الاعتذار هو بمثابة الفعل النبيل و الكريم الذي يعطي كل علاقة بين شخصين الأمل في التجديد و الاستمرارية، كما ان الاعتذار يعمل على تعزيز العلاقة و تطويرها، إلا ان آدم للأسف لا يقوم بهذه الخطوة إلا نادرا، مما يجعل حواء تتساءل عن السبب الذي يمنعه من تقديم الاعتذار لها بالرغم من أنه قد أخطا في حقها. فالاعتذار يعتبر بالنسبة للرجل بمثابة الخطوة المهلكة التي لا يخطوها إلا نادرا، خوفا من ان ترفض المرأة اعتذاره، فللرجل قناعة لا يمكن أبدا تغييرها، و هي ان المرأة لا تنسى أبدا الخطأ الذي ارتكبه في حقها و لا تسامحه عليه إطلاقا، فيقول الرجل بينه و بين نفسه انه في حال تقدم بالاعتذار فلن يقبل منه، لهذا يفضل البقاء جانبا و اختصار الطريق و عدم الاعتذار كما هناك الكثير من الرجال ممن يضنون بأن للمرأة قلبا اسود، و انه في حال تقدم لها بالاعتذار فستدله به طيلة حياته، و أنها لن تنسى الموضوع بالرغم من مرور السنوات، و بفعل ترسخ هذه الاعتقادات لديه يمتنع عن طلب العفو منها. نفتقد في مجتمعاتنا العربية لثقافة الاعتذار، فنقول على الرجل الذي يقدم الاعتذار بأنه مخطئ و أنه مذلول و مكسور الجناح، و بالنسبة للشخص الذي يقدم إليه الاعتذار فيقال عنه بأنه متعال و يتعامل مع المعتذر كأنه العبد و هو السيد كما هو الشأن بالنسبة للرجل كونه يظن بأن المرأة ستقوم بنفس التصرف، فستعتبر نفسها قوية و حازمة بل و تتعالى عليه وتنفعل لو هو قام بالاعتذار لها، و لذلك فالرجل لا يعتذر. تريد المرأة من الرجل أن يعاملها بشكل ثابت ولا يتغير كي لا تفاجأ بتصرفات وانفعالات غريبة منه. وإذا قام الرجل بالاعتذار لها فسوف تعتقد أن هذا أسلوبهوسوف ترتاح جدًا لهذا كل الاعتقادات السالفة الذكر لا محل لها من الصواب،و برأيي بأن الرجل الذي لا يقدم الاعتذار لحبيبته ضعيف و لا يقوى على الاعتراف بالخطأ الذي ارتكبه في حق حبيبته، في الوقت الذي سيدل فيه اعتذاره لها على مدى حبه لها و تمسكه بها، و على ثقته القوية بنفسه، فكلنا بشر و كلنا معرضون للخطأ. . نقلا عن موقع:يا ساتر