تبرئة رجال الشرطة بأنه صدمة أدت لمرحلة ثانية من الثورة ضد نظام الرئيس السابق. وقالت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" إن هذا الغضب عبّر عن وعي المصريين بأن نظام مبارك ممثلا بالجيش والاستخبارات والشرطة والقضاء لم يمس. وتحت عنوان (تحية للمجرمين) تساءلت الصحيفة في صفحة الرأي قائلة: كيف برأت المحكمة ساحة الزبانية الستة الكبار بالداخلية المصرية، في الوقت الذي صدرت فيه بعد سقوط مبارك أحكام بالسجن على آلاف المصريين لمجرد مخالفات بسيطة؟ وأضافت "خرج الجنرالات القتلة من محاكمة مبارك مثل خروج الشعرة من العجين، وعوقب الرئيس السابق ووزير داخليته حبيب العادلي باعتبارهما ممثلين لدولة القمع، للإيحاء بأن إبعاد قمة النظام الظالم يعني نهاية الحكم الدكتاتوري". فيما اعتبرت صحيفة "ديرتاجسشبيغيل" أن الحكم بالسجن مدى الحياة على "الفرعون" السابق مثل رغم تناقضاته حكما تاريخيا في مصر والدول العربية، التي لم تشهد أي منها تقديم حاكم للقضاء ليعاقبه على ما اقترف من جرائم بحق بلاده وشعبها.